إهداء للغالية ....
عودي كلحنٍ يُستقى من ِعُودي = فاليوم يحلو العَوْدُ منك بعيـدي
أنفقت عمري في اقتفاءة فاتن = حلوٍ، بأنـداء الصبـاح رغيـد
لحناً على التاريخ أزجيه لها = من قبـله ولدت بقلـب فقيـد
والهاميات بها تساكن أدمعي = فاضت بفيض الشوق والتنهيد
قلبي وفكري والمداد ثلاثـة = ما بين أخْذٍ بالهوى وشـريد
بين انتزاع الروح من أحشائها = أو بين عسفِ تمنعٍّ وصـدود
والشاعر الملقى بأوردة الفَلا = كالمضمحلِّ، مُزمجرَاً بوعـيد
شَفَّ النُهادَ، وليته يدري به = ما اشتَق من نُهداه كـل نهيـد
وُلدتْ، لسوء الحظ، في أحشائه = شكوىً تُسـربِل فيه كل ولـيد
الحب مثل الرعـد فيه دَوِيُّـه = يأتـي بعصفٍ قاهــرٍ وعتيـد
تأبى الرعودُ بأن تكف صريرَها = ولِبطشـها وقـعٌ بكـل صعيـد
إني ليُطرِب مسمَعي من فاتنٍ = عذبِ الحديث، مرقرَقٍ بغريـد
ينساب من فيه الذؤاب كأنـه = سُقيـا تُغـيث فـؤاد كلِّ شهيـد
يحنو على عينيه من غِسْلَيهما = عسـلٌ يصفّـى مـيده بالمـيد
والخصر من حسن القوام يزفه = سـعيُ المُريد إلى جوار مَـريد
عَبِقـاً بمِشيَته فلا كَلِفاً بهـا = أو مِيـلَ أو مستصعـراً برميد
والأخجلُ الخدين مثلُ شقائقٍ = مُزجتْ عُصارتهـا بكل رفيـد
إني أحبكِ، حب صبٍ هائم = مُعيـا الكلافةِ في رُفاةِ شهيـد
وأعيش فيك الهيلمانَ مطارداً = ريمَ الفـلا مستنفراً في بِيدي
وأصوغ في شفة السراب طريدتي = من جِيـدِ كل مُجمَّلٍ بالـجِيد
عودي إليَّ فقد أَزفتُ بوِحدتي = إن كان غيمك لم يُطلْ من بِيدي