84- من دروس القران التوعوية-اليات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر-2-

بسم الله الرحمن الرحيم
84- من دروس القران التوعوية :
آليات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
(2)-الدافع الجماعي والعمل التكتلي المؤسسي الدائم : -
الانسان بطبعه كما يقولون كائن اجتماعي ؛ فهو بالغريزة يميل للعيش في مجموعات من جنسه ونوعه ؛ فلذلك جاءت احكام الشرع تعالج قضايا الانسان كفرد يعيش في جماعة؛وجاء الخطاب القراني التكليفي بصيغة الجماعة؛ لان القران يستهدف الجماعة الصالحة المنتجة للفرد الصالح ؛ لقوله تعالى :-(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .. فلاحظ ان كلمة الانسان وان عنت هنا جنس الانسان واستغرقته لدخول ال الاستغراقية التعريفية عليها ؛الا انها في افادة حصول الخسران جاءت مفردة؛ وجاء الاستثناء بلغة الجمع والجماعة _الا الذين امنو- وعملوا - وتواصوا- ...فمطلب النجاة وسبيلها الاصل في سلوك تحقيقه ان يكون سلوكا جماعيا والا كان الفشل والخسران ... فلذلك جاء الوصف العام لعموم امة الاسلام بانها تقوم بهذا الواجب الشريف الذي به شرفها الله وفضلها على سائر الامم ما دامت قائمة به افرادا من خلال جماعات في امة ومجتمع همه ومهمته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ... فقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١١٠) آل عمران}
و وصف الله عز وجل جماعة المؤمنين بان ايمانهم بطبيعته يحتم عليهم دوام القيام بهذه المهمة العظيمة؛حبث جعلها الله ثمرة ملازمة للايمان بالله واليوم الاخر؛ وفي هذا اشارة الى ان القيام بهذا الواجب العظيم انما هو تعظيم لله تعالى؛فلا يعظم غيره في نظر المؤمنين؛فيأمرون وينهون غير آبهين ولا معظمين ولا خائفين في نفوسهم الا الله ربهم خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ويرجون ثوابه ويخشون عقابه في اليوم الاخر؛ قال تعالى :- {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَـٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤) آل عمران} ..
وكنا قد رأينا في الحلقة السابقة كيف ان الله تعالى وصف المؤمنين والمؤمنات بانهم يتناصرون ويتعاضدون على القيام بهذه المهمة العظيمة التي بها تستقيم حياة المجتمع والامة؛ وكانت وقفتنا مع قوله تعالى:- {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٧١) التوبة} ..
ولكي تستمر مسيرة هذا العطاء القويم على الصراط المستقيم في الامة؛امر الله تعالى مجموع الامة ان تكون منها امة دائمة الوجود للقيام بهذه المهمة؛ فبالاضافة الى الاعمال الفردية المدعومة اجتماعيا وجمعيا؛ فلا بد دوما من وجود تكتلا مهمته الدعوة الى الخير المتمثل في نشر مفاهيم الاسلام وافكاره والتوعية على التزام احكامه و الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ قال تعالى:_
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤) آل عمران} ...
ان من مهمة تكتل -دعوة الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر- ان تنصح و ترشد وتذكر و تحاسب على المخالفات من يجب ان يقوم بحمل الناس على الاستقامةان قصر او خالف؛ممن تبوؤا مسؤلية رعاية شؤون الناس وضبطها بالاحكام والمعايير الشرعية ..فان لم تقم الامة بذلك ولم يكن فيها من يقوم بذلك فقدت خيريتها وانتهت صلاحيتها واستوجبت العقاب بمجموعها ..فعن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تقرؤون هَذِهِ الآيةَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]، وإِني سَمِعت رَسُول اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ رواه أَبُو داود والترمذي والنسائي ؛وعن عبدالله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه واله وسلم - قال:"إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم فقد تودع منهم".اخرجه الامام احمد و صححه الحاكم والامام الذهبي... فصلاحية الامة وخيريتها مرتبطة بقيامها بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فان توقفت عن العمل بهذه المهمة على المستووين الداخلي المحلي والعالمي الاممي؛ انتهت صلاحيتها و استوجبت العذاب قبل الاستبدال ؛ فلذلك يتوجب على الامة وعقلائها الاستنفار لازالة المنكر المفسد والمنغص للحياة في الارض؛النائي بها عن منهج الاستقامة؛ واحلال المعروف الذي به تستقيم الحياة وتسعد البشرية ؛ قال الله تعالى :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة}..
وتدبر هذه التحذيرات والاوامر والوعد للمؤمنين المستجيبين لله ولرسوله:-
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) النور} ..
وفي الختام نقول اسمعوا لنداء مولاكم ايها المؤمنون: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31].
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...

بسم الله الرحمن الرحيم
84- من دروس القران التوعوية :
آليات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
(2)-الدافع الجماعي والعمل التكتلي المؤسسي الدائم : -
الانسان بطبعه كما يقولون كائن اجتماعي ؛ فهو بالغريزة يميل للعيش في مجموعات من جنسه ونوعه ؛ فلذلك جاءت احكام الشرع تعالج قضايا الانسان كفرد يعيش في جماعة؛وجاء الخطاب القراني التكليفي بصيغة الجماعة؛ لان القران يستهدف الجماعة الصالحة المنتجة للفرد الصالح ؛ لقوله تعالى :-(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .. فلاحظ ان كلمة الانسان وان عنت هنا جنس الانسان واستغرقته لدخول ال الاستغراقية التعريفية عليها ؛الا انها في افادة حصول الخسران جاءت مفردة؛ وجاء الاستثناء بلغة الجمع والجماعة _الا الذين امنو- وعملوا - وتواصوا- ...فمطلب النجاة وسبيلها الاصل في سلوك تحقيقه ان يكون سلوكا جماعيا والا كان الفشل والخسران ... فلذلك جاء الوصف العام لعموم امة الاسلام بانها تقوم بهذا الواجب الشريف الذي به شرفها الله وفضلها على سائر الامم ما دامت قائمة به افرادا من خلال جماعات في امة ومجتمع همه ومهمته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ... فقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١١٠) آل عمران}
و وصف الله عز وجل جماعة المؤمنين بان ايمانهم بطبيعته يحتم عليهم دوام القيام بهذه المهمة العظيمة؛حبث جعلها الله ثمرة ملازمة للايمان بالله واليوم الاخر؛ وفي هذا اشارة الى ان القيام بهذا الواجب العظيم انما هو تعظيم لله تعالى؛فلا يعظم غيره في نظر المؤمنين؛فيأمرون وينهون غير آبهين ولا معظمين ولا خائفين في نفوسهم الا الله ربهم خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم ويرجون ثوابه ويخشون عقابه في اليوم الاخر؛ قال تعالى :- {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَـٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤) آل عمران} ..
وكنا قد رأينا في الحلقة السابقة كيف ان الله تعالى وصف المؤمنين والمؤمنات بانهم يتناصرون ويتعاضدون على القيام بهذه المهمة العظيمة التي بها تستقيم حياة المجتمع والامة؛ وكانت وقفتنا مع قوله تعالى:- {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٧١) التوبة} ..
ولكي تستمر مسيرة هذا العطاء القويم على الصراط المستقيم في الامة؛امر الله تعالى مجموع الامة ان تكون منها امة دائمة الوجود للقيام بهذه المهمة؛ فبالاضافة الى الاعمال الفردية المدعومة اجتماعيا وجمعيا؛ فلا بد دوما من وجود تكتلا مهمته الدعوة الى الخير المتمثل في نشر مفاهيم الاسلام وافكاره والتوعية على التزام احكامه و الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ قال تعالى:_
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤) آل عمران} ...
ان من مهمة تكتل -دعوة الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر- ان تنصح و ترشد وتذكر و تحاسب على المخالفات من يجب ان يقوم بحمل الناس على الاستقامةان قصر او خالف؛ممن تبوؤا مسؤلية رعاية شؤون الناس وضبطها بالاحكام والمعايير الشرعية ..فان لم تقم الامة بذلك ولم يكن فيها من يقوم بذلك فقدت خيريتها وانتهت صلاحيتها واستوجبت العقاب بمجموعها ..فعن أَبي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تقرؤون هَذِهِ الآيةَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]، وإِني سَمِعت رَسُول اللَّه ﷺ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّه بِعِقَابٍ مِنْهُ رواه أَبُو داود والترمذي والنسائي ؛وعن عبدالله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه واله وسلم - قال:"إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له: أنت ظالم فقد تودع منهم".اخرجه الامام احمد و صححه الحاكم والامام الذهبي... فصلاحية الامة وخيريتها مرتبطة بقيامها بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فان توقفت عن العمل بهذه المهمة على المستووين الداخلي المحلي والعالمي الاممي؛ انتهت صلاحيتها و استوجبت العذاب قبل الاستبدال ؛ فلذلك يتوجب على الامة وعقلائها الاستنفار لازالة المنكر المفسد والمنغص للحياة في الارض؛النائي بها عن منهج الاستقامة؛ واحلال المعروف الذي به تستقيم الحياة وتسعد البشرية ؛ قال الله تعالى :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة}..
وتدبر هذه التحذيرات والاوامر والوعد للمؤمنين المستجيبين لله ولرسوله:-
{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) النور} ..
وفي الختام نقول اسمعوا لنداء مولاكم ايها المؤمنون: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 31].
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ...