حكم التهنئة والتبريك بالهجرة والعام الجديد!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم التهنئة والتبريك بمناسبة الهجرة النبوية !!
كل سنة يخرج علينا البعض من اخوتنا في دين الله تعالى ويدعون ان التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة ولا تجوز ، مستدلين بقولهم هذا لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته، ولا ورد في القران والسنة !!
فنقول لاخواننا هداهم الله: 1-ان عدم الفعل وعدم الامر ليس دليلا
2- ان الناس من عادتهم في كل عصر ومصر وفي عصر النبوة والصحابة ان يهنئوا المسافر والغائب بالسلامة .. بل ان ذلك من السنن المستحبة والامور المشروعة المأمور بها ..
3- ثم ان قاعدة الاباحة عند الاصوليين تقول بان الاصل في الاشياء الاباحة والاصل في الافعال التقيد بالحكم الشرعي ..
4- واسنادا الى هذه القاعدة الجليلة فيتوجب علينا تحقيق مناط الامر، وبحث واقعه لادراكه وادراك الحكم الشرعي المترتب له ..
فالتهنئة بالمناسبات والاحتفاء بها في الشرع بعضها مأمورين به وبعضها منهيون عنه، فانت مامور ان تهنيء الغائب بسلامة الاياب والمريض بتمام الشفاء وتبار مهنئا للعروسين وبالعيدين, بل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة ماذا يقولون في مثل هذه المناسبات...
5-وما لم ينهى عنه الشرع طالما انه ليس مرتبطا بامور يعظمها ويقدسها الكفار والمشركين .. يدخل في دائرة الاباحة ، ولنا في الصحابة الكرام اسوة حيث احتفوا بالهجرة وجعلوها بداية تاريخ الاسلام وتأريخه .. ثم ان بعض الصحابة قد اقترح على سيدنا عمر ان يبدأ التأريخ من البعثة ، ومنهم من اقترح مولده صلى الله عليه وسلم ،واستقر الرأي الذي اعتمده وتبناه امير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين المهديين على الهجرة وباجماع الصحابة الكرام اعلم الناس باسرار الشرع والتنزيل رضي الله عنهم اجمعين ...
فهل كان عمر حاشاه مبتدعا؟؟وهل اقره الصحابة نقلة القران والسنة وحملة الوحي على بدعة!!؟
علما بان اجماع الصابة دليل من الادلة الشرعية بعد كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ..
6- ان الاحتفاء بالمناسبات سنة اجتماعية بشرية عامة ، وان الاسلام دين البشرية كافة، فلم يحرم علينا الا الاحتفاء بالمناسبات الشركية، او التي لها قداسة تعبدية عند اهل العقائد والاديان الاخرى ، او التي ترمز الى تخليد وتمجيد ذكرى يبغضها الاسلام ولا يقبلها وتنافي عقيدته واحكامه وفكره ..
7- وبناءً على ما سبق بيانه فان الاحتفاء والتهنئة والمباركة بين المسلمين بعضهم لبعض بالمناسبات الاسلامية انما هي من الامور المباحة ولا اثم على فاعلها وهي من الصلة والتواصل بين المسلمين ، فلا يجوز النهي عنها ولا يجوز تبديع من يفعلها ، ومن حكمة وجودها انها تذكر المسلمين بايام الله العظيمة التي حصلت فيها معجزات وحصلت فيها نعم ونصرة وانتصارات حيث قال الله تعالى :-﴿وذكرهم بأيام الله﴾ [سورة إبراهيم/الاية5] .. فإضافة الأيام إلى الله تعالى تشريف لأمرها ورفع لشأنها لما أفاض الله عليهم من نعمه فيها او حقق لهم مطالب ومقاصد !! ومن نعم الله علينا التي ينبغي ان نتذكرها نعمة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم المبعوث رحمة للعالمين، ونعمة تهيئة الله تعالى النصرة لدينه والتي تولدت عن بيعتها الهجرة لبناء دولة الاسلام وفسطاط الايمان ليتمايز الحق عن الباطل في العيش والحياة .. ومن نعمته علينا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان يوم هُزم الجمع وولوا الدبر ...فتلك ايام الله تعالى لامتنا نتذكرها ونتذاكر ما فيها من دروس واقتداء وعبر وعظات .. ونتذكر ايام الله تعالى للامم السابقة لتكون لنا العبرة والعظة ... فتلك ايام الله فتذكروها وتذاكروها فان اسم قرانكم الذكر !! والذكر ضد الغفلة والنسيان والجهل.
وكل عام وامة الاسلام ترفل باثواب العز والنصر والنصرة والتثبيت والتمكين ..واهنئكم جميعا بالعام الهجري الجديد فكل عام وانتم الى الله اقرب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

» تهنئة بالعام الجديد !!!
» هل هذا بعض ما يعانيه التحالف الجديد؟
» تنبؤات العام الجديد