موضوع حلقة اليوم موضوع هام للغاية، حيث نتناول من خلاله أصول المعاشرة الزوجية، والحقوق العاطفية لكلا الزوجين. فالبناء الأسري يقوم على المودة والرحمة والسكن العاطفي والنفسي، كما أن العفة مقصد شرعي أساسي من مقاصد الزواج، لا تستقيم الحياة الزوجية دون تحقيقها، ورغم الحياء الذي يكتنف الكثيرين عند الحديث عن الجوانب العاطفية والنفسية فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية، إلا أن الإسلام الذي شرعه الله سبحانه وتعالى لمحيا الناس ومماتهم لم يضع أي حرج في تناول هذه القضايا باعتبارها جانباً رئيسياً من جوانب الدين، وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها "رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" وما جعل الله سبحانه وتعالى على المسلمين في الدين من حرج، ومن يقرأ القرآن الكريم ويطالع السنة النبوية المطهرة، يجد كيف أن القرآن والسنة عالجا كل هذه الأمور بوضوح تام. من هذا المنطلق يأتي تناولنا لهذه القضية الهامة التي ربما أدى حرج الناس من تناولها والحديث فيها إلى هدم كثير من البيوت، وإضاعة كثير من الحقوق، ونود أن نؤكد أن تناولنا لهذا الموضوع هو في إطار التشريع الإسلامي بعيداً عن أي شكل من أشكال الإثارة، آملين أن نوفق في إماطة اللثام عن كثير من الأمور وأن يدرك كل طرف حقوقه على الطرف الآخر، في غير مغالاة ولا تفريط، تساؤلات عديدة في هذا الموضوع أطرحها في هذا اليوم على فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي.
المقدم في البداية فيما يتعلق بالمقاصد الأساسية للزواج هل القصد الرئيسي من وراء الزواج يتوقف عند قضاء الوطر وإنجاب الأولاد أم أن هناك مقاصد أخرى إلى جوار هذا المقصد؟
القرضاوي من نظر إلى كتاب الله عز وجل وهو المصدر الأول للإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً ومُثُلاً، يجد الأهداف الأساسية للزواج واضحة في كتاب الله، فهناك الهدف الذي شرعه الله لهذا الزواج أول ما شرعه وهو بقاء النوع الإنساني، التناسل، والله سبحانه وتعالى أراد لهذا النوع أن يستخلفه في الأرض، فلابد من وسيلة لهذا الأمر فركَّب الله الغريزة في الإنسان تدفعه وتسوقه إلى هذا الأمر، ويترتب على ذلك الإنجاب والتناسل وفي هذا يقول الله تعالى (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) فعن طريق البنين والحفدة يتناسل النوع البشري ويبقى معمراً هذه الأرض وقائماً بحق الخلافة فيها، هذا الأمر الأول. الأمر الثاني هو الإشباع الفطري لهذه الغريزة التي ركَّبها الله في كلا الجنسين، ركَّب الله في الرجل ميلاً إلى المرأة، وركَّب الله في المرأة ميلاً إلى الرجل، هذا دافع فطري والإنسان يظل متوتراً إذا لم يشبع هذا الدافع وخصوصاً في بعض الأحوال إذا وجد مثيرات أو نحو ذلك، فالإسلام شرع النكاح. هناك بعض الأديان وبعض المذاهب الزهدية والفلسفية تقف مع الغريزة الجنسية موقف الرفض، وتعتبر كأنما هي رجس من عمل الشيطان، فهذا موقف، ولذلك الإنسان المثالي في المسيحية مثلاً هو الراهب الذي لا يتزوج، ولا يعرف النساء، وكان الرهبان في العصور الوسطى يبتعدون عن النساء ولو كُنَّ أمهاتهم أو أخواتهم، حتى يبتعد عن ظل المرأة، الإسلام لم يشرع الرهبانية، وإنما شرع الزواج، حينما طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يختصوا أو يتبتَّلوا فلم يأذن لهم بهذا، طلب سعد بن أبي وقاص هذا وقال: لو أذن له لفعلنا. هناك القضية النفسية والاجتماعية، حاجة الإنسان النفسية إلى من يؤنسه وإلى من يعايشه باعتبار الإنسان مخلوقاً اجتماعياً، وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) فهذا الجانب، الإنسان في حاجة إلى مودة وإلى رفيق يؤنسه يتراحمان ويتعاونان، هذا أيضاً ركن من أركان الحياة الزوجية الأساسية ومقصد من المقاصد العليا للزواج. هناك مقصد رابع أشار إليه القرآن وهو المصاهرة وتوسيع دائرة العشيرة، فالإنسان حينما يُصهر إلى آخرين إلى أسرة أو قبيلة أو كذا معناها أنه ضم إلى نفسه هذه الأسرة، ولذلك كان من مقاصد زواج النبي صلى الله عليه وسلم من القبائل المختلفة قوة بهذا، تزوج من بني المصطلق أو غيرهم، بل النبي صلى الله عليه وسلم قال "استوصوا بأهل مصر خيراً فإن لكم فيهم رحماً وصهراً" الرحم أن أم إسماعيل هاجر كانت منهم، والصهر أن ماريا القبطية أم إبراهيم كانت منهم أيضاً، فقامت علاقة بشعب من أجل هذه المصاهرة، حتى جاء الإمام النووي في رياض الصالحين وجعل هذا الحديث في باب صلة الأرحام، فهذه كلها مقاصد أساسية للزواج، فلا شك هذه الأمور كلها يجب أن تكون في حسباننا عندما نتحدث عن الزواج وأهدافه.
المقدم فيما يتعلق بالجماع أو المباضعة أو غيرها من المصطلحات الكثيرة التي احتوتها اللغة الفضفاضة، الإسلام جعل حتى لهذا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "وفي بُضع أحدكم صدقة" وفسر الحديث هذا الأمر، كثير من الأخطاء التي تتم في عملية العلاقة ما بين الزوجين في هذا الجانب تتسبب في هدم كثير من البيوت، تتسبب في مشاكل كثيرة بين الزوجين بسبب أساسي يعود إلى الجهل بهذه الآداب، وإلى ما وضعه الإسلام من حقوق لكلا الطرفين في هذا الأمر، هل يمكن يا فضيلة الدكتور أن توجز لنا الآداب التي وضعها الإسلام فيما يتعلق بعملية الجماع.
القرضاوي أولاً لاشك أن ما أشرت إليه من الجهل بهذه الأمور وابتعاد المسلمين عن فهمها وشيوع كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذا الجانب هو الذي تسبب في هذا، كان المسلمون يتعلمون هذه الأشياء من قديم في جمع من الجد والوقار، في دروس العلم، حينما يدرس المسلمون مثلاً قضاء الحاجة أو الوضوء، وفيما خرج من السبيلين أو مس الذكر أو لمس المرأة أو موجبات الغُسل، تدخل هذه الأشياء ويتحدث فيها الشيخ في المسجد والناس تسمعه في جو تغلب عليه الجدية ولا يشعر الناس بغضاضة في هذا، الناس بعد ذلك تركوا هذا وجهلوا أن القرآن الكريم تعرض لهذه القضايا في عدد من الآيات حتى نجد في سياق آيات الصيام فهو يتحدث عن أحكام (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن … وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ففي هذا الجو الروحاني المحلِّق يقول (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وهذا تعبير في غاية الروعة لأنه يوحي بالقرب واللصوق والدفء والستر والزينة والوقاية، كلمة لها إيحاء بهذه المعاني، فلا يستغني الإنسان عن اللباس، المرأة لباس الرجل والرجل لباس المرأة، فالرفث هو الجانب الجنسي والجماع أن يأتي الرجل زوجته، لأن هذا في أول الأمر كان ممنوعاً، وكان هذا يسبب لبعض المسلمين حرجاً ومشقة ثم زال هذا بهذه الرخصة (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر). المقدم هناك بعض التفسيرات للرفث أنه الكلام الذي يدغدغ العواطف الجنسية.
القرضاوي الرفث له نهاية وله بداية، كما في حديث الصيام "الصيام جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل" فالرفث يعني الكلام حول هذا الموضوع، وأيضاً (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) فُسِّر بالجماع وفُسِّر بمقدمات الجماع، فالحديث عن الجماع يثير الشهوة وهذا في وقت إحرام ولا يستطيع الرجل أن يجامع، فلا داعي لمثل هذا، لا الجماع ولا الحديث عنه، فمن ضمن الآداب التي شرعها الإسلام وجاء هذا في حديث وإن كان فيه ضعف، أنه لا ينبغي للإنسان أن يأتي امرأته دون مقدمات "لا يرتمي أحدكم على امرأته كما ترتمي البهيمة، اجعلوا بينكم وبين الجماع رسولاً" قالوا: وما هو الرسول يا رسول الله، قال "القبلة والكلام"، يعني لابد من تمهيدات حتى تُستثار المرأة فقد يكون الرجل الشهوة عنده حاضرة، ولكن المرأة تحتاج إلى وقت حتى تحضر شهوتها، فلابد أن يداعبها ويكلمها حتى تكون حاضرة معه، ولا حياء في هذا، القرآن الكريم ذكر في مقام آخر طريقة الآداب نفسها (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدِّموا لأنفسكم) كان الأنصار مجاورين لليهود، واليهود عندهم الشخص يأتي امرأته بطريقة واحدة فقط، وكان قريش عندهم يستمتعون بالنساء مقبلات ومدبرات ومستلقيات، على أي شكل فلما تزوج أحد المهاجرين امرأة من الأنصار وأرادها على هذا الأمر، قالت له: هذا لا ينبغي عندنا، وبلغ الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية، فالقرآن الكريم هذا الدستور الإلهي العظيم يقول: لا حرج عليكم مقبلات مدبرات على جنب مستلقية، المهم أن يكون في موضع الحرث، لأنه قال (نساؤكم حرث لكم) حرث الزرع أي مكان الزرع أي مكان الإنبات، والدبر ليس مكاناً للإنبات، فإنما يمكن أن يأتيها في قبلها من دبرها، أي من الخلف (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدِّموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين)، (واتقوا الله) دليل على أنه تحذير من شيء معين.
المقدم طالما تحدثنا عن الدبر هناك من يجبر زوجته على ذلك، وأو يطلب منها ذلك أو يقوم بفعل ذلك، هل هناك عقاب طالما أن هناك تأكيد رباني على أن يأتي الرجل زوجته بأي شكل كان طالما أن هذا يمتعه ويمتعها، وطالما أنه في القبل؟
القرضاوي الآية الكريمة هذه خرج منها العلماء بتحريم الإتيان في الدبر إذا كان المقصود الجماع في الدبر، أما إذا كان بالاستمتاع دون الجماع فهذا كما حدث في الحيض، فالله تعالى يقول (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن) وجاء الحديث يفسِّر هذا أيضاً أنه اصنعوا كل شيء إلا النكاح، كان لليهود أيضاً من طريقتهم أن المرأة إذا حاضت لا يساكنونها، يعني الشخص يذهب بعيداً عنها، ينام في حجرة وهي في حجرة، لا يأكل منها ولا يشرب من مكانها، وظل هذا عند بعض المسلمين، على خلاف النصارى ليس عندهم أي شيء ممنوع في هذا فكانوا يجامعونها وهي حائض،فالإسلام جاء وقال: اترك الجماع في موضع الحيض أي في الفرج، والباقي مسموح به فيما دون ذلك، فكل شيء بعيداً عن الفرج يستمتع به. المقدم قبل أن نصل قضية الحيض، قضية الإتيان في الدبر هل هناك حكم شرعي في هذا الأمر، هناك من يقول أن المرأة تصبح طالق لو أتاها زوجها في دبرها؟
القرضاوي لا .. لا تصبح طالق، وإنما قال بعض الفقهاء أن من حق القاضي إذا عرف أن زوجين يفعلان ذلك أن يطلِّق المرأة من زوجها، إنما ليس بمجرد الإتيان يتم الطلاق، وعلى المرأة أن ترفض هذا لأن المرأة السوية لا تتلذذ بهذا، قد تتضرر وتتأذى، والقرآن قال عن المحيض (قل هو أذى) فكيف بالمكان الذي أصله موضع قذارة بطبيعته، وبعض الصحابة سيدنا عبدالله بن عمرو سماه اللوطية الصغرى لأنه أشبه بعمل قوم لوط، فهو يذكِّر بهذه الفاحشة التي أهلك الله بها قوماً وما خلق الله المرأة لمثل هذا، فهذا ضد الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولذلك جاء في عدد من الأحاديث وإن كان فيها شيء من الضعف ولكن يقوي بعضها بعضاً، وبعضها ثابت بأحاديث موقوفة عن عباس ابن عباس وعن ابن عمرو، والأحاديث الموقوفة في هذا لها حكم الرفع "إن الله لا ينظر من أتى امرأته في دبرها"، "ملعون من أتى امرأته في دبرها"، "اتق الحيضة والدبر"، عدد من الأحاديث حول هذا الموضوع كلها تؤكد تحريم هذا الأمر، فلو أن رجلاً طلب من امرأته هذا يجب عليها أن ترفض وأن تقول له أن هذا لا يجوز، وأن هذا حرام.
المقدم فيما يتعلق بالحيض، إذا نزلت بالرجل الشهوة وزوجته حائض هل وُضِع ما يمكن أن يقضي به الرجل شهوته دون أن يجامعها جماعاً مباشراً؟
القرضاوي يجتنب الفرج فقط ويستمتع بها، هذا ما تميز به الإسلام عن اليهودية وعن النصرانية، فالنصرانية تجيز الجماع ولكن الإسلام يمنع هذا، اليهودية تمنع أي قرب من المرأة، حتى بقي هذا في الإسلام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة ذات مرة "ناوليني هذه الخمرة" يعني الغطاء، فقالت له: يا رسول الله إني حائض، فقال لها "إن حيضتك ليست في يدك" فهذا من بقايا تأثير اليهودية، وبعد ذلك قالت: كنت أشرب من القدح الذي يشرب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يشرب من ورائي، وكان يضع فاه موضع فيَّ وأنا حائض، من مؤانسة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أن يشرب من مكان شربها وهذا نوع من المؤانسة، كما جاء في الحديث "إن الرجل ليؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يضعها في فم امرأته" فهذا نوع من المؤانسة، فهو يؤجر على هذا، لأنه يريد أن يُدخل السرور على امرأته ويزيد الرابطة بينهما، ويوثق المودة بينهما فهو مأجور على كل هذا كله.
المقدم فضيلة الدكتور فيما يتعلق بالاستثارة قبل الجماع وضرورتها كما جاء في الحديث الذي ذكرته، وفي الطبيعة البشرية كذلك، هناك بعض الناس يقولون أن الاستثارة تقتضي أن يروا بعض الأفلام الجنسية فهل هذا مباح؟
القرضاوي لا، الأفلام الجنسية هذه ليست مباحة لأنه يرى صورة امرأة أجنبية لا يحل له أن يراها بهذا الوضع، إنما الإثارة الناس عرفوا بالفطرة أنواعاً من الإثارة، الرجل يستطيع أن يثير امرأته بالكلام ويستطيع أن يثير امرأته باللمس، وتستطيع هي أن تستثيره بالعطر وتستطيع أن تثيره بالكلمة وتستطيع أن تثيره بالزي، كل هذا مباح لهما وليس في ذلك حرج، ولا ينبغي للمرأة أن تستحي من زوجها في هذا الأمر لأن الله سبحانه وتعالى أباح لكل منهما أن يستمتع بصاحبه، وهذا ما ذكرت من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت "رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهم الحياء أن يتفقهن في الدين" فكُنَّ يسألن في كل شيء.
المقدم فضيلة الدكتور وصلني على الفاكس ما يقرب من مائة رسالة تقريباً طوال الأيام الماضية تكاد نصف الرسائل تقريباً تحمل سؤالاً متكرراً وهو هل يجوز الاستمتاع بالملامسة بالفم بين الزوجين كل منهما عورة الآخر؟
القرضاوي أولاً أريد أن أقول قبل أن نتحدث عن مسألة الفم هناك مسألة منتشرة عند المسلمين وهو أنه لا يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته إلا وهي مستترة وهي متغطية. المقدم هم يستندوا إلى حديث السيدة عائشة حيث قالت "لم ير مني الرسول ولم أر منه". القرضاوي هذا حديث ضعيف جداً وبعضهم قال أنه موضوع وهو مخالف للثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أمهات المؤمنين، جاء عن عائشة وعن أم سلمة وعن ميمونة رضي الله عنهم جميعاً أنهن كُنَّ يغتسلن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، وكان مجرداً من الإزار، وقالت ميمونة أنه أخذ من الإناء بيمينه وصب على شماله وغسل فرجه، ولذلك جاء في صحيح ابن حيان أن أحد التابعين سأل عطاء بن رباح وهو من أئمة التابعين سأله: هل يجوز للمرأة أن تنظر إلى فرج زوجها؟ فقال له: سألتُ عائشة رضي الله عنها فذكرت لي هذا الحديث وهو حديث "كُنَّا نغتسل مع رسول الله في إناء واحد.." وانظر كيف يسأل مثل هذا الإمام السيدة عائشة عن هذا الأمر ولا يجد فيه حرجاً، هذا أمر يتعلق بالدين يريد أن يعرف الحكم الشرعي فيه، حلال أم حرام، ولذلك قال الحافظ بن حجر في الفتح: وهو نص في المسألة، أنه يجوز للرجل وللمرأة أن ينظر كلاهما إلى فرج الآخر، بعض العلماء في كتب الحنفية كتاب "الدر المختار وشرح تنوير الأبصار" قال: ويجوز للرجل أن ينظر إلى ما ظهر وبطن من جسم امرأته، ثم جاء في الشرح وقال: والأولى ترك هذا، لماذا لا ينظر إلى فرجها؟ قال: لأنه يورث النسيان، وقيل أنه يورث ضعف البصر، فعلل بتعليلات غير شرعية، فهذا لم يثبته الشرع ولم يثبته العلم، وسُئل أبو حنيفة في هذا في باب المذهب نفسه: هل يجوز للرجل أن يمس فرج امرأته، أو المرأة أن تمس فرج زوجها؟ قال: نعم ولعله أعظم للأجر. وأعتقد أن هذا ما يشير إليه الحديث "وفي بُضع أحدكم صدقة" فإذا كان هذا يحرك المرأة لزوجها والزوج لزوجته فهذا حتى لا يفكر الإنسان في الحرام، الإنسان إذا شبع جنسياً مما أحل الله له سواء كان الرجل أو المرأة فهو لم يعد يفكر في الحرام، إنما النقص في هذه الناحية هو الذي يسبب هذه المشكلة، هناك حديث آخر رواه ابن ماجه "إذا أراد أحدكم جماع امرأته فلا يتجردا تجرد العَيَرين" العير أي الحمار، ولكن هذا مما انفرد به ابن ماجه عن سائر كتب السنن، وهناك من تحدث عن زوائد ابن ماجه، الإمام البصيري له كتاب اسمه "زوائد ابن ماجه" قال هذا حديث ضعيف وضعَّفه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء، وضعَّفه في عصرنا الشيخ الألباني في كتابه "إرواء الغليل في تخريج أحاديث مواري السبيل" وضعَّفه أكثر من واحد، فهو حديث ضعيف، ولا يمكن أن يؤخذ منه حكم بالتحريم، حتى لو أخذنا من بعض الناس الذين يميلون إلى تحسين الأحاديث بأدنى شيء، فهذا لا يدل إلا على قضية الكراهة التنـزيهية، أن هذا مكروه تنـزيها، والكراهية التنـزيهية تزول بأدنى حاجة، فلو تنازلنا ووافقنا الذين حسَّنوا الحديث أنه كذا وكذا .. فهذا الحديث لا يدل على تحريم إطلاقاً، إنما أقصى ما فيه أن هذا من المكروهات التنـزيهية، والإمام ابن حزم وهو رجل ظاهري، يأخذ بظواهر النصوص وحرفيتها، يرفض هذا كله ويقول هذا ليس له أصل في الشرع، وما صح به نص لا من قرآن ولا من سنة، ولا من قول صاحب، فهناك أقوال الصحابة، ويقول: أعجب للذين يبيحون الجماع في الفرج ويحرِّمون النظر إليه، فهو كان شديداً على من منعوا هذا، فظواهر النصوص الصحيحة ليس فيها ما يمنع هذا، هذا بالنسبة لقضية التعرِّي، بالنسبة لقضية الفم أول ما سُئلت عنها في أمريكا وفي أوروبا عندما بدأت أسافر إلى هذه البلاد في أوائل السبعينات، بدأت أُسأل عن هذه الأشياء، هذه الأشياء لا نُسأل عنها في بلادنا العربية والإسلامية، هم معتادون على التعري عند الجماع، طبعاً نعرف أن هذه مجتمعات عُري وتبرج وإباحية المرأة تكاد تتعرى من لباسها، فأصبح الناس في حاجة إلى إثارة غير عادية، نحن عندنا الواحد لا يكاد المرأة إلا منقبة وإما محجبة، فأي شيء يثيره، أما هناك محتاج إلى مثيرات قوية، ولذلك لجأوا إلى التعرِّي وقلنا أن التعرِّي لا شيء فيه من الناحية الشرعية وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "احفظ عورتك إلا عن زوجتك وما ملكت يمينك" الآن في هذا الأمر إذا كان المقصود به التقبيل فالفقهاء أجازوا هذا، إن المرأة لو قبَّلت فرج زوجها ولو قبَّل الزوج فرج زوجته هذا لا حرج فيه، وإذا كان القصد منه الإنزال فهذا الذي يمكن أن يكون فيه شيء من الكراهة، ولا أستطيع أن أقول الحرمة لأنه لا يوجد دليل على التحريم القاطع، فهذا ليس موضع قذر مثل الدبر، ولم يجئ فيه نص معين إنما هذا شيء يستقذره الإنسان، إذا كان الإنسان يستمتع عن طريق الفم فهو تصرف غير سوي، إنما لا نستطيع أن نحرمه خصوصاً إذا كان برضا المرأة وتلذذ المرأة (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، فإنهم غير ملومين * فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون) فهذا هو الأصل.
مشاهد من مكة المكرمة عندي مداخلة بسيطة واستفسارات سريعة، الاستفسار الأول: سمعت في إحدى الحلقات أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلَّق إحدى زوجاته فهل هذا صحيح؟، السؤال الثاني الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) من هم مَلَكة الأيمان؟ ثم هل الجارية المشتراة بالمال حلال مضاجعتها؟ فقد وجدت في كثير من البلاد الآن الناس تبيع الجواري أو البنات.
المقدم فضيلة الدكتور أعتقد في الحلقة التي قيل فيها عن التدليس أن الرسول صلى الله عليه وسلم طلَّق امرأة بعد أن رأى فيها عينا وقال "دلَّستم عليّ". القرضاوي نعم هذا صحيح، بخصوص قضية الإماء ومَلَكة الأيمان فلا يوجد في عصرنا إماء، فالأصل في الأمة أن تكون أسيرة في حرب شرعية، ويرى إمام المسلمين وأهل الحل والعقد أنه من الأولى أن تُستَرقّ هذه السبايا معاملة بالمثل لأن أعداءنا في الحرب يأسرون منا ويسترِقّون أسرانا، ومادام هذا العصر قد رفض الرق، فنحن أول من يرحب بهذا لأن الإسلام هو أول من فتح باب تحرير الرقيق، فالإسلام لم يستحدث الرق إنما استحدث التحرير والعتق، فالإسلام جاء والرق موجود ولكن لم يستطع أن يلغيه بجرَّة قلم، إنما وضع من الأحكام والتعاليم والتوجيهات ما يلغي الرق بالتدريج، حتى أنه جعل في مصارف الزكاة باباً لتحرير الرقاب، فلذلك أنا أقول أن (ما ملكت أيمانكم) هو الرقيق الذي أصله هذا أو متناسل منه، في عصرنا لا يوجد هذا بعد إلغاء الرقيق لا يوجد هذا، إنما لو كان هناك أناس يبيعون ابنتهم لحاجة أو لنحو ذلك فهذا من أكبر المحرمات، استعباد المحرر، النبي عليه الصلاة والسلام جعل من الثلاثة الذين يخاصمهم الله يوم القيامة "أن يستعبد محرراً" فانتهى مِلك اليمين والإسلام يرحب بهذا. مشاهد من الدوحة بالنسبة لعزوف أحد الزوجين عن الآخر والنظر إلى المتعة الحرام هناك بعض الزوجات يكون قد ابتلاها الله بمرض ويحول دون جماع الزوج بالزوجة، ففي هذه الحالة يفكر الزوج أن يتزوج بأخرى، والزوجة لضعف إيمانها تحاول أن تجعل زوجها لا يتجه لهذا وتحاول أن توفر له بعض النساء للاستمتاع بالمتعة الحرام أو استعمالها في الدبر أو شيء من هذا القبيل، فما جزاء السيدة التي تقوم بهذا العمل؟ والتي تساعد زوجها أن ينظر للمتعة الحرام ولا يتزوج غيرها. وجزاكم الله خيراً.
المقدم سؤال الأخ عام وكبير وخلاصته عن الزوجة التي لديها فتور جنسي وتسعى لإشباع رغبة زوجها عن طريق تعريفه على نساء ليمارس معهن الجنس بالحرام. القرضاوي هذا شيء لا يُتَصوَّر في مسلمة.
مشاهد من الدوحة نشكر لكم عرض هذا الموضوع الهام، لأننا نلاحظ من خلال عملنا في العيادات النفسية أن هذه المشاكل تأتي لنا بكثرة، ونستطيع أن نقول أن معظم أسباب هذه المشاكل يعود إلى أسباب نفسية بنسبة 80%، مثل مشاكل العَِّنة، والقذف السريع، وعدم الرغبة، وعدم القدرة على الاستمتاع، كل هذه الأشياء تعود إلى مشاكل نفسية، نحن نرى من وجهة نظرنا أن طريقة التغذية وطريقة الحجز الشديد للمعلومات الصحية السليمة عن هذه الموضوعات، تؤدي إلى ما نعلمه أن كل ممنوع مرغوب، وأخذ المعلومات من مصادر غير صحيحة مما يؤدي إلى هذه المشاكل الجنسية التي تعود على أضرار شديدة على الأسرة وتحطمها، ولذلك نحن نشجع ونشد على أيديكم في هذا المجال ونود أن نستمر فيه حتى يعود بالفائدة على الجميع إن شاء الله.
المقدم الحقيقة يا دكتور أن الموضوع الذي طرحه الأخ موضوع هام كلها تدور حول إطار التربية الجنسية والكبت الأسري لتعريف الأبناء وإن كُنَّا نريد أن نخصص حلقة لذلك، ولكن من الأشياء التي تؤدي إلى كثير من هذه المشكلات هو الكبت الذي يمكن أن يواجه به وعدم العلم الذي يمكن أن يواجه به الأبناء وحتى الكبار، هل تعتقد فضيلة الدكتور أن التربية الجنسية الخاطئة تلعب دور أيضاً في المتنفَّسات الخاطئة والحرام التي تنتج عن هذا؟
القرضاوي لاشك أن هناك خللاً في هذه النواحي أننا نحيط هذا الأمر بستار من الغموض الرهيب وبحاجز بحيث لا يكون الطفل ولا الولد ولا البنت لا يكادان يعرفان شيئاً عن هذا الأمر وفي هذه الحالة كثيراً ما يأخذون المعلومات من أصدقائهم الذين ربما كانوا أكبر منهم أو أعرف منهم، وربما تكون هذه المعلومات غير سليمة، أو حتى المجلات والأفلام الجنسية، فالأولى بنا أن نسدد أبناءنا ونعطيهم المعلومات الصحيحة وبطريقة صحيحة، كما ذكرت في أول الكلام أن يعطى هذا بصورة جدية وفي جو من الجدية وعُرف هذا، إنما هذا الجو من الرهبة ومن الغموض والتكتم الشديد هو الذي ينشئ هذا النوع من الأولاد الذين لا يعرفون شيئاً، وإذا عرف يعرفون أشياء غير مستقيمة. المقدم هناك أخ سائل من عُمان سأل عن سؤال خطير ربما كان نوع من الجهل بالمعاملة، يقول أنه أثناء المجامعة يتكلم مع زوجته بكلام بذيء ولكن يصل به الحد إلى أن يقول لها: تخيلي أنني معي امرأة أخرى شقراء وأنت معك رجل أسود، أشياء فيها خروج عن اللياقة، فيسأل عن النصيحة في هذا الأمر فهو يعتبر أن هذا فيه نوع من الإثارة للزوجة.
القرضاوي على العكس إن تخيل الإنسان أنه يجامع امرأة غير امرأته هذا حرام، فلو هو يجامع امرأته ويتخيل امرأة أخرى فهذا لا يجوز، وكذلك المرأة إذا تخيلت رجلا آخر فهذا لا يجوز إنما تكون الإثارة بطريقة غير هذه الطريقة.
مشاهد من أسبانيا هناك عدة وسائل وطرق لتهيئ المرأة من بينها القبلات واللمسات ومن بينها رضاعة ثدي المرأة فهل يجوز ذلك في الإسلام؟
المقدم فضيلة الشيخ، قضية الرضاع من الزوجة قد يلاعب الزوج زوجته ولكن أحياناً قد يكون في ثديها حليب. القرضاوي لقد حدث هذا في عصر الصحابة أن واحد من الصحابة في ملاعبته ومداعبته لزوجته امتص ثديها ورضع منها أي جاءه شيء من الحليب ثم راح استفتى سيدنا أبا موسى الأشعري فقال له: حَرُمت عليك، ثم ذهب إلى عبد الله بن مسعود فقال له: لا شيء عليك، لا رضاعة إلا في الحولين، الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم "الرضاع في الحولين" الله تعالى يقول (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) يعني الرضاعة المحرِّمة لها سن معينة هي السن التي يتكون فيها الإنسان ينبت اللحم وينشد العظم في السنتين الأوائل، بعد ذلك لا عبرة بالرضاعة، فقال أبو موسى الأشعري: لا تسألوني وهذا الحبر فيكم، فللرجل أن يرضع من زوجته، هذا من وسائل الاستمتاع المشروعة ولا حرج فيها.
مشاهد من السويد لقد ذكر الشيخ بارك الله فيه أن مشاهدة الأفلام الجنسية للإثارة حرام فما الرأي إذا صوَّر الزوج نفسه مع زوجته ليرونه في وقت آخر للإثارة مع ما يتبع ذلك من محاذير إذا طلَّق الرجل زوجته أو أن الزوج قد فسق؟
القرضاوي قد يقع هذا الشريط في يد أحد آخر فيشاهده أو يستخدمه، فَسَدَّاً للذريعة لا داعي لهذا، هما أحرار طالما أن الأمر فيما بينهما إنما خشية أن يطَّلع عليه أحد فلا داعي لهذا.
مشاهد من فلسطين بالنسبة للزواج العرفي إذا كان الهدف منه هو المتعة فما رأي الدين في هذا؟
القرضاوي الزواج العرفي زواج شرعي ولكنه غير موثَّق فيأتي ضعفه من هذه الناحية، أن فيه خلاف لولي الأمر في أمر فيه مصلحة الناس.
مشاهد من السعودية لدى مداخلة بسيطة أقول أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدِّموا لأنفسكم) قال بعض العلماء أن (قدِّموا لأنفسكم) من المداعبة والملاطفة، وأذكر أنني قرأت في إحدى النشرات الطبية أن المداعبة تؤثر على المولود من الناحية النفسية، وهذا يؤيد كلام الشيخ حفظه الله من جواز تعرِّي الزوجين بعضهما لبعض، كذلك يقول أن من أهداف الزواج الابتلاء والاختبار، من حيث أن البعض قد تكون زوجته مريضة ولا يستمتع بها استمتاع كامل، ولا يستطيع الزواج بأخرى أو أنها ليست على المستوى الذي يتطلع إليه، فليس أمامه إلا الاضطرار والصبر أمام هذه الزوجة. أحب أن أذكر بعض أسباب انحراف بعض المتزوجين، فأقول أن وسائل الإعلام لها دور كبير حيث أنها تثير العاطفة والغرائز، كذلك إهمال الزوجات والفراغ النفسي حيث أن المسلمين للأسف اليوم الغالبية منهم لا يحملون هموم الأمة، ولا يحملون أهدافاً كبيرة، وإنما اهتماماتهم بالأمور العاطفية مثل الأغاني والمسلسلات كذلك الصحبة السيئة لها دور كبير.
مشاهد من الدوحة في إطار المداعبة بين الرجل والمرأة قد تحصل الإثارة عند الرجل وتتأخر بالنسبة للمرأة فهل هناك وسيلة شرعية يستطيع أن يقوم الزوج بعملها حتى يحدث توافق جنسي حيث أن الرجل قد ينزل قبل المرأة؟
القرضاوي الإمام الغزالي في كتابه "آداب النكاح والمعاشرة" في كتب "إحياء علوم الدين" الأربعين ذكر في قضية الجماع وأطال الكلام فيها ومن ضمن الكلام قال: أن الرجل لا يُعجِل زوجته إذا لم تقضِ وطرها منه، فبعض الرجال كل همه أن يفرغ هو شهوته دون اهتمام للمرأة، لا يا أخي، هي لها حظ منك كما أن لك حظ منها، ولذلك ينبغي أن يعرف الرجل هذا، ويحاول بقدر الإمكان أن يبطئ الإنزال بطريقة أو بأخرى ويتفاهم الزوجان على هذا، إنما لا يكن هَمّ الرجل أن يقضي شهوته وليكن بعد ذلك ما يكون، فلابد أن يجعل من هدفه أن تستمتع زوجته به كما يستمتع بها، وهناك بعض الوسائل فبعض الناس سريع القذف وهذا يستشار فيه طبيب ومن خبرات الناس.
المقدم هناك أخ سائل يقول أن هناك بعض الأدوية التي تساعد على إطالة فترة الجماع أو تضاعف الرغبة الجنسية فهل الشرع يسمح بتناول هذه الأدوية؟
القرضاوي إذا لم يكن هناك ضرر من تناولها كما يتكلمون الآن عن "الفياغرا" إذا كان الرجل في حاجة إليها ولم يكن هناك ضرر من تناولها لأن هناك بعض الآثار الجانبية ربما تؤثر على صحة الإنسان، ولذلك الأولى في مثل هذا أن يستشير طبيباً فإذا كان الإنسان رجل كبير في السن وربما كانت زوجته مازالت شابة وفي حاجة إلى إمتاع وإحصان أو واحد مثلاً عنده بعض الأمراض التي تُضعف قدرته الجنسية فيحتاج إلى مثل هذا، فالأولى أن يستشير طبيباً ويستعمل هذه الأشياء ولا حرج، والناس من قديم عندهم وصفات طبية شعبية عشبية يتخذونها لهذا فلا حرج في استخدامها مادام يريد الاستمتاع بالحلال وفي الحلال. مشاهد من فرنسا أنا متزوج وحصلت معي بعض المشاكل فقد عُوملت معاملة غير إسلامية من طرف الزوجة من سب وشتم وطرد من البيت نتج هذا عن اضطراب وتباعد في الأحاسيس ولم يعد هناك عواطف في الزواج، وبعدها تعرفت على سيدة وحتى لا أقع في الفاحشة حدثني بعضهم عن الزواج العرفي وزاج المسيار، وليس لدي فكرة عن هذا الموضوع.
المقدم يمكنك الرجوع إلى الحلقة التي تحدثنا فيها عن زواج المسيار للتعرف عن هذا الأمر بشكل واضح.
المقدم عندي رسالة أود أن أقرأها: نحن مجموعة من أطباء الأمراض التناسلية المسلمين تواجهنا الكثير من حالات المآسي الزوجية التي تنهار بسببها بيوت كانت عامرة، وبعد ذلك يذهب أحد الزوجين أو كلاهما ليبحث عن ضالته في إشباع رغباته الجنسية من خلال الزنى والسبب وراء ذلك هو جهل الزوجين بما ينبغي لكل منهما القيام به لإشباع حاجة شريكه وهذا هو المحور الأساسي في سبب الكثير من المشكلات، ويقولون: نحن على استعداد بتجهيز كتيب بالمادة العلمية لشرح الحديث الذي أشار إليه الحديث أن يقدِّم الزوج رسولاً أي قبلة لزوجته، ويراجعه أستاذنا فضيلة الدكتور يوسف فإن كنتم توافقون الرجاء إخبارنا بعنوان البريد.
القرضاوي أنا مستعد لهذا رغم الأعباء الكثيرة وأنا أقول أن هذا مطلوب من الأطباء المسلمين، هناك كتب موجودة في السوق ولكن بعضها لا يلتزم بالآداب والقيم الإسلامية، ولا شيء من هذا فإذا وُجد أطباء ملتزمون بقيم الإسلام وعندهم خلفية إسلامية وعندهم شيء من الفقه في الدين يستطيعون أن يقدِّموا مادة نافعة وأنصحهم أن يقرأوا كتاباً مهماً وهو الجزء السادس من كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة" لأخينا وصديقنا الأستاذ عبد الحليم أبو شُقرة رحمه الله، وقد خصص الجزء السادس للثقافة الجنسية والتربية الجنسية، فأنا أنصحهم أن يستفيدوا من هذا الكتاب وسوف يعطيهم مادة تنفعهم في تصنيف الكتيب المذكور.
المقدم في قضية الجماع ورد ذلك في تساؤلات عديدة: إذا أراد الزوج جماع زوجته وهي غير راغبة فما هو الوضع هنا؟
القرضاوي هذا الأمر ينبغي أن يتم بالتفاهم والاتفاق ولكن الشرع شدَّد على المرأة أن تستجيب لرغبة زوجها إذا دعاها، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: "إذا دعا الرجل زوجته إلى فراشه فأبت عليه فبات وهو عليها غضبان لعنتها الملائكة حتى تُصبح" وهذا إذا لم يكن لها عذر، قد يكون هناك عذر مرضي، وقد يكون عندها عذر شرعي، قد تكون تعبانة أو مرهقة، فالرجل يجب عليه أن يقدِّر أيضاً عذر امرأته، ولكن أنا أنصح الزوجات بصفة عامة أن تستجيب لرغبات الرجل، الشرع عرف أن الرجل أقوى شهوة من المرأة وأكثر رغبة منها، خلاف ما هو شائع عند الناس أن المرأة أكثر شهوة، لا .. الرجل أقوى شهوة من المرأة وأثبتت الدراسات النفسية الحديثة أن الرجل أشد شهوة من المرأة، وهذا ما جعل الشرع يقول: إذا دعاها وهي على التنور ينبغي أن تستجيب أو على ظهر قتب، إلى هذا الحد. المقدم وبالمقابل هل يعطي المرأة الحق أنها إذا دعت زوجها أن يستجيب لها؟ القرضاوي نعم، المفروض المرأة أن تدعو زوجها ومن حقها أن تطلب بنفسها وإن كانت المرأة تستحي من هذا. المقدم بعض الرجال يعتبرون طلب المرأة لهذا شيء من الفجور. القرضاوي هذا لا يفهم، فهذا دليل على صدق رغبتها فيه، فلا مانع والمرأة عادة لا تطلب بلسانها، لا تطلب بلسان المقال، وإنما تطلب بلسان الحال، تتهيئ بالأسباب التي تجعله يفهم، إذا كان عنده شيء من الفهم، فالمرأة لها حق والرجل له حق (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى بعض الصحابة يشتغل بالصيام والقيام وتلاوة القرآن وترك امرأته، مثل عبد الله بن عمرو حينما زوَّجه أبوه امرأة ثم ذهب يسأل عن كِنَّته (زوجة ابنه) قال لها: كيف عبد الله معك، قالت له: هو صائم النهار قائم الليل، فذهب للرسول صلى الله عليه وسلم فجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا عبد الله ألم أُخبَر أنك تصوم النهار وتقول الليل" قال: "بلى يا رسول الله، وما أردت بذلك إلا الخير" قال له: "صم ثلاثة أيام من كل شهر" قال له: أستطيع أكثر من ذلك، وقال: صم يوماً وافطر يومين، قال له: أستطيع أكثر من ذلك، قال: "عليك بأحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ينام بعض الليل ويقوم بعض الليل" ثم قال له: "فإن لبدنك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً ـ يعني لزوجتك ـ، وإن لعينك عليك حقاً، وإن |