4- كلام عربي
(االمعروف والاحسان) و (المنكر والسوء)
المعروف ضده المنكر وهو الامر المحد المعلوم المستحسن والمنكر هو النكرة المجهول المستقبح، و المعروف هو كل امر مستحسن من القول والطبع والعمل فيشمل الخير كله ، والمنكر ضده وهو ما استنكرته الطباع السليمة واهل العقول الراجحة ونفرت منه الفطرة المستقيمة. وعبارات المفسرين والفقهاء في تفسير المعروف والمنكر، لا تتجاوز ذلك.
فعرفوهما اصطلاحا بقولهم :- المعروف: ما عُرف حسنه شرعا وعقلا، والمنكر: ما عرف قبحه شرعا وعقلا.
و إذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر فإنه يدخل فيه النهي عن المنكر وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف ولأنه لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر، ومثال ذلك قول الله تعالى
لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) [ النساء:114]، فإن الأمر بالمعروف يتضمن النهي عن المنكر.
وكذلك إذا أطلق النهي عن المنكر، من غير أن يقرن بالأمر بالمعروف فإنه يدخل فيه الأمر بالمعروف وذلك لأن ترك المعروف من المنكر، ولأنه لا يتم ترك الشر إلا بفعل الخير. ومثال ذلك قول الله تعالى
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) [ الأعراف:165]، فإن نهيهم عن السوء يتضمن أمرهم بالخير.
وأما عند اقتران أحدهما بالآخر فيفسر المعروف بفعل الأوامر ويفسر المنكر بترك النواهي ، وأمثلة ذلك كثيرة في كتاب الله تعالى. كقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ) [التوبة:71]
واما الاحسان فانه ضد السوء والسوء كل ما يستقبح ويستاء منه من الفعال والخصال، قال الله تعالى :-((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) القصص)) . وكما في قول الله تعالى
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ) [ الأعراف:165]. والاحسان ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فهو يراك، كما جاء في الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فبهذا المعنى يقصد بالاحسان ما يولد التقوى وخشية الله ومراقبته فيما يرتجى من ثواب الاخرة ويكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لاستقامة امر الدنيا والدين في الحياة. والاحسان للناس به تملك النفوس السليمة...اما النفوس اللئيمة فان اول اساءتها توجه لمن يحسن اليها... ومع ذلك نقول كما وجهنا النبي الكريم :- " اصْنَعِ الْمَعْرُوفَ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَإِلَى مَنْ لَيْسَ أَهْلَهُ , فَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ فَهُوَ أَهْلُهُ وَإِنْ لَمْ تُصِبْ أَهْلَهُ فَأَنْتَ أَهْلُهُ " مسند الشهاب.فافعل الخير ولا تندم فالخير والاجر سيصل إليك لا محالة ان شاء الله، وإن خذلك الناس وجحدوا فضلك وإحسانك، فانما تفعله انت شكرا وحمدا لله الذي احسن اليك وما زال عليك احسانه دائم، فليكن هو طبع النفس وخلقها الذي تزدان به.وقد احسن من قال :-
ازرع جميلا ولو في غير موضعه..........فلن يضيع جميل أينما صنع
إن الجميـــــل إذا طال الزمان به..........فليس يحصـده إلا الذي زرع
وقال اخر:-
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ ** لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
فالحمد لله على دوام بره واحسانه والحمد لله في كل وقت وحين والسلام عليكم .