نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 23- الحلقة الثالثة والعشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeاليوم في 12:54 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حياد - روضة بوسليمي
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeأمس في 9:00 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» مع القران في شهر القران - الاعجاز البلاغي !!
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeأمس في 2:20 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ((طوفان الأقصى زلزلهم))
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeأمس في 2:03 am من طرف منير علوان

» ((نحن زعامةالعرب)) - الشاعر منير علوان
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeأمس في 1:55 am من طرف منير علوان

» 22- الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة اثر العبادات في النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitimeأمس في 12:07 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» المعاناة في مجتمعاتنا انما هي شيء طبيعي
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-26, 6:33 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» دعاء الشرق - محمد عبدالوهاب
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-26, 6:29 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» روح الروح - بينك وبيني
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-26, 6:23 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» عبدالله علوش - قصيدة خلف طاوله السخافه
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-26, 5:55 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 21- الحلقة الواحدة والعشرون من سلسلة اثر العبادات على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-26, 7:28 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- الحلقة العشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-26, 2:24 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19- الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-25, 11:25 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رمضان ومفهوم ومعنى علو الهمة
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-25, 9:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» صلاة النصر او الفتح او الشكر !!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-25, 1:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 1- الحلقة الاولى من حديث الاثنين - مباحث في العقيدة
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-25, 1:19 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-24, 9:42 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- الحلقة السابعة عشرة من اثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-24, 2:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- الحلقةالسادسة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-24, 12:20 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» اسمع كلامي اسمع ولك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 11:23 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» اغنية الدنيا كثير ليش تفكر فيها ؟
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 11:06 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» يوم على يوم - فهد بلان
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 10:54 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 15- الحلقة الخامسة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 8:38 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» --- ترقبوا ----!! كل يوم اثنين !!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 7:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قصة وثيقة الحصار والمقاطعة الظالمة !!!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 2:45 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 14- الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة اثر العبادة على النفس والسوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-23, 2:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13-الحلقة الثالثة عشرة من حلقات اثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-22, 1:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أحذروا فِيَلَةَ رمضان يا مسلمين..!!
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-21, 11:26 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الامة تحتاج ابنائها الجيوش - مابي خلية بجسمي الا وتناديك
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-21, 8:47 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» مابي خلية بجسمي الا وتناديك ايها الخليفة - نبيل القدس
المقياس ومفهومه I_icon_minitime2024-03-21, 7:58 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
اسماء الجن الكفار و المسلمين
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
مقهى المنتدى
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 90 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 90 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38766
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
معتصم - 12434
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 3837
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
العرين - 1193
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
زهره النرجس
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
معتصم
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
معمر حبار
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
هيام الاعور
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
sa3idiman
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
لينا محمود
المقياس ومفهومه I_vote_rcapالمقياس ومفهومه I_voting_barالمقياس ومفهومه I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1023 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو الدكتور غسان المنذر فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 65875 مساهمة في هذا المنتدى في 19946 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 المقياس ومفهومه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3837
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 65

المقياس ومفهومه Empty
مُساهمةموضوع: المقياس ومفهومه   المقياس ومفهومه I_icon_minitime2021-03-18, 6:22 am

--== بسم الله الرحمن الرحيم == --
مفهوم المقياس ..ماهو لغة واصطلاحا ؟..:-
المقياس :- وهو ما يقاس به، وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره، قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة.
والفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار، كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار ، وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى، كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة، ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه، او الفروق بين امرين او شيئين. 
 ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر.كقولهم :العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والمهن :-عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين .
وعند الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما. 
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي، والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار، وبالتالي على السلوكيات والتصرفات البشرية.. اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان وضوابط الدوافع . حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد، ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح، الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد، وتاثيرها على الدماغ، الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع، فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ لتحديد نوعية الاشباع و وسيلته وطريقته. .. فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر .. ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني . 
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟ وبالتالي هل هو صاحب الحكم بالتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟! واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! 
ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه ويتقيد به ؟؟ 
وللاجابة على هذه الاسئلة لابد من ادراك واقع العقل ، ما هو العقل ؟؟ 
العقل هو القوة المدركة في الانسان ، القادرة على فهم الوقائع والاحداث بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل على ذلك الواقع . وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع، وقدرة الحواس على دقة الادراك والاحاطة بالواقع، ومدى دقة نقله، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم، او بالتجربة والممارسة والخبرة، ثم مدى قدرة الدماغ على الربط بين مخزوناته وبين ما وقع عليه احساسه، وهذه القدرة اما ان تكون موهوبة، او مكتسبة بالمراس، او كليهما معا. وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك، وبالتالي متفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته، ليحكم بصحتها او مخالفتها وبطلانها. 
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية لذلك جاء النهي الشرعي ان يقضي القاضي وهو غضبان ، او جوعان ،او يدافعه الاخبثان .. لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام ..لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل، وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف، ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا. فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له،: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }، ولا بد ان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود،﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث،(اللَّـهُ الصَّمَدُ ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال واجب له في نفسه وذاته، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله الخالق لعمارة الارض، من اللجوء اليه، 
اولا: لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض التي بها تعبده الله واوكل اليه امانتها وحملها له ...
وثانيا: الحكم على سلوكه وتصرفاته، لضبط افعاله وانفعالاته بصفته جنس كامل مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه. فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص.
 والدين يعني امرين:الاول - العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، والتي تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها ، فتتحد المفاهيم وتصنع القيم. والثاني - ما ينبثق عنها من نظام منظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال عز وجل :(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40 يوسف)، فالدين القيم ليس للانسان دخل في صناعته لا بعقله ولا بهواه، انما هو حكم الله ومشيئته ، فلا يعبد ويطاع بمزاج وهوى .
قال سبحانه : -(.... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة، ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه، والمتعلقة بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق المستعبد بها له تعالى.هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا، هدى لا ضلال معه ولا بعده ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3837
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 65

المقياس ومفهومه Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقياس ومفهومه   المقياس ومفهومه I_icon_minitime2022-12-03, 6:06 am

--== بسم الله الرحمن الرحيم == --
مفهوم المقياس ..ماهو لغة واصطلاحا ؟..:-
المقياس :- وهو ما يقاس به، وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره، قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة.
والفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار، كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار ، وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى، كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة، ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه، او الفروق بين امرين او شيئين. 
 ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر.كقولهم :العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والمهن :-عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين .
وعند الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما. 
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي، والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار، وبالتالي على السلوكيات والتصرفات البشرية.. اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان وضوابط الدوافع . حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد، ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح، الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد، وتاثيرها على الدماغ، الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع، فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ لتحديد نوعية الاشباع و وسيلته وطريقته. .. فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر .. ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني . 
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟ وبالتالي هل هو صاحب الحكم بالتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟! واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! 
ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه ويتقيد به ؟؟ 
وللاجابة على هذه الاسئلة لابد من ادراك واقع العقل ، ما هو العقل ؟؟ 
العقل هو القوة المدركة في الانسان ، القادرة على فهم الوقائع والاحداث بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل على ذلك الواقع . وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع، وقدرة الحواس على دقة الادراك والاحاطة بالواقع، ومدى دقة نقله، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم، او بالتجربة والممارسة والخبرة، ثم مدى قدرة الدماغ على الربط بين مخزوناته وبين ما وقع عليه احساسه، وهذه القدرة اما ان تكون موهوبة، او مكتسبة بالمراس، او كليهما معا. وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك، وبالتالي متفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته، ليحكم بصحتها او مخالفتها وبطلانها. 
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية لذلك جاء النهي الشرعي ان يقضي القاضي وهو غضبان ، او جوعان ،او يدافعه الاخبثان .. لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام ..لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل، وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف، ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا. فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له،: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }، ولا بد ان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود،﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث،(اللَّـهُ الصَّمَدُ ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال واجب له في نفسه وذاته، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله الخالق لعمارة الارض، من اللجوء اليه، 
اولا: لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض التي بها تعبده الله واوكل اليه امانتها وحملها له ...
وثانيا: الحكم على سلوكه وتصرفاته، لضبط افعاله وانفعالاته بصفته جنس كامل مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه. فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص.
 والدين يعني امرين:الاول - العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، والتي تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها ، فتتحد المفاهيم وتصنع القيم. والثاني - ما ينبثق عنها من نظام منظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال عز وجل :(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40 يوسف)، فالدين القيم ليس للانسان دخل في صناعته لا بعقله ولا بهواه، انما هو حكم الله ومشيئته ، فلا يعبد ويطاع بمزاج وهوى .
قال سبحانه : -(.... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة، ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه، والمتعلقة بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق المستعبد بها له تعالى.هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا، هدى لا ضلال معه ولا بعده ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3837
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 65

المقياس ومفهومه Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقياس ومفهومه   المقياس ومفهومه I_icon_minitime2022-12-03, 11:22 am

--== بسم الله الرحمن الرحيم == --
مفهوم المقياس ..ماهو لغة واصطلاحا ؟..:-
المقياس :- وهو ما يقاس به، وآلته التي تضبط بها الاشياء ومقاديرها. من قاس.وقاس الشيء بمعنى قدره، قاس الارض قدر طولها وعرضها بوحدة قياس معينة.
والفعل قاس اذا تعدى بالباء فتكون للمقدار، كقولك قست المسافة بالخطوات او بالامتار ، وقاس الشيء بالشيء للمقارنة والمناظرة بينهما لبيان اوجه الشبه او الاختلاف.
واذا تعدى بالى فيكون للمقارنة، كقولك قست عمل فلان الى عمل فلان، اما اذا تعدى بعلى، كقولك قست الامر على مثيله فيكون للمماثلة او المقارنة وبيان اوجه التطابق او الاختلاف.
والقياس هو عملية اجراء التقدير و المقارنة والمماثلة، ومعرفة اوجه الشبه او التطابق او عدمه، او الفروق بين امرين او شيئين. 
 ولغة يعني رد الشيء إلى نظيره ومثيله او شبيهه.
وعند الفلاسفة :- قول مركب من قضايا إذا سلم بها لزم عنها لذاتها قول آخر.كقولهم :العالم متغير وكل متغير حادث ، فالعالم إذن حادث .
وعند اهل الفنون والمهن :-عمل عقلي يترتب عليه انتقال الذهن من الكلي إلى الجزئي المندرج تحته ، كما إذا انتقل الذهن من مفهوم أن زوايا كل مثلث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين .
وعند الفقهاء:- حمل فرع على حكم أصل لعلة مشتركة بينهما. 
والذي يهمنا هنا هو القياس الذهني او العقلي، والذي يقتضي وجود مقياس نحكم به على الافكار، وبالتالي على السلوكيات والتصرفات البشرية.. اي مقياس للافكار والمفاهيم بصفتها موجهات السلوك لدى الانسان وضوابط الدوافع . حيث ان اخراج السلوك البشري لمسرح احداث الحياة يمر في سلسلة عمليات معقدة، تبدأ بدوافع الاشباع لجوعات الحاجات العضوية للجسد، ومتطلبات الغرائز الدفينة في فطرة النفس الى الاحساس بتلك الحاجات، الى تحولها الى طلب ملح، الى تاثيرها على الجهاز العصبي في الجسد، وتاثيرها على الدماغ، الى اصدار الدماغ اوامره بالسعي لاعضاء الجسد للتحرك لاشباعها وفق ما اعتاد من طريقة ووسائل للاشباع، فتتحكم هنا الافكار والمفاهيم المخزنة في الدماغ لتحديد نوعية الاشباع و وسيلته وطريقته. .. فاصبح من الضروري بحث الافكار والمفاهيم للسيطرة على السلوك المتحتم على الانسان مسلكه لتوجيه الرغبة الجامحة والشهوة الحارقة التي يرافقها اثارة الاحاسيس وانفعال المشاعر .. ليرتقي الانسان ويسمو في سلوكه الاشباعي عن المستوى البهيمي الحيواني . 
فهل العقل حر طليق في اختيار ما يليق وما لا يليق!؟ وبالتالي هل هو صاحب الحكم بالتحسين والتقبيح للافعال والاشياء؟! واذا كان كذلك فما هو المقياس لصحة احكام العقل على سلوك الانسان وتصرفاته؟! 
ام ان العقل بذاته لا بد له من مقياس يستند اليه في اصدار احكامه لينضبط به ويقاس نتاجه عليه ويتقيد به ؟؟ 
وللاجابة على هذه الاسئلة لابد من ادراك واقع العقل ، ما هو العقل ؟؟ 
العقل هو القوة المدركة في الانسان ، القادرة على فهم الوقائع والاحداث بادراك ما يقع عليه الحس من واقع تنقله الحواس الى الدماغ، وتفسيره بحسب المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ . فيصدر حكمه على الواقع، فيكون ذلك الحكم هو الفكرة التي اصدرها ذلك العقل على ذلك الواقع . وصحة الفكرة ووضوحها يعتمد على مدى الاحساس بالواقع، وقدرة الحواس على دقة الادراك والاحاطة بالواقع، ومدى دقة نقله، ثم على كمية ومدى صلاحية ونوعية المعلومات السابقة المخزنة في الدماغ، بالتلقين والتعليم، او بالتجربة والممارسة والخبرة، ثم مدى قدرة الدماغ على الربط بين مخزوناته وبين ما وقع عليه احساسه، وهذه القدرة اما ان تكون موهوبة، او مكتسبة بالمراس، او كليهما معا. وبناء على ذلك فالعقول متفاوتة الادراك، وبالتالي متفاوتة الاحكام، فيحتاج العقل ذاته الى مقياس لتقاس به انتاجاته، ليحكم بصحتها او مخالفتها وبطلانها. 
وتخضع عمليات التفكير احيانا للانفعالات العاطفية وتتاثر بثورة الاحاسيس والمشاعر العاطفية والنفسية لذلك جاء النهي الشرعي ان يقضي القاضي وهو غضبان ، او جوعان ،او يدافعه الاخبثان .. لان ذلك سيؤثر قطعا على تفكيره واصداره للاحكام ..لان الانسان مهما بلغ من السمو والتسامي يقع تحت تاثير الانفعال وردة الفعل، وتاسره المشاعر وتتملكه العواطف، ويتاثر بالمالوف ومفاهيم الاعماق سلبا او ايجابا. فكان لا بد من ان يكون واضع المقياس للعقل ان يكون محايدا لامصلحة ذاتية له،: { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }، ولا بد ان يكون محيطا بالوقائع والحوادث وسنن الوجود،﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، وان لا يتاثر بتقلب الاحوال ولا بالانفعالات تجاه الحوادث ومجريات الاحداث،(اللَّـهُ الصَّمَدُ ولا يكون ذلك الا بالمتصف بالاستغناء عن الوجود والكمال واجب له في نفسه وذاته، وهو الله تعالى، فاصبح من الضروري الوجودي للانسان المستخلف من الله الخالق لعمارة الارض، من اللجوء اليه، 
اولا: لبناء عقله بناء صحيحا ليستقيم فكره مع مراد ربه من خلقه وايجاده وتوليته امر عمارة الارض التي بها تعبده الله واوكل اليه امانتها وحملها له ...
وثانيا: الحكم على سلوكه وتصرفاته، لضبط افعاله وانفعالاته بصفته جنس كامل مكلف مكرم بالعقل، وبصفته فرد لا يستغني بنفسه عن العيش مع غيره وبني جنسه. فلذلك تكرم الله تعالى الغني الكامل سبحانه على الانسان بارسال الرسالة والدين للانسان المحتاج الناقص.
 والدين يعني امرين:الاول - العقيدة وهي فكرة كلية عن الانسان والكون والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، والتي تبني الفكر وينبثق التفكير من خلالها ، فتتحد المفاهيم وتصنع القيم. والثاني - ما ينبثق عنها من نظام منظم لشؤون الحياة، وهو الشريعة التي هي خطاب الله تعالى المتعلق بتنظيم افعال العباد وانشطتهم في كافة مناحي الحياة.
وقد قال الله تعالى ( قل اني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 ) قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 ) ) الانعام.
وقال عز وجل :(مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (40 يوسف)، فالدين القيم ليس للانسان دخل في صناعته لا بعقله ولا بهواه، انما هو حكم الله ومشيئته ، فلا يعبد ويطاع بمزاج وهوى .
قال سبحانه : -(.... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)الحشر.
وبناء على ما سبق فيكون مقياس الفكر والمفاهيم والحكم عليها صحة وبطلانا هو العقيدة، ويكون مقياس السلوك والتصرفات والافعال هو الاحكام الشرعية المستنبطة من خطاب الله تعالى الموحى به لنبيه سلام الله عليه، والمتعلقة بافعال العباد لضبطها واستقامتها على مراد الخالق جل وعلا من المخلوق المستعبد بها له تعالى.هدانا الله واياكم لما يحب ويرضى سبحانه منا، هدى لا ضلال معه ولا بعده ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المقياس ومفهومه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم ومعنى المقياس
»  بحث مفهوم المقياس لغة واصطلاحا - محمد بن يوسف الزيادي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: قسم خاص - محمد بن يوسف الزيادي-
انتقل الى: