Hitskin.com

موضوع: اصل وتسلسل فتنه خلق القران 2018-11-04, 5:13 pm

اصل وتسلسل فتنه خلق القران

اول من تكلم بخلق القران في الاسلام :

أول من زرع فتنة القول بخلق القران هوالجعد بن درهم ، وكان الزهري وهو أستاذ أئمة الإسلام وقائدهم يقول عنه : ليس الجعد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم...
وكان الجعد هذا ينفي أن يكون الله كلم موسى تكليماً، وأن يكون قد اتخذ إبراهيم خليلاً، و انكر صفات الله تعالى و اولها ، فطلبه بنو أمية، فهرب إلى الكوفة .
و أخذ الجعد ينشر تعاليمه بالكوفة، فتعلم منه الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الجهمية وتاثر المعتزلة بافكاره فيما بعد ، وفي عام ( 105 هـ/724 م ) استلم الحكم في دمشق الخليفة هشام بن عبد الملك الذي عين خالد القسري والياً على الكوفة ، فقبض القسري على الجعد ابن درهم ، وفي أول يوم من أيام عيد الأضحى من ذلك العام قال خالد القسري وهو يخطب في المسلمين خطبة العيد :
" أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم ، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم ؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ، ولم يكلم موسى تكليما " ثم نزل فذبحه في أصل المنبر ...

لكن من اين اتى المجرم الجعد بن درهم بهذه العقيدة الفاسدة و ادخلها للاسلام ؟

اخذ الجعد أفكاره وآراءه من شيخه بيان ابن سمعان وهو رئيس فرقة من الشيعة الغالية ، وهي الفرقة المعروفة بالبيانية نسبة إليه وكان بينا هذا يزعم أنه نبي وأنه المشار إليه بقوله ( هذا بيان للناس وهدى ) وادعى الالوهية لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه و ان الله يفنى وان كلامه مخلوق .
وكان بيان ابن سمعان قد اخذ افكاره عن شيخه طالوت وطالوت هو بن أخت لبيد بن الأعصم وتلميذه ، ولبيد هذا هو الساحر اليهودي الذي سحر النبي في مشط ومشاطة وقصته معروفة في صحيح البخاري ، فتعلم طالوت هذا عندما كان يهوديا من خاله لبيد بن الأعصم الذي كان احد احبار اليهود ان التوراه مخلوقة ، فعندما اسلم طالوت نقل هذه البدعة الى اهل الاسلام فقال بخلق القران و اخذه عنه ابان بن سمعان الذي نقلها لتلميذه الجعد بن درهم ...

هذه هي السلسلة المظلمة في قول خلق القران لاناس كلهم شياطين بعضهم فوق بعض ، والتي انتشرت في زمن الدولة العباسية على يد فرقة المعتزلة ، الذين اقنعوا الخليفة المأمون بهذا الرأي و تبعه في ذلك الخليفة المعتصم ثم الخليفة الواثق بالله ، وارادوا حمل امة الاسلام علي القول بهذا القول بالسيف ، فوقف في وجههم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والذي تحمل من أجل ذلك الكثير من التعذيب حتى قام الخليفة المتوكل بإنهاء هذه المحنة و أبطل فتنة خلق القران .

المصادر :
ابن كثير البداية والنهاية
الذهبي سير اعلام النبلاء
ابن حزم الفصل في الملل والنحل
شيخ الاسلام بن تيمية مجموع الفتاوي
صفحات من التاريخ