وقفات مع القرآنيين (1): هل ثمّة وحيٌ أُنزِل على (محمَّد) غير القرآن؟
محمد خير النمرات
الإثنين، 09 فبراير 2015 03:00 م بتوقيت غرينتش
2
يعد السؤال أعلاه سؤالاً محوريّاً بكل المقاييس، الأولى بنا أن نطرحه ونجيب عنه إذا ما أردنا أن نتناول موضوع القرآنيين ونحاججهم، حيث أننا إن أثبتنا أنه ثمّة وحيٌ آخر غير القرآن الكريم أُنزل على (محمد) فإننا نكون بذلك قد ثبّتنا الأرضية التي نقف عليها في مقالات لاحقة، وهدمنا الأرضية الرّخوة التي يقفون عليها ويتّخذونها منطلقاً لإلقاء الشُّبه وإثارة الضباب، حيث يقول هؤلاء بحصرية الوحي بما أنزله تعالى في كتابه العزيز انطلاقاً من قوله تعالى - الذي لا يفيد الحصر -: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)
فيقولون بأن الآية صريحة في حصرية ما أُتيه محمد صلى الله عليه وسلّم بالقرآن الكريم !
وكذلك يلوون عنق آيات أخرى لتقرير فكرتهم وتثبيت دعائم باطلهم، وهذا ما أدرجه في التعليق الأول.
**********
ولكي لا تنحرف البوصلة وتختلط الأوراق وتتداخل المواضيع – كما عادة القرآنيين أن يفعلوا - دعوني أفوّت عليهم هذه الفرصة وأُأكد قبل الإجابة على السؤال المحوري على أنني لن أتناول في هذا المقال المواضيع التالية حيث أتناولها في مقالات لاحقة:
1. موضوع الثبوت وعدم الثبوت والتواتر.
2. موضوع (هل الوحي الآخر – غير القرآن – يتضمن تشريعات أم لا؟)
3. موضوع (حُجية السنة).
4. موضوع (الفرق بين النبي والرسول)؛ ولذا ستلحظون بأنني حريص على كتابة الاسم (محمد) دون بيان صفة الرسالة أو النبوة.
***********
إذن؛ فأنا أريد من هذا المقال شيئاً واحداً فقط هو الإجابة على السؤال المحوري: هل هنالك وحيٌ لـ (محمد) غير القرآن؟!
الإجابة ببساطة: (نعم). ولكن ما الدليل على ذلك؟
إننا لو لم نكن في معرض المحاجّة وأردنا ان نثبت هذا الأمر لأهل السنة، يكفينا أن نورد قوله صلى الله عليه وسلّم:
(أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ..) (صحيح رواه أحمد في مسنده: 28/410)
أما والمقام آخر فنقول:
إن وفرة الأدلة وعددها الهائل - والذي نعرض غيضاً من فيضه الآن - لَيغنينا عن الدخول في جدلية بيزنطية حول قوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم:4-5)
************
فإلى بعض الأدلة القطعية نمضي:
- رزمة الأدلة الأولى:
دعونا نسأل سؤالاً غير السؤال الاعتيادي الرتيب الذي يطرح على القرآنيين عادة - والذي يتعلق بطريقة معرفتنا لتفصيلات الصلاة ومقادير الزكاة - والذي يتهرب منه القرآنيون بالقول بالتواتر المعنوي، وإنما أسألهم عن الطريقة التي عرف بها محمد – صلى الله عليه وسلم – ذاته هذه الكيفيات ومعرفته لهذا العلم الذي يُعَدُّ تشريعاً بطبيعة الحال؟ أهي اختراع من عند نفسه أم أنها وحي من الله؟!
وهنا أؤكد مرة تلو المرة أنني لا أسأل عن طريقة وصول تفصيلات الصلاة والزكاة وغيرها إلينا، وإنما عن طريقة تلقي محمد لهذا العلم ولهذه المعرفة ولهذا التشريع..
أخالك تقول عرفها بـ (وحي من الله).
ومما لا شك فيه أن هذا الوحي لم يظهر لنا في القرآن الكريم، وفي ذلك إثبات لوجود وحي لـ (محمد) غير القرآن الكريم هو سنته صلى الله عليه وسلم.
*************
- رزمة الأدلة الثانية:
لقد بيّن الله تعالى في كتابه العزيز في غير آية أنه أنزل إلى (محمّد) شيئاً آخر غير القرآن، بل وجمع بينهما في نفس الآية ليشير إلى التغاير:
ومن ذلك قوله تعالى
وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:44)
فإذا كان ما نُزِّل إلينا هو القرآن الكريم، فما هو (الذِّكر) الذي أنزله الله لـ (محمد) يا ترى؟!
إنه الوحي الآخر، إنه السنة النبوية..
بعيداً طبعاً عن طبيعة المقصود بالتَّبيين، فله وقفة أخرى إن شاء الله.
وكما قلنا عن (الذكر) نقول عن (الحكمة) في كل من الآيات التالية:
قال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )(البقرة:231)
وقال أيضاً: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(البقرة:129)
وقال أيضاً: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) (البقرة:151)
وقال أيضاً: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (آل عمران: 164)
وقال أيضاً
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (النساء:113)
وقال أيضاً: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)(الاحزاب:34)
وقال أيضاً: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2)
والشاهد من الآيات جميعها: (الحكمة)، فالكتاب هو القرآن الكريم، فما هي الحمكة التي "أنزلت" على (محمد) صلى الله عليه وسلم غير الوحي الآخر.
**********
- رزمة الأدلة الثالثة:
يحكي لنا القرآن الكريم عن حوادث وأمور كثيرة كان (محمد) قد أخبر بها أصحابه، ولكننا لم نجد علمها في القرآن الكريم، فكيف عرفها (محمد) يا ترى إلا عن طريق الوحي الآخر؟!!
ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ) (آل عمران:124)
هذه الآية تخبرنا عن شيء حصل في بدر وهو (قول محمد لأصحابه ألن يكفيكم..؟!) فليخبرنا القرآنيون من أين عرف محمد هذا العدد؟! أم أنه خمّن تخميناً "فزبطت معه؟!"
وفي قوله تعالى
كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ.. وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ..) (الأنفال:5-7)
يبين الله تعالى أنه في بدر كان قد أخرجهم بأمر منه ووعدهم إحدى الطائفتين، ولكننا لا نجد في القرآن الكريم كله لا هذا الأمر بالخروج ولا هذا الوعد بإحدى الطائفتين !!!
فليتفضل القرآنيون ويجيبوننا كيف يكون ذلك إلا عن طريق "الوحي الآخر" أعني السنة الحديث الشريف.
وكذلك في أعقاب معركة أحد يبين الله عز وجل بأنه صدق وعده لهم إذ أحدثوا بالمشركين مقتلة كبيرة وحزوا رؤوسهم في بداية المعركة، وذلك في قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )(آل عمران:152)
ولكننا لم نجد هذا الوعد في الوحي الأول (القرآن)، فأين هو إن لم يكن إخبار النبي لهم في الوحي الآخر؟!
وبمثل ما قلنا في الوعدين السابقين في بدر وأحد نقول بهذا الوعد في معركة الأحزاب، قال تعالى
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب:22)
فهل نجد في القرآن هذا الوعد الذي أوحى الله به لـ (محمد) فأخبرهم (محمد) به؟!
لا، طبعاً، إنما هو "الوحي الآخر".
وفي قوله تعالى: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ) (الحشر:5)
يتحدّث الله عز وجل عما حصل من لبس إزاء قطع المسلمين للنخيل في حصارهم لبني النضير، فيبين الله عز وجل أنه هو من أذن بقطع النخيل، ولكن لسوء حظ القرآنيين أننا لا نجد هذا الإذن في كتاب الله وإنما نجد في هذه الآية الإخبار عما حصل من إذن، فمن أين عرف محمد بهذا الإذن وأمر بقطع النخيل بناءا عليه إلا من الوحي الآخر؟!
وفي قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) (الأحزاب:37)
تشير الآية إلى شيء إبداء الله لمسألة – شخصية – كان الله قد أخبر بها (محمّداً) فأخفاها استحياءً من الناس، وهي مسألة زواجه من زينب بعد تطليقها من زيد بن حارثة، فأين هذا في كتاب الله تعالى؟!
إنه "الوحي الآخر" بلا شك.
وفي قوله تعالى
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) (المائدة:58)
تشير الآية للنداء إلى الصلاة (الأذان) - وهو تشريع موجود بلا شك – ولكن لسوء حظ القرآنيين أنه لا توجد آية أخرى في كتاب الله تشرّع الأذان، وإنما جاءت هذه الآية تصف شيئاً موجوداً، والسؤال كيف عرف (محمدٌ) صلى الله عليه وسلم موضوع الأذان؟ أليس الوحي الآخر أيها القرآنيون؟!
وفي قوله تعالى
وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ..) (البقرة: 143)
نجد بأن الله عز قد نسب الأمر بتوجُّههم في السابق إلى بيت المقدس لنفسه مع أنه لا توجد آية إطلاقاً تأمر بالتوجه إلى هناك، وإنما جاءت هذه الآية تصف ما كانوا عليه، فما هذا أيها القرآنيون إن لم يكن الوحي الآخر؟!
وفي قوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ...) (البقرة:187)
تبين الآية بأن الحكم السابق للرفث إلى الزوجات في ليالي رمضان كان عدم الجواز، فتأتي هذه الآية لتخفف عنهم وتغير الحكم، ولكن وضعية التحريم السابقة لا نجدها في كتاب الله إطلاقاً، فأين هي إن لم تكن في الوحي الآخر؟!
وفي قوله تعالى: ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)(التحريم:3)
يبين الله عز وجل بأن (محمداً) قد أسرَّ إلى إحدى زوجاته سرّاً معيناً، ولكن هذه الزوجة قد أفشت السرَّ، فأخبره الله عز وجل بوحي من عنده عن إفشاءها للسر (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ )، ولكن هذا الإنباء من الله عزَّ وجل لـ (محمد) صلى الله عليه وسلم لا نجده في القرآن، فأين سيكون يا ترى إن لم يكن في الوحي الآخر؟!!
بعد كل هذا أعود وأسأل:
هل ثمة وحي آخر أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم غير القرآن؟!
نعم، 100%.