اللهم امين واياكم اخي النبيل نبيل

3- تابع مفهوم كلمة انسان -3-
هل يصح ان يوصف المجتمع المسلم او العربي بانه مجتمع ذكوري؟؟!!
الناظر بعين البصيرة والتدقيق يجد ان العرب في جاهليتهم وضعوا المراة ملكة، حتى في فترات ما قبل الميلاد وقصة سبا وملكتهم بلقيس التي امنت على يد سيدنا سليمان معروفة، وكانت ملكة تدمر زنوبيا التدمرية، والزباء بنت عمرو، وكذا الملكة سميراميس البابلية، وشبعاد السومرية، وكانت المراة تشارك في الراي والمشورة، فلم يكن المجتمع العربي ذكوريا الا فيما لاتطيقه المراة من اعمال بسبب طبيعتها الخلقية . والعرب يسمون المراة والرجل انسانا دون تانيث لهذه الكلمة . وجاء الاسلام ووضع حدودا وقيودا وتكاليف للرجل والمراة بصفتهما انسانأ، ولم يميز في الواجبات و الفرائض والحقوق بينهما الا فيما يتعلق بصفة الانوثة الخلقية، التي تمنع او تضعف المراة في الغالب عن القيام بها. فلا فرق في الاسلام بين انسانية المراة والرجل، وحين يقول لنا النبي الكريم سلام الله عليه النساء شقائق الرجال فان ذلك يعني ان الشقيق النصيف والشريك، وحتى كلمة - الزوج - وهي كلمة تطلق على الذكر والانثى، فان الزوج مكون من اثنين ونصفهما هو الفرد ذكرا كان ام انثى.. فالعلاقة هي علاقة تكاملية وليست علاقة نقص وامتهان..
وقد وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه المراة قاضيا للحسبة ومراقبا للاسواق ولم يعترضه احد من الصحابة الكرام الذين حاسبوه على طول ثوبه.
اما المجتمع الذي يسمى ذكوري فهو مجتمعات الغرب التي تنطلق لغتها واللغة معروف انها ماعون الفكر لتصف كل معنى انساني وتنسبه الى الرجل وليس المراة ..بل انهم اخرجوا المراة لغويا اساسا من مصطلح الانسانية فالرجل تعني عندهم-مان- والانسان يترجمونها الى كلمة هيو مان - اي الكائن الذكري وترجمة كلمة امراة وومان- اي شيء محتقر تابع للمان اي للذكر فهي في اساس ثقافته سواءا الاغريقية الوثنية او التوراتية او الانجيلية انما هي شيء ملعون محتقر تابع للذة الذكر فلذلك عندهم قمة الصفاء والنقاء الروحي كما يزعمون في الرهبنة التي اول متطلباتها اعتزال النساء واعتزال النساء للرجال.
فحقيقة وامانة لا يصح ان نطلق على مجتمعاتنا انها مجتمعات ذكورية وهي تعتبر المراة شرف وعرض يجب ان يصان بل رمز لطهارة بيوت الرجال .. والمجتمعات الذكورية هي المجتمعات التي لم تقر بانسانية المراة لا في دينها ولا في ثقافتها وبالتالي اعرافها وتقاليدها والتي تعتبرها نوع من الانعام خلقت ليتمتع بها جنس المان اي جنس الرجل
فليست مجتمعات امتنا المجتمعات الذكورية، انما نحن المجتمعات الانسانية، ولكم التحية والاحترام.