جواب سؤال
السؤال:- ارجو بيان حكم التلفظ بالنية وهل هو بدعة ام جائز؟؟
الجواب:-
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين وخاتم النبيين وبعد:-
اخي السائل الكريم:- ان التلفظ بالنية من المسائل الفقهية الفرعية التي وقع فيها خلاف بين أهل العلم رحمهم الله تعالى على قولين:
الأول: أن التلفظ بالنية مستحبٌ، وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية وبعض الحنابلة :-
1- قال الإمام عثمان الزيلعي الحنفي في كتابه تبيين الحقائق شرح كنز الدقائقوالشرط أن يعلم بقلبه أي صلاة يصلي وأدناه أن يصير بحيث لو سئل عنها أمكنه أن يجيب من غير فكرة، وأما التلفظ بها فليس بشرط ولكن يحسن لاجتماع عزيمته).
2- قال الإمام المرداوي الحنبلي في الإنصافيستحب التلفظ بها سراً وهو المذهب، قدمه في الفروع وجزم به ابن عبيدان والتلخيص وابن تميم وابن رزين. قال الزركشي: هو الأولى عند كثير من المتأخرين).
3- قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله تعالى في المجموع النية الواجبة في الوضوء هي النية بالقلب ولا يجب اللفظ باللسان معها، ولا يجزئ وحده وإن جمعهما فهو آكد وأفضل، هكذا قاله الأصحاب واتفقوا عليه).
الثاني: أن التلفظ بالنية جائز، وترك التلفظ بها أولى، وهذا مذهب المالكية، وهو وجه عند بعض الحنابلة :-
1- قال الشيخ الدردير المالكي رحمه الله تعالى في الشرح الكبير"ولفظه" أي تلفظ المصلي بما يفيد النية كأن يقول نويت صلاة فرض الظهر مثلاً "واسع" أي جائز بمعنى خلاف الأولى. والأولى أن لا يتلفظ لأن النية محلها القلب ولا مدخل للسان فيها. وقال الدسوقي المالكي رحمه الله تعالى في حاشيته على الشرح الكبيرلكن يستثنى منه الموسوس فإنه يستحب له التلفظ بما يفيد النية ليذهب عنه اللبس كما في المواق).
2- ومن الحنابلة قال الإمام المرداوي الحنبلي في الإنصاف لا يستحب التلفظ بالنية على أحد الوجهين, وهو المنصوص عن أحمد قاله الشيخ تقي الدين).
فانت تلاحظ ان هؤلاء الائمة الكبار لم يقل احدهم بالبدعة في التلفظ بالنية وبمراجعة الاحاديث نجد ان النبي صلوات ربي وسلامه عليه واله تلفظ بنية الحج وصحابته وتلفظ بنية ذبح الاضحية وسمعه الصحابة الكرام وثبت انه تلفظ عليه السلام بنية صيام التطوع يوم لا يجد عند اهله طعاما فينوي الصيام فموضوع التلفظ بالنية له اصل ثابت وما كان له اصل لا يقال عنه بدعة لان البدعة استحداث في الدين على غير سابق مثال والله تعالى اعلم واكرم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.