=6= حديث ليالي الصيام=6=
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معني إيماناً وإحتساباً الواردة في الحديث : -
من قام رمضان إيماناً وإحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ؟؟
فلكم نسمعها وتلوكها الألُسن ربما دون إدراكِ لمعناها وروحها ..
إيماناً أي إعتقاداً بأن ذلك التكليف حق ..
إحتساباً أي طلباً للثواب عليه من الله ..أي لاتطلب مدحا ولا ثناءً من الناس بل فقط تطلب الثواب والرضى من الله..
فلتحرص اخي الصائم واختي الصائمة علي حراسة عبادتكِ وطاعتكِ ونقاءها من الرياء والعُجب ومراقبة الخلق ( كل ما لا يراد به وجه الله عزوجل يضمحل ) كما قال الربيع بن خُثيم .
و يقول ابن الجوزي
انظر يا مسكين .. إذا قطعت نهاركَ بالعطش والجوع وأحييت ليلكَ بطول السجود والركوع ، إنكَ فيما تظن صائم .. !! أنتَ في جهالتكَ جازم .. أين أنتَ من التواضع والخضوع ، أين أنتَ من الذلة لمولاك والخضوع ، أتحسب أنكَ عند الله من أهل الصيام الفائزين في شهر رمضان ؟! كلا والله حتي تخلص النية وتجردها ، وتطهر الطوية وتُجودها ، وتجتنب الأعمال الدنية ولا تُرٍدها ).
قال الله تعالي : الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
قال الفضيل بن عياض في معني ( أحسن عملا ) : أخلصه وأصوبه
والخالص إذا كان لله ، عز وجل ، والصواب إذا كان علي السنة
فإرادة الله والدار الآخرة ، هي أجل أعمال القلوب ، كما أن إرادة غير الله من دناءات الدنيا الدانية هي أقبح أعمال القلوب
قال تعالي :
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ).
فالأصل في كل عمل هو تلك الإرادة أو النية ، حيث تُحسب الأعمال بها وتُنصب الموازين لأجلها ..
إن العمل مهما كان قليلاً أو كبيراً ؛ فإن الإنسان يُجازي به ويُضاعف أجره بإخلاص النية كما قال - عليه الصلاة والسلام : ( إنكَ لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أثبت عليها ، حتي اللقمة تجعلها في فِي إمراتكَ <البخاري >.
فلا تظنن أن الإخلاص أمر هين ، فإن معول الأعمال عليه .. قال سهل التُستُري : (ليس علي النفس شئ أشق من الإخلاص ، لأن النفس ليس لها فيه نصيب) .
وقال يوسف الرازي : ( أعز شئ في الدنيا الإخلاص وكم اجتهدت في إسقاط الرياء عن قلبي ، كأنه ينبت فيه علي لون آخر ) .
لقد عرف القوم أن استحضار روح الإخلاص لله في العمل يُضاعف الأجر .
أخي الصائم ..أختي الصائمة.. لتعلم ان قبول أعمالكِ كلها في رمضان وغير رمضان لن يكون الجزاء فيه إلا علي قدر النية والإحتساب وهما عين الإخلاص الذي امرنا به لنخلص الدين لله وحده لا نبغي معه شريكا..
واللهم أعنا علي صيام وقيام شهرنا إيماناً وإحتساباً مخلصين لك الدين يا رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.