Hitskin.com

الرسالة الأدَبيَّة الثانية
............................
مُؤنسي العزيز،
السلامُ عليك، وبعدُ .

حَظٌّ أعمى طالعني في حُلم، كانَ كابوسُ منحُوساً، قوياً مثل الجبابرة عاتي، احتملتُ فيه ما احتملت، وآه مِن ظُلم الحُظوظ!
إن مرَّ على ذاكرتي أدركتُ أنهُ في غَير هذا المكان، لم يبق مِن أثره سِوى تَبِعات لكنهُ لن يُمْحَ مِن خَلدٍ ولا بال .
شتّان بين السَنا والظلام، أرجُو غداً فغداً عندي كآبادٍ طُوَّال، ولمّا عَلا هُتاف الدِيك في الجَوار وتبسَّم الفجر ورانَ على نافذتي النُور الوقَّادِ، مددتُ يديَّ في لهفٍ إلى القلم،
أروي وقد غفرتُ إساءة القَدر :

في يومٍ أصهب، و في ليلةٍ عَسراء جرَّعتنا عَلقماً، نزلت الطَّارقة، ترامت بمركبنا المقادير، مُزق الشَمل و قد يجمعُ اللهُ الشَتَّى .
وكأنني سافرتُ إلى تجارب الأمس وبراءة الطفل، لمحتها آتية بخَواطري، غرقت عيناي وكأني ناقِفُ الحنظَل، تفجَّرت الدُموع الهوام لاذعة، هَذي تسيل وذي تَلي! قُرحت أجفاني ولُفحت خُدودي، وزادَ الدمعُ إثخاناً .
اليَمُّ عَميق وعُباب يلتطم، في غَدواته لسنا ندري بأي صَخر يرتطم، وفي رَوحاته وراءه ندُور، يَأْسٌ يُفيض وأملٌ يَغيض، رَجفات مُبللة، وسَكرات غَرقى في مِحنةٍ وبلاء، كَواذب أحلام وخَيال وَداع .
علت صيحاتنا:
أما مِن شاطئ لنا .. للرجُوع ؟
رمال خَرساء، لا صَوت فيها ولا قَدم .
أحياءٌ نحنُ أم أموات؟
و لعلّنا نجد الجَواب .
سُبحان مَنْ يدري المُختتم .

و أختمُ بالسلام .

» رسائل سحر - الرسالة الأدَبيَّة الرابعة
» رسائل سحر - الرسالة الأدَبيَّة الأُولى
» الرسالة الثانية لحجاج بيت الله الحرام

Hitskin.com

رسائل سحر - الرسالة الأدَبيَّة الثانية