نصيحة من القلب والدين النصيحة
اخواني واخواتي الاكارم حفظكم الله ووقاكم سوء المنقلب والعاقبة وبعد:
حين يتكلم احدنا عن سيرة شخص ما او تاريخه او حاضره فهو حقيقة يدلي لمخاطبيه بشهادة وهو بين أمرين:إما أن يتكلم وشهد بعلم وعدل, وإما أن يتكلم ويشهد بجهل وظلم وزور وبهتان.
والله تعالى أمرنا أن نتكلم بعلم (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) الزخرف 86) وبالعدل (وإذا قلتم فاعدلوا)الانعام 152).
والله تعالى حذرنا أن نتكلم بجهل فقال سبحانه { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (36) } من سورة الإسراء.
ومعنى الآية كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم. وقال قتادة رحمه الله: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم.
قال إمام المفسرين الطبري رحمه اللهج 17 / ص 447) "وهذان التأويلان متقاربا المعنى، لأن القول بما لا يعلمه القائل يدخل فيه شهادة الزور، ورمي الناس بالباطل، وادّعاء سماع ما لم يسمعه، ورؤية ما لم يره".
وحرم علينا أن نتكلم بظلم فقال جل وعز (وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)الفرقان)وحرم علينا عدم تقدير وتثمين اشياء الاخرين المادية والمعنوية و
كذلك منجزاتهم المعنوية والمادية فهي من حقوقهم المكتسبة لهم { .. وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85) } من سورة الأعراف. والشاهد من الآية (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ). وتفسير الآية كما قال الطبري رحمه الله: "ولا تظلموا الناس حقوقهم ، ولا تنقصوهم إياها".
واحذروا الفجور في الخصومة فانها من صفات المنافقين ولا يجرمنكم شنآن قوم الا تعدلوا ، اعدلوا هو اقرب للتقوى واياكم وقول الزور والبهتان وقولوا للناس حسنا وادفع دوما بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، واصبر على ما اصابك فان ذلك من عزم الامور،ونسال الله تعالى دوما السلامة والاستقامة، ونعوذ به من الخسران والندامة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته