نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
»  ( ثقافة لص ) - د . رغدة محمود حمد
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitimeأمس في 5:02 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» شركة برمجة تطبيقات في مصر - تك سوفت
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitimeأمس في 4:35 pm من طرف سها ياسر

» الجاهلية واكرام الحجيج
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitimeأمس في 6:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» أسوأ انواع الكذب !!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitimeأمس في 4:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» اللعب بالعالم !!!!!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-07, 9:01 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» من الفتن والمحن التي تصيب الامة واصابتها !!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-07, 6:07 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 7- الحلقة السابعة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-06, 6:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» يا عالي الهمة - محمد بن يوسف الزيادي
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-04, 11:26 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» من احداث وحواديث زمان ...
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-04, 12:05 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» احوال الناس في العبودية !!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-03, 11:41 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث ليلة الجمعة - من مذكرات قادة الجهاد !!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-03, 11:38 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الحق والباطل ضدان لا يجتمعان
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-03, 10:39 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» طال الغياب
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-01, 11:49 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» انتي حره - الشاعره اميره سالم
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-01, 5:36 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» بين العقل والوحي
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-05-01, 3:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6- الحلقة السادسة من حديث الاثنين
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-30, 10:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» لا شيء يجمعنا
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-30, 7:25 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» من فنون الأدب اختيار اللفظ المناسب - فتيحة نور عفراء
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-30, 6:44 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» أتعلمين ؟! بقلم .. مايسة عيد
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-29, 9:36 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» تابع لموضوع مفهوم التعريف والاصطلاح ...
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-29, 9:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» (( نبش الأسرار ))توبة الكاتبة - الليبرالية مشاعل العيسى
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-28, 6:44 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» الوضع اللغوي والاصطلاح !!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-27, 7:29 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قراءة في اسم يوم الجمعة !!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-25, 11:34 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» صكوك الغفران تحجب عنا الاحاديث المنتجة !!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-25, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ليس للمرء من صلاته الا ما عقل منها
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-25, 9:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» وضوء التوابين المتطهرين ... !!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-24, 6:21 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال فى مصر - تك سوفت
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-23, 11:11 am من طرف سها ياسر

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-23, 8:39 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قضية بيت المقدس في سطور..!!
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-23, 8:28 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 5- الحلقة الخامسة من سلسلة حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة صياغة العقل البشري -
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2024-04-21, 11:47 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
اسماء الجن الكفار و المسلمين
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
مقهى المنتدى
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 78 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 78 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38791
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
معتصم - 12434
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 3934
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
العرين - 1193
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
زهره النرجس
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
معتصم
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
معمر حبار
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
هيام الاعور
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
sa3idiman
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
لينا محمود
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_rcapقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_voting_barقضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1026 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ماريمار فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66000 مساهمة في هذا المنتدى في 20014 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38791
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 Empty
مُساهمةموضوع: قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2   قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2 I_icon_minitime2021-05-15, 11:22 pm

ولا يستغرب أي عارف بحقيقة الشيوعية هذه المواقف من معتنقيها ؛ فالأممية الشيوعية تتناقض مع غيرها من الأمميات وعلى رأسها الأممية الإسلامية ، بينما تتساوى عندها القوميات المختلفة عربية ، أو يهودية ( الصهيونية ) ، ويمكن أن تتعايش معها بحظوظ مختلفة بحسب اقتراب هذه القوميات من مبادئها وتحقيقها لمصالحها ، كما أن الشيوعيين العرب يعدون إخوانهم الشيوعيين اليهود في ( إسرائيل ) ( رفاقهم ) في الشيوعية .
ولم يقف التلاقي والتعايش مع الصهاينة عند حد اليساريين العرب ، بل تعداه أيضاً إلى اليساريين الفلسطينيين أنفسهم ، فنايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يطالب في حديث صحفي بتأسيس برنامج جديد لتصحيح الحالة الفلسطينية « باستراتيجية نضالية ( ! ) بكل ما هو ممكن ، واستراتيجية تفاوضية في إطار قرارات الشرعية الدولية » [16] ، وهي القرارات التي سنعرض لها لاحقاً إن شاء الله تعالى ، وهذا الموقف نفسه تقريباً هو موقف جورج حبش والجبهة الشعبية .
وغير خاف مدى ضلوع اليساريين والشيوعيين السابقين في جهود التطبيع والدعوة إلى التعايش مع الدولة الصهيونية ، ومن ذلك : إعلان تحالف كوبنهاجن عام 1997م وتأسيس ( جمعية القاهرة للسلام ) في العام الذي يليه ، بدعم أوروبي وأمريكي .
وهذه الجهود والمساعي إلى التعايش والسلام من قبل هؤلاء تجاه الدولة الصهيونية نراها منطقية في ضوء ما ذكرناه سابقاً عن منطلق العلمانيين وتوجهاتهم ؛ فبعد سقوط العداء المبدئي بين العلمانيين والكيان الصهيوني نتيجة تنحية الإسلام عن ساحة الصراع : افتقد العلمانيون إرادة المواجهة والقتال تبعاً لذلك ، وتوجهوا إلى شرعيتهم الدولية يسألونها ( حقوقهم المشروعة ) ويرضون بالفتات الذي يلقى إليهم في ظل الاستعداد للتعايش مع كيان لا يرونه مناقضاً لهم حتى ولو اختلفوا معه ، أو رأوه ظالماً وغاشماً .
وافتقدت الأنظمة العلمانية إرادة القتال حتى في أوج مدها الثوري المزعوم ، فـ « ... منذ أن جاؤوا وهم يعدون العدة لحرب فلسطين ! ويعلنون أنهم سيختارون مكان وزمان المعركة ، ولن يسمحوا لإسرائيل بأن تجرهم إلى معركة لا يحددون هم مكانها وزمانها وسلاحها .. وكل الأمم التي فنيت ، بل كل الكائنات التي اندثرت ، كانت تحلم بمعركة تدور وفقاً لشروطها ، تحدد هي مكانها وزمانها وأسلحتها ، وراعها وهي تباد تحت ضربات خصمها أنه لم يلتزم بأمانيِّها وضربها قبل أن تنتهي من تحديد الزمان واختيار المكان وإتمام شحذ السلاح ! وأنه نجح دائماً في جرها إلى المعركة الخاسرة .
إن إرادة القتال هي التي يجب أن تتوفر أولاً ، ويأتي بعد ذلك تخير أفضل الظروف للقتال .. » .
« وفي كل مرة كان انفعالهم [بعد ضربات إسرائيل] ينعكس في شكل دهشة ومرارة العاتبين .. وليس أدق في الدلالة عن حالتهم هذه من التعبير المفضل عندهم وهو ( العدوان الغادر ) ! ..
ونقبوا في جميع القواميس ، إن وجدتم أحداً قبلهم وصف ضربات عدوه المصيري بأنها ( غدر ) ! .. الغدر يأتي من الأصدقاء ، أو ممن لا نحمل لهم أية نوايا عدوانية ، ولا نتوقع منهم عدواناً .. » [17] .
وليس أدل على عدم إرادتهم القتال من عدم استعدادهم الجدي له على مدى أكثر من تسعين عاماً ، ] وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً [ ( التوبة : 46 ).
ثالثاً : هدر الطاقات والحيلولة دون مواجهة العدو :
1 - وفي المقابل : وقف كثير من النخب السياسية العلمانية حائلاً دون منازلة القوى الشعبية مع الصهاينة عسكرياً وسلمياً ، بل إن هذه النخب اصطدمت دوماً بالحركة الإسلامية التي كانت رأس الحربة في هذه المنازلة بدل التعاون المفترض معها ، وما ذلك إلا لأنها وجدت في هذه الحركة خطراً عليها ، فناصبتها العداء ؛ لتضع العلمانية بذلك نفسها في خندق واحد مع الصهيونية في مواجهة التيار المعبر عن رسالة هذه الأمة وأصالتها .
وهكذا بات الإسلام الحقيقي ( الذي يسمونه أصولياً ) عدواً مشتركاً للعلمانية والصهيونية ، فأصبح تحالفهما للقضاء على هذا الخطر الذي يهدد بقاءهما هدفاً مشتركاً تلتقي عليه جهودهما ، ومن ثم : كانت النظم العلمانية حاجزاً تلقائياً بين المقاومة الإسلامية ( العسكرية والسلمية ) والعدو الصهيوني ، بل أصبح ضرب الحركات الإسلامية وتصفيتها مؤشراً على مكاسب صهيونية قادمة مرتبطة بتنازلات أو إخفاقات علمانية تستلزم ( تأمين الجبهة الداخلية ) بإخلائها من المعارضين النشطين المتوقعين لهذه المكاسب وتلك التنازلات ، أي : إخلائها من الحركات الإسلامية ورموزها الفعالة ، بل أصبح الضغط أو تخفيفه على هذه الحركات ( ورقة ) تفاوضية ابتزازية تلوح بها هذه النظم العلمانية في وجه الغرب أو في المفاوضات مع الدولة الصهيونية كلما أحست بالإفلاس السياسي .
 

ومسيرة الأحداث تؤكد ذلك التعاون بين العلمانية والصهيونية ، أو على الأقل :
تؤكد أن العلمانية كانت حاجزاً تلقائياً بين المقاومة الإسلامية والعدو :
- فأولى التحركات العسكرية الشعبية الواسعة ، وهي ثورة 1936م ( 1935م 1939م ) والتي استمرت توابعها بعد ذلك ، كان يحمل لواءها مجاهدون من جمعية الشبان المسلمين ، وكان يقودها الشيخ عز الدين القسام ، ثم نشط بعد ذلك جيش الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني ، وتمكن المتطوعون في هذه الثورة المسلحة من تحقيق انتصارات متلاحقة خلال عامي 1938و 1939م ، ولكن بجانب تحرك القوى البريطانية والعصابات الصهيونية كان خذلان الأنظمة العربية العلمانية لهذه الانتفاضة ، فشحُّوا بالدعم المادي لقادة الثورة وهم في أمس الحاجة إليه ليستمروا في جهادهم ، بل سارعت هذه الأنظمة بإيعاز من بريطانيا إلى احتواء هذه الظاهرة تحت شعار الوساطة وحقن الدماء » معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل » ، ولا شك أن هذه الثورة كانت خروجاً عن حسابات وسياسات الاستعمار والأنظمة العربية العلمانية « خصوصاً أن الثورة أبرزت قيادات ثورية لا تعرف المهادنة أو أنصاف الحلول ! » [18] .
- وقبل حرب 1948م وأثناءها تحرك الإخوان المسلمون على الصعيدين الشعبي والعسكري ، فاستطاعوا تحريك الرأي العام المصري تجاه القضية الفلسطينية من الزاوية الإسلامية ، وقد برز دور الإخوان المسلمون أثناء ثورة فلسطين الكبرى عام 1936م ، عندما سارعوا إلى تنظيم المظاهرات ، وألفوا اللجان لتلقي التبرعات وإرسالها إلى اللجنة العربية العليا ، وقاموا بإرسال برقيات احتجاج إلى المندوب السامي بفلسطين ووزارة الخارجية البريطانية وعصبة الأمم ، وأخرج الإخوان في مصر أكثر من نصف مليون متظاهر إلى شوارع القاهرة في اليوم الثاني لصدور قرار تقسيم فلسطين في 29/11/1947م ، وأعلنوا رفضهم للقرار ، مؤكدين عروبة فلسطين وإسلاميتها ، مما مثل التجسيد المادي لحضور القضية الفلسطينية في الشارع المصري .
وقد سطر متطوعو الإخوان في حرب 1948م ملاحم تغنى بها الفلسطينيون وأكسبت الجماعة الاحترام والتأييد ، خصوصاً في ظل الموقف الداعم لقرار التقسيم من قِبَل الحزب الشيوعي الفلسطيني ! النقيض الأيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين ومنافسهم الشعبي آنذاك وفي ظل الضعف والعجز العربي الرسمي . [19]
فماذا كان الموقف العلماني الرسمي إزاء ذلك ؟ :
عرقلت الحكومة برئاسة النقراشي باشا جهاد الإخوان المسلمون بطرق عديدة ؛ لأن « الحكومة تنظر بعين الريبة إلى حركات الإخوان وتخشى أن يؤلفوا جيشاً في فلسطين يكون بعد ذلك خطراً كبيراً على سلامة الدولة » [20] ، وفي الوقت الذي كانت المعارك مستعرة بين هؤلاء المتطوعين وعصابات الصهيونية نصبت الحكومة ما عرف باسم ( قضايا الإرهاب ) و ( قضايا الأوكار ) ، وتم حل الإخوان المسلمين رسمياً ، وسيق زعماؤهم إلى المنافي والمعتقلات ، واغتيل مؤسسها ومرشدها العام الشيخ حسن البنا ، في وقت كان يعد العدة فيه لإعلان الجهاد العام والتعبئة الشعبية لتكوين قوات كبيرة يدخل بها فلسطين ، وهكذا تم منع الإخوان من مواصلة جهادهم ضد اليهود [21] .
ولا يخفى الرابط بين هذه الإجراءات ودور هذه الحركة في قضية فلسطين :
ففي إشارة ذات مغزى يعلق محررا مذكرات ديفيد بن جوريون على ما ذكره في يوم 6 /12 / 1948م بأن حكومة النقراشي راغبة في الخروج من الحرب ، ولكن النقراشي باشا يخشى ( الوضع الداخلي ) إذا بدأ محادثات سلام ! .. يعلقا بقولهما :
« ازداد غليان ( الإخوان المسلمين ) في مصر ، وفي كانون الأول / ديسمبر فرض حظر على التنظيم ، واعتقل قادته ( في حين كان أعضاؤه يقاتلون في أرض إسرائيل ) » [22] .
- والآن من المعروف أنه بعد انتكاس حركات تحرير فلسطين ( الفندقية ) لم يبق في ساحة الصراع الحقيقي ، والعملي مع العدو الصهيوني سوى الحركات الإسلامية ، وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان ، وهذا يعرفه الجميع .
هذا في الوقت الذي تحولت فيه منظمات التحرير الفندقية إلى ( جنين ) نظام علماني يرتبط صراحة مع دولة العدو ومع أمريكا بتعهدات واتفاقات سياسية وأمنية واستخباراتية للتعاون في مواجهة ( الإرهاب ) الذي هو حركات مقاومة العدو الصهيوني ، ووفقاً لهذه التعهدات والاتفاقيات تقوم أجهزة الأمن ( الفلسطينية ) بحملات اعتقال ودهم لعناصر هذه الحركات ، كما يتم تبادل المعلومات مع أجهزة الأمن ( الإسرائيلية ) حول هذه الحركات ، ويتم تأميم مساجدها ومؤسساتها وطرق اتصالها بالجماهير ، بل يتبجح مسؤولو السلطة بهذا التعاون ، باعتباره وفاءً بالتزامات لاتفاقيات دولية ! ، وهكذا كان « التعاون اللصيق بين أجهزة الاستخبارات والأمن في إسرائيل ، والسلطة الفلسطينية ، و الأردن ، ووكالة الاستخبارات الأمريكية ، هو الذي أجهض جزءاً كبيراً من عمل حماس العسكري ، وكذلك الجهاد الإسلامي ؛ فقواعد المعلومات الأمنية بين هذه الأطراف أصبحت مشتركة ( ! ) وواحدة ، ولم يعد أحدها يبخل على الآخر بما لديه ، وتبادل المعلومات والمراقبة اللصيقة يتمان بتنسيق وتناغم » [23] .
- ولم يقتصر الأمر على جهود النظم العلمانية لمحاصرة المقاومة العسكرية للعدو الصهيوني والوقوف حائلاً دونها ، بل تعدتها إلى العمل على محاصرة المقاومة الشعبية غير العسكرية وإجهاضها ، ففور اندلاع انتفاضة الأقصى الأخيرة تسارعت جهود النظم العلمانية لعقد المؤتمرات باشتراك إسرائيل وأمريكا من أجل احتواء ( العنف ) وإيقافه والعودة إلى مسار المفاوضات ، وتعالت صيحات بعض المثقفين والسياسيين العلمانيين ( الحكماء ) من فوق مقاعدهم الوثيرة بأن تحرير فلسطين لن يتم بإلقاء الحجارة ونزف الدم الفلسطيني .
وعندما تعاطفت جماهير العالم الإسلامي مع إخوانهم في فلسطين خرج من يلقي عليهم المواعظ السياسية التي تدعوهم إلى الواقعية الحكيمة ؛ لأن مظاهر هذا التعاطف لا تفيد شيئاً في تحرير فلسطين ، بل إن الدعوات إلى مقاطعة البضائع والشركات الأمريكية والإسرائيلية التي نشطت مؤخراً ولقيت تجاوباً شعبياً واسعاً لم تسلم من انتقادات حكومات ورموز علمانية ، فتعالت مرة أخرى صيحات الحكماء العلمانيين بعدم جدوى هذه المقاطعة وعدم القدرة عليها ، ولا شك أن هذه المواقف متوقعه ممن ربطوا بلادهم سياسياً واقتصادياً بالغرب ، بحيث أصبح قطع حبل العلاقات بالغرب قطعاً لشريان حياتهم هم .
رابعاً : التمزق والتشرذم في مواجهة عدو متكتل :
لم يقتصر التأثير السياسي للعلمانية في قضية فلسطين على إخراج الإسلام من دائرة الصراع وما تبع ذلك من افتقار إلى البعد الرسالي في الصراع ، وإلغاء العداوة ( من أجل المبدأ ) ، والافتقار إلى إرادة القتال ، وهدر الطاقات الإسلامية والشعبية في هذا الصراع .. ولكن هذا التأثير حقق أيضاً هدفاً آخر من المخطط الصهيوني ، وهو تفتيت التكتل الإسلامي ، وإدخال الأمة في دائرة تمزقات متشعبة ، وإدخال الأفراد في متاهة اغتراب قيمي عندما ضاعت بوصلة هويته على يد العلمانية .
فاختلاف مذاهب العلمانية وتطبيقاتها ، وتباين كل قطر في توجهاته ومصالحه ( التي لم تعد موحدة ) .. مزق جهود هذه الأقطار في مجالات عديدة فكرية وجغرافية وسياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية ، فبين الليبرالية ودرجاتها ، والاشتراكية ونظرياتها ، والقومية وتطبيقاتها ، وبين الارتباط بالغرب أو بالشرق أو محاولة التوسط والتوفيق بينهما ضاعت جهود الأمة ، أو تحولت إلى تصريحات جوفاء ومشاهد مسرحية دعائية يقوم بها الزعماء العلمانيون ؛ لإلهاء الشعوب وحفظ ماء الوجه أمامها .
فالعلمانية عندما اعتمدت القومية العربية إطاراً للصراع تكون قضية فلسطين قد خسرت تلقائياً إمكانات وجهود الأقطار الإسلامية غير العربية من المشاركة في هذا الصراع ، وليس أدل على ذلك من اعتراف إيران وتركيا مبكراً كما ذكرنا سابقاً بالدولة الصهيونية ومد يد التعاون معها .
زد على ذلك : أن العلمانية لم تكتف بتحييد الشعوب الإسلامية غير العربية في الصراع ، بل عملت أيضاً على تحييد الشعوب العربية نفسها ، عندما كرست التوجه القائل بأن قضية فلسطين قضية فلسطينية تخص شعب فلسطين وحده ، ولا يبقى للشعوب العربية الأخرى إلا أن ( تتعاطف ) مع هذا الشعب في محنته ومأساته .
وقد كان إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وانحرافها العلماني إحدى الخطوات في ( فلسطنة ) الصراع ، وجدير بالذكر في هذا المجال ( التمزق والفلسطنة ) أن ( زعيم القومية العربية ) جمال عبد الناصر ، وقبيل بدء مغامراته الاستنزافية والتمزيقية في اليمن ، كان قد أعلن في فبراير عام 1958م قيام دولة وحدة عربية بين مصر و سورية ، ف « استبشر بها الفلسطينيون خيراً ، وبنوا الآمال الكبار عليها متوقعين من دولة الوحدة اتخاذ خطوات إيجابية لعودة الفلسطينيين إلى بلادهم وتحرير أرضهم المحتلة ، إلا أن خيبة أملهم كانت كبيرة عندما رفض عبد الناصر طلباً تقدم به الحاج أمين الحسيني رئيس اللجنة العربية العليا بقبول فلسطين في الاتحاد السوري المصري . ويبدو أن عبد الناصر كان متخوفاً من أن يؤدي قبوله بهذه الوحدة إلى تحمله مسؤولية تحرير فلسطين وممارسة الضغوط عليه لإعطاء المسألة الفلسطينية دوراً أكبر ، بينما لم يكن عبد الناصر يعطي الأولوية للقضية الفلسطينية . ويقول باتريك سل : إن دولة الوحدة لم يكن القضاء على إسرائيل هدفاً من أهدافها » [24] .
وذلك يؤكد أن القومية العربية العلمانية في ممارستها العملية كانت أداة لتمزيق القوى المواجهة للعدو الصهيوني ، ولم تكن أداة للتوحد العربي كما يزعمون أو يُنَظِّرون .
وإذا أخذنا لدراسة هذا الأثر العلماني مجالاً يتأثر بغيره من المجالات ويؤثر في غيره أيضاً ، وهو المجال العسكري ، نموذجاً لهذا التمزق ، نجد أن من أهم أسباب الهزيمة في فلسطين باعتراف جميع الأطراف هو ذلك التمزق الذي اعتراه .
فإضافة إلى أخطاء النظم العلمانية العسكرية الأخرى ، كالتهوين من قوة العدو والاستخفاف بها ، والأسلحة الفاسدة ، وضعف التدريب والتسليح ، والافتقار إلى التخطيط الجيد ... كان لتشرذم القوات العربية تحت قيادات مختلفة متخالفة أثر كبير في الهزيمة العسكرية ، ففي حرب 1948 م يعرض ديفيد بن جوريون وجهة نظره في أسباب هزيمة العرب التي ساهمت في انتصار اليهود عسكرياً عليهم بأنها :
1- خطتهم الاستراتيجية كانت سيئة ، ولا سيما خطة المصريين .
2- لم تكن لديهم قيادة موحدة ?لسياسي] .
في البحر . 3- تسليحهم لم يكن كافياً لم يكن هناك قوة جوية ، ومصر كانت ضعيفة
أكبر من قوتهم . 4- الطاقة البشرية المجندة لم تكن كافية أيضاً . استطعنا تعبئة قوة
5- معنوياتهم منخفضة دف وضياع الهوية والتخبط العسكري] .
6- قدرة تعلم منخفضة .
7- لم تكن عندهم صناعة عسكرية ?لاقتصادي والعلمي] [25] .
وهذا ما يقر به علمانيو العرب أنفسهم ، ولكن بالطبع بعد انتهاء المعارك .
بل وصل هذا التشرذم والتمزق إلى حد بعيد قد لا يتصوره أي ( متعاطف ) مع القضية الفلسطينية : فيذكر بن جوريون في يومية 16/1/1949م أن موشيه دايان عاد بعد حديث مع أحد القادة العرب ليخبره أن « العجوز يشكو من الإنجليز الذين هو عبدهم ( ! ) ، يطلب عدم ترك المصريين ، لا سمح الله ! ، في غزة ، من المفضل أن نسلمها إلى الشيطان ، أن نأخذها نحن ، شرط ألا يأخذها المصريون ( ! ) » [26] ، أما النظرة الاستراتيجية عند هذا ( العجوز ) فيوضحها هو نفسه لليهود قائلاً : « إذا غادرت الدول العربية البلد فإننا سنقيم معاً » ، وفي صراحة لا لبس فيها يوضح أنه « لا يريد محادثات مشتركة مع الدول العربية ، وهذه عليها المغادرة » ، بل إنه لا يعترف بحق أي دولة في أن تكون موجودة في البلد [فلسطين] باستثناء اثنتين : إسرائيل ودولته » [27] .
ولا شك أن هذا التمزق والتشرذم العسكري والسياسي كان عاملاً مهماً في الهزيمة العسكرية وما صاحبها ولحقها من تراجع سياسي ، تمثل في اكتساب الصهاينة أرضاً جديدة وقبول العرب الهدنة التي مكنت العدو من إعادة تنظيم صفوفه وتعويض وتجديد تسليحه ، والتفرغ لبناء دولته في ظل اعتراف عربي ضمني بحدودها ، بينما تحطمت القوة العربية وتدنت الروح المعنوية في صفوف جنودها ، أما عرب فلسطين : فكان لهم الشتات ! .
كان هذا أيام النكبة العلمانية ، ولا يختلف الأمر كثيراً في نكستهم الثورية التقدمية الوحدوية ... سنة 1967م :
فقد وقعت هذه النكسة ( هكذا يطلق إعلامهم على هذه الهزيمة وكأنهم كانوا منتصرين قبلها ) وقعت بعد استنزاف طويل وصراع بين عدة أطراف عربية ، ورطها فيها زعيم القومية العربية آنذاك جمال عبد الناصر ، كان منها : حرب اليمن والوحدة الفاشلة بين مصر وسورية .
ويؤكد مراسل حربي لجريدة الأوبزرفر على حقيقة تسبب التفرق والتشرذم في هذه الهزيمة ، فيقول : « إن الإسرائيليين اعتمدوا في ذلك على أن القوات العربية ليست تحت قيادة موحدة ، وإن الأحداث أكدت صحة هذا الاعتقاد » .
وقال : « ... وعلى الجبهة الشمالية سورية ، تحققت نبوءة المخططين الإسرائيليين ، وكانت عمليات القوات السورية محدودة جداً ، فلم يقم السوريون بأية عمليات جدية لمساعدة المصريين في الخروج من المأزق الذي وقعوا فيه، وانحصرت مساعيهم في هجومات محلية على مستعمرتي حدود إسرائيليتين » [28] .
وتعجب بعد ذلك لجريدة ( الثورة ) تخرج بعد اكتمال الهزيمة لتلقننا درسًا وحدوياً قائلة « ... كان يمكن أن تكون نتائج المعركة أعظم بكثير لو توافر تنسيق أوسع للاستراتيجية العربية ، ورافق ذلك توزيع أدق للقوات » [29] .
ولا شك أن العلمانية بتمزيقها للأمة وإدخالها في صراعات تستهلك قدراتها وتلهي شعوبها قد أسدت إلى الدولة الصهيونية خدمة كبرى وحققت لها هدفاً بعيداً ، « وأي شيء هو أسعد لإسرائيل من أن تلقى دولاً مفككة ، ممزقة ، هزيلة ، يمعن بعضه في تحطيم وتجريح البعض الآخر ، ويضمر له من العداوة والضراوة والكره عشرة أمثال ما يضمر لإسرائيل ؟ ! » [30] .
وقد كان هذا الهدف لدولة العدو يخطط له من قديم بأسلوب ثانٍ تحقق في الواقع أيضاً ، هو : إقامة دويلات طائفية حول الدولة الصهيونية ، ولا يمنع إذا استدعى الأمر محاولة تقسيم بعض الدول الكبرى على هذا الأساس [31] ؛ لتكوّن هذه الدويلات حزاماً أمنياً يمثل خط دفاع متقدم عن اليهود ، وهو أحد عناصر ما يعرف بتأمين المجال الحيوي [32] ، وهنا يبرز المثال الواضح لذلك التخطيط ، وهو دويلة الرائد سعد حداد التي انفصل بها في جنوب لبنان عام 1979م ، ثم غزو لبنان الكامل ومحاولة فرض اتفاقية ( سلام ) مع قادة القوات اللبنانية الكتائبية المارون عام 1982م .
ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذا المخطط مخطط قديم ، دأب قادة العدو على تحين الفرصة المناسبة لتنفيذه ، فيذكر بن جوريون في يومياته ( 19- 20/12/ 1948م ) اقتراحات بعض القادة بهذا الخصوص في إحدى جلسات الحكومة ، من ذلك اقتراح مردخاي بنطوف : « يجب تحطيم الحلقة الأضعف ، كان هذا في لبنان الماضي ، كان يمكن الذهاب إلى بيروت وتأليف حكومة مارونية ( بقيادة المسيحيين الموارنة ) وإبرام سلام معها » ، و « يقترح جوش s New Roman] ] ، بموافقة يغئيل [ يادين ] جيشاً عربياً غير نظامي ( غير إسلامي ) كي يشكل حزاماً » [33] .
وهي الفكرة التي نوقشت مرة أخرى سنة 1954م وقت أن كان موشي شاريت رئيساً للوزراء ، وقد وافق شاريت على مبدئها وإن اختلف مع بن جوريون في ظروف وتوقيت تنفيذها ، ويذكر شاريت أن الفكرة نفسها نوقشت أيضاً في 16/5/ 1955م أثناء اجتماع مشترك لكبار موظفي وزارتي الدفاع والخارجية ، فبعد أن أثارها بن جوريون عبّر دايان فوراً عن مساندته بحماس : « حسب رأيه ( دايان ) الشيء الوحيد الضروري هو العثور على ضابط ، ولو برتبة رائد ( ! ) فقط ، وعلينا إما أن نكسب قلبه أو نشتريه بالمال ، ليوافق على إعلان نفسه مخلِّصاً للسكان الموارنة ، وعندئذ يدخل الجيش الإسرائيلي إلى لبنان ، ويحتل المنطقة الضرورية ، ويخلق نظام حكم مسيحي يكون حليفاً لإسرائيل ... وافق رئيس الأركان أن نستأجر ضابطاً ( لبنانياً ) يوافق أن يقوم بدور دمية بحيث يتمكن الجيش الإسرائيلي من الظهور وكأنه يتجاوب مع طلب ( لتحرير لبنان من المعارضين المسلمين ) » [34] ، وهو ما تم بالفعل بعد حوالي خمسة وعشرين عاماً .
ولسنا هنا في معرض مقارنة وضوح الهدف في ذهن قادة العدو ، وتخطيطهم بعيد المدى لتحقيقه ، وإصرارهم على التنفيذ ، ونجاحهم فيه ، مقابل ارتجالية القادة العلمانيين وإخفاقهم المستمر ، ولكنا نشير إلى أنه كان من حجج دعاة القومية العربية العلمانية التي يروجونها دائماً : أن الالتفاف حول الإسلام كآصرة تجمُّع وولاء سيقصي تلقائياً العرب النصارى ويخسرهم ويفتح المجال لثغرات في جسد الأمة ، بخلاف قوميتهم العربية العلمانية التي ستضم هؤلاء النصارى إلى النسيج السياسي العربي ، وهذه الحجة رغم تهافتها ، ورغم أن القومية العربية لم تحل نظرياً ولا عملياً مشكلة أخرى ، هي وجود قوميات عرقية أخرى في الجسد العربي يمكن اللعب عليها كالأكراد والبربر والزنوج ؛ رغم كل ذلك فقد سقطت هذه الحجة في أول اختبار عملي لها ، ذلك إن التكتل النصراني اللبناني تحالف مع أعداء الأمة ( العربية ! ) في أول فرصة أتيحت له ، ومزق بطائفيته النسيج القومي العربي المزعوم .
وهكذا أصبحت القومية العربية العلمانية مجرد محطة في طريق تجزئة الأمة يتم تجاوزها بعد استنفاذ أغراضها واستثمارها من قبل العدو .
 
 
______________________
(1) انظر : الأراضي المقدسة بين الماضي والحاضر والمستقبل (دراسة حديثية تحليلية) ، لإبراهيم العلي ، ص 31- 63 .
(2) انظر فيما يلي : السلطان عبد الحميد وفلسطين ، لرفيق شاكر النتشة ، ص 163 190 ، وصحوة الرجل المريض ، للدكتور موفق بني المرجة ، ص 213-227 ، 412 ، والعثمانيون من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة ، للدكتور محمد سهيل طقوش ، ص 482 494 ، وموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، للدكتور عبد الوهاب المسيري ، ج 7 ، ص90 .
(3) السنجق : بمعنى لواء ، أي : إقليم أو محافظة .
(4) رفيق شاكر النتشة ، مصدر سابق ، ص 128 ، 125 ، وصحوة الرجل المريض ، ص 220 .
(5) انظر : مجلة الدراسات الفلسطينية ، مقال غازي فلاح (إسرائيل والأرض الفلسطينية) ، ص 67 ، وموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، ج7 ، ص 64 ، 94 ، ج2 ، ص 110 ، والمدخل إلى القضية الفلسطينية ، تحرير جواد الحمد ، مقال (قيام دولة إسرائيل) للدكتور نظام بركات ، ص 202 .
(6) البعد القومي للقضية الفلسطينية ، د إبراهيم ابراش ، ص 23 .
(7) انظر وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع في : يقظة العرب ، لجورج انطونيوس ، ترجمة : د ناصر الدين الأسد و د إحسان عباس ، ص 267-270 ، والبعد القومي للقضية الفلسطينية ، د إبراهيم ابراش ، ص 30 -32 .
(Cool للوقوف على هذه الملامح ، انظر على سبيل المثال : يوميات الحرب ، ديفيد بن جوريون ، ص 702 ، 703 ، 747 ، 748 .
(9) نقلاً عن : نقاط على حروف في الصراع العربي الصهيوني ، د إبراهيم يحيى الشهابي ص 73 .
(10) ديفيد بن جوريون ، يوميات الحرب ، تحرير : غيرشون ريفلين وإلحانان أورون ، ترجمة : سمير جبور ، ص 702 .
(11) نقلاً عن : نقاط على الحروف في الصراع العربي الصهيوني ، ص 68 .
(12) ديفيد بن جوريون ، يوميات الحرب ، ص 720 .
(13) د إبراهيم ابراش ، البعد القومي للقضية الفلسطينية ، ص 114 .
(14) يذكر أحمد حمروش نفسه أن هذه الاتصالات مع جولدمان كانت تتم بمعرفة جمال عبد الناصر (زعيم القومية العربية) ! ، انظر : جريدة الشرق الأوسط ، ع / 8085 ، 16/1/2001 .
(15) صحوة الرجل المريض ، ص 221-224 .
(16) جريدة الشرق الأوسط ، ع/ 7879 ، 24/6/2000 .
(17) محمد جلال كشك ، النكسة والغزو الفكري ، ص 203-204 ، 213 .
(18) انظر : البعد القومي للقضية الفلسطينية ، ص 68-69 ، ومقال شكري نصر الله (انتفاضة الأقصى الخامسة منذ إعلان بلفور) جريدة الشرق الأوسط ، ع / 8019 ، 11 / 11 / 2000 .
(19) انظر : بين تحرير فلسطين والدولة الإسلامية ، د بسام العموش ، بحث ضمن كتاب : المدخل إلى القضية الفلسطينية ، ص 251 252 ، ومصر وفلسطين ، د عواطف عبد الرحمن ، ص 137- 139 ، 274- 279 .
(20) كامل الشريف ، الإخوان المسلمون في حرب فلسطين ، ص 65 66 .
(21) انظر : المصدر السابق ، ص 213 219 .
(22) يوميات الحرب ، ص 652 ، والأقواس من وضع المحررين .
(23) خالد الحروب ، مقال (خيارات حركة حماس في ظل التسوية المقبلة) ، مجلة الدراسات الفلسطينية ، ع/ 42 ، ربيع / 2000 ، ص 34 .
(24) البعد القومي للقضية الفلسطينية ، ص 143 ، وانظر : بحث (بين تحرير فلسطين والوحدة العربية) للدكتور أحمد سعيد نوفل ، ضمن كتاب (المدخل إلى القضية الفلسطينية) ، ص 237-239 .
(25) يوميات الحرب ، ص 747 .
(26) يوميات الحرب ، ص 717 ، وانظر ص 721 ، وقارن ذلك بموقف السلطان عبد الحميد من مساومات اليهود على فلسطين .
(27) انظر : السابق ، ص 720 721 .
(28) انظر : السابق ، ص 720 721 .
(29) سقوط الجولان ، لضابط استخبارات الجولان قبل الحرب خليل مصطفى ، ص 161 .
(30) سعد جمعة ، المؤامرة ومعركة المصير ، ص 102 .
(31) ولك أن تنظر إلى ما يجري الآن في السودان والعراق ، وإثارة مشكلة البربر في الجزائر ، : كما أن مصر لم تسلم أيضاً من هذا التخطيط الصهيوني ؛ إذ تكشف الوثائق عن مخطط بعيد المرامي يهدف إلى تقسيم مصر إلى أربع دويلات طائفية ، انظر : فلسطين أرض الرسالات الإلهية ، روجيه جارودي ، ومقال (احتواء العقل المصري) للدكتور حامد ربيع ، ضمن كتاب (الاستعمار والصهيونية وجمع المعلومات عن مصر) ، إعداد : د جمال عبد الهادي و عبد الراضي أمين ، ص 22 ، والطريق إلى بيت المقدس ، د جمال عبد الهادي ، ج3 ، ص 164 .
(32) انظر : نقاط على حروف في الصراع العربي الصهيوني ، ص 68 ، 74 - 75 ، ومقدمة نذير عاروري لكتاب (إرهاب إسرائيل المقدس) ، ص 18 .
(33) يوميات الحرب ، ص 668 .
(34) إرهاب إسرائيل المقدس ، تأليف : ليفيا روكاخ ، ترجمة : مصطفى درويش ، ص 67
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية - 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قضية فلسطين بين الإسلام والممارسة السياسية العلمانية
» قضية فلسطين باختصار
» رأي الطالبان من الحكومة الأمارة الإسلامية عن (حرب و قضية فلسطين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: مقالات سياسية-
انتقل الى: