Hitskin.com

موضوع: الصفح والغفران : ابو فؤاد 2012-06-04, 7:04 pm

الصفح والغفران : ابو فؤاد

كثيرة هي حالات الخطأ التي يرتكبها بعض الناس وخاصةً في حالة اضطراب النفس مع الروح فتحدث حالة هيجان في النفس البشرية فلا تستسيغ الامور . وفي حالة خصامٍ او نزاعٍ ترى بعض الناس يتلفظون بكلمات لا تنم عن علاقة مجتمع مع بعض.
أقول كثيراً وقد بدأنا نرى حالات الهيجان والسلوك الخطأ بين عامة الناس وحتى المسؤولين في بعض الأحيان . وبطبيعة الحال الخصام يكون عادة بين فريقين يعني ثنائي. ربما كان الفريق اكثر من واحد وربما مجموعه وربما شخصا واحد , ربما تتطور الامور ليتسع النزاع والخصام. احياناً ينتهي النزاع بمصالحه عابره وأحيانا ينتهي بعداءات متواصلة. ينتج عنها نزاع مستمر يأكل معه الأخضر قبل اليابس ما لم يعالج ويجتث من اصوله وجذوره.
المجتمع الاسلامي عند نزول النبوة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبناء الدولة الإسلامية الوليدة في المدينة في جزيرة العرب كان قبل البعثه مجتمعاً مفككاً يعاني ويلات الصراع والخصام . الى ان جاء الرسول الكريم عليه السلام وبنى الدولة الإسلامية على منهاج الشرع السليم والنبوة العظيمه وقد كانت المدينة المنوره على ساكنها افضل الصلاة والسلام تئن بنزاعٍ بين قبيلتين كبيرتين هما الأوس والخزرج وقد آخى النبي عليه السلام بين هاتين القبيلتين ونزع الخلاف الطويل الذي عانت منه القبيلتان من بينهما .
وبمجرد أن دخلوا في الاسلام وتناغموا مع تعاليمه وتبنوا شرائعه فلا عاد القوي يأكل الضعيف ولا الكبير يستقوي على الصغير ولا الزوج يعامل زوجته بالقسوة, أصبح مجتمعا مسالما يحافظ على مملكته الوليده فبنوا الدولة حجراً حجرا ورصوها لبنةً لبنة كجسد المؤمن للمؤمن شدوها بعضاً ببعض .
أقول ذلك ونحن والحمد لله خلقنا لأهل مسلمين دون عناء ووجدنا انفسنا ننطق بالشهادتين ونقيم تعاليم ديننا الحنيف او هكذا على الاقل خيل الينا. وإذا بنا لا نطيق كلمةً من اخر لا يتناغم معنا بالكلام وليس بالتعاليم ومن نظر الينا نظرة ً لا تعجبنا رددنا له بمثلها او اكبر منها. وربما تطور الامر الى اكثر واكبر من ذلك .
اقول ان مجتمعا يريد ان يحافظ على نفسه من شوائب كثيرة وخاصةً إذا كان مجتمعا كمجتمعنا اقليه عليه الاخذ بكثير من الاسباب والحلول لكي ينجو من قطار العنف ، فكيف بنا وديننا الحنيف أعطى حلولاً لكل مشاكل الدنيا . فقط علينا ان نتصبر ونأتمر بهذه التعاليم وساعتها ننجوا من قطار العنف الذي يؤدي بنا الى بابٍ لا يخرج منه إلا كل ذي عقلٍ رشيد.
اقول ان أي بلدٍ لا يخلو أهله من خصامات ونزاعات بينهما ,وبطبيعة الحال الخصام والنزاع بحاجة الى حل يرضي الطرفين. وفي حالة رجوع جميع الناس إلى الحلول الموجودة بتعاليم ديننا سوف لن نجد هذا الكم الهائل والاحتقان الكبير الموجود داخل صدورنا لكي يؤججه الشيطان ليصبح مرجلا يغلي ويفور ويؤدي بالنهاية الى النفور والى عدم حب الآخر وقبوله سيما وان جُل النزاعات حلها بسيط ونحن بحاجة إلى التذكير بالضوابط الشرعية والجزاء الذي يعطيه الله عز وجل لمن عفا وصفح وسامح وقبل بحل النزاع وساعتها كل يأخذ حقه وتسود المحبة بدل البغضاء والبسمة بدل العبوس والقبول بدل الرفض.
فالتسامح اساس كل محبة لك أولاً ثم لغيرك ثانياً, فالمتسامحون والعافون عن الناس اقل الناس انفعالاً واقلهم اضطراباً واقلهم أمراضاً وأكثرهم سعادةً في الدنيا قبل الآخرة.وقد اثبت هذا علماء النفس حديثا في دراسات اجروها على هؤلاء الناس فالمتسامحون والعافون عاشوا أعماراً أطول لقلة انفعالهم وبهذا حافظوا على قلب سليم غير مضطرب وكان رضاهم عن انفسهم اكثر من غيرهم.
((يقول العلماء: إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفر بكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة من دماغك للتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسان الكثير من المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقام منه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد!!!
بينت الدراسات أن العفو والتسامح يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك تجد أدمغة الناس الذين تعودوا على التسامح وعلى المغفرة أكبر حجماً وأكثر فعالية، وهناك بعض الدراسات تؤكد أن التسامح يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي هو سلاح لعلاج الأمراض!))
والآن انظر إلى الآيات التي تحث على العفو وترك الضغينة " (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14.
الله امرنا بالعفو حتى مع اقرب المقربين لنا , فما بالك بالعفو عن المسيئين من الذين تخاصمت معهم اليس حرياً ان تعفو وتصفح وتسامح.! انظر الى روعة التسامح وعفو الله عز وجل " حيث يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان رجلاً لم يعمل حسنةً قط غير انه كان تاجراً موسراً وله ديون على الناس , فكان يأمر غلمانه اذا بعثهم لتحصيل الاموال ويقول :اذا وجدتم معسراً فتجاوزا واصفحوا واغفروا وسامحوا لعل الله ان يتجاوز عني .فلما مات هذا الرجل تجاوز الله عنه وادخله الجنه" وكلُ ذلك بسبب العفو والتسامح انظر الى هذا الكرم الالهي .
وأخيراً أخي المؤمن، هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟! إذا أردت أن يعفو الله عنك يوم القيامة فاعفُ عن البشر في الدنيا! يقول تعالى مخاطباً كل واحد منا: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) النور

» عاجل: قصيدة أحمد فؤاد نجم ضد مذابح مصر وضد الجيش السـيـسي عَـمَلها - أحمد فؤاد نجم
» قصيدة الصفح الأخير - رائعة الشاعر أنمار محاسنة
» أرحل يا ريس -- شعر: أحمد فؤاد نجم