فلسفة العيد في الاسلام
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر ولله الحمد...
تقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير واعاده ربي عليكم وقد اظلتكم راية ولواء رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وقد تحققت بشراه لكم بخلافة راشدة تعم الارض جميعا وقد مكن الله لها ولاهلها في الارض. وبعد :-
طبيعة الأعياد في الإسلام تختلف عن الأعياد في الأديان والأمم الأخرى .
فهناك فلسفة وحكمة وهدف من تشريع العيد في الإسلام ، لا بد من الحرص على تحقيق غاياته ، فهي مواسم عبادة وتضرع.
وللأعياد في الإسلام مراسم خاصة عبادية، ، تأخذ مكانة مميزة ووجدانية في حياة المسلم لأنه دين القيم والأخلاق…لذا لم يكن من المستغرب أن أعيادنا تختلف اختلافاً كبيراً عن أعياد الآخرين، نشأة وفلسفة ومضمونا ومن حيث المعنى والدلالة،
فالأعياد عندنا , يحوطها الصيام والصدقة والأضحية والنحر والإغتسال والطيب وحسن المظهر والصلاة والتكبير والذكر والخطبة والموعظة والدعاء والزكاة والسجود، تقربا لله تعالى وطلبا لمغفرته وامتثالا لأوامره, فهو يوم عبادة .
وللعيد معنى , حينما يلتقي الغني بالفقير , يُصلون سوية , يبتسمون ويضحكون لبعضهم , ويسلمون على أنفسهم , فيعود الغني مسرورا ويعود الفقير مرضيا …ففي العيد معنى الفرح , والتوبة , والطاعة ,والتضحية ,والاستسلام , والتكافل ,والكرم , والجماعة والهدية والصدقة وصلة الرحم والبركة والعطاء والإلفة … لكنه لا يخرج عن الموازين والضوابط المسلكية الشرعية، فهو يوم عبادة ولجوء إلى الله تعالى تبارك أسمه وتعظيم له وتكبير.
ولعل بعض الممارسات لا تنسجم مع الهدف ، كما يحدث مع شهر رمضان وفريضة الحج والأعراس وبعض المناسبات الأخرى …
أما العيد عند غير المسلمين وعند من نهج نهجهم من جهلة المسلمين فيرتكز غالباً على الماديات المحضة ، وعلى إشباع الرغبات الجسدية بعبث ومجون، وهو عندهم بحسب الغالب للبس الجديد أو طعام شهي ويظنون أن العيد رقص وهرج ومرج وزينة وزخرف وشراب وخمور ومجون…
(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ /سورة العنكبوت – آية 64)
بل إن كثيرا من الناس يعتقد أن العيد جاء لإشباع رغباته المكبوتة بالمحرمات , فيتمادى في إختراق الحرمات ويعصي الله , ويقيم الحفلات اللاهية التي يبتكرها فنانوهم ومطربوهم واللاهون منهم… وإذا سألته .. قال : نحن في عيد ! وكأن يوم العيد اصبح يوم انفلات من كل طاعة وعبادة وقيد وشرط ولا حول ولا قوة الا بالله..
مع العلم أن اللهو والمجون والغناء من أبعد الأمور عن الغايات التي أرادها لنا الإسلام .
وبما أنَّ العيد في الإسلام هو عيد عبادة، فلا يجوز أن يتحول إلى عبث ولهو .
لذا لا بد من الإبتعاد والحذر عن كل ما يحول دون هدف الإسلام، وعن كل ما يُبعد عن ذكر الله عز وجل، ويؤدي إلى الغفلة والنسيان والتعرض لخطرالفجور والإنحطاط.
فالمجتمع الناظر لرضا الله تعالى يهجر كل هذه الممارسات من ساحته .
فبفهمك للمعنى الحقيقي للعيد على انه عبادة بفرحة, تكون قد استعددت لقدومه , وتجهزت لاستقباله في اي ظرف تكون فيه ومهما بلغت احزانك وتراكمت جراحك ،فالجراح والاحزان لا توقف مسيرة العبادة .
ورغم كل الاحزان والجراحات نقول لكم تقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير .