السبت 6 جمادى الثانية 1441 هـ - الموافق لـ 1 فيفري 2020
موريس أودان كما قرأت عنه عبر ابنه وجنرالات فرنسا الجلاّدين السّفاحين – معمر حبار
سألني زميلي العراقي مصطفى العمري Mustafa Alaumari المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ: 14 سبتمبر 2018: " هل موريس أودان جزائري أم فرنسي ؟".
أجبت حينها وبالحرف الواحد: " السّلام عليكم. سأبدأ بهذه القصة. زرت البارحة "جامعة وهران" رفقة ابني أكرم ليسجل سنة أولى طب، ورأيت لأوّل مرّة في حياتي لافتة "جامعة وهران" ومكتوب تحتها "موريس أودان"، وهممت أن أسأل أصحاب الجامعة ولم أفعل. ودفعني سؤالك لأن أسأل عن "موريس أودان" وسبب تسمية الجامعة باسمه في الزيارة الثانية غدا يوم السبت. لا أعرف أيّ شيء عنه، ولا أعرف أنّي قرأت عنه ضمن الكتب والمذكرات التي قرأتها عن الفرنسيين والجزائريين. وإذا عثرت على ما يدلّ عليه سأخبرك وأعلمك. لك بالغ التحية والتقدير".
المرجع الأوّل: شهادة الجلاد السّفاح المجرم الجنرال أوساريس:
ذكرت بتاريخ: الأربعاء 9 ربيع الأوّل 1441 هـ - الموافق لـ 6 نوفمبر 2019 أنّه جاء في كتاب: [1]« Algérie, de la guerre à la mémoire », أنّ المجرم السّفاح الجلاّد أوساريس الذي قتل الشهيد بن مهيدي يعترف وهو في 92 سنة من عمره ويقول:
1. كنا نملك فرقة من القتلة المحترفين. 37
2. كنا نعدم المعتقلين. 38
3. حين نلقي القبض على الجزائريين نقول باستهزاء: " هل نرسلهم لإخوانهم maquis ) ومعناه نقتلهم. 39
4. الطائرة التي كانت تحمل الخمسة كنّا نريد تفجيرها فوق البحر المتوسط من طرف الحكومة الفرنسية ثمّ تمّ إلغاء القرار لأنّ طاقم الطائرة كان يحمل فرنسي يقول وزير فرنسي يومها Max Lejeune. ومعناه حسب الجنرال السّفاح ماصو: اقتل كلّ جزائري. 39
5. السلطات الفرنسية ومنها Robert Lacoste كانت على علم ودراية تامة بالتعذيب والاغتصاب والقتل الممارس ضدّ الجزائريين. 39
6. حين سئل أحد الجلادين السّفاحين وهو ضابط برتبة "كولونيل" وهو يعذّب جزائري على المباشر من طرف أحد المحقّقين: "كيف تثق أنّه يقول الحقيقة؟ " يرد الجلاّد السّفاح مستهزء ومستهترا: بإجبارهم على الحلف على le coran (القرآن الكريم) وهو يقصد le Coran électrique (الكهرباء). 39
7. لو تطلب الأمر لإعادة تعذيب الجزائريين لأعدت لأنّي لا أملك خيارا آخر وقد تحصّلت على نتائج باهرة بأدنى تعذيب. وحين كنت ألقي القبض على رؤوس الجبهة أقول لهم: هذا عنصر خطير، أقتلوه أو أقتله بنفسي. وقمت شخصيا بمجموعة من الإعدامات. وأتحمّل كعسكري الإعدامات التي مارستها ضدّ الجزائريين. 40
8. لن أتراجع عن الإعدامات التي مارستها في الجزائر. ولا أعرف شيئا عن موريس أودان وهذا ما أستطيع قوله. 41
9. لا أعرف أيّ شيء عن موريس أودان ورأيته مرّة واحدة فقط. ولا أستطيع أن أقول أيّ شيء عن الموضوع. صفحات 57-60.
10. جاء عبر صفحات صفحات 139-142: كان موريس أودان إلى جنب الثورة الجزائرية. ومتزوج وأب لثلاثة أبناء. ومتخصّص في الرياضيات. شيوعي. درّس بجامعة الجزائر يومها. تمّ اختطافه من طرف المظلّيين المجرمين بالجزائر المحتلة بتاريخ: 11 جوان 1957 لوقوفه مع الثورة الجزائرية. تمّ اغتياله من طرف المظلّيين تحت التعذيب. المنظمة السرية المجرمة OAS تعرف جيّدا قضية موريس أودان في سنة 2003 تمّ إبراز اسم موريس من جديد للعلن ورفع الغبار عن اسمه ولم يتم العثور على جثّته لحدّ الآن.
شهادة الجلاد السّفاح الجلاّد المجرم الجنرال ماصو:
11. جاء في نفس المرجع أنّ المجرم الجلاّد السّفاح الجنرال "جاك ماصو" يعترف بجرائمه ويقول: لا أتذكر بالتفصيل قضية موريس أودان ولو كنت أتذكر أيّ شيء بشأنه لأخبرتكم عنه. صفحات 43-46.
المرجع الثاني: راسلته بتاريخ: الخميس 12 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق لـ 20 ديسمبر 2018، ووضعت تحت تصرفه معلومة قرأتها عن "موريس أودان" عبر كتاب: "la villa Susini, Torture en Algérie"[2]. وجاء في صفحة 180 أي ما قبل الأخيرة وحسب ترجمتي: "مثلا توقيف موريس أودان كانت دون شكّ معلومة متسرعة قدّمت تحت التعذيب".
ثالثا: المرجع الثالث: تحدّث الابن "بيار أودان" عن أبيه "موريس أودان" في حوار له مع اليومية الجزائرية الناطقة باللّغة الفرنسية «le quotidien d’oran » [3] ومما جاء في الحوار:
1. معلومات ذكرها الصحفي الجزائري عن موريس أودان: أبوك موريس أودان مختص في الرياضيات. "اختفى وهو ابن 25 سنة إثر توقيفه بالجزائر العاصمة، بتاريخ 11 جوان 1957، من طرف المظليين التّابعين للجيش المحتل. لم يتم العثور على جثته. وقد تمّ اغتياله أثناء الاستنطاق وهي الحقيقة التي ظلّت فرنسا تنكرها وزعمت أنه مات غرقا. سنة 2013 اعترف الجلاّد السّفاح الجنرال "أوساريس" أنّه هو الذي أعطى أوامره بقتل أبيك "موريس أودان" ليوهم الرأي العام أنّ الجزائريين هم الذين قتلوه.
2. تحدّث الإبن "بيار أودان" عن أبيه "موريس أودان فقال: لا أعرف أبي لأنّه حين اعتقل كنت أكثر بقليل من شهر من ولادتي.
3. طيلة هذه الفترة الطويلة، الحكومة الفرنسية، والعدالة الفرنسية، والشرطة والجيش الفرنسي ظلّوا يكذبون وإلى غاية اتفاقية إيفيان. ومن هذه الحقبة خاضت أمي معركة: أوّلا لمعرفة الحقيقة حول اختفاء زوجها موريس أودان وأيضا أمام الرأي العام للتنديد بالتعذيب ضدّ المحاربين من أجل استرجاع السيادة الوطنية.
4. أبي رمز، لكنّه ضحية من بين آلاف الجزائريين الذي تعرّضوا للنظام القمعي الفرنسي يومها: التوقيفات الظالمة، التعذيب، الإعدامات دون محاكمة عادلة.
5. الجنرال "أوساريس" المختص في التعذيب والذي تمّ إرساله إلى أمريكا الجنوبية لتدريب جنودها والذي حاول تبييض تاريخه العسكري الماضي. قدّم عدّة احتمالات حول اغتيال أبي "موريس أودان".
6. اعتراف ماكرون بتاريخ 13 سبتمبر 2018 أنّ الدولة الفرنسية هي التي قتلت أبي "موريس أودان" يعود إلى المعركة التي خاضتها أمي. وأنّ النظام الذي وضعته فرنسا المحتلة كان يرتكز على هدف واحد هو: ترهيب الجزائريين. التعذيب لم يمنع الجزائريين من الالتحاق بالثورة لأجل استرجاع السيادة الجزائرية.
7. الملف الوحيد الذي تمّ فتحه من خلال الأرشيف الفرنسي للرأي العام هو ملف "موريس أودان" .
8. بعد استرجاع الجزائر لسيادتها قاومت أمي من أجل الحصول على الجنسية الجزائرية: لم تكن مسلمة وتحصّلت في الأخير على الجنسية الجزائرية طبقا للمرسوم المؤرّخ في: 4 جويلية 1963 حيث تحصّل بعض المناضلين الشيوعيين غير المسلمين على الجنسية الجزائرية لكن كان من الصّعب جدّا يومها البقاء في الجزائر التي حاربت لأجلها كما حارب لأجلها "موريس أودان". الانقلاب العسكري الذي قاده بومدين دفع أمي لتعيش بفرنسا.
9. أنا ابنها، وأنا جزائري. كان يمكن لي أن أكبر في الجزائر لكنّه لم يكن الحال كذلك وأزور الجزائر باستمرار منذ عشرات السنين.
رابعا: تعقيبي على ماذكره "بيار أودان" ابن "موريس أودان" فيما يتعلّق بالجزائر: ممّا قاله بيار أودان في آخر الحوار وحسب ترجمتي: لماذا يمنع الجزائريون من التظاهر داخل العاصمة؟ لماذا يتم توقيف المتظاهرين في ساحة أودان؟ وعليه أقول:
1. نحترم "موريس أودان" الذي قتلته فرنسا المجرمة بتاريخ: 11 جوان 1957 لمواقفه المساندة للجزائر وللثورة الجزائرية ولم تعترف بقتله إلاّ بتاريخ: 13 سبتمبر 2018 من طرف الماكرو ماكرون.
2. نحترم "بيار أودان" ابن "موريس أودان" وهو يفتخر بجزائريته وبأبيه الذي دافع عن الجزائر والثورة الجزائرية ويقول عن الجزائر بالحرف الواحد: "في وطني".
3. مارس الابن "بيار أودان" الكذب وشهادة الزور حين اتّهم الجزائر أنّها منعت الجزائريين من المسيرات وهي التي تحمي أبناءها بأبنائها منذ 31 جمعة (يومها) عبر مسيرات سلمية تجوب 48 ولاية.
4. يريد "بيار أودان" أن يفرض على الجزائر وصايته حين يتحدّث عن ساحة أودان دون غيرها من الساحات المترامية عبر التراب الوطني.
5. أطلقت الجزائر اسم "موريس أودان" على ساحة في قلب العاصمة وهذا عمل تشكر عليه وعرف تعارفت عليه الدول لكنها ساحة كغيرها من الساحات الوطنية تخضع لما تخضع له كلّ السّاحات ودون استثناء .
6. من سوء الأدب وقلّة الأدب لـ "بيار أودان" أن يعاتب الجزائر لأنها تعاملت مع ساحة أودان كما تتعامل مع غيرها من الساحات.
7. على "بيار أودان" أن يعي جيّدا أنّ ساحة أودان حقّ الجزائر تتصرّف فيها بما يسمح به القانون الجزائري والأعراف الجزائرية وليست ملكا لعائلة "أودان" تحتكرها لنفسها.
8. الجزائر قارة ومن حصر الجزائر في "دولة البريد المركزي" و "دولة ساحة أودان" فقد ظلم الجزائر والجزائريين وحطّ من شأنها وشأنهم.
9. أغتنم الفرصة لأوجّه كلّ التحية والتقدير والاحترام لإخواننا العاصميين في الجزائر العاصمة متمنيا لهم كلّ المحبّة والسّعادة والتوفيق.
[1] راجع من فضلك: FLORENCE Baugé « Algérie, de la guerre à la mémoire », CHIHAB EDITIONS, Alger, Algérie, 2008, et Cygne, France, 2008 CONTIENT 168 Pages. P 37- 41
[2] راجع من فضلك كتاب: Henri pouillet – "la villa susini, Torture en Algérie, juin 1961- mars 1962 », EL Kalima édition, Alger, 2014, Contient 184 Pages.
[3] راجع الحوار عبر: « le quotidien d’oran » : « Pierre Audin au Quotidien : Maurice Audin, mon père,était dans le camp du peuple », Entretien réalisé par Amine Bouali, Mardi 24 septembre 2019, N 7554 , P 6.