بسم الله الرحمن الرحيم
30- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
التوحيد ومقتضياته
التوحيد لغة: مصدرمن وَحّـدَ يُوَحِدُ توحيداً، أي جعل الشيء واحداً. والتوحيد ضده التعدد؛ كما جاء في سورة (ص) قوله تعالى على لسان الكفارالذين لم يستوعبوا معنى التوحيد وتعجبوا من ذلك؛ واصروا على التعدد وتواصوا بالصبر والاقامة والحفاظ عليه :-{ وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)ص}.
جاءت مشكلة التعدد في العقليات الفلسفية القديمة من منطلق النظرة الى اصل الخلق الاول؛ وان هناك شر وخير؛ ولم يتصور العقل الفلسفي ان خالق الخير والشر هو نفس الاله الواحد؛ بحجة ان الشر والخير متناقضان ؛ ولا يُعقل الجمع بينهما ؛ فلذلك كان مبدأ التعدد بأن تصوروا وجود اله يخلق الخير ؛ واله يخلق الشر؛ وكلاهما يعيش في صراع مع الاخر؛ لان الخير والشر متصارعان على الدوام !!
وقد عالج الاسلام هذه المشاكل في نظرته للتوحيد بان الله تعالى خلق الاضداد في الوجود للابتلاء والاختبار والاختيار ؛ ومن امثلة ذلك قوله عز وجل: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} (الأنبياء:35) أي: ونختبركم أيها الناس {بالشر} وهو الشدة، نبتليكم بها، وبـ (الخير) وهو الرخاء والسعة، فنفتنكم به. و(الابتلاء) بمعنى الاختبار والامتحان ورد كثيراً في القرآن.
فكان هذا بيانا لمقصد خلق الاضداد في الكون والوجود؛ وقد ايدته عدة ايات وردت في القران الكريم؛ ومنها ما جاء في فاتحة سورة تبارك حيث بين انه تعالى خلق ابرز واظهر المتضادات التي تلامس الوجود الانساني فقال :- {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)تبارك}..قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:- ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
ثم قال : ( الذي خلق الموت والحياة ) واستدل بهذه الآية من قال : إن الموت أمر وجودي لأنه مخلوق . ومعنى الآية : أنه أوجد الخلائق من العدم ، ليبلوهم ، ويختبرهم أيهم أحسن عملا ؟ كما قال : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ) [ البقرة : 28 ] فسمى الحال الأول - وهو العدم - موتا ، وسمى هذه النشأة حياة . ولهذا قال : ( ثم يميتكم ثم يحييكم ) [ البقرة : 28 ] )) ا ه. وبهذا البيان تنتفي علة الاثنية الوجودية !!
والتوحيد يقوم على حقيقتين اساسيتين احدهما متربة على الاخرى؛
فالحقيقة الاولى هي: نفي تعدد الالهة ؛ وهذه عالجها الاسلام ببيان ان الاله الخالق الموجد من العدم واحدا من حيث العدد فلا ثاني له؛ فهو الذي خلق الخير والشر والموت والحياة ليبتلي ويختبر ويمتحن بها الانسان ؛ العائد من رحلة هذه الدنيا الى ربه فيحاسبه في الاخرة على خياراته التي اختارها في هذه الدنيا ...{وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (163)البقرة}. وبهذا تنتفي علة التعددية في النظرة الاهية ..!!
ثم تلى ذلك بيان الاحدية؛ والتي تعني التفرد في الوجود وانتفاء النوع والجنس عن الله تعالى فهو الواحد عددا؛ الاحد وجودا؛ الصمد الذي لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يعتريه تغيير ولا تبديل؛
{ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (1) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (4) الاخلاص}. وبهذا تنتفي علة القول بالزوج والولد؛ وعلة القول بتعدد الالهة؛ وعلة القول بالحلول والاتحاد وكذلك علة القول بوحدة الوجود واعتبار مفرداته اجزاء من الاله الواحد الكلي(منوثيوس) كما قالت فلسفة الاغريق الوثنية!! ..
وفي سورة الشورى يقرر لنا سبحانه حقائق التوحيد المقتضي عدم المماثلة والمشابهة بينه وبين موجوداته المخلوقة في الوجود لا الحسية ولا الغيبية مهما بانت لها من قوة ونفوذ في نظر الانسان الضعيف وانظر ماذا قال سبحانه: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)الشورى}.
وهذه الحقيقة مؤداها افراد الله تعالى بالعبادة والتوجه اليه بالقربات وحده دون اشراك سواه معه؛ { لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) الكهف}. {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)الزمر} .
وهذا يقتضي توحيد الله تعالى بالتوجه اليه بالطاعة في التشريع وتنظيم امور الحياة التي خلقها لنعيشها كما اراد هو سبحانه لا كما يحلوا لنا ؛ وهذا موضع الاختبار والامتحان والابتلاء بمخالفة الشهوات والفتنة بمخالفة الاهواء ؛؛؛ { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14) فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)الشورى} . وقد نفى الايمان سبحانه عمن لا يحكم شرع ربه ويتبع الرسول بما جاء به من ربه ويرضى به ويسلم تسليما فقال سبحانه: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)النساء} ...
اما الحقيقة الثانية التي تبتنى على التوحيد فهي من ثمراته ايضا؛ وهي توحيد المؤمنين خاصة في امة واحدة ؛ ليكون لها دور توحيد البشرية عامة على ما انزل الله لهم من خير ونور وهدى ... فلذلك قال الله تعالى عن امة الايمان:- {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)الانبياء}..{ وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)المؤمنون}...وذلك ان اصل البشرية مخلوقة من نفس واحدة ؛ فهم اخوة وان تباعدت بهم الانساب واختلفت بينهم الالسنة والالوان ؛ التي هي من ايات الخالق في خلقه عز وجل:- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)النساء} ... فلذلك جاءت الايات في مواطن كثيرة من القران الكريم لتثبت مفهوم الاخوة بينهم والتعاذد والاتحاد وتحقيق وحدة الامة على وبرابطة اخوة الايمان المتينة التي لا ينبغي بحال من الاحوال انفصام عراها؛ وتحرم عليهم كل ما من شأنه تفريق جمعهم ونقض عرى اخوتهم ؛ ومن ذلك توجيهاته وتقريراته سبحانه في قوله تعالى :- { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات}.. واستفاض ذكر الاحاديث التي تقرر الوحدة بين ابناء امة التوحيد وتحرم كل ما من شأنه زرع الفتنة والفرقة بينهم ومن ذلك ما رواه الامام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
فالاخوة الاسلامية ليست مجرد علاقة شخصية او مصلحية او نَسَبِيِةٍ عرقية؛ حتى وان كان جذر البشرية نفس واحدة؛ بل لانها عبادة وطاعة ربانية متعبد بها اهل الايمان؛ فهي تلبية لنداء الله تعالى يستجيب له المؤمنون :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ (108)ال عمران}...
فلذلك كان من سنة الاسلام هدم كل ما من شانه ان يفرق جمع الامة وجماعتها حتى لو كان مسجدا؛ لانه سيكون مسجد ضرار !!
{( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون ( 107 ) التوبة}...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)التحريم} ...فيا ايها الناس توبوا الى الله ولا تتفرقوا في الدين ولا تكونوا متفرقين مختلفين وبين ايديكم البينة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)البينة}...
{...وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)النور}..
فقد روى الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال :"- يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ."
وروى البخاري انه صلى الله عليه واله وسلم قال : "واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً." فهذا حال المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ولا يتبع الا ما يوحى؛ فما بالك بحال امثالنا اهل الخطأ والاصابة؟ !!! فلا نزكي انفسنا وننصب من افسنا قضاة نحكم بان هذا في الجنة وهذا في النار فنحن امرنا ان نكون دعاة للهدى و سبيل النجاة؛ لا قضاة على مصيرالعباد والخلق؛ فتلك وظيفة الخالق وكفى بربك رقيبا حسيبا وليس عليك هداهم وانما عليك البلاغ ..
ونستغفر الله العلي العظيم ونتوب اليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...