من كنايات العرب
أشتهر بين العرب قديما قولهم : فلان شق العصا , وفلان ألقى العصا , وفلان قرع العصا , ....ولكل واحدة معناها ودلالتها:-
*شق العصا : أي خالف ورفض الطاعة وفارق الجماعة وفي حديث عَرْفَجَةَ رضي الله عنه في صحيح الامام مسلم ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ " .
*ألقى العصا : أي توقف عن القتال او استسلم او ترك المناكفة والشقاق
*قرع العصا : أي هدد وتوعد وتقال لمن نبه غيره لخطأه وقيل ان اول من قُرعت له العصا هو عامر بن الظَّرِبِ العَدْوَاني، وكان من حكماء العرب لا تَعْدِل بفهمه فهمًا ولا بحكمه حكمًا، فلما طَعَنَ في السن أنكر من عقله شيئاً، فقال لبنيه: إنه قد كبرَتْ سِنِّي، وعرض لي سَهْو، فإذا رأيتموني خرجْتُ من كلامي، وأخذت في غيره، فاقرعوا لي المِجَنَّ بالعصا. وفيه قال الحارث بن وعْلة الذُّهَلي.
وزعمتـمُ أن لا حلـوم لنا....إن العصا قرعت لذي الحلم
قال ابن الأعرابي: أول من قرعت له العصا عامر بن الظَّرِب العَدْوَاني
قال المتلمس يريده :
لِذِي الْحِلْم قبل اليوم ما تُقْرَعُ العصَا ... وما عُلِّم الإنسان إلا لِيَعْلَمَا
والمثل يضرب لمن إذا نُبِّه انتبه، أو يعني التنبيه على أمر تُخشى عاقبته.
وقد قيل في امثالهم :انما اللبيب بالإشارة يفهم
ومن جميل ما قال الشعراء :-
تشير لنا عما تقول بطرفها
وأومي إليها بالبنان فتفهمُ
إشاراتنا في الحب رمزعيوننا
وكل لبيب بالإشارة يفهم
وأما "الحليم" فلا يعني هنا الصابر والمتمالك نفسه فقط، بل يعني ما وصفه أبو هلال العسكري في (ديوان المعاني):
"ومن أشرف نعوت الإنسان أن يُدعى حليمًا، لأنه لا يُدعاه حتى يكون عاقلاً وعالمًا ومصطبرًا ومحتسبًا وعفُوًّا وصافحًا ومحتملاً وكاظمًا، وهذه شرائف الأخلاق وكرائم السجايا والخصال".