[rtl][size=36]كيف يجب أن نفهم معنى "نهاية" كورونا؟[/size][/rtl]
[rtl]
31-05-2021 [/rtl]
[rtl]
المصدر: "النهار"[/rtl]
[rtl]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/rtl]
[rtl]يريد الجميع "نهاية" جائحة "#كورونا" بأسرع وقت ممكن. هنالك رهان على ما يقوله الخبراء عن ضرورة التوصّل إلى "مناعة القطيع" أو "المناعة المجتمعية"، من أجل العودة إلى الحياة الطبيعيّة. لكن ثمّة ما هو تفصيليّ في كلمتَي "نهاية" و"طبيعيّ".[/rtl]
[rtl]يتطرّق المراسل البارز في شؤون الجوائح والأوبئة دونالد ماكنيل جونيور إلى هذه التفاصيل، انطلاقاً من التاريخ وعلم الأوبئة... وحتى علم النفس. وماكنيل حائز جوائز عديدة لتغطيته الإعلاميّة للشؤون الصحّية حين كان مراسلاً لصحيفة "نيويورك تايمز". كما له مؤلَّف عن وباء "زيكا".[/rtl]
[rtl]ينطلق ماكنيل في موقع "ميديوم" من الأسئلة التي يسمعها باستمرار: "هل ما أسمعه صحيح؟ لن نصل أبداً إلى مناعة القطيع؟". ما يتضمّنه هذا النوع من الأسئلة هو إشارة إلى "أنّنا لن نكون حقاً آمنين أبداً، لن نجرؤ على نزع كماماتنا، فالجائحة لن تغادرنا".[/rtl]
[rtl]ما لن يقوله بايدن[/rtl]
[rtl]جميع الأوبئة تنتهي، مع أو بدون لقاح. #الإنفلونزا الإسبانية انتهت. #الموت الأسود (أو #الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر) انتهى. وفي جميع هذه الحالات، كانت مناعة القطيع هي التي فعلت ذلك. استطاعت البشرية بلوغ هذه المناعة بالطريقة الصعبة، عبر الممرّات في المقابر، لكنّ البشريّة بلغت هدفها. غير أنّ مناعة القطيع ليست الصورة الكاملة، ولا هي ما يشكّل "النهاية".[/rtl]
[rtl]ما يعنيه الكاتب هو أنّ الموت الأسود والإنفلونزا الإسبانية انتهيا كوباءين. المُمْرِضات التي تسببت بهما لم تختفِ، هي لا تزال هنا. "لكنّكم لا تحتاجون إلى القضاء على انتقال العدوى كي تقولوا إنّ الجائحة انتهت. أنتم تحتاجون ببساطة إلى القدرة على إدارتها". مناعة القطيع ليست لحظة في الزمن. لن يقول الرئيس الأميركيّ جو بايدن: "اليوم، عند الساعة التاسعة والدقيقة الرابعة، على متن سفينة يو أس أس مودرنا، الفيروس المعروف باسم سارس-كوف-2 وقّع على الشروط العامّة للاستسلام". عوضاً عن ذلك، يتحوّل الفيروس ببطء إلى مرض معدٍ متوطّن (endemic).[/rtl]
[rtl]ستواجه الولايات المتحدة على الأرجح فصولاً سيّئة وفصولاً أقلّ سوءاً من الفيروس، كما تفعل مع الإنفلونزا. قد تشهد أيضاً بروز فورات من المتحوّرات الجنوب أفريقية أو البرازيلية أو الهندية أو أياً تكن. لحسن الحظ، ولأنّ فيروسات "كورونا" تتحوّر بشكل أبطأ من فيروسات الإنفلونزا، سيتمّ التحكّم بها بشكل أفضل. علاوة على ذلك، "قد ينتهي وبائي قبل وبائك".[/rtl]
[rtl]تتكوّن المناعة الوطنيّة من العديد من المناعات الفرعيّة. نموّ المناعة متغيّر لا بين ولاية وأخرى فقط، بل بين كتلة سكنية وأخرى وبين مهنة وأخرى. مُمَرِّضات الخطّ الأمامي وموضّبو اللحوم ومهندسو البرمجيات في المنازل، وأساتذة المراحل المدرسية الانتقالية، يعززون مناعتهم عبر طرق مختلفة.[/rtl]
[rtl]أشار ماكنيل إلى أنّ حالات الإصابة تتراجع بقوّة. دُحر التفشّي السريع للمتحوّر البريطاني في آذار. ويبدو أنّ تسريع عمليات التلقيح هو السبب. لقد حصل نحو 61% من الأميركيين على جرعة واحدة من اللَقاح بالحدّ الأدنى. المتحوّرات الأخرى هي هنا، لكنها لا تنتشر بالسرعة نفسها. "نحن الملقّحين، إضافة إلى نحن الناجين، نتصرف مثل قضبان البورون في مفاعل نووي: مُنَعاء أو منعاء على الأغلب أمام الفيروس، نمتصّ الفيريونات (نسخ مُعدية حديثة التكوين من الفيروس خارج الخليّة المضيفة)، لكنّنا لا نعيد نقلها، ومن ثم نمنع التفاعلات المتسلسلة".[/rtl]
[rtl]ماذا تعني كلمة "طبيعي"؟[/rtl]
[rtl]أرقام الاستشفاء انخفضت أيضاً. الحياة على طريق العودة إلى طبيعتها. لكن ماذا تعني كلمة "طبيعي"؟ التبضّع من دون أقنعة؟ معانقة الأحفاد؟ السفر؟ مشاهدة الأفلام السينمائيّة؟ قراءة صحيفة لا تتضمن خبراً واحداً عن #كوفيد-19؟[/rtl]
[rtl]جميع هذه النشاطات. لكن "الطبيعيّ" ليس رقماً مثل نسبة 85% من المناعة المجتمعية. إنّه يعني وصول الناس إلى تحمّل خطر مقبول في الإصابة بالمرض أو الموت. ويضيف ماكنيل أنّ علم الأوبئة ليس العلم الوحيد الذي يملي موعد نهاية الجوائح. يؤدي علم النفس دوراً كبيراً.[/rtl]
[rtl]مع الإنفلونزا، "الطبيعي" هو وفاة 12 ألف إلى 60 ألف أميركي في السنة. يعلم البعض ذلك وآخرون لا. بنتيجة هذا الأمر، يتلقّى بعض الأميركيين لقاحات ضدّ الإنفلونزا. ربما في المستقبل، قد يرتدي أميركيون كمامات في كانون الأول وكانون الثاني، والبعض الآخر لن يفعل. لكن في مرحلة ما، سيقرّر المواطنون بشكل فرديّ القبول بهذا الحجم من الخطر. لقد بدأ الأمر بالفعل. نحو 20% من سكّان الحيّ الذي يقطنه الكاتب بدأوا بنزع كِماماتهم في الخارج، علماً أنّه حيّ متشدّد بارتدائها.[/rtl]
[rtl]عدم ارتداء الكمامات في الداخل يمرّ في حالة انتقالية. في المطاعم، بعكس المتاجر، لا كمامات. ليس الأمر منطقياً جداً، لكنْ هكذا هي الأمور. إنّ تقبّل المواطن خطر الإصابة بالمرض أو الموت ليس قراراً جماعياً بل فردي. يرتاد الكاتب المطاعم، لكنّه غير مستعدّ للسفر إلى الهند حالياً. لا يرتبط الموضوع بالخوف من "كورونا" بمقدار ارتباطه بالخوف من حاجته إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية مثلاً، إذ لن يكون بإمكانه تأمين سرير أو الحصول على الأوكسجين.[/rtl]
[rtl]المرتبة الأولى؟[/rtl]
[rtl]تصوّرُ المخاطر هو كلّ شيء. يموت ثلاثة ملايين أميركي سنوياً. في معظم السنوات، تكون أسباب الوفيات وفقاً للترتيب التالي: أمراض القلب، السرطان، الحوادث، الانسداد الرئوي المزمن، التجلّطات، الألزهايمر، السكّري، الفشل الكلوي، الإنفلونزا/ الالتهاب الرئوي، والانتحار.[/rtl]
[rtl]بالرغم من كلّ التغطية الإعلامية، لم يحتلّ "كوفيد-19" المرتبة الأولى على لائحة أسباب الوفيات في الولايات المتحدة إلّا في بضعة أسابيع، كما حصل في أوائل نيسان 2020. مع ذلك، انتهى الفيروس في المرتبة الثالثة لأسباب الوفاة في 2020 بعد أمراض القلب والسرطان. وقد يحتلّ المرتبة نفسها مجدداً فقط بفعل ارتفاع الوفيات في كانون الثاني وشباط. بعدها، لن يكون أبداً في هذه المرتبة.[/rtl]
[rtl]مع ذلك، ينبّه الكاتب إلى أنه باستثناء مرض الألزهايمر والحوادث الغريبة كالتعرّض للصواعق، أبرز أسباب الوفيات تتمّ مفاقمتها عبر مخاطر، قَبِل المواطنون بطريقة عقلانية أو شبه عقلانية تحمّلها، مثل التدخين والشرب والإفراط في الأكل والقيادة والتقبيل، والتلاعب بمناشير الحطب وهكذا دواليك. والمخاطر تزداد مع تقدم العمر: لا أحد يموت بسبب تدخينه السيجارة الأولى عن عمر 13 عاماً. كما تزداد مخاطر الوفاة بـ"كورونا" مع التقدم في السنّ.[/rtl]
[rtl]الإنفلونزا هي أقرب ما يكون لـ "كورونا" على لائحة أسباب الوفيات. يدرك جميع الأميركيين كيف يخفضون مخاطر الإنفلونزا: عبر اللقاحات. لكن الكثير منهم لا يتكبّدون عناء ذلك. "نقبل ما نجده خطراً علينا. الإنفلونزا مخيفة موضوعياً، لكننا لسنا خائفين جداً". هذا ما سيكون عليه الأمر قريباً مع "كوفيد-19".[/rtl]
[rtl]الموت الأسود... لم ينتهِ[/rtl]
[rtl]يقترح التاريخ أنّ نهاية الجائحة قريبة. أقرب مَثَل عليها هو الإنفلونزا الإسبانية سنة 1918، مع ارتفاع كبير في نسبة الوفيات خلال ذلك الشتاء، كما حصل مع الوباء الحالي. وكان هنالك ارتفاع آخر في عدد الوفيات خلال الربيع، وهذا ما يبدو أنّ الأميركيين قد تفادوه.[/rtl]
[rtl]وطالب الكاتب تذكّر أنّ الموت الأسود لم ينتهِ تماماً. البكتيريا التي تتسبب به، ييرسينيا بَستيس، لا تزال منتشرة. هي تحصد ضحايا غير محظوظين كلّ سنة. غالباً جدّاً في مدغشقر، أحياناً في منغوليا، وحتى داخل الولايات المتحدة. البكتيريا متوطّنة في حيوانات الغرير في منغوليا، فئران الأرزّ في مدغشقر والكلاب البرّية والسناجب في الولايات المتحدة.[/rtl]
[rtl]من المرجّح أن تكون مناعة المجتمع قد انتصرت حتى على الطاعون. سنة 1382، لاحظ الطبيب البابوي ريموندو شاميل دو فيناريو أنه حين عاد طاعون 1347 و1348، برز على شكل موجات أصغر في 1362، 1371، و1382، وقتل نسبة أصغر من ضحاياه في كلّ مرة. بحلول سنة 1382، لقد كان الطاعون وباء أطفال بشكل غالب. خلال القرون التالية، عاد الطاعون بشكل متقطع قاتلاً أشخاصاً من جميع الأعمار. لكنه مال إلى الظهور في بقعة أو أخرى، مثل لندن وميلان، عوضاً عن أن يكون جائحة عالمية.[/rtl]
[rtl]اليوم، من دون لقاح ولا مناعة مجتمعية، لا يخشى العالم الطاعون، بما أنّه يملك المضادّات الحيوية. بحسب الكاتب، يجب أن يؤخذ ذلك بالاعتبار في هذه الجائحة. العلاجات لا تؤثر في مستويات المناعة على الإطلاق. لكنّها تخفّض نسب الوفيات. وحين يخاف الناس الموت بشكل أقلّ، يتصرفون بشكل طبيعي أكثر.[/rtl]
[rtl]علاج ممتاز[/rtl]
[rtl]لا يملك الأطبّاء علاجاً فعّالاً بشكل كامل لفيروس "كوفيد-19"، لكنهم يملكون علاجاً ممتازاً: الأجسام المضادّة الأحادية النسيلة (monoclonal antibodies). أظهرت دراسة حديثة أنّ هذه المضادات تخفّض نسبة الاستشفاء والموت بـ 71% حتى في المرضى المعرّضين بشدّة لمخاطر عالية. وأظهرت دراسات سابقة انخفاضاً بنسبة 80% في الأمراض الشديدة لدى مرضى دور رعاية المسنّين.[/rtl]
[rtl]ويتعلّم المزيد من المرضى السؤال فوراً عن هذه الأجسام المضادّة، وبات الأطبّاء يصفونها بشكل روتيني. سيقلّل هذا الأمر نسبة الوفيات بشكل أكبر. وهذا الشعور الفضفاض لكن المطمئن بأنّ الموت لم يعد محدقاً، سيدفع المواطنين إلى القول: "أشعر فجأة كأنّها انتهت".[/rtl]
ويختم ماكنيل كاتباً أنّه حين يقول ذلك عدد كافٍ من الناس، تكون الجائحة قد انتهت.