ألا يا سُليمى سَلّميني لدمعةٍ
هتـونٍ بآمـاق العيـون تفَصَّـدُ
.
ولا تعذليني في الشرودِ فإنني
بذكريَ أطيــافَ الأحبَّـةِ أشــــــرُدُ
.
وخَلِّي سبيلَ الرملِ يسقطُ من يدِيْ
فبعدَ ســــــقوطِ الرملِ تـتّـعِظُ اليــدُ
.
ألا يا سُـــــليمى لا يُشـــادُ كُـثَيِّـبٌ
ليبقى،وما تبني العواصفُ تجرُدُ
.
دعيني تُسَلّيني الظنونُ وقد بدتْ
عنــــاصـرَ لا تفنى ولا تـتـجسَّـــدُ
.
عناصرَ كالأطيار يُقبِلُ سِـربُها
يُحَوِّمُ فوق التلِّ يهبطُ يصعدُ
.
فلا هيَ عن إذن النزول غنيَّةٌ
ولا أنا بالحقل المُسيَّج أزهـدُ
.
وكم رصَدَ الأشباحَ قلبي ولم أزل
أخافُ من الأشباحِ ما ليس يُرصَدُ
.
ألا يا سليمى يعلم الصحبُ أنني
إذا بـــاتَ مملولاً عناقيَ أحــرَدُ
.
فما كلُّ سكّان الدياجرِ مُعتِمٌ
وما كلُّ أنواع الكواكبِ فرقَدُ
.
وإنَّ بياضَ القلبِ يشحُبُ لو سما
دخانٌ لمحروق المشــاعر أســـودُ
.
وقد هانَ مني الوُدُّ يومَ بذَلتُـهُ
فيا حبَّذا يومَ التفرُّقِ مشـــــهَـدُ
.
ويا سَلْمَ مُذ راموا التنصُّل والقِلى
تخَلَّوْا ، ومُذ راموا التبدُّلَ هدَّدوا
.
فإن بانَ تهيِيءُ الحبيبِ لنبذِهِ
ليغرُبَ عن وجهٍ ويخلوَ مقعدُ
.
فقولي على الحبِّ السلامُ فإنَّه
غريقُ، وما ينوِي التبلُّلَ مُنجِدُ
.
ثناء حاج صالح