حديث المساء - الاباء لا يقبل الضيم!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
حديث المساء اسعد الله مساءكم بالعز والعزة والنصر
الاباء ورفض الضيم !!
إنَّ احتمال الضيم عجزٌ في صاحبه ودنو في همته، ونقص في مروءته، ومثلب في خلق رجولته !!وقد قيل:- "العاجز لا يُرجَى لدفع مُلمَّة، ولا للنهوض بمهمة". !!
لقد كانت العرب في جاهليتها قبل اسلامها تأب الضيم .. وتأنف حتى عن مصاهرة من يقبله !!
وإباءة العرب للضيم أيام جاهليتهم ملأت أعين الدول المجاورة لهم مهابة، فعاشوا ولم يكن لواحدة من تلك الدول عليهم من سبيل.
قال النعمان بن المنذر يصف العرب في محادثة له مع كسرى: (وأما عزها ومنعتها (يعني: العرب)، فإنها لم تزل مجاورة لآبائك الذين دوَّخوا البلاد، ووطَّدوا الملك، ولم يطمع فيهم (أي: العرب) طامع، ولم ينلهم نائل).
وبينوا أن حرية النفس والإقامة على ضيم لا يجتمعان أبداً، فقال الشنفرى:
ولكنَّ نفسًا حرَّةً لا تُقيمُ بي *** على الضَّيْمِ إلا رَيْثما أتحوَّلُ
وقد صوروا لاحتمال الضيم أبشع الصور وضربوا له ابشع الأمثال، وأشدها تنفيرا منه، فقال المتلمس :
ولا يُقيم على ضيمٍ يُراد به *** إلَّا الأذلانِ عَيْرُ الحيِّ والوَتَدُ
هذا على الخَسْفِ مربوطٌ برُمَّتِه *** وذا يُشَجُّ فلا يَرثِي له أحدُ
ويقصد بالاذلان الحمار الذي يربطه صاحبه الى الوتد برسنه المربوط بذقنه - رمته- الى الوتد، والوتد الذي يطرق على راسه فتطير شظاياه من الطرق فلا يكترث به احد ..
ولعل هذا هذا الاباء ورفض الدناءة وعدم قبول الضيم من اسرار معدن العرب فاختارهم ربهم على الامم لحمل رسالته نورا للعالمين ..
وقد جاء الاسلام وركز هذه الخصلة الكريمة عند العرب في نفوس اتباعه وغرسها في نفوس ابناءه ..وهذَّب الإسلام هذه الخصلة: خصلة إباء الضيم، وجعلها من الخصال التي يقتضيها الإيمان الصادق ، فأصبحت خلقًا إسلاميًّا، يرتبط ارتباطا وثيقا بالاسلام ومن ابرز معالمه ،،فأينما وُجد الإيمان الصادق، وُجدت خصلة إباء الضيم معه تدور معه عدما ووجودا ،فاصبح وكأنه علتها والباعث على وجودها ، ألا تقرؤون فيما تقرؤون من كتاب الله المجيد قوله تعالى : {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]، ولا عزة لمن يسومه عدوه ضيماً، فيطأطئ له رأسه خاضعًا، وسير خلفه تابعا ذليلا ،،، وإنما قتل في نفسه الشعور بالمهانة الحرص على اي مستوى ودرجة من الحياة مع كراهية الموت ، أو الحرص على شيء من متاعها، وكل متاعها امام عين العزة صغير حقير .
قال الشريف المرتضى رحمه الله :-
ذلَّ اِمرؤٌ جعل المذلَّةَ دهرَه-- طَلَبَ المغانِمِ منزلا مأهولا
عدِّ المطامِعَ كيفَ شئتَ وخذْ بها--مِلْءَ اليدين من العفاف بديلا
وإذا فجعتَ بماء وجهك لم يُفِدْ--إنْ نلتَ من أيدي الرّجال جزيلا
ويحدثنا التاريخ انه لما طغى الاسبان على ملوك الطوائف بالأندلس، وشعر هؤلاء الملوك بضعفهم عن مقاومتهم، وظهر للمعتمد بن عباد ملك إشبيلية أن يستعين في دفاعهم بسلطان المغرب يوسف بن تاشفين، فقال له بعض أولئك الملوك: نخشى أن يدخل بلاد الأندلس، ويرد العدو، ثم يبسط سلطانه علينا،فيردنا بعد مكانتنا رعاة ابل!!! فقال حينها المعتمد تلك المقالة الخالدة المشهورة : (لأن أرعى الجمال خير لي من أن أرعى الخنازير!)...!!
فالعزة شعور يأبى الضيم ولا يتصوره !!
اللهم ان العزة لك جميعا ولرسولك وللمؤمنين تعزهم بعزتك وانت مولانا ونعم النصير ،،، فاعزنا بعزتك يا عزيز يا ذي القوة المتين ..
حديث المساء - الاباء لا يقبل الضيم!!! 2Q==

حديث المساء - الاباء لا يقبل الضيم!!! 2Q==

» حديث المساء- قصة قزمان!!!!!
» حديث المساء
» حديث المساء - بعنوان :- يا عرب!!!!