أضيف شيئا واحدا بناءا على طلب الاخت زهرة جزاها الله خيرا

كما أسلفنا بأن الحرية نقيض القيد أي أن تقوم بالفعل أو تقول القول
دون قيود ، وهذا المعنى للحرية يتصادم بشكل واضح مع الإسلام
لأن الإسلام هو عقيدة ونظام حياة ، جاء باحكام شرعية تنظم جميع
أفعال الإنسان وأقواله وتقاريره ، ولا يصدر فعل من الإنسان أو قول
أو تقرير الا وله حكم شرعي ينظمه وفق كيفية معينة ( مَالِ هَذَا الْكِتَابِ
لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ) ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ
رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس
على وجوههم في النار الا حصائد السنتهم ) ويقول (رب كلمة يقولها
العبد لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفا ) فالإسلام قد
قيد المسلم بنظام معين من العيش في القول والفعل والتقرير ، وحذره
عقوبة شديدة في الآخرة إن هو قال قول أو قام بفعل يخالف أحكام الله
أو سكت عن منكر ..
إذن فالإنسان مُقيد بأوامر الله ونواهيه وليس حرّاً ، ولا يجوز له أن
يقول قولا أو يقوم بفعل الا بحسب أوامر الله ونواهيه ، وعلى هذا فلا
يوجد في الإسلام حرية بالمعنى الغربي لمفهوم الحرية ، فلا حرية
شخصية في الإسلام ولا حرية فكر ، ولا حرية معتقد ، ولا حرية
تملك ، ولا غيرها من الحريات التي يروجها أدعياء الحرية في البلاد
الإسلامية ، ومن هنا فإن هذه الحريات التي تنادي بها منظمات حقوق
المرأة والجمعيات النسوية التابعة للأمم المتحدة ، هذه الحريات كلها
من أفكار الكفر ، يراد منها تحطيم كيان الأمة الإسلامية من الداخل
وتفكيك الأسرة الإسلامية ، وإشاعة الرذيلة والفاحشة بين المسلمين
تحت عنوان " حرية المرأة ، تفعيل دور المرأة ، حقوق المرأة
العدل والمساواة بين المرأة والرجل" الى غير ذلك من الشعارات
البراقة الخادعة ..