المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 117تاريخ التسجيل : 31/07/2012العمر : 40
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-23, 11:52 pm
أحترم رأيك أستاذي ... ولكني أختلف في مسألة التدرج بالشريعة الإسلامية فالاسلام بدأ متدرجاً والقرآن نزل بالتدريج ولم ينزل مرة واحدة. وتعاليم الإسلام بدأت متدرجة وفرض الفرائض سبقها الاقناع ....ولولا التدرج لشعر البشر بصعوبة التطبيق وكان الأمر مرهقاً لهم....لذلك علينا أن ندعو الناس الى الاسلام بالتدرج فنبدأ بجذب الناس الى تعاليم الدين والالتزام بضوابطه لمحاسنها الكثيرة ومن ثم ندعوهم الى التطبيق ومن ثم نصل الى مجتمع نظيف اسلامي ومن ثم نعيد الخلافة....تقبل مرورري وأحترم كل الآراء ...تحياتي لكم
نبيل القدس ابو اسماعيل المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 38802تاريخ التسجيل : 18/03/2009
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-24, 12:18 am
نبيل القدس ابو اسماعيل المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 38802تاريخ التسجيل : 18/03/2009
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-24, 12:20 am
انظر الى السابق للتتضح الصورة ------------------------ كلام سليم فهناك فرق بين التدرج والاستطاعة أصحاب التدرج يقبلون وبكل بساطة حكم الكفر ولو لعشرين سنة ما دام الحاكم بلحية
ولكن حد الاستطاعة يعني أن التطبيق فوري ولازم، ولكن قد لا يمكن تطبيق حكم ما فوريًا نظرًا لذات الموضوع، وليس نظرًا لتقبل الناس. قد أتفهم نقطة طاقة الناس، ولكن لا يمكنني تفهم نقطة تقبل الناس
من أمثلة ذلك موضوع النقود وتحويل نظام النقد إلى الذهب والفضة، فهذا أمر بطبيعته يأخذ وقتًا وإجراءات و .. ، ولكن لابد من اتخاذ الاجراءات من أول يوم بما لا يؤدي إلى انهيار الاقتصاد مثلا
أما موضوع تقبّل الناس فغير مقبول ويطرحه الشيخ الفاضل حازم لأنه يريد الوصول إلى الرئاسة في ظل هذا الوضع بدون سند الجيش
وبخصوص الأمثلة التي ساقها الشيخ حازم على موضوع الاستطاعة فإن فيها إشكالا وهو أنها ليست من الواجبات
فموضوع هدم الكعبة ليس من الواجبات وقتل الخائن ليس حدًا بل هو موكول لأمر الخليفة أو رئيس الدولة، له أن يقتله وله أن يسجنه وله أن يعفي عنه.
وفي مثل هذه الأمور يمكن مراعاة واقع الناس
يقول ابن حجر حول حديث الكعبة: ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر عنه فهم بعض الناس، والمراد بالاختيار المستحب.
وأخشى أن يقع الشيخ حازم بإخلاصه وصدق طويته في فخ تقبل الناس لأنه بدون سند الجيش، مثل اتفاقية كامب ديفيد والتعامل مع أميركا المحاربة والتعامل مع كيان يهود و...
حزب التحرير -ونحن هنا لا نمثله- يقول بأن الدعوة يجب أن تلتئم مع النصرة حتى تقام الدولة ويطبق الإسلام كاملاً. أما عندما تكون رئيسًا وخصمك المجلس العسكري فأنت في ورطة كبيرة ووضع لا تحسد عليه.
يجب أن تستمر الحركة الاحتجاجية حتى إسقاط المجلس العسكري، ورفع شعار الإسلام خالصًا وواضحًا كما رفعه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مكة، ولم يخش إلا الله، وتوجيه الطاقات نحو حكم الإسلام. أما ما وصل إليه الحال فلا يسر مسلم ولا يرضي الله مجلس عسكري خائن يبعد الإسلام حركات سلخت لباس الإسلام عن سلوكها انتخابات أفرزت مجلسًا لا سلطان له على الحكومة وانتخابات ستفرز رئيسًا ربما سيكون ألعوبة المجلس العسكري شاء أم أبي
وعلى كلٍ يتشرف كل محب لإسلامه بأن يكون هناك من يصدع بإسلامه لا يخاف لومة لائم
محمود تركي
الجنس : عدد المساهمات : 363تاريخ التسجيل : 03/04/2011العمر : 34
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-24, 4:12 am
سماء عبد السلام كتب:
أحترم رأيك أستاذي ... ولكني أختلف في مسألة التدرج بالشريعة الإسلامية فالاسلام بدأ متدرجاً والقرآن نزل بالتدريج ولم ينزل مرة واحدة. وتعاليم الإسلام بدأت متدرجة وفرض الفرائض سبقها الاقناع ....ولولا التدرج لشعر البشر بصعوبة التطبيق وكان الأمر مرهقاً لهم....لذلك علينا أن ندعو الناس الى الاسلام بالتدرج فنبدأ بجذب الناس الى تعاليم الدين والالتزام بضوابطه لمحاسنها الكثيرة ومن ثم ندعوهم الى التطبيق ومن ثم نصل الى مجتمع نظيف اسلامي ومن ثم نعيد الخلافة....تقبل مرورري وأحترم كل الآراء ...تحياتي لكم
لكي الاحترام اختي الطيبه اما بعد :
نبين أولا معنى التدرج
معنى التدرج:
التدرج، تفعل من "درج" التدرج في اللغة: من دَرَجَ من باب دخل، ودرج الشيء يدرج درجًا ودَرَجانًا أي مشى مشيًا ضعيفًا، ودنا، ومضى لسبيله، ودرجه إلى كذا واستدرجه بمعنى: أدناه منه على التدريج فتدرّج، واستدرجه: رقاه من درجة إلى درجة، وأدناه على التدريج فتدرّج هو، كدرَّجه إلى كذا تدريجًا: عوده إياه كأنما رقاه منزلة بعد أخرى، والتدرج أخذ الشيء قليلاً قليلاً.
ومن ثم يمكن القول بأن التدرج: أخذ الأمور شيئًا فشيئًا، وقليلاً قليلاً، وعدم تناول الأمور دفعة واحدة.
وهذا المعنى هو الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية ودلت عليه نصوص القرآن والسنة، بل نزول القرآن الكريم منجمًا على ثلاث وعشرين سنة أبلغ دليل على اتباع الشريعة هذا المنهج في تثبيت الأحكام، قال تعالى (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106)) (الإسراء)، وقال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)) (الفرقان)، وفي الصحيح من حديث البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدًا، ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدًا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)) (القمر). وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده..".
ولذلك وجدنا تدرجًا في التشريع من حيث الزمان إذ استغرقت عملية التشريع حتى اكتملت ثلاثًا وعشرين سنة، ومن حيث الأحكام تم البدء بالعقيدة والقيم الأخلاقية وتلتها الأحكام العملية، وتم بناء الفرد أولاً ثم بناء الدولة ثانيًا وهكذا، بل وعلى مستوى الحكم الواحد راعى الإسلام التدرج فيه وأمثلته كثيرة.
وهذا المنهج الإسلامي في التغيير هو الذي يستقيم مع طبيعة النفس التي خلقها الله سبحانه وتعالى وتتسم بسمات تستعصي معها على أن تقهر على شيء لا تريده ولا تستوعبه. لكن هذا التدرج المشار إليه آنفًا قد انتهى ولا مجال للقول باتباعه وبنفس الطريقة لأن هذا يتعارض تعارضًا كاملاً مع قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (المائدة: من الآية 3)، ولو قلنا بالتدرج في التشريع لكان معناه نسخ بعض الأحكام، وقد انتهى زمان النسخ.
ومن ثم فإن القول بالتدرج في التطبيق يجب أن يخرج منه وباتفاق الجميع التدرج في التشريع بمعنى الحكم على شيء ما بأنه مباح ثم بعد وقت يحكم عليه بأنه حرام، أو الحكم بإباحة شيء ما ثم يحكم عليه بالوجوب بعد ذلك، وهذه ليست محل نزاع ولا خلاف بين عقلاء الأمة علماؤها وغير علمائها.
سماء عبد السلام
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 117تاريخ التسجيل : 31/07/2012العمر : 40
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-24, 11:12 pm
شكراً لكم أستاذ نبيل ..أستاذ محمود,, وأنا أتفق أن تطبيق الفرائض لا تدرج فيه , ولكن ما أقصده أنه كيف يمكنني أن أجذب إنسان إلى الالتزام, أليس يمكن أن ينفر أو يشعر بالثقل لو أنني طلبت منه تطبيق الفريضة مرة واحدة...عندما أكون داعيةأليس مطلوب مني أن أتحدث لهم عن جمال الالتزام وأهمية التطبيق وأجذبهم بأسلوبي لكي يبادروا في التنفيذ فوراً,,, هذا بالنسبة للمسلمين وبالنسبة لغير المسلمين أعتقد أنه لو بدأت معهم بالتدريج سأكون أكثر توفيقاً في إسلامهم ...وإلا ما رأيكم !!! هذا ما قصدتهلكني أتفق معكم في أنه لا تدريج في الفريضة فالصلاة صلاة والحجاب حجابمثلاً لو أردت أن أهدي إنسان للصلاة وهو لا يصلي أساساً, بالبداية سأحدثه عن الصلاة وأنها فريضة عن فوائدها وعن الروحانية الجميلة التي سيتمتع بها .. ثم آخذه إلى المسجد وأجعله يصلي ومن ثم أبدأ في تخويفه من عقوبة تارك الصلاة لكي لا يتركها نهائيا,,, وهكذا لو أردت منع فتاة من ارتكاب الرذيلة والتوقف عن محادثة الشباب ...فأول ما أبدأ به هو صداقتها لكي تؤمن لي وتتحمل انتقادي ثم أبدأ في نصحيتها وفي الحديث معها على سوء ما تتصرف به وأبدأ في جذبها للإسلام ...ثم أرافقها في الصلاة ودائما اتصل بها موعد كل صلاة لأذكرها وكذلك الحجاب......هذه هي أمثلة متواضعة ولكن هذا ما أقصده إخوتي......أنتظر آرائكم الموقرة
نبيل القدس ابو اسماعيل المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 38802تاريخ التسجيل : 18/03/2009
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 10:20 am
تتفقين معنا في ان الفرائض لا تدرج فيها حسنا افهم من التسائل المطروح هنا هو كيفية الدعوة وليس التدرج بحد ذاته والدعوة انما هي دعوة فكرية فما الذي كان يغيير الشخص في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم من لقاء او اثنين مالذي كان يقلب احوال الشخص 180 درجة ليس التدرج مطلقا انما هو بيان ان لهذا الوجود خالقا وانه ارسل محمدا بدين الاسلام هذه الفكرة هي ركيزة الاسلام وهي التي تغيير النفوس اما ان لهذا الوجود خالقا فهذا يدرك من ادراك الموجودات وهي الكون والانسان والحياة أما أنه لا بد للأشياء من خالق يخلقها فذلك أن الأشياء التي يدركها العقل هي الإنسان والحياة والكون وهذه الأشياء محدودة فهي عاجزة وناقصة ومحتاجة إلى غيرها. فالإنسان محدود لأنه ينمو في كل شيء إلى حد لا يتجاوزه فهو محدود والحياة محدودة لأن مظهرها فردي فقط والمشاهد بالحس
أنها تنتهي في الفرد فهي محدودة . والكون محدود لأنه مجموع أجرام وكل جرم منها محدود ومجموع المحدودات محدود بداهة فالكون محدود. وعلى ذلك فالإنسان والحياة والكون محدودة قطعا. وحين ننظر إلى المحدود نجده ليس أزليا وإلا لما كان محدودا فلا بد من أن يكون المحدود مخلوقا لغيره وهذا الغير هو خالق الإنسان والحياة والكون وهو إما أن يكون مخلوقا لغيره أو خالقا لنفسه أو أزليا واجب
الوجود. أما أنه مخلوق لغيره فباطل لأنه يكون محدودا وأما انه خالق لنفسه فباطل أيضا لأنه يكون مخلوقا لنفسه وخالقا لنفسه في آن
واحد وهذا باطل أيضا فلا بد أن يكون الخالق أزليا واجب الوجود وهو الله تعالى . على أن كل من كان له عقل يدرك من مجرد وجود الأشياء التي يقع عليها حسه أن لها خالقا خلقها لأن المشاهد فيها جميعها أنها ناقصة
وعاجزة ومحتاجة لغيرها فهي مخلوقة قطعا. ولذلك يكفي أن يلفت النظر إلى أي شيء في الكون والحياة والإنسان ليستدل به على وجود الخالق
المدبر. فالنظر إلى أي كوكب من الكواكب في الكون والمتأمل في أي مظهر من مظاهر الحياة وإدراك أي ناحية في الإنسان ليدل دلالة قطعية
على وجود الله تعالى . ولذلك نجد القرآن الكريم يلفت النظر إلى الأشياء ويدعو الإنسان لأن ينظر إليها وإلى ما حولها وما يتعلق بها ويستدل بذلك
على وجود الله تعالى . إذ ينظر إلى الأشياء كيف أنها محتاجة إلى غيرها فيدرك من ذلك وجود الله الخالق المدبر إدراكا قطعيا. وقد وردت مئات الإيات في هذا المعنى قال تعالى في سورة آل عمران: (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ ))
وقال في سورة الروم (( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ))
وقال في سورة الغاشية (( أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ(17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَت ْ(19) وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ))
وقال في سورة الطارق (( فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِق َ(5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ )) وقال في سورة البقرة
إلى غير ذلك من الآيات التي تدعو الإنسان لان ينظر النظرة العميقة إلى الأشياء وما حولها وما يتعلق بها ويستدل بذلك على
وجود الخالق المدبر حتى يكون إيمانه بالله إيمانا راسخا عن عقل وبينة نعم إن الإيمان بالخلق المدبر فطري في كل إنسان إلا أن هذا
الإيمان الفطري يأتي عن طريق الوجدان . وهو طريق غير مأمون العاقبة وغير موصل إلى تركيز إذا ترك وحده . فالوجدان كثيرا ما يضفي على ما
يؤمن به أشياء لا حقائق لها ولكن الوجدان تخيلها صفات لازمة لما آمن به فوقع في الكفر أو الضلال . وما عبادة الأوثان وما الخرافات والترهات إلا نتيجة لخطأ الوجدان . ولهذا لم يترك الإسلام الوجدان وحده طريقة للإيمان حتى لا يجعل لله صفات تتناقض مع الألوهية أو يجعله ممكن التجسد في أشياء مادية أو يتصور إمكان التقرب إليه بعبادة أشياء مادية فيؤدي إما إلى الكفر أو الإشراك وإما إلى الأوهام والخرافات التي يأباها الإيمان الصادق . ولذلك حتم الإسلام استعمال العقل مع الوجدان ء وأوجب على المسلم استعمال عقله حين يؤمن بالله تعالى ونهى عن التقليد فى العقيدة ولذلك جعل العقل حكما فى الإيمان بالله تعال . قال تعال : (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ )). ولهذا كان واجبا على كل مسلم أن يجعل إيمانه صادرا عن تفكير وبحث ونظر وأن يحكم العقل تحكيما مطلقا فى الإيمان بالله تعالى . والدعوة إلى النظر فى الكون
لاستنباط سننه وللاهتداء إلى الإيمان ببارئه يكررها القرآن مئات المرات فى سوره المختلفة وكلها موجهة إلى قوى الإنسان العاقلة تدعوه إلى التدبر والتأمل ليكون
إيمانه عن عقل وبينة وتحذره الأخذ بما وجد عليه آباءه من غير نظر فيه وتمحيص له وثقة ذاتية بمبلغه من الحق . هذا هو الإيمان الذي دعا الإسلام إليه وهو ليس هذا الإيمان الذي يسمونه إيمان العجائز إنما هو إيمان المستنير المستيقن الذي نظر ونظر ثم فكر وفكر ثم وصل من طريق النظر والتفكير إلى اليقين بالله جلت قدرته. ورغم وجوب استعمال الإنسان العقل فى الوصول إلى الإيمان بالله تعالى فإنه لا يمكنه إدراك ما هو فوق حسه وفوق عقله وذلك لأن العقل الإنساني محدود ومحدودة قوته مهما سمت ونمت بحدود لا تتعداها ولذلك كان محدود الإدراك ومن هنا كان لا بد من أن يقصر العقل دون إدراك ذات الله وأن يعجز عن إدراك حقيقته لأن الله وراء الكون والإنسان والحياة والعقل فى الإنسان لا يدرك حقيقة ما وراء الكون
والإنسان والحياة ولذلك كان عاجزا عن إدراك ذات الله . ولا يقال هنا: كيف آمن الإنسان بالله عقلا مع أن عقله عاجزا عن إدراك ذات الله ؟ لأن
الإيمان إنما هو إيمان بوجود الله ووجوده مدرك من وجود مخلوقاته وهي الكون والإنسان والحياة . وهذه المخلوقات داخلة في حدود ما يدركه
العقل فإدراكها وادرك من إدراكه إياها وجود خالق لها وهو الله تعالى . ولذلك كان الإيمان بوجود الله عقليا وفي حدود العقل بخلاف إدراك ذات
الله فإنه مستحيل لأن ذاته وراء الكون والإنسان والحياة فهو وراء العقل . والعقل لا يمكن أن يدرك حقيقة ما وراءه لقصوره عن هذا الإدراك. وهذا
القصور نفسه يجب أن يكون من مقويات الإيمان وليس من عوامل الارتياب والشك . فإنه لما كان إيماننا بالله آتيا عن طريق العقل كان إدراكنا
لوجوده إدراكا تاما ولما كان شعورنا بوجوده تعالى مقرونا بالعقل كان شعورنا بوجوده شعورا يقينيا وهذا كله يجعل عندنا إدراكا تاما وشعورا
يقينيا بجميع صفات الألوهية . وهذا من شانه أن يقنعنا أننا لن نستطيع إدراك حقيقة ذات الله على شدة إيماننا به وأننا يجب أن نسلم بما أخبرنا به مما
قصر العقل عن إدراكه أو الوصول إلى إدراكه وذلك للعجز الطبيعي عن أن يصل العقل الإنساني .بمقاييسه النسبية المحدودة إلى إدراك ما فوقه إذ
يحتاج هذا الإدراك إلى مقاييس ليست نسبية وليست محدودة وهي مما لا يملكه الإنسان ولا يستطيع أن يملكه.
وأما ثبوت الحاجة إلى الرسل فهو أنه ثبت أن الإنسان مخلوق لله تعالى وأن التدين فطري في الإنسان لأنه غريزة من غرائزه فهو في فطرته
يقدس خالقه وهذا التقديس هو العبادة وهي العلاقة بين الإنسان والخالق وهذه العلاقة إذا تركت دون نظام يؤدي تركها إلى اضطرابها وإلى عبادة
غير الخالق فلا بد من تنظيم هذه العلاقة بنظام صحيح وهذا النظام لا يأتي من الإنسان لأنه لا يتأتى له إدراك حقيقة الخالق حتى يضع نظاما بينه
وبينه فلا بد من أن يكون هذا النظام من الخالق . و.بما أنه لا بد من أن يبلغ الخالق هذا النظام للإنسان لذلك كان لا بد من الرسل يبلغون الناس
دين الله تعالى . والدليل أيضا على حاجة الناس إلى الرسل هو أن الإنسان بحاجة إلى إشباع غرائزه وحاجاته العضوية وهذا الإشباع إذا سار دون نظام يؤدي
إلى الإشباع الخطأ أو الشاذ ويسبب شقاء الإنسان فلا بد من نظام ينظم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية وهذا النظام لا يأتي من الإنسان لأن
فهمه لتنظيم غرائز الإنسان وحاجاته العضوية عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض والتأئر بالبيئة التي يعيش فيها فإذا ترك ذلك له كان النظام عرضة
للتفاوت والاختلاف والتناقض وأدى إلى شقاء الإنسان فلا بد من أن يكون النظام من الله تعالى .
وأما ثبوت كون القرآن من عند الله فهو أن القرآن كتاب عربي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام . فهو إما أن يكون من العرب وإما أن
يكون من محمد وإما أن يكون من الله تعالى . ولا يمكن أن يكون من غير واحد من هؤلاء الثلاثة لأنه عربي اللغة والأسلوب .
أما أنه من العرب فباطل لأنه تحداهم أن يأتوا .بمثله : (( قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ )) ، (( قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ )) وقد حاولوا أن يأتوا بمثله وعجزوا عن ذلك . فهو إذن ليس من كلامهم لعجزهم عن الإتيان بمثله مع تحديه لهم ومحاولتهم الإتيان بمثله . وأما أنه من محمد فباطل لأن محمدا عربي من العرب ومهما سما العبقري فهو من البشر وواحد من مجتمعه وأمته وما دام العرب لم يأتوا بمثله فيصدق على محمد العربي أنه لا يأتي
بمثله فهو ليس منه علاوة على أن لمحمد عليه الصلاة والسلام أحاديث صحيحة وأخرى رويت عن طريق التواتر الذي يستحيل معه إلا الصدق
وإذا قورن أي حديث بأية آية لا يوجد بينهما تشابه في الأسلوب وكان يتلو الآية المنزلة ويقول الحديث في وقت واحد وبينهما اختلاف في
الأسلوب وكلام الرجل مهما حاول أن ينوعه فإنه يتشابه في الأسلوب لأنه صادر منه. وبما أنه لا يوجد أي تشابه بين الحديث والآية في الأسلوب
فلا يكون القرآن كلام محمد مطلقا للاختلاف الواضح الصريح بينه وبين كلام محمد. على أن العرب قد ادعوا أن محمدا يأتي بالقرآن من غلام
نصراني اسمه (جبر) فرد الله تعالى عليهم بقوله ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )) وبما أنه ثبت أن القرآن ليس كلام العرب ولا كلام محمد فيكون كلام الله قطعا ويكون معجزة لمن أتى به . وبما أن محمدا هو الذي أتى بالقرآن وهو كلام الله وشريعته ولا يأتي بشريعة الله إلا الأنبياء والرسل فيكون محمد نبيا ورسولا قطعا بالدليل العقلي. هذا دليل عقلي على الإيمان بالله وبرسالة محمد وبأن القرآن كلام الله . وعلى ذلك كان الإيمان بالله آتيا عن طريق العقل ولا بد من أن يكون هذا الإيمان عن طريق العقل . فكان بذلك الركيزة التي يقوم عليها الإيمان بالمغيبات كلها وبكل ما أخبرنا الله به لأننا ما دمنا قد آمنا به تعالى
وهو يتصف بصفات الألوهية يجب حتما أن نؤمن بكل ما أخبر به سواء أدركه العقل أو كان من وراء العقل لأنه أخبرنا به الله تعالى . ومن هنا
يجب الإيمان بالبعث والنشور والجنة والنار والحساب والعذاب وبالملائكة والجن والشياطين وغير ذلك مما جاء بالقرآن الكريم أو بحديث قطعي.
هذا الإيمان وإن كان عن طريق النقل والسمع لكنه في أصله إيمان عقلي لأن أصله ثبت بالعقل . ولذلك كان لا بد من أن تكون العقيدة للمسلم
مستندة إلى العقل أو إلى ما ثبت أصله عن طريق العقل . فالمسلم يجب أن يعتقد ما ثبت له عن طريق العقل أو طريق السمع اليقيني المقطوع به أي ما ثبت بالقران الكريم والحديث القطعي وهو المتواتر وما لم يثبت عن هذين الطريقين : العقل ونص الكتاب والسنة القطعية يحرم عليه أن يعتقده لان
العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين . وعلى ذلك وجب الإيمان بما قبل الحياة الدنيا وهو الله تعالى وبما بعدها وهو يوم القيامة . وبما أن أوامر الله هي صلة ما قبل الحياة بالحياة
بالإضافة إلى صلة الخلق وأن المحاسبة عما عمل الإنسان في الحياة صلة ما بعد الحياة بالحياة بالإضافة إلى صلة البعث والنشور فإنه لا بد من أن تكون لهذه الحياة صلة
بما قبلها وما بعدها وأن تكون أحوال الإنسان فيها مقيدة
بهذه الصلة فالإنسان إذن يجب أن يكون سائرا في الحياة وفق أنظمة الله وأن يعتقد أنه يحاسبه يوم القيامة على أعماله في الحياة الدنيا.
وبهذا يكون قد وجد الفكر المستنير عما وراء الكون والحياة والإنسان ووجد الفكر المستنير أيضا عما قبل الحياة وعما بعدها وان لها
صلة بما قبلها وما بعدها. وبهذا تكون العقدة الكبرى قد حلت جميعها بالعقيدة الإسلامية .
ومتى انتهى الإنسان من هذا الحل أمكنه أن ينتقل إلى الفكر عن الحياة الدنيا وإلى إيجاد المفاهيم الصادقة المنتجة عنها. وكان هذا الحل نفسها
هو الأساس الذي يقوم عليه المبدأ الذي يتخذ طريقه للنهوض وهو الأساس الذي تقوم عليه حضارة هذا المبدأ وهو الأساس الذي تنبثق عنه أنظمته
وهو الأساس الذي تقوم عليه دولته. ومن هنا كان الأساس الذي يقوم عليه الإسلام - فكرة وطريقة - هو العقيدة الإسلامية. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً)) أما وقد ثبت هذا وكان الإيمان به أمرا محتوما كان لزاما أن يؤمن كل مسلم بالشريعة الإسلامية كلها لأنها جاءت فى القرآن الكريم وجاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم وإلا كان كافرا ولذلك كان إنكار الأحكام الشرعية بجملتها أو القطعية منها بتفصيلها كفرا سواء أكانت هذه الأحكام متصلة بالعبادات أم المعاملات أم العقوبات أم المطعومات فالكفر بآية : ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ )) كالكفر بآية : ((وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا))
ولا يتوقف الإيمان بالشريعة على العقل بل لا بد من التسليم المطلق بكل ما
جاء من عند الله تعالى ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاًّ مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً))
زهرة اللوتس المقدسية مشرفة
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 15399تاريخ التسجيل : 10/02/2010العمر : 47الموقع : القدس زهرة المدائن
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 11:30 am
اعظم شرع الله وحكمه
بوركتم يا كرام على نقاشكم الرائع
كل التحية لقلوبكم النقية
سماء عبد السلام
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 117تاريخ التسجيل : 31/07/2012العمر : 40
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 11:36 am
يلا زهرة فوتي معنا بالنقاش ...نشوف رأيك..... جميل ما كتبت أستاذ نبيل القدس وأشكرك ولكن لي سؤال لحضرتك... لو أمامك إنسان لا يصلي لا يصوم يرتكب كل الحرام وتريد دعوته وارشاده إلى الالتزام بالإسلام...كيف ستتعامل معه؟
زهرة اللوتس المقدسية مشرفة
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 15399تاريخ التسجيل : 10/02/2010العمر : 47الموقع : القدس زهرة المدائن
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 11:44 am
لم يعد هناك مجال للنقاش لان جواب الاستاذ نبيل ومحمود تركي شافيين
اما لو وجهتي لي نفس السؤال الذي طرحته على الاستاذ نبيل ساجيبك بما استطيع فعله
سماء عبد السلام
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 117تاريخ التسجيل : 31/07/2012العمر : 40
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 12:15 pm
طب يلا جاوبي...
زهرة اللوتس المقدسية مشرفة
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 15399تاريخ التسجيل : 10/02/2010العمر : 47الموقع : القدس زهرة المدائن
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 5:15 pm
السؤال هو كالاتي ... لو أمامك إنسان لا يصلي لا يصوم يرتكب كل الحرام وتريد دعوته وارشاده إلى الالتزام بالإسلام...كيف ستتعامل معه؟
الاغلب ساتجنب هذا الشخص و لن اقترب منه ولن اجعل بيني وبينه اي تعامل اذا كان لهذا الحد و هذا يقترن بطبع الشخص
ولكن ان كان من الاهل او المعارف و ممن امون عليهم فلن ادعه دون النصيحة و ابدء معه بالترغيب احدثه عن روعة الصلاة و عظمة القنوت بين يدي الله احدثه عن السجود وعظمة الدعاء وهو ساجد احدثة عن الوضوء وكيف تزال ذنوبه مع كل قطرة ماء وعن اجر الصلاة وما اعد الله له من جنات اوصف له الجنة كمان اتى بالقران والسنة مرار و تكرار احدثه عن الصوم و اجره اوصف له مشاعر من صلى وصام ومن قرا القران واتعمد ان نكون بمجموعة بصحبة عدة اشخاص فيرى خشوعهم و انكسارهم امام عظمة الله مرة بعد مرة سيلين هذا القلب المتحجر و يرق للذي فطر السماوات والارض اطلب منه فقط ان يتفكر بخلقه وتكوينه برحم امه
اتتدرين يا سماء ؟ انا لا ابسط الامور بل هو الواقع تعاملي مع هذا النوع من الناس باللين والترغيب حتما ستخرجي بالنتيجة المرضية بعد ان تطرحي امام هذا النوع من الناس الترغيب ستاتي بالترهيب و ذكر جهنم والعياذ بالله اصلا وانتِ تخاطبيهم كفيل ان يعكس حالة الخشوع ورقة القلب والجوارح وايضا يا عزيزتي مهما كان هذا الذي امامي يرتكب من المحرمات ليس بكافر بل يشهد ان لا الله الا الله وان محمد عبده ورسوله اي انه قلبه مغطى بالغبار و بمجرد النفخ على تلك الغبار مرارا و تكرارا سيعمر قلبه بالايمان انا مع الاسلوب بالدعوة فهو اساس القوة الرسول الكريم صل الله عليه وسلم تاذى كثيرا على يد قريش و اهل يثرب بعد ان رجموه و اذاقوه العذاب جائة جبريل عليه السلام و قال له يا محمد ان الله امرنى ان اتيك فلو اردت ان اطبق عليهم الاخشبين لفعلت ؟ فرفض رسول الله و قال عسى ان يخرج من أصلابهم قوما يعبدون الله لا يشركون به شيئا كان اسلوبه عليه السلام الرحمة و العفو
و جاره اليهودي حين اصر على اذية رسول الله و وضع النفايات باب منزله ولما افتقد اذيه والنفايات من باب المنزل قال جاري ليس بخير وذهب اليه وعاده فوجده مريض هذا خلق الرسول والمسلمين وهذا ما يجعل القلوب المتحجرة ترق وتخشع للذي فطرها و تلين لكلام الله واحكامة عز و جل التعامل مع الناس بالخلق الحسن واللين ياتي بنتيجة حتمية و لكن يجب ان اكون على مستوى من العبادة كي تكون جوارحي تنطق قبل لساني فيلمس الصدق و الروحانية بحديثي واخبره بان ملائكة الرحمان تجتمع في مجلسنا هذا و تنادي على بعضها البعض بان في منزل فلان مجلس دين هلموا اليه فتدعوا لنا ويباركك الله ومنزلك فلا تجعل الخبيث يمحي الطيب من بيتك
من ثم الدعاء له بالهداية امامه و بغيابه حتى اني اتعمد ان تصل له مديحي له بانه طيب و لكن لم يلقى من يكون ناصحا له
وانا اقول لك هذا من عدة مواقف حدثت معي انا وبعض الاخوات ونكون قد اتفقنا على ان لا نقطع هذا الشخص او هذا المراة حتى تنضم الينا وتكون منا حتى ان غبنا عنها دعتنا واشتاقت لمجلسنا ربما ياخذ الامر وقتا ولكن النتيجة تكون حين اتصل هاتفيا بها يرد ابنها او زوجها ويقول لك بانها ستكلمك بعد انتهائها من صلاتها او انها ذاهبة لدر القران الكريم فتحمدين الله وتشكريه و يكون الفرح والسرور ينهمر على ملامحك ومشاعرك حتى انك تخافي بان تحسديها على ماهي فيه من ايمان و خشوع
فهذا اكثر ما استطيع فعله لمن اشعر بانه قابل للتغير
و اما من لا اشعر بانه لن يتجاوب ويلين اتجنبه لان القلب الذي لا يلين لله اخشى منه
محمود تركي
الجنس : عدد المساهمات : 363تاريخ التسجيل : 03/04/2011العمر : 34
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 6:13 pm
بارك الله في كل مشارك في هذا الموضوع اما بعد:
يقول تعالى لرسوله ، صلوات الله وسلامه عليه : إنك يا محمد ( إنك لا تهدي من أحببت ) أي : ليس إليك ذلك ، إنما عليك البلاغ ، والله يهدي من يشاء ، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ، كما قال تعالى : ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) [ البقرة : 272 ]
وهناك ايضأ حديث عظيم رواه مسلم في الصحيح من حديث تميم الداري وله شواهد عند غير مسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
فهذا الحديث العظيم يدل على أن الدين هو النصيحة، وذلك يدل على عظم شأنها؛ لأنه جعلها الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[1]، وهذا الحديث يدل على أن النصيحة هي الدين وهي الإخلاص في الشيء والصدق فيه حتى يؤدى كما أوجب الله، فالدين النصيحة في جميع ما أوجب الله، وفي ترك ما حرم الله، وهذا يعم حق الله وحق الرسول وحق القرآن وحق الأئمة وحق العامة.
والنصيحة كما تقدم هي الإخلاص في الشيء والعناية بها، والحرص على أن يؤدى كاملاً تاماً لا غش فيه ولا خيانة ولا تقصير، يقال في لغة العرب: ذهبٌ ناصح، أي ليس فيه غش.
ويقولون أيضاً: عسل ناصح، يعني ليس فيه غش.
وهكذا يجب أن يكون المؤمن في أعماله ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فالنصيحة لله توحيده سبحانه وتعالى والإخلاص له وصرف العبادة له جل وعلا من صلاة وصوم وحج وجهاد وغير ذلك.
يعني: أن يعمل في غاية الإخلاص لله، لا يعبد معه سواه بل يعبده وحده، وينصح في هذه العبادة ويكملها، مع الإيمان به وبكل ما أمر به، وهكذا ينصح في أداء ما فرض الله عليه وترك ما حرم الله عليه يؤدي ذلك كاملاً لعلمه بحق الله وأن الله أوجبه عليه فهو يخلص في ذلك ويعتني به.
وهكذا في حق القرآن يتدبره ويتعقله ويعمل بما فيه من أوامر، وينتهي عن النواهي، وهو كتاب الله العظيم وحبله المتين، فالواجب العناية والنصح في ذلك قولاً وعملاً وذلك بحفظ الأوامر وترك النواهي، والوقوف عند الحدود التي بينها الله في القرآن الكريم حتى لا تخل بشيء من أوامر الله في القرآن، وحتى لا ترتكب شيئاً من محارم الله، مع الإيمان بأنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، هذا قول أهل السنة والجماعة قاطبة، كما قال عز وجل: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ[2]، وقال سبحانه: تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[3].
وقال عز وجل: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[4]، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه كلام الله سبحانه، وأنه منزل من عنده، فالمؤمن يؤمن بهذا كله وهكذا المؤمنة، ويعتقد كل منهما أنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود خلافاً للجهمية ومن سار في ركابهم من المبتدعة.
وهكذا النصح للرسول صلى الله عليه وسلم، يكون بطاعة أوامره واجتناب نواهيه والإيمان بأنه رسول الله حقاً وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، مع الدفاع عن سنته والذب عنها، كل هذا من النصح للرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا العناية بأحاديثه صلى الله عليه وسلم وبيان صحيحها من سقيمها، والذب عنها والامتثال بها، والوقوف عند الحدود التي حددها الله ورسوله، كما قال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا[5]الآية، هذه هي النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما زاد عن ذلك من أداء الواجبات وترك المحرمات كان كمالاً للنصيحة وتماماً لها.
فالحاصل أنه بعنايته بما أمر الله به ورسوله وما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله من الحقوق يكون قد نصح لله ولكتابه ولرسوله؛ لأداء فرائض الله وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والإكثار من الثناء عليه، وذكره سبحانه وتعالى وخشيته جل وعلا، كل هذا من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
أما النصيحة لأئمة المسلمين فبالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، والتعاون معهم على الخير وترك الشر، وعدم الخروج عليهم، وعدم منازعتهم، إلا أن يوجد منهم كفر بواح عليهم برهان من الله سبحانه وتعالى، كما جاء ذلك في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مبايعة الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن النصيحة لهم: توجيههم إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب الحسن والرفق وسائر الطرق المفيدة؛ عملاً بهذا الحديث الصحيح، ويقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى[6]، وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[7].
وأما النصيحة لعامة المسلمين فإنها تكون بتعليمهم وتفقيههم في الدين ودعوتهم إلى الله سبحانه وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة الحدود عليهم والتعزيرات الشرعية كل هذا من النصيحة لهم. والله ولي التوفيق.
سماء عبد السلام
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 117تاريخ التسجيل : 31/07/2012العمر : 40
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-25, 8:46 pm
لكي الشكر وكل تحياتي الأوسة وأنت أيضاً أخي محمود تركي والشكر موصول لأخي نبيل القدس وأختي زهرة اللوتس المقدسية...حقاً تشرفت بكم وأسعدتموني بآرائكم وأشعر بفخر واعتزاز لانتمائي لهذا المنتدى الرائع ....
زهرة اللوتس المقدسية مشرفة
المزاج : الجنس : عدد المساهمات : 15399تاريخ التسجيل : 10/02/2010العمر : 47الموقع : القدس زهرة المدائن
موضوع: رد: الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين 2012-08-26, 12:00 pm
عزيزتي سماء هذا من لطفك وكرم اخلاقك وانت ايضا ايتها الاميرة الغزية نحن فخورين بك وبانضمامك الينا وانا اضم صوتي لك بالفخر والاعتزاز بالانتماء لهذه القافلة الطيبة كم انا فخورة باخواننا محمود تركي و غيره من الاخوه اعادهم الله على خير و بالاستاذ نبيل صاحب العقل والتدبير كلهم اصحاب عقل مستنير حماهم الله و ابعد عنهم كل مكره
كل التحية والتقدير لكم ودي و وردي
الى من يريد التدرج في تطبيق الشريعة وخصوصا الاخوان المسلمين