لمحة مختصرة عن علوم البلاغة وضرورتها لفهم النص العربي
اكتسبت اللغة العربية مكانة عظيمة لدرجة ان تعلمها اصبح عبادة وضرورة لفهم القران، الذي هي لغتة التي بها نزل، ليكون خطاب رباني للبشرية كافة، لذلك تضمنت
العربية نوع خاص جدا من الفصاحة والإعجاز البلاغي، الذي يعتبر صعبا على معظمنا فهمه نتيجة لعدم فهم علوم البلاغة واللغة، و القول البليغ هو القول المؤثر في نفس السامع لغة، وعرَّفها عبد القاهر الجرجاني بانها:- مطابقةُ الكلام الفصيح لمقتضى الحال، وقيلَ البلاغة هي فنُّ الخطاب، ويقول ابن الأثير: "مدار البلاغة كلها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم"، ويقسم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام: علم المعاني وعلم البديع وعلم البيان، وهذه العلوم الثلاثة هي اللبنات التي يتألف منها علم البلاغة العربية بشكل عامّ، وله ملحقات اخرى مبسوطة في كتب الاختصاص.
اما فروع علوم البلاغة:- فتنقسم البلاغة في اللغة العربية إلى ثلاثة فروع رئيسة، وهي تمثل الأعمدة الرئيسة التي يقوم عليها هذا العلم، وهذه الأقسام أو الفروع هي: -
*1* علم المعاني: وهو العلم الذي يهتم بوحدة النص الكلية، من حيث الأفكار والجمل وحسن ربط هذه الأفكار والجمل مع بعضها، ويختص بأساليب الكلام المختلفة.
*2* علم البديع: يهتم هذا العلم بالمحسنات البديعية في النصِّ، ووظيفة هذه المحسنات تكمن في إضفاء موسيقى داخلية على النص الأدبي، وهذه المحسنات هي: الجناس بأنواعه، والطباق و السجع.
. *3* علم البيان: وهو أحد علوم البلاغة العربية، ويهتم هذا العلم بالصور البلاغية في النَّصِّ، ومدى قدرة هذه الصور على توضيح المعنى المُراد ايصاله لذهن السامع او المخاطب، ومن الموضوعات التي يعتني بها علم البيان: 1- التشبيه: هو إلحاق لفظ بلفظ آخر، حيث يجتمع اللفظان بصفة مشتركة فيكون الأول مشبهًا والثاني مشبهًا به، وأركان التشبيه في اللغة هي: المشبه، المشبه به، أداة التشبيه، وجه الشبه. 2- الكناية: وهي استخدام ألفاظ معينة لتوصيل معنى آخر قريب من هذي الألفاظ الى ذهن السامع. 3- الاستعارة: هي تشبيه حذف منه المشبه أو المشبه به، ولها ثلاثة أنواع: استعارة مكنية، استعارة تصريحية، استعارة تمثيلية.
فاذا لا بد لكل متعامل مع النصوص الشرعية من تعلم علوم البلاغة والالمام بها ليستطيع فقه النص والخطاب الشرعي وتحليله وتفسيره على الوجه الذي جاء ليخدم فكرته ومعرفة مقاصده ومعانيه. ومن اهم كتب البلاغة ومباحثها:-
1- كتاب أسرار البلاغة:- و قد وضع هذا الكتاب المؤلف الإمام عبد القاهر الجرجاني الذي كان من أهم مؤسسي علم البلاغة والمعاني فقد أظهر في هذا الكتاب أهمية البلاغة ومدى فوائدها كما وضحها وفك الغريب منها وبين الغير مفهوم ليشمل الكتاب كل ضروب البلاغة ولكن مقسم لعدة أقسام متنوعة في كل قسم يتم التعرف على ضرب من ضروب البلاغة مع معرفة أساسياتها وضرب أمثلة على ذلك.
2- كتاب أساس البلاغة
من أكثر كتب البلاغة استيعابا لكل شروح البلاغة حيث يقدم موسوعة حقيقية في علم البلاغة وهو للمؤلف محمود بن عمر الزمخشري في مجلدين.
3- كتاب جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع
يعتبر هذا الكتاب من أشمل كتب البلاغة العربية فهو يضم كل دروب علم البلاغة سواء كان علم المعاني أو علم البيان أو علم البديع كما يوفي المؤلف السيد أحمد الهاشمي كل شروح البلاغة بالأدلة والأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية ليصبح بذلك الكاتب شامل جامع لعلم البلاغة من أساسها .
4- كتاب الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور
من أقدم كتب البلاغة العربية في التاريخ حيث يضم أكبر شروح للبلاغة العربية ويضم علم البديع وعلم البيان وعلم المعاني لذلك فهو شامل لكل أنواع البلاغة فهو للمؤلف ابن الأثير الجزري الذي استطاع أن يجعل منه أفضل كتب البلاغة للدارسين والباحثين وحتى المبتدئين .
5- كتاب الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون
من أغنى كتب البلاغة العربية الذي يحتوي على شرح شامل ومفصل لعلوم البلاغة فهو للمؤلف عبد الرحمن الصغير الأخضري ، حيث استطاع المؤلف في هذا الكتاب أن يجمع كل ما هو ذات علاقة بعلم البلاغة ليبين الغامض منها ويشرحه شرح وافي بالأمثلة .
6- كتاب مفتاح العلوم: ويعتبر كتاب مفتاح العلوم هو من أقدم كتب البلاغة العربية حتى أن علماء البلاغة يستمدون علمهم وتحقيقاتهم من خلال هذا الكتاب وهو من تأليف يوسف بن أبي بكر السكاكي ،حيث يحتوي الكتاب على معاني علوم البلاغة وهو أيضا شرح وافي لكل منها بالأمثلة لكشف الغامض منه والمستعصي . وغير ذلك العديد من الكتب القديمة والمعاصرة...