وهكذا هي شيم الكرام دوما يقضي حلجة اخيه دون ان يشعره بالحرج اويجرح مشاعره بتحميله المنة وقد اشتهر بها العرب في جاهليتهم واكد اسلامهم هذه القيم ورعاها ونماها في نفوسهم لان الاحسان مع المنة اساءة والمنة بلا احسان وقاحة والاحسان الخفي ارقى درجات العبادة عبادة
شكرا للكاتب والناقل والحمد لله الخير في الامة لم ولن ينقطع بعون الله تعالى
اذكر قصة حصلت قبل سنوات قلائل افتقر رجل عزيز في قومه وعشيرته وكثرت ديونه لدرجة انه لم يعد يقوى على مقابلة الناس او مشاركتهم فعلم بحاله وما الت اليه ظروفه صديق له من قبيلة اخرى فلم يرق له سماع اخبار افتقاره وسوء حاله فاسرع هذا الصديق الشهم الى صديقه بمبلغ من المال كبير وطلب منه ان يشغله له في تجارة مقابل نصيب من الربح الربع على ان لاياخذ صاحب المال نصيبه من الربح الا بعد خمس سنوات ووفق الله التجارة ونمت وبعد نمائها بسنتين اراد هذا الرجل المدين ان يبدا بسداد الديون المتراكمة عليه للناس الا انه فوجيء بانه لا ياتي الى صاحب دين الا ويقول له ليس لي عليك دين الم ترسل لي ديني مع فلان قبل سنتين لقد سددت ديني اخي الذي عليك....وبعد مضي خمس سنوات جاء ليحاسب صاحبه المحسن اليه ويؤدي له نصيبه في الارباح كما هو الاتفاق فكانت المفاجاة الاكبر حين اخبره هذا المحسن انه ما فعل معه شيء انما كان كل المال الذي دفعه له والذي سدده عنه هو من ماله هو فساله وكيف ذاك فقال له انه يوم من الايام ضاقت به الدنيا فاستقرض منه مبلغا ليشتغل به فاقرضه الرجل المبلغ ولكنه اضمر في نفسه ان يكون لصاحب هذا المال نصيبا من ارباح استثماراته فكان الذي اعطاه اياه وسدده هو ذاك النصيب من ارباح ذاك المبلغ المنسي
فساله لماذا اشترط عليه الربع من الربح...فقال لتحفظه للاستمرار في تنفيس الكرب على المكروبين وتقرض منه اهل العوز والحاجة..

هذه اخلاق امتنا وهذه نفسيات ابنائها التي اصبحنا في غربة عنها مع كل اسف

حياكم الله اخي نبيل وبوركت جهودكم في خدمة الاسلام وفكره وقيمه ومفاهيمه وسدد الله خطاكم على طريق الهدى والرشاد