دائماً نذكر الأندلس وأبطالها وعلومها وعلمائها وملوكها والنهضة العلمية والحضارية في فترة حكم المسلمين لها
لاكن هل تعرف أندلس الشرق التي حكمها المسلمون وضاعت منا بعد حكم عدة قرون ؟
هل تعرف سلاطينها وملوكها ؟
هل تعرف ابطالها ومن فتحها ومن ثبتو حكم الاسلام فيها ؟
نحن نتكلم عن اندلس الشرق يا سادة
انها( الهند) وحق لها بان توصف بالأندلس التي ضاعة من ايدي المسلمين بسبب الاحتلال الانجليز لبغيض لها وقتلهم اخر ملوكها
فهل تعرف ببار او علم كير او جلال الدين فخر سير وغيرهم الكثير ممن حكمو الهند لعدة قرون اعزو فيه الإسلام وسطرو أمجاد يعرفها الغرب اكثر منا
سنذكر اليوم حلقة من حلقات تاريخ الهند الاسلامية بسم الله نبدأ
في عام 1708 ظهر في بلاد الهند الإسلامية قائد سيخي يسمى "باندا سينغ" قام بعمل جيش من السيخ وهاجم البلاد الإسلامية التي تقع تحت حكم دولة المغول الإسلامية
وكان هذا الشخص قد نصب نفسه قائدا دينيا للسيخ "جورو" رغم أنه كان شهيرا بسوء الخلق ومعاقرة الخمرومعاشرة البغايا بشهادة قادة السيخ الدينيين, وقد إعتبره إعتبره العديد منهم مرتدا
في عام 1709 هاجم حامية مدينتي "سونيبات" و"كايثال" ولم يترك منهم مسلما على قيد الحياة, وبعد السيطرة على المدينة كان يقوم بفرز السكان حسب دينهم ويقوم بقتل المسلمين, نساءا ورجالا أطفالا وشيوخا.
في عام 1709 وبعد معركة "سامانا" التى إنتصر فيها على والي مدينة "سامانا" دخل "باندا سينغ" والجيش السيخي المدينة, وقاموا بتقطيع رؤوس عشرة آلاف (محمدي) أي مسلم, لم يبقوا على أحد! ودنسوا المساجد وإغتصبوا النساء, وحرقوا البيوت, وعبثوا بالقبور! وكانت هذه المدينة شهيرة بأنها مكان سك العملات للدولة, فقاموا بسرقة كل ما فيها فغنموا أموال لا حصر لها
وأخذت المدن تتساقط في أيديهم, وكان لا يعفى عن أحد من المسلمين, فقام الكثير من الناس بإدعاء أعتناقهم السيخية وترك الإسلام خوفا من بطشه, فسقطت في يده "مصطفى آباد", "ساذورا", "ساهرانابور" "جلال آباد" "مظفر نجار" ... وغيرها .. فبالإجمال كان مخططه في السيطرة بالرعب ناجحا إلى حد ما.
حدثت كل هذه الأمور في عهد السلطان المغولي الضعيف "جاهندر شاه" الذي كان مائلا للترف والنساء والموسيقى والغناء.
أدت هذه الأحداث إلى ضجة في اوساط المسلمين الذين لم يروا اي رد فعل من هذا السلطان الضعيف الضال, وهنا تحرك إبن عمه الأمير "جلال الدين محمد فرخ سير بن عطيم بن بهادر شاه بن أورنكزيب" ليضع حدا لهذا المهزلة ويتخلص من هذا السلطان الضال الضعيف, والذي كان بالتأكيد لا يستحق هذا المنصب وهذه المكانة
في عام 1713 سحقت قوات الأمير "جلال الدين محمد فرخ سير" قوات السلطان الضعيف "جاهندر شاه" وتم القبض عليه ولاقى جزاء ضلاله, وبعدها حان الدور على "باندا سينغ" ليلقى جزاءه
,امر سلطان الهند الجديد "ابو المظفر جلال الدين محمد فرخ سير" بإعداد الجيوش, وإعلان النفير العام والدعوة للجهاد
كان ساعتها "باندا سينغ قد سيطر على معظم منطقة البنجاب, وتقريبا اباد جميع المسلمين فيها ولم ينج منه إلا من فر أو دان له بالطاعة والولاء
خرج جيش المسلمين بقيادة القائد "عبدالصمد خان" وإبنه "زكريا خان" والقائد "زين الدين أحمد خان" والقائد "قمر الدين خان" بجيش قوامه حوالى 40 ألف مجاهد, وتوجه مباشرة نحو رأس الأفعى وقاموا بحصاره في عقر داره في مدينة "جورداس" وقاموا بحصار الحصن لمدة ثمانية أشهر, ونجح المسلمون في إقتحام الحصن والقبض على "باندا سينغ" وكل من كان معه احياء.
تم وضع "باندا سينغ" في قفص حديدي, وخلفه 780 من أتباعه مقيدين بالسلاسل وألفي رأس من رؤوس قواده وجنوده على أسنة الرماح, وطيف بهم في جميع أراضي المسلمين, حتى وصلوا إلى عاصمة الدولة في دلهي وتم وضعهم في السجن, وتم القصاص منهم يوميا كل يوم مائة يؤخذون وتضرب أعناقهم على الملأ
أما المجرم "باندا سينغ" فقد امر السلطان "جلال الدين محمد فرخ سير" بتسميل عينه, وقطع قدميه ويديه, وسلخه, وتعليقه عبرة لمن يفكر في الإعتداء على ارواح وأموال واراضي المسلمين مرة أخرى.
وارسل السلطان "جلال الدين محمد فرخ سير" بسفراء إلى الخليفة العثماني "أحمد الثالث" ومعهم الهدايا والأخبار السعيدة, ورسالة يجدد فيها لبيعة والولاء لخليفة المسلمين, ويعتذر عن التقليل من هيبة المسلمين التي قام بها سلفه "جاهندر شاه .