كورونا وآلحقيقة آلمجهولة
لن أتحدث في هذا المقال المقتضب عن سبب و آثار و مقدمات ظهور (كورنا), فهي معروفة تقريباً للجميع خصوصا البايلوجيين و أصحاب الأختصاص, بكونه طفرة وراثية لفصيلة فايروس (السارس) الذي إنتشر قبل أعوام ثم إختفى تقريباً, كما لا أريد بيان سبب ظهور هذا الفايروس الخطير ليكون جواباً على سؤآل ذكي من أحد الأصدقاء المفكريين لعلمي بأنه يعرف جواب كل تلك المقدمات العلمية الضرورية, فلكل ظاهرة أسباب و جذور و القرآن علّمنا كما نهج (الفلسفة الكونية) بأنّ المعرفة الحقيقة إنما تكون رصينة و مؤكدة حين تعتمد على كشف الجذور والتي معها ينتهي العجب؛ فذنوب العباد و شرورهم و لهوثهم وراء الربّ الحقيقي للبشر اليوم و هو (الدولار) و بآلتالي أكل لقمة الحرام ووووو كل ذلك سببت قساوة القلوب و موت الضمير نهائياً, و هكذا تكاثر الفساد في الأنفس و الطبيعة التي لم يعد فيها مكاناً تستطيع المخلوقات حتى من تنفس الهواء النقي أو تحصل على قنينة عسل طبيعي حتى في اليمن السعيد الذي دمرته قوات التحالف العربي – الأسلامي – العالمي الساعية للسيطرة على منابع المال عن طريق النفط و منابع الطاقة .. حيث لم يبق حتى وادٍ أو جبل أو بحرٍ لا يعجّ برائحة البارود و الغازات و الفضلات و ثاني أوكسيد الكاربون العدو اللدود و المدمر للطبيعة و للمخلوقات الحسساسة المنتجة كآلنحل الذي يشرف كل البشر بقيمه و نظامه و سعيه و جهاده الذي يجسد فلسفة الوجود بشكل كامل.
على كل حال .. إن الذي نسعى لبيانه لجواب سؤآل المثقفين و ذلك المفكر العزيز .. هو تبعات و آثار هذا الفيروس بشكل مختصر جداً:
إن هذا الفيروس الخطير (كورونا) الذي انقلب حتى على مصنّعيه ليصبح وباءا إجتاح العالم بعد إتفاق أمريكي – صيني لدراسته و دراسة طفراته و آثاره في مدينة يقطنها الفقراء المعدومين في الصين؛ قد تسبب قهرياً بأزمات متعددة العناوين لم تحسب أمريكا حسابه بدقة, لأنه يتكاثر في كل الأماكن المؤبوءة بآلفضلات والأوساخ و التي سببها البشر طبعأً برعاية الحكومات الجاهلية التي همّها الأول و الأخير هو جمع الأموال و الذهب و العمارات، لقد أسقط إنتشار هذا الفايروس الأقنعة الليبرالية و الديمقراطية و المدنية و غيرها من المدّعيات .. كشفت
عن حالات قائمة وأظهر فضائح على أكثر من صعيد, و منها ما يلي:
- كشف زيف الدول الكبرى التي تدعي رعاية العالم و تقدمه .. خصوصا بعد ما أعلنت إنكلترا قبل أيام بتحذير غريب يدلل على أبعاد خطيرة و هو منع التحدث بكون إيجاد هذا الفايروس كان يستهدف كبار السن و بعض الشرائح المستهلكة لتحسين الأقتصاد و الحفاظ على السيولة النقدية, حيث حدّدت عقوبات قاسية للغاية تضاهي عقوبة الجرائم الخطيرة!
على كل حال سقطتت هيبتها وهيبة من مثلها و في مقدمتها أمريكا التي صنّفت نفسها بانها " العالم الأول والقائد الأوحد للعام المتقدم والمتفوق على الأخرين, و بآلتالي انكشاف حقيقة الرأسمالية في علاقتها مع آلأنسان و فلسفة الحياة، حيث أظهرت ليس فقط الضعف البنيوي في نظام الرعاية ألأجتماعية و الصحية لتلك الدول وانخفاض مستوى المناعة لدى شعوبها وإفرازات الموت؛ بل كشفت وقائع كثيرة بأن تلك الحكومات العاملة للمنظمة الأقتصادية العالمية التي وحدها تحكم العالم و حكوماتها قد قتلت عشرات الآلاف من المسنين في وقائع تدمي القلوب, ففي كندا كشفت الأحصاآت بان نصف الذين توفوا كانوا من المتقاعدين العجزة الذين كانوا يحتاجون لعناية خاصة على مدار اليوم ليلا و نهاراً, مما كانت تُكلف الدولة الكثير من الأموال وآلجهد, وهكذا يدلل على أن هناك خطط و أهداف كلية و جزئية من وراء إنتشار هذا الفايروس من قبل البشر و من يقودهم من الممسوخين المجردين عن كل أحساس إنساني.
يضاف لهذه الكارثة .. أن المعسكر الغربي في حالة مخاض جديد لولادة نهج آخر تتوحد فيه القوى, التي تريد الأصطفاف حول محور الصين و روسيا .. أو محور أمريكا و حلفائها, بعد أن كشف العالم زيف المعسكر الغبي و وحشيته لأبعد الحدود بحق الشعوب.
وبالخلاصة نقول انه وكما ان كل حرب عالمية تنتهي برسم خريطة تحالفات وتشكل معسكرات جديدة فان وباء كورونا الذي فرض نوع من أنواع الحروب العالمية .. بل الكونية سيقود إلى خريطة استراتيجية جديدة يتوقع أن يخسر فيها الغرب عامة وأميركا خاصة الموقع الطليعي دوليا لتتقدم قوى أخرى في طليعتها الصّين و روسيا وإيران، ثم تتشكل تحالفات وتفاهمات وتكتلات جديدة مختلفة عن السابق وستكون القاعدة التي يقوم عليها النظام العالمي الجديد الذي ستخسر أميركا حتما موقعها الأول في العالم, بل سيودي إلى تدمير أمريكا من الداخل.
المطلوب اليوم؛ من الدول المناهضة لأمريكا؛ الوقوف مع شعوبها بتقسيم لقمة خبز الحاكمين عليهم و كذا تقسيم قصورهم ليتعادل الموقف و ينكشف حقيقة الحاكمين والرؤوساء في الدول المناهضة لأمريكا, و على الجميع التضيق على السعودية رأس الحربة والقدرة المالية التي تمون ذيول المعسكر الأمريكي في العالم وفي الشرق الأوسط خصوصا.
ولا نصر إلا بآلأتكاء على الله الذي ينصر عباده المؤمنين الذين يخافون الله و لا يأكلون الحرام.
والعاقبة للمتقين و زمن النصر بظهور المهدي قريب جدا إن شاء الله.
ألفيلسوف الكوني عزيز الخزرجي