ظل قلبي يرجف وأنا أشاهد الحشود تتجمع من كل محافظات مصر وتتجه
نحو سفارة العدو الصهيوني.
ليست المرة الأولى التي يردي فيها عدونا جنود حدودنا، وليست المرة الأولى التي تخرج فيها المظاهرات مطالبة بحق هؤلاء الجنود الذين يحمون لنا الحدود .. ولكن النظام الفاشي الغادر المتواطيء كان دائما يجهض الثورات في رحمها، ويعود الثوار إلى منازلهم بمزيد من الغليان وكثير من الخيبة لم تشف صدورهم،
لكنها المرة الأولى التي يخرج فيها الشباب مشبعا بروح الثورة التي ولدت منذ شهور، محملين بغليان السنين، يجهرون بشعارات حراقة براقة
حداقة لا فيها مواربة ولا مجاملة ولا شبهة خوف على النفس لذلك كان قلبي يرجف، فهناك الجيش الباسل الذي حمى الثورة، لا ندري كيف يقابل رجاله هذا التجمع الغفير، وهذا القصد الكبير، وكيف يكون رد الفعل والهتاف يقول:
"طرد السفير أو رحيل المشير"
تجمع الشباب والشيوخ أمام السفارة يهتفون طوال ليل الجمعة وجاء وقت السحور فجلسوا يتناولون طعامهم ناوين الصيام ليس فقط عن الطعام، بل عن أي مساومة تبعدهم عن هدفهم "الثأر" وهم مصرون،
واصطفوا جميعا لصلاة الفجر في مشهد مهيب وبديع ثلاثين ألفا أو يزيدون، مشهد أنزل دموع الفرح من عيني، وأحيا في وجداني شعورا بالعزة والكرامة يعود لوطني،
الله عليك يا شباب مصر الحلو الذي يذهل العالم في كل وقت، بعدما نفضتم غبار السنين العجاف التي مضت بدون رجعة.
ثم ماذا أيها العدو الصهيوني؟ ثم التصميم الذي ليس له بديل، لو رفعتم علمكم رمز الغدر والصفاقة عاليا عاليا أكثر من الثمانية عشر دورا التى قبع عندها.. هناك الإرادة القادرة على إنزاله من عليائه وتمزيقه وإحراقه،
هناك شاب جسور طموح بائع روحه من أجل لحظة جمال يهبها لوطنه هاهو يتسلق في الظلام من بناية لبناية غير هياب ولا متردد يعرف جيدا هدفه كما يعرف كل الاحتمالات دونه، لكنه متأكد أنه لو سقط فألف غيره سيفعلون وسينجحون.
أحمد الشحات، أنت العلم حين أنزلت علم الغدر والصفاقة.
أحمد الشحات، اسم ذكرني بمنتظر الزيدي اليطل العراقي الذي ضرب الرجل الأحمق في العالم بالحذاء.
هاهو أحمد الشحات يضرب دولة الجبابرة بالحذاء أو قل يضربها على قفاها ليثبت لهم شدة تغفيلهم، لكي يفوقوا ويعرفوا أنهم أمام جيل جديد مختلف ليس لهم به طاقة.
أحمد الشحات النقاش، نقش اسمه على جبين التاريخ وسجل معه بسالة جيشنا الحبيب الذي أعطاه في الخفاء الأمان كي ينجز مهمته ثم وعد بعدم المساس به.