إيجاد الرأي العام المنبثق عن وعي عام عند الأمة على الإسلام فإنه الكيفية التي يجري بواسطتها تغيير نظرة الناس إلى المصالح ، لأن الوعي العام يتكون من مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات ، ومن هذه المجموعة تتكون النظرة إلى الحياة ، وبحسب النظرة إلى الحياة تكون النظرة إلى المصالح ، والسلطة إنما ترعى شؤون الناس وتشرف على تسيير مصالحهم حسب هذه النظرة . ومن هنا عرفت الدولة بأنها كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي تقبلتها مجموعة من الناس . وبما أن الحزب يسعى لأن يرعى مصالح الناس على أساس الإسلام ، أي يريد أن يقيم سلطانا إسلاميا ، وأن يبني دولة إسلامية ، لذلك كان لا بد من أن يغير نظرة الناس إلى المصالح أولا، وبتعبير آخر أن يعمل لإيجاد مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية لدى الأمة ، وحملها على تقبلها لها عن قناعة . أما أخذ القيادة الفعلية للأمة فإنه يعني أن يقوم الحزب بقيادة الأمة الإسلامية كلها بوصفها أمة لمبايعته على الحكم وعلى حماية الحكم ، أي أن يقودها فعلا لمبايعته بيعة حربية تماما كبيعة أهل المدينة للرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة الثانية حيث بايعوه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، على نهكة الأموال وقتل الأشراف .