وقفات مع عبر ومواعظ ودروس من الحج (1) - محمد بن يوسف الزيادي

بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات
مع عبر ودروس ومواعظ الحج
الحج معناه قصد معظم لغة
وانت ترحل بمالك وبدنك مستهلكا وقتك وعمرك قاصدا تعظيم الله تعالى وتعظيم شعائره..(...ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ. [الحج:32].وهذا التعظيم للشعائر والمناسك الاصل فيه ان يقود الانسان لتعظيم اوامر الله ونواهيه لذلك قال سبحانه:- {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [سورة الحج:30]
والحج له ميقاتان 1= ميقات زماني 2= ميقات مكاني
اما الزماني فقوله تعالى : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [سورة البقرة : آية 197]
واما الميقات المكاني فهي المواقيت المحددة على الارض ولا يجوز للحاج تجاوزها الا محرماوالمواقيت المكانية خمسة: وهي ذو الحليفة، والجحفة، ويلملم، وقرن المنازل، وذات عرق.لمن هو فيها اوخارجها ولا يحاذيها ومن كان دونها فيهل من مكانه واهل مكة يهلون من مكة.ومن مر بمحاذاتها احرم من مكان محاذاتها...
وهنا نتذكر ان اجل الانسان له ايضا ميقاتان ولكنهما مجهولان للانسان بعكس مواقيت الحج المعلومة فالميقات الزماني ما اشارت اليه الاية الكريمة (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ. [يونس:49]. فاجلك الزماني مجهول لك لذلك طلب منك ان تكون على حذر دائم لان الموت ياتيك بغتة وهذا يوجب عليك ان تحرص على ان تموت وانت مسلما منقادا مستسلما لله فقال لك تعالى موصيا﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ﴾. ( سورة آل عمران الآية: 102 ).
واما الميقات المكاني لاجل الانسان فاشار اليه تعالى بقوله:-(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. [لقمان:34].فلا يوم مماتك معلوم لك ولا مكان مماتك باختيارك ولا معلوم لك فاستسلم لربك الذي بيده امرك وتدبير شانك.واحرص ان تموت وانت مسلما منقادا مذعنا لربك....
نسال الله حجة مبرورة قبل الممات ولكم اخواني اطيب الامنيات وابر الدعوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

» وقفات مع عبر ومواعظ الحج (2)- محمد بن يوسف الزيادي
» الحلقة السادسة من دروس ومواعظ الحج التربوية - محمد بن يوسف الزيادي
» سورة وقصة ومواعظ وعبر - محمد بن يوسف الزيادي