حين تتراكم عليك اوجاع الحياة
وتطغى الامها وتتزايد مصائبها واثقالها فانتبه واعلم ان لك من المقومات والامكانيات الكثير
فهناك كتاب الله فيه الشفاء من كل داء..( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) .
وهناك الصلاة فهي صلتك ووسيلة اتصالك المباشر بربك العظيم فهي قرينة الصبر وعون الصابرين .. (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) .
وهناك الاستغفار الذي فيه معنى الندم على اخطاء الماضي والانقطاع عن اخطاء الحاضر والانطلاق ببداية جديدة وعهد جديد مع بديع السموات والارض قال الله تعالى:
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}
وقال لله تعالى: { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا }.
وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا () يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا () وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }.
فعليك ان توقن ان الاستغفار سبب من اسباب القبول والبركة بالمطر سبب الخيرات والارزاق ثم ان الاستغفار سبب في المدد بالاموال بكل اصنافها وسبب في الامداد بالعدد والبنين رمز القوة والمنعة وفوق ذلك الخصب بانبات الجنان وجريان الانهار...وزيادة على ذلك كله فان الاستغفار امان من عذاب الله تعالى قال تعالى:{ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }.
فطالما هذه القوى والمقومات عندك ايها المؤمن فوالله لا ينبغي لك ان تياس او تقنط فكن على ثقة بالله فان الله على كل شيء قدير....
اللهم انا نستغفرك على الدوام فتوجه الى ربك في هذه الساعات بالاستغفار لتكون ان شاء الله ممن قال الله تعالى عنهم:{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}..وجعلنا ممن قال تعالى عنهم { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } فما بين الحياة واوجاع الحياة هناك حياة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.