سائل يسال ويقول:-
ما الفرق بين العاقر والعقيم في قوله تعالى على لسان زوج إبراهيم سلام الله عليه :-
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [الذاريات/ 29]،قوله تعالى على لسان زكريا سلام الله عليه:- {قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}[آل عمران/ 40].؟؟؟
الجواب وبالله المستعان والحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب بلسان عربي مبين والصلاة والسلام على افصح العرب محمد بن عبدالله ومن والاه وبعد:-
العقيم والعاقر ضد الولود فهما من هذا القبيل مترادفان..وبينهما فرق دقيق في المعنى والاطلاق اللغوي فالعاقر: هي المرأة التي كانت تنجب أصلاً او اهل للانجاب، وفاتها ذلك لسبب ما كامرأة زكريا عليه السلام لكبر سنها، وذلك خلاف العقيم الذي لا ينجب أصلاً رجلاً كان أو امرأة كامرأة إبراهيم عليه السلام فلم تكن تنجب اصلا . فالعقم علة اصلية والعقر علة طارئة ومنه قولهم عقر الناقة اذا قطع قوائمها.
واستُعمل (عقيم وعاقر) لوصف الرجل الذي لا يولد له سواء ألعلة فيه أم لعلة في زوجه. {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى/ 50].
ويختلف (العقيم) عن (العاقر) في سعة استعماله المجازي؛ إذ أُطلق (عقيم) على أشياء لا تعقب خيرًا، يقال: (ريحٌ عَقيمٌ) وهي التي لا تُلقح سحابًا ولا شجرًا. ووصف يوم القيامة بأنه يومٌ عَقيمٌ لأنه لا يوم بعده {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٌ} [الحج/55]، وجاء في معجم العين: “والمـُلْكُ عَقيمٌ، أي لا يَنْفَعُ فيه النَّسَبُ؛ لأن الابن يقْتُلُ على المـُلْكَ أباه، والأب ابنَه. والدُّنيا عَقيمٌ، أي لا تردُّ على صاحبها خيرًا”. وجاء في (تهذيب اللغة): “وَقَالَ الأصمعيّ: العُقميُّ: كلامٌ عقيم، لَا يُشتقُّ مِنْهُ فعل”. “وعقل عقيم، إذا لم يُجْدِ على صاحبه خيرًا”.
وجاء في (تاج العروس): “ومن المـَجازِ: (حَرْبٌ عَقيمٌ وعُقامٌ، كَغُرابٍ وسَحابٍ: شَديدَةٌ) لَا يُلْوِي فِيهَا أحَدٌ على أحَدٍ يَكْثُرُ فِيهَا القَتْلُ، وتَبْقَى النِّساءُ أيامَى”.
والافصح في اللغة ما استعمله القران الكريم فلا يقال عقيمة وعاقرة وذلك لأن الوضع خاصّ بالمرأة على الاغلب فاستُغني عن تاء التأنيث المفرقة بين المؤنث والمذكر فقيل: امرأة عقيم وامرأة عاقر. هذا والله اعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.