تحذيرات نبوية جديرة بالاهتمام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته - واسعد الله اوقاتكم بذكره
التحذير من السبع الموبقات عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم، قال : (اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : (الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ). وهذا حديث مهم واصل من اصول الدين في التوحيد والمعاملات ، حذر النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الموبقات السبع ، والموبقات : المهلكات . 1-الشرك بالله فأكبر الكبائر ..الشرك بالله تعالى ، وهو نوعان: أحدهما : أن يجعل لله ندا يعظمه ويرجوه ويخشاه ويعبده ويحبه مع الله تعالى من غيره من الخلق من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك ، وهذا هو الشرك الأكبرالذي ذكره الله تعالى .. قال الله عز وجل : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }.ومن مات مشركاً ـ والعياذ بالله ـ ، حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. قال تعالى : {أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار }.والآيات في ذلك كثيرة .فمن أشرك بالله ومات مشركاً فهو من أصحاب النار والعياذ بالله ، كما أن من أمن بالله ومات مؤمناً فهو من أصحاب الجنة و إن عذب بالنار. ومن الشرك الأكبر : ـ الذبح والنذر لغير الله
والطاعة العمياء لغير الله ولو في معصية الله تعالى ومخالفة امره وهديه. او اعتقاد ان شرع غير الله تعالى خير من شرع الله وافضل.وـ تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ـ وكالطواف حول القبور وعبادتها والاستعانة والاستغاثة بأصحابها ، باعتقاد أنهم ينفعونهم ويقضون لهم حاجاتهم .وهكذا دعائهم ونداءهم عند حصول الكربات والمكروهات . . أما النوع الثاني من الشرك : فهوالرياء بالأعمال فيها كما قال تعالى : {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }. أي لا يرائي بعمله أحدا . والرياء : هو طلب المنزلة في قلوب الناس ، من غير صدق قي نفسه ، والتكلف بفعل خصال الخير ليقال عليه كذا وكذا ، فما له في الآخرة من ثواب ، لأنه لم يقصد وجه الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والشرك الأصغر ). قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال
الرياء ، يقول الله تعالى يوم يجازى العباد بأعمالهم : أذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ ). وهذا النوع من الشرك لا يخرج من الملة. ومن الشرك الأصغر : ـ الطيرة وهى التشاؤم ويدخل فيه التشاؤم ببعض الشهور أو الأيام أو بعض الأسماء أو أصحاب العاهات . وـ الحلف بغير الله : كالحلف بالآباء أو الأمهات أو الأولاد ، أو الحلف بالأمانة أو الحلف بالكعبة ، أو الشرف ،أو النبي ، أو جاه النبي ، أو الحلف بفلان ، أو بحياة فلان ، أو الحلف بالولي بغير ذلك كثير : فلا يجوز. قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ : (ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل لأجل الناس شرك ، والإخلاص آن يعافيك الله منهما ).
2ـ السحر ومنه والكهانة والعرافة . فاعتقاد النفع والضر في أشياء لم تشرع ولم يأذن بها الله تعالى :كاعتقاد النفع في التمائم والعزائم والعقود ونحوها .
3-وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، فالنفس البشرية معصومة محترمة وحتى الحيوانية، فقد جاء النهي عن اتخاذ الطير هدفا وقتله بطرا، وقد جعل الله ثواب من تسبب باحياء نفس كانما احيا الناس جميعا ومن تسبب بهلاك نفس او قتلها فكانما قتل الناس جميعا، فلا تقتل نفس بشرية الا بقصاص او حد ردة بعد استتابة ثلاث مرات او
زان محصن وزانية محصنة، او محارب في ميدان القتال فان القى السلاح و استاسر فله الحماية و الامن والسلامة...
4- واكل الربا ، فالربا اكل لاموال الناس بالباطل واستغلال لحاجة الناس وافساد للحياة وسوسة تاكل وتنخر النظام المجتمعي وتقضي فيه على اواصر المودة والمحبة والاخوة وتجعل النفعية هي اساس العلاقات بين الناس مما يثير الحسد ويزرع الحقد وينزع البركة من الحياة الاقتصادية ويدمرها ويحصر الثروة وتكديسها في ايدي اناس معدودين، ويعيق بالتالي عملية تدوير الاموال في المجتمع والحياة. وهو عامل رئيس من عوامل الفقر في الامم والشعوب،حيث يجعلها مسخرة ومستعبدة لقلة من اهل الثراء والنفوذ.
5- واكل مال اليتيم،وهو الطفل الذي فقد ابويه او احدهما ولا سند له او معيل ويلحق به كل ضعيف مستضعف لا يجد له سندا يحميه ويمنعه من المعتدين.
6- والتولي يوم الزحف، وهو الهروب من ميدان القتال في ايام الله عز وجل لان المؤمن انما يقاتل لله وفي سبيل الله اعلاءاً لكلمته فاما ان تُعلى وتعلو رايتها فيعيش في ظلها عزيزا واما ان يموت دونها ، فقضية الاسلام ودعوته قضية مصيرية، يرتبط مصير الانسان بها موتا وحياتاً.
7- وقذف المؤمنات المحصنات الغافلات،والقذف هو الرمي والرجم بالكلام البذيء والاشاعة والاتهام بالفاحشة والمسبة للعرض ، فاعراض المسلمين بينهم حرام كدمائهم واموالهم ، فتحرم مسبة نسائهم وبناتهم ويحرم تعريضهن للتهم والاشاعات، ومن يفعل ذلك فعقوبته ان يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة ابدا الا اذا اشتهر بالتوبة والصلاح وذاع ذكره بالصلاح بين الناس.
8- وفي بعض روايات الحديث عد عقوق الوالدين فمن عق والديه وتنكر لاحسانهما اليه لا خير فيه لمن سواهما من الناس وبقية المجتمع.
اللهم عافنا منها ومن غيرها من الاثام وأعف عنا يا ارحم الراحمين. و الصلاة و السلام على رسول الله واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.