وقفة تدبرية مع ايات قرانية
بسم الله الرحمن الرحيم
۞ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10)فصلت
طبعا الايام هنا هي ليست كايامنا، بل من ايام الله تعالى، (وقدر فيها اقواتها) ، اي قدر فيها ما يكفي لاهلها في كل زمان ومكان من اقوات تلزمهم لحياتهم. وهذا النص ينفي قضية الندرة النسبية، ويبين انها خديعة كبرى من صناعة الفكر الراسمالي، الذي همه وغايته جمع الثروات والقيم المادية وتكديسها في ايدي ارباب المال، الذين يستمدون منه سطوتهم وسيطرتهم على اقوات الامم والشعوب، لتسخيرها سياسيا لخدمتهم، واقتصاديا ليكونوا عمال مصانعهم و مزارعهم ومناجمهم و مشاريعهم.
فالجشع الراسمالي وحب الثروة والمال، قاد الانسان الاقطاعي ومن ثم الراسمالي ليستغل اخاه وحصته من القوت في الوجود، ويمنعه من الحصول عليها ويضع العراقيل بينه وبين نوالها، الا بالمرور عبر سرداب الاستغلال وشراكه الذي نصبه لاصطياد اخيه الانسان، وبالتالي تسخيره واستعباده. فاضحى هذا الانسان بهذه العقلية الاستغلالية مسخا متوحشا اشد ضراوة من وحش الغاب....
فقننوا الانتاج، وقننوا كميات عرضه في السوق، واوقات العرض، واحرقوا ما زاد بوفرة عن تحقيق سقف السعرالذي حددوه، وكبوا في البحار زوائد الكميات المقننة من الانتاج ، واحتكروا غذاء الانسان من الحبوب والبقوليات ليحفظوا دوما السعر المحقق لهم الربح الوفير، والذي لا توفره وتحققه الا فكرة الندرة النسبية المفتراة .
فقاتل الله النظام الراسمالي اللا انساني، والذي لا يعرف للانسانية قيما و لا اخلاقا. حيث صمموه على اساس شريعة الغاب التي ياكل فيها القوي الضعيف، وقالوا البقاء للاقوى، واعتبرو هذا هو قانون الانتخاب الطبيعي، في حين ان دين الاسلام يعتبر البقاء للاصلح.
ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.