كل زعيم سياسي هنالك من يقف خلفه مباشرة, ولكن الرجل الذي يقف خلف (عمر سليمان) مدير المخابرات المصرية هو وحده الذي شغل الرأي العام المصري أولا والعالمي ثانيا بأسلوب كله تهكم وضحك على الرجل الذي إن قلنا بحقه كلمة حق فهو عبارة عن (حرس شخصي) أو هو الرجل الذي يشد بنطال عمر سليمان للخلف حين يلتصق بقفاه ولكن المصريين أو بعض المصريين أصروا وألحوا على إعادة التجمع في ميدان التحرير للمطالبة (بإسقاط الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان) ولا يريدون ظهوره ثانية على الشاشة الصغيرة لأنه جزءا من النظام الفاسد, ولكن بعض من أخذتهم به الرأفة والرحمة اقترحوا على بعضهم تأسيس جمعية يطلقون عليها اسم (جمعية التضامن مع الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان) وهنالك جمعية أخرى سيعلن عنها قريبا تحمل اسم (رابطة مشجعي الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان) على نفس منوال رابطة مشجعي أنتر ميلان الدولي ..وبعض المهتمين بالعلوم السياسية قرروا في الجامعة المصرية في القاهرة تشكيل مؤتمر علمي وندوة بحث علمية تستمر ثلاث أيام من أجل (دراسة شخصية الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان) وقرروا إطلاق هذا الاسم على المؤتمر الذي سيعقد في العشرين من الشهر الجاري, وهنالك جماعات أخرى على شبكة الفيس بوك أسسوا صفحة أطلقوا عليها اسم (لماذا كان يقف الرجل خلف عمر سليمان؟) وهنالك من أسس على التويتر من أجله صفحة أخرى تحت اسم (ما المغزى من وقوف الرجل خلف عمر سليمان!) وأنا بالنسبة لي اقترحت تسمية صفحة بإسم (هل يستحق الرجل أن يقف خلف عمر سليمان) وحين سمع أصحابي باقتراحي عارضوني وقالوا بل يكون اسمها ( هل يستحق أصلا عمر سليمان أن يقف خلفه أي رجل؟) فقلت لهم : شو رأيكم بتأسيس منتدى ثقافي على الإنترنت نطلق عليه اسم (محاربة كل رجل يقف خلف كل فاسد) لأن هذا الرجل هو الذي من الممكن أنه كان يقف خلف كل شيء فاسد , خلف المعلبات الفاسدة واللحوم الفاسدة التي كان يطفحها الشعب المصري, فهذا الرجل لم يكن يقف في مصر خلف عمر سليمان لوحده , فمثلا من المحتمل أن تظهر التحقيقات بأنه هو الذي كان يقف خلف العبّارة التي غرقت في البحر الأحمر, أو أنه هو فعلا الذي كان يقف خلف حريق مسرح الجامعة في الإسكندرية, وليس من المستبعد أن يكون الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان واقفا خلف كل مصائب المصريين فمن المؤكد أن تظهر التحقيقات الجديدة بأنه كان يقف أيضا خلف حريق القيطار في الصعيد المصري, وأن يكون أيضا واقفا خلف بعض الرجال في الدول العربية الذين يمارسون الفساد,وليس من المستبعد تواجده الآن في الأردن وبصراحة لا أريد أن أسمع بأنه أيضا كان يقف خلف جوع وقهر المصريين فمن المحتمل مثلا أن يقول عنه (أحمد عز) و(عمر سليمان) بأنه هو المتسبب في جوع المصريين وأن عمر سليمان كان عنده عبدا مأمورا وأحمد عز كان مجرد عامل بوفيه لديه, وصدقوني هذا ليس مستبعدا فدائما الغلابه والمساكين تلتصق بهم جرائم الكبار التي لم يقترفوها.
وهنالك من فتح جروب خاص على شبكة الفيس بوك دعاه باسم (كلنا نقف مع الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان) وأما بالنسبة للشارع المصري والعربي فقد اعتبروا جميعهم بأن الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان ما هو بالأصل إلا مبعوث من هيئة الأمم المتحدة من أجل حماية الشرق الأوسط من الغليان... ومن الناس من يقولون بأن الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان ليس إلا مراسل قهوة وشاي ومنهم من قال بأن الرجل يتخفى بهذه المهنة ومن المؤكد أنه هو الذي يرسم السياسة المصرية, وعلى كل حال الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان ما هو إلا الوجه الآخر لعمر سليمان شخصيا علما بأنه صامت وهذا ما أزعج الشارع المصري فالناس كتبوا عدة تعليقات قال فيها البعض: لماذا هو صامت؟ ولماذا لا يتكلم الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان؟ وبعض المهتمين بالمسرح كتبوا له رسالة يسألونه فيها : هل أنت أيها الرجل الذي تقف خلف عمر سليمان كمبارس؟ أم أنك أخرس؟.
وكان المعتصمون في ميدان التحرير قد وجهوا له رسالة قالوا له فيها أيام اعتصامهم: هل أنت معنا؟ أم علينا؟ لأن البعض يقول : بأن الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان هو أصلا من البلطجية, والغالبية أشادوا بموقفه الصامت واعتبروه متظاهر صامت لا يتكلم , وقرأت اليوم في رسالة جاءتني من أحد الأصدقاء يطلب فيها مني تأسيس جمعية باسم (جمعية الرفق بالرجل الذي يقف خلف عمر سليمان) وقال وهو غاضب جدا بأن هذا الرجل من المفترض به الآن أنه قد اكتئب وحزن حزنا شديدا من كثرة التعليقات التي صدرت بحقه ومن الواجب على المعلقين أن يصمتوا قليلا لأن الرجل الذي يقف خلف عمر سليمان ليس من حديد فلقد تعبت أعصاب الرجل من كثر المسخرة.
وأنا شخصيا أدعو الجميع لتأسيس رابطة نطلق عليها اسم (الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان) أو ما رأيكم أن نؤسس جمعية باسم ( خلف من سيقف الرجل في المرة القادم؟) فلا بد مثلا أن تشتريه الأندية السياسية على غراء شراء اللاعبين لأن جسم الرجل عريض المنكعين ومشرئب الشنبات والفلنكشاتي وأخيراً شلولخ , وهذا الصفات تتناسب مع حراس كرة القدم, فمن المحتمل أن تشتريه مملكة البحرين أو اليمن من أجل الوقوف خلف مدير مخابرات كل بلد, وإذا لم تعجبكم هذه الفكرة فما رأيكم بتأسيس نادي ليلي نطلق عليه اسم (نادي الرجل الذي سيقف خلف كل رئيس مخلوع) لأن الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان أصبح نذير شؤم على بعض الأنظمة الحاكمة ولا يريد أحد بأن يقف خلفه لأن الرجل الذي يقف أو الذي كان يقف خلف عمر سليمان هو المتسبب الأول في سقوط نظام محمد حسني مبارك وأقترح أنا استبداله بالبحرين مثلا برجل آخر ولا أنصح بشرائه, وإذا كان خلف كل رجل عظيم امرأة فإنه خلف كل حاكم ساقط رجل يقف كما كان يقف الآخر خلف عمر سليمان.
ومن الأسئلة المطروحة في المستقبل هل مثلا سيستمر الرجل بالوقوف خلف عمر سليمان حتى بعد رحيله ؟ وهل الرجل الذي يقف أو الذي كان يقف خلف عمر سليمان سيبقى في مصر؟ وهل ستطلب منه الثورة المغادرة خارج مصر؟ فمن المحتمل أن الرجل الذي كان يقف خلف عمر سليمان معه كثير من المليارات لذلك سوف تُشكل بحقه لجنة تحقيق لمحاسبته أولا على المليارات وعلى وقوفه الطويل خلف عمر سليمان طيلة 20 عاما ويزيد, وأقترح على كل من يقلقه هذا الموضوع بأن ينام نوما هادئا وفي الصباح الباكر يذهب إلى الرجل نفسه ويسأله : لماذا كنت تقف خلف عمر سليمان؟ ولماذا لم تكن تصفق لعمر سليمان وهو يتكلم؟ ولماذا اختارك أنت بالذات للوقف خلفه؟ ولماذا لم تقل رأيك مثل كل الناس؟ وكم سنة بقيت واقفاً خلفه ؟ ولماذا لم تقل له تنحى ؟وهل أنت حقا من كان يقف ورا كل مدراء المخابرات في الدول العربية؟ وهل لك أشباه, وهل نحن أشباهك نقف خلف كل مدير مخابرات وضابط مخابرات فاسد؟ وهل كل المواطنين المصريين كانوا يقفون مغك خلف عمر سليمان وكلهم تعبوا وذهبوا للاحتجاج في ميدان التحرير وأنت وحدك من بقي صامدا وثابتاً وواقفا خلف عمر سليمان؟.
هذا الرجل يختلف عن الرجل في فيلم (الرجل الذي عطس) ولم يكن بطل فيلم (الرجل الذي هوى) ولم يكن هو البطل في رواية(الرجل الذي ذهب مع الريح) وليس هو بالتأكيد بطل رواية (الرجل صاحب الظل الطويل) شارك في كل الحروب ولم يستشهد