بارك الله بك أخي نبيل
الإشتراكية كمبدأ ليست بحاجة للنقض , لأنها ماتت في تربتها التي نبتت فيها , بإنهيار الإتحاد السوفييتي
ولم يعد هناك دولة تطبق المبدأ الإشتراكي ,
ولقد كفر بها منظروها الأصليين بعد أن ظهر فسادها وبان عواره
وحتى الشعوب التي استظلت تحت الحكم الشيوعي ما إن انهارت دولة روسيا الشيوعية حتى تحولت الى الرأسمالية , وجزء كبير
من هذه الشعوب دخل في الإسلام , ولم يعد هناك أي أثر للإشتراكية في النفوس
فأصحاب الفكر الشيوعي الأصليين كفروا به وقذفوه في مزابل التاريخ
في حين نجد من يسمون زورا بالمفكرين العرب أمثال نضال نعيسة ومن لف لفيفه لا زالوا يبحثون في تلك المزابل لاهثين , لعلهم يجدوا ما يقيموا به أودهم
لم يصدقوا حتى الآن أن الإشتراكية كبدأ , زالت من الوجود ولم يعد لها أثر في النفوس , حتى عند أصحابها
ولقد سقطت كل النظريات الماركسية التي قام الاتحاد السوفييتي على اساسها
ومن أهم هذه النظريات , نظرية قانون التطور المادي , حيث يرى ماركس أن الشيوعية هي المرحلة الأخيرة من مراحل التطور المادي والإجتماعي
فبحسب قانون التطور المادي عند ماركس أن كفاح الطبقات بين الطبقة العاملة وطبقة رأس المال ينبئ عن المستقبل
حيث يستمر هذا الكفاح بين العمال والرأسماليين الى أن يأتي يوم تقع فيه أزمة أكبر من كل ما تقدمها فتكون هي النكبة الكبرى
إذ تقوض أركان النظام الإقتصادي الرأسمالي , فيقوم على أنقاضه نظام الإشتراكية .
ويرى ماركس في قيام الإشتراكية آخر دور للتطور التاريخي , إذ تهدم الملكية الخاصة فلا يكون هناك ما يدعو الى تطاحن الطبقات .
فهذه النظرية , نظرية التطور المادي والإجتماعي تشكل عقيدة عند الإشتراكيين
ولقد أثبت الواقع خطئها , فالواقع يقول أن الرأسمالية هي التي قوضت الإشتراكية وقامت على أنقاضها وليس العكس
فالعقيدة الإشتراكية نسفت من أساسها لأنها قامت على فلسفات لا تمت للواقع بصلة
فالعبرة ليست بوضع النظريات الفلسفية البعيدة عن الواقع , وإن تشدق بها المتشدقون
ولكن العبرة أن تكون هذه النظريات مطابقة للواقع , فإن خالفت الواقع أو خالفها فإنها تصبح حين إذ هرطقات فلسفية لا تصلح للتطبيق مهما كثر حاملوها والداعون لها
وبحسب تقديري الشخصي أنه ليس من الحكمة مناقشة أفكار ليس لها وجود إلا في أذهان ( المفكرين ) المتقاعدين العرب
الذين ما زالوا يعيشون على أطلال الشيوعية ويحيون تراث ماركس ولنين وماوتستونغ ,
وبحسب رأيي الشخصي أن التصدي للفكر الشيوعي بعد أن ذهب بلا رجعة , كالتصدي لجمهورية أفلاطون التي لم يكن لها وجود إلا في ذهن أفلاطون
ومن هنا فإني أطمئن أخواني بأنه لا حاجة للتصدي للشيوعية لانها ذهبت ولم تعد
وليس أمامنا إلا الرأسمالية , وهي أيضا في طريقها الى الهاوية لتلحق بأختها الشيوعية حيث تلتقيان في مزابل التاريخ
والمستقبل سيكون حتما للإسلام والمسلمين , وستفتح كل عواصم الكفر والإلحاد بالإسلام بإذنه تعالى
وأما هؤلاء من يسمون بالفكرين والمثقفين العرب الذين أصيبوا بداء النقل والتقليد للأجنبي
فسوف يعودوا الى إسلامهم عندما يرون الأجنبي نفسه يدخل في الإسلام فسوف يقلدوه ويدخلوا في الاسلام من جديد
والله أعلى وأعلم