87- من دروس القران التوعوية - المعاملة بالمثل مع الاعداء

بسم الله الرحمن الرحيم
87- من دروس القران التوعوية :-
1- قاعد قرانية جليلة في الاخذ بالثأر من الاعداء - الكفرة والمشركين_ كي لا يطمعوا في المؤمنين فيتمادوا في ايذائهم لهم معتمدين في ذلك على تسامح المسلمين مع من ظلمهم !! فقد سُئل مرة المجحوم شارون من احد الصحفيين الغربيين عن سبب عدم خشيته من افعاله وكيانه الوحشية مع الفلسطينيين فاجاب بانه يعتمد على امرين: الاول ان الذاكرة العربية كذاكرة الذبابة سرعان ما تنسى؛ الثاني ان المسلمين قوم كرماء متسامحون مع من اساء لهم ...!!
فكي لا ننسى وكي لا يطمع في كرمنا وتسامحنا الاعداء ؛فان الله انزل لنا قرانا يتلى ونتعبده تعالى بتلاوته فقال لنا:- {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ۖ فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193)البقرة}.
2-ثم يتبعها تعالى بقاعدة قرانية جليلة في التعامل مع المعتدين لتحقيق قوة الردع النفسي والعسكري والفكري؛فالمثل بالمثل والسن بالسن والحرمات قصاص؛ فيقول سبحانه :-{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة}. وهو نظير قوله تعالى في سورة النحل:- { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)النحل} ..
3- ثم يعقب سبحانه بقوله:- { وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)البقرة} .. وذلك لان عدم الانفاق في سبيل الله يؤدي حتما الى التهلكة والهوان والخسران للمكانة والكيان ؛ لان الانفاق في سبيل الله على المجهود الحربي يجعل الامة دائمة الاستعداد والاعداد مرهوبة ومهابة الجانب ؛ و لا يجعلها مطمعا سهلا للاعداء وجواسيسهم ومنافقيهم ...{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الانفال}...
4- وقد جاءت الاحاديث الشريفة تحثكم على دوام التدرب على الات القتال والاستعداد بكل نشاط وبلا فتور او تقاعس ؛ ومن ذلك:-
ما رواه مسلم واحمد وابو داود والترمذي عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر، يقول: (وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي )..
وقال صلى الله عليه وسلم: "ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه"[مسلم ، و أحمد]. نعم يلهوا بالرماية وليس بالكرة !!
وقال صلى الله عليه واله وسلم:  "ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها، أو قال كفرها"[الترمذي].
وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: مر النبي -صلى الله عليه وسلم-على قوم ينتضلون، أي يترامون أيهم يغلب، فقال: "ارموا بني إسماعيل، وإسماعيل أبو العرب فإن أباكم كان راميا، وأنا مع بني فلان، فأمسك أحد الفريقين بأيديهم" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما لكم لا ترمون؟" قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال النبي -صلوات الله وسلامه عليه-: "ارموا وأنا معكم كلكم"[البخاري و أحمد].
وفي الختام يا ايها الناس :- (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)[الأنفال: 24].