استهداف صورة العلماء
على مر التاريخ الاسلامي كان الناس يعظمون العلم والعلماء، ويصدرون عن فتاواهم وارائهم، وهذا امر مزعج جدا للاستعمار والاعداء في الداخل والخارج، فعملوا على ضربهم وضرب صلتهم بالناس وانقياد الناس لهم ولفكرهم.
فلا نشك ابدا في ان تشويه صورة العلماء هو هدف من اهداف الاعداء المتربصين بالامة ،بل ان هذا من وسائلهم واعمالهم الخبيثة، لكي يجعلوا الامة واهية فكريا حين يُرخصوا قياداتها الفكرية، ويضربوا احترام القدوات ويزعزعوه في النفوس، ويشككوا الناس في مراجعهم وقدواتهم الفكرية.
وقد نجح المستعمر الغادر المدمر في ذلك الى حد بعيد باتباعه الاساليب التالية:-
1- اتخذ الاشاعة ونشر الشبهات حول المخلصين وسيلة فعالة لتحطيم الثقة بهم .
2- اتخذ مفتين واشباه علماء يتسمون بالميوعة الفكرية وابرزهم باعلامه الممنهج على انهم الدعاة وغيرهم المخربين واهل البغي والفتنة والتحريض.
3- استغل اشخاصا وانفسا رخيصة تواقة للمناصب ونوال الفتات، فارغة فكريا وليست عقليات مبدئية، عملت على التوفيق بين افكار الاسلام وافكار الكفر لتسهيل هضمها من قبل الناس وقبولها على انها الاسلام المواكب للعصر ومتطلباته. وتحصنوا وتمترسوا خلف مقولة لحوم العلماء مسمومة.. ونسوا او تناسوا ان كل لحم نبت من سحت فالنار اولى به. وبعضهم قد يكون استغله من استغله عن هبل وعدم وعي وادراك فاصبح حقيقة جاهل معمم، معدوم الوعي والادراك..ونسي ان الوعي قران يتلى وهو دوما مطلوب ..فقال تعالى ((لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية)الحاقة 12 .. وهذا يسهم ويشارك في تشويه صورة العلم واهله من اهل الحق والايمان، اضافة لتشويهه لصورة الاسلام ذاته الذي لا يرى فيه الا وسيلة تكسب وطريقة اكل عيش.
4- انخدع بهم من خدع ممن انطلت عليه الحيلة.. وكشفهم من كشفهم من اهل البصر والبصيرة..ولكن في مسيرة كشفهم فقد الناس ثقتهم بمسمى علماء ..
5-وهنا نقف لنقول لا يوجد في الاسلام رجال دين ولا طبقة اكليروس ولا حوزات سدنة معبودات.. ولا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،وكل يُؤخذ منه ويُرد عليه الا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فنتبعه ونسلم له تسليما.. و كل مسلم يجب ان يعلم ويتعلم والعالم الحق من تعلم شرع الله وعمل به وعلمه ودعا لتطبيقه.. واول خطاب نزل اليك من الله ايها المسلم - اقرأ باسم ربك الذي خلق- ثم - اقرأ وربك الأكرم - ثم - الذي علم بالقلم..علم الانسان ما لم يعلم - وثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: ( اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما كانت الحياة خيرً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك " كلمة الحق " في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفذ، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين ).
واتقوا الله ويعلمكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.