(10)بسم الله الرحمن الرحيم(10)
الحلقة العاشرة من سلسلة ربط العبادات بالسلوك
اخي واختي المتابعون الاكارم كنا قد تحدثنا عن معاني دعاء التوجه واستفتاح الصلاة، بدعاء ابينا ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم ، ومن خلاله بينا ملته التي امرنا باتباعها، ونحن نقوم بمثل هذا الشرح الذي نسال الله ان يوفقنا لفهمه وادراكه ،لاننا ندرك ان العبادات ليست مجرد طقوس فارغة جوفاء، خالية من المعاني بل انها مدرسة تربوية فكرية ، تربي على التقوى والانضباط ، في الاقوال والافعال، فقد قال الله تعالى
ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر...)وقال النبي الكريم سلام الله عليه =من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلم تزده من الله الا بعدا=وبالنسبة للاخوة الذين يسالون من خلال رسائلهم واتصالاتهم عن الخشوع وقطع الوسوسة في الصلاة وعلاج انشغال الذهن فاقول اسمعوا ما قال الحبيب سلام ربي عليه:=ليس للمريء من صلاته الا ما عقل منها=
فالصلاة اذا عملية عقلية تعيشها مع ربك وبين يديه بانشعال العقل بها اقوالا وافعالا وادراكا وتفكرا بمعاني ما تفعل وتفول بين يدي العظيم، وانت تخاطبه وتساله ،وهذا المعنى واضح في قوله تعالى (لاتقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون.....) وقد حرم الخمر وانقطع عنه المؤمنون والنص باق في القران متعبد بتلاوته وايضا ليفيدك حكم عدم الانشغال للفكر محصل العلم، من القول الذي تتلوه او تنطق به في صلاتك فاقلع اذا في صلاتك عن كل ما يشغل ذهنك عنها، وافق من سكرك بالدنيا وانشغالك بهموم مشاغلها كي تعلم ماتقول وما تفعل في صلاتك ، واتصلك بربك العظيم.، ولا يتاتى لك ذلك الا باستحضار عظمة و هيبة من تخاطب، وبصفاء العقل والذهن وقطعه عن المشاغل وتركيز الفهم والادراك واشغاله فقط بمعاني ماتقوم به من اعمال وماتتلفظ به من اقوال وتعيها وعيا صحيحا وعي من يقصد ما يقول ويفقه ما يتلفظ به، ولنبدا نتفكر سوية في (بسم الله الرحمن الرحيم)وبها نبدأ:-----
والباء حرف افاد الاستعانة والتبرك فكانك تقو ل استعين بالله واتبارك بذكر اسمه، وهنا نلاحظ اننا قلنا باسم الله ، وهذا فيه معنى لطيف تنبه اليه واربطه باول نزول للقران واول خطاب منه (اقرا باسم ربك...) اي استعن بمن لا ولن تدرك من وجوده الا اسمه ولن تستطيع ان تحيط مداركك بذاته(...قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني....)فلذلك تدرك وجوب وجوده من اثاره في الوجود ولزمك التعامل فقط مع اسمائه الدالة على صفاته لمسمى واجب الوجود الذي يستند الوجود في وجوده لوجوب وجوده، ولولا مشيئته لماوجد موجود في الوجود ولا يلزم وجوده وجود، فهو القيوم الذي قام الوجود به، فتنبه هداك الله لهذا المعنى اللطيف.
ومن المعاني لليسملة انك تتحدث برسالة من فوضك بالاذن لك لنقل حديثه، رسالة منه لمن كلفك ان تخاطب، وهنالطيفة اخرى , وهي ان ناقل الخطاب لايكون امينا على ماحمل الا اذا اوصله الى من كلف بايصاله لهم على الوجه الذي اراده المرسل ووفق مراده.
وانني لاعجب لاقوام واقلام يفتتحون احاديثهم وخطاباتهم ببسم الله ، ووالله ما هي باسمه لانها تحمل في ثناياها الكفر والخروج عن منهجه، فقطعا ليست باسمه، لان الذي باسمه فقط ما انزله على نبيه ، وارسله به نورا وذكرى للعالمين ,فتجد من يمتدح الوطنية الوثنية الشركية في الولاء والانتماء لخرائط من صنعوها من الكفار سيكس وبيكوا، وجعلوها اوثانا لنا تقدس فوق كل مقدس من دون الله تعالى ، اليس هذا من الشرك ؟! وكذلك من يمتدح القومية العنصرية البغيضة، مبتدءا كلامه وخطابه بالبسملة ليقول بعدها زورا وبهتا نا على الله تعالى الذي خلق البشر جميعا لعبادته ، وخصهم بعنايته ووجه لهم خطابه ليوحد جنس بني الانسان من نسل ادم على طاعته وعبادته وحده، وجعل مقياس التفاضل بينهم التقوى وليس الالوان ولا الاحساب ولا الاتساب، ليصهر العلمين في بوتقة الانتساب اليه باتباع منهجه فقال النبي الكريم الذي لا ينطق عن الهوى
وكونوا عبادالله اخوانا).
ثم الا يستجي من يبدأ خطابه باسم الله ثم يشرع بطرح ومدح وتزيين افكار الكفر، ومناهج اهل الضلال ويدعو للديمقراطية ولحكم الشعب للشعب والله تعالى يكذبه ويقول
ان الحكم الا لله)(واحكم بينهم بما اراك الله)فاين هو من النطق باسم الله؟! وهو في الواقع معاد لمنهج الله ملغيا لحكمه؟!
فالتسمية اذا تبرك واستعانة بالله تعالى للتوفيق للالتزام بمنهجه وهديه في كل امر تقوله او تفعله، فان قلتها لتنجز ببركتها عملا فانظر لما تريد ان تعمل امباح لك ام لا ؟. وان قلتها لتبتديء بها قولا اوحديثا فانظر اتقول حقا يرضى منه الرب ام زورا وباطلا يرضي اعدائه ويغضبه تعالى؟
وبسم الله الرحمن الرحيم اي ابدا مستعينا بالخالق المدبر لامور ووجود من خلق من الكائنات بما يضمن صلاح استمرارية وجودها بالسنن والنواميس اللازمة لاستمرارية وجودها في الوجود والحياة ، وبالشرائع التي يصلح بها وتستقيم احوال البشر وحياتهم وهو الرحمن بمن خلق رحمته شملتهم بعنايته وبارساله رسله لهم بمنهج الهداية لما يستقيم به فكرهم وسلوكهم وعيشهم ووجودهم...
وهو الرحيم بالمؤمنين الذين حملوا منهج هدايته والتزموه فكرا وعملا وقولا وسلوكا (وهدى ورحمة للمؤمنين)جعلنا الله واياكم من اهل رحمته ولنا بمشيئته لقاء وكلنا شوق لتجدده بكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولاتنسوا لنا صالح الدعاء وبارككم الله