تعليق نبيل القدس على حرق معاذ الكساسبة حيا - نبيل القدس

لا تزال وسائل الاعلام تتلاعب بالراي العام
ولايزال الناس يحكمون على الوقائع والاحداث من خلال مشاعرهم
فالبعض قال عن عملية حرق معاذ الكساسبة انه يستحق الحرق فكم احرق هو من الناس من طائرته
والبعض الاخر استنكر هذا العمل لفظاعته التي لا انكرها
واخرين اتخذوها ذريعة لمهاجمة الاسلام والمسلمين
واما الطامة الكبرى فكانت مما انطلق خياله للدفاع عن الاسلام وان بعض الصحابة قاموا بحرق اشخاص
وهؤلاء لا يقلون بشاعة وفظاعة وانهزاما عمن حكم مشاعره في الحدث
فهؤلاء منهزمون فكريا من داخل نفوسهم ويؤثر فيهم توجيه وسائل الاعلام المسمومة
والاصل في الحكم على الافعال والاحداث هو المغيب تماما في حادثة حرق معاذ الكساسبة كليا عن الساحة
وعن الراي العام

فالافعال الاصل فيها كما هو معلوم التقيد بالحكم الشرعي وليس بالعقول او المشاعر
وعملية احراق معاذ الكساسبة حيا هي فعل من الافعال وجب التقيد فيها بالحكم الشرعي
ككل فعل يقوم به المسلم
فالمسلم حين يقوم بعمل ما فانه يجب عليه ان يتقيد بالحكم الشرعي كما هو معلوم

فالمقياس اذن للحدث وغيره انما يكون للشرع لا للعقل او المشاعر
ومعلوم ان الاحكام الرعية متعلقة بمناط الحكم الشرعي اي بواقع الشي او الفعل
فلابد من تحقيق المناط اي فهم واقع الشي فهما دقيقا ليتم انزال الحكم الشرعي عليه
ومعرفه وجه الصواب او الخطا
فمعرفة وجهه الصواب او الخطا في الافعال انما مقياسها الشرع اي الحكم الشرعي

ولتحقيق المناط لابد من معرفة واقع معاذ الكساسبة
فمعاذ الكساسبة لم يحرق نتيجة القاء قنابل في معركة
ولم يحرق في ارض المعركة وهو يقاتل
ولم تسقط طائرته فاحترق بها

فمعاذ الكساسبة وقع اسيرا في يد ما يسمى تنظيم الدولة ومدعي الخلافة وحمل الاسلام
وبالتالي فان الحكم الشرعي الذي يطبق عليه هو حكم الاسير
فتطبيق حكم الاسير هو الواجب التنفيذ من قبل من يدعي حمل الاسلام وينفذ الاسلام ويسير بحسب الاسلام

والحكم الشرعي في حق الاسرى معلوم للجميع

قال تعالى

: "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا" (محمد:4).

فحكم الاسير اما المن اي الاطلاق واما الفداء اي مبادلة اسير باسير او باسرى او فداء بمال او فداء بشي اخر

وقال تعالى

"وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً" (الانسان:8-10).

فالاسير يعامل معاملة انسانية

وقال عز من قائل

" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الأنفال:70)

فهو يأمره أن يخاطبهم بما يلين قلوبهم، ويجذبهم نحو الإسلام.

هذه هي الاحكام المتعلقة بالاسرى والتي يجب على المسلمين الحكم على الحدث واي حدث غيره وفق احكام الشرع

ستظل هذه الامة ترزح تحت الذل حتى تجعل الاحكام الشرعية اساس حياتها وميزان اعملها والحكم في كل امر

جزاك الله خيرا استاذ نبيل

لا ننكر ان الحرق لا يجوز شرعا وهذا مفروغ منه

وهنا انت وضحت الاحكام الشرعية التي يعامل بها الاسير
ولي سؤال ...
هل يسقط العقاب عنه بقتل المسلمين و خروجه مع الصليبين هو وامثاله ضد المسلمين ؟؟؟
لا يخفي احد ان الحلف الدولي كان ضد المسلمين وهل كانت طائرته تميز بين البريئ والقاتل او بين انسان وشجر وحجر ؟؟
لمالم تتحرك طائراتهم و طياريهم ضد اليهود و الكفار الذين يحرقون المسلمين في كل انحاء العالم ؟؟

وملاحظة
هناك انباء عن الكساسبة بانه لم يحرق وان الفيديو كان ممنتج انتاج عال الجودة وان تنظيم الدولة المبتدء لا يمكنه انتاج ومنتجة هذا الفيلم
وان الكساسبة قتل منذ شهر وان تنظيم الدولة لكان يكتف بتصويره بكميرات المحمول { الجوال }

لماذا تم منتجة الفيلم سينمائا وكانه فيلم من افلام بوليود وهذا اجماع عدة خبراء بالتصوير السينمائي

......

اما انا شخصيا استنكر الحرق فقط حتى للكافر البواح بكفره وانما لم احزن ولم يتحرك لي ساكن من المشاعر والعواطف اتجاه ما حدث

بالنسبة للسؤال الاول
هل يسقط العقاب عنه بقتل المسلمين و خروجه مع الصليبين هو وامثاله ضد المسلمين ؟؟؟

اذا كان المقصود بسقوط العقاب عنه في الاخرة فالعلم عند الله
اما اذا كان المقصود العقاب في الدنيا
فالعقاب في الدنيا انما جعلت صلاحيته للدولة وليس للافراد او العائلات او القبائل او القوم او الجماعات والاحزاب
فلايجوز مثلا لعائلة او حمولة مهما بلغ عدد افرادها ان تقوم بقطع يد سارق من احد ابنائها لان الشرع لم يعطها صلاحية ذلك
وانما الصلاحية جعلها الشرع للدولة

والجاري على الساحة الان من قتل وقتال يجب فهمه بدقة حتى نستطيع نحكم عليه من وجهة شرعية
فليس هناك دولة اسلامية على وجهه الارض
والموجود انما هو مجموعات وتنظيمات تقوم بالقتال
هذا القتال يقال عنه انه جهاد
والجهاد في الاسلام جعل حكمه القايم به للدولة واجازه الشرع للافراد والجماعات في ظل الدولة وبدون دولة
فالجهاد ماض سواء كانت هناك دولة ام لم تكن
انما الجهاد هو مجهادة وقتال الكفار فلايسمى القتال بين المسلمين جهادا ولا بحال من الاحوال

وقد يكون القتال مع غير الكفار مما يطلق عليه رد الصائل
وللجهاد احكام ولرد الصائل احكام
وفي الحالتين سواء كان جهادا او كان ردا للصائل
فان واقع معاذ الكساسبة انه تم اسره وللاسير احكام
لابد من تنفيذها والاحتكام لها
فالاحكام الشرعية ليس لها علاقة بغضبنا او حنقنا او حبنا وكرهنا

والدولة الاسلامية قد تعاقب من كان يقوم بايذاء المسلمين فقد فعل ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم
فقد ارسل رسول الله صل الله عليه وسلم من يغتال اشخاص كانوا يقومون بايذاء المسلمين والصد عن الاسلام

وهذه ايضا منوطة بالدولة فالدولة الاسلامية هي التي تقوم بذلك ولا يجوز ان يقوم بذلك الافراد او التنظيمات والاحزاب

وتنظيم داعش لاينطبق عليه واقع الدولة الاسلامية وان اعلن نفسه انه دولة او دولة خلافة
فلايجوز لتنظيم الدولة ان يقوم بتنفيذ احكام العقوبات سواء كان قتاله مما يعتبر جهادا او مما يعتبر ردا للصائل