ايام الفتن والغربلة...
اخرج ابن ماجة رحمه الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كيف بكم وبزمان يوشك أن يأتي يغربل الناس فيه غربلة وتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه ، قالوا كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟
قال: تأخذون بما تعرفون وتدعون ما تنكرون وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم.).
واخرج البخاري في صحيحه عن ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال::- (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن).
واخرج البخاري ايضا في صحيحه عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟
قال: نعم
قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟
قال: نعم، وفيه دخن
قلت: وما دخنه ؟
قال: قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر
قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟
قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها
قلت: يا رسول الله صفهم لنا ،
قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا
قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟
قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟
قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.)
عندما زادت الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله تعالى عنه اعتزل عبد الله بن عمر الفتنة و لم يشارك فيها و قال قولته الشهيرة: من قال "حي على الصلاة" أجبته و من قال: "حي على قتل أخيك المسلم و أخذ ماله فلا"
واعتزل سعد بن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه الفتنة و قال: "لا أقاتل حتى تأتونني بسيف له عينان و لسان فيقول: هذا مؤمن و هذا كافر".
فان اردت السلامة ايام الفتن
فاحفظ اللسان من الولوغ في اعراض المسلمين واكل لحومهم...
واحفظ اليد عن دماءهم...
اللهم انا نعوذ بك الفتن والخوض فيها ما ظهر منها وما بطن واصلح اللهم احوال المسلمين واجمع شملهم ووحد كلمتهم.