19- حديث الاثنين في الايمان والعقيدة ..

،،،،،،،،،،{بسم الله الرحمن الرحيم}،،،،،،،،،
19- الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة :-
العلاقة بين الايمان بالله والايمان برسله !!
الايمان بالله تعالى اعتراف وشهادة بان الله احد فلا جنس له ولا نوع ، وصمد لا يعتريه التبديل ولا التغيير لانه فوق اسبابه من محدثات الزمان والمكان , بل هو محدثها وصانعها ومدبرها ..ومن وجب له الوجود وانتفى عنه النوع له والجنس انتفى عنه وله الميلاد والتوالد .. ومن كان كذلك فلم يلد ليرسل للناس احد اولاده، ولم يولد لان ذلك يوجب له صفة نقص مضادة للكمال وهي صفة البداية والحدوث !! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،، فالحاجة الى الولد حاجة غريزية لاستمرار النوع والجنس في الوجود ، وحاجة اجتماعية بين النوع والجنس لابراز القوة والمنعة بالكثرة والتكاثر، وحاجة نفسية لحاجة النفس الى الولد لكبر السن وضعف القوة والهرم الذي يعتري الكائنات الحية... ولما كان الله تعالى هو الصمد الذي لا يعتريه اسباب التغيير والتبديل فكان سبحانه غنيا عن الولد فهو االحي الذي لا يموت وهو العزيز الغني الحميد .. ولما كان الله تعالى فوق مدارك الحس واحاطة العقل .. فلا يحيط به سمع ولا بصر .. وانما عُرف من اثاره في الوجود ،، احتاج الناس الى من يعرفهم عليه تعالى ولمن يخبرهم بمراده تعالى منهم ..قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: من الآية 36] , فالرسل بُعثوا يَهدون ويُهذّبون ويُزكون العباد، ويُخرجونهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ويُحرّرونهم من رقّ عبودية المخلوق، إلى حرية عبادة رب الخلق الذي أوجدهم من العدم، وسيفنيهم بعد الوجود، ويبعثهم بعد الفناء، ليكونوا إما أشقياء، وإما سعداء. فالغرض من ارسال الرسل هو الدعوة والبلاغ وبيان الحق الذي يبشر المؤمنين وينذر المعرضين، ويخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وتقوم به حجة الله البالغة، قال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }{النساء: 165}. وكي لا يبقى لمعتذر عذر، كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طـه:134].
وهم الهداة ومصابيح الدجى اصحاب الاثر المقتدى والنهج المقتفى :-
قال الله سبحانه وتعالى-: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} {إبراهيم: 1}.
وقال عز وجل:- {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} {الحديد: 9}.
فالرسل بعثهم الله لتخصيص الرب بالعبادة والطاعة واتباع مبتغاه من الخلق وحده لا سواه ولا شريك معه وله، وتوحيده بالطاعة واتباعها، دون كل ما سواه، لكونه عز وجل الملك المالك، القدير القادرعلى كل شيء، العزيز الخلاق الفعال لما يريد ، الرزاق للعباد، العليم بأحوالهم ومتطلبات فطرتهم وحاجات غرائزهم وحاجات جوعاتهم العضوية، إلى غير ذلك. فلهذا دعت الرسل عليهم الصلاة والسلام جميع الأمم، إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له سبحانه و افراده تعالى بالطاعة، وترك عبادة واتباع امر ما سواه.!!
و الرسل هم قدوة الأتباع من المؤمنين الذين حصل لهم التصديق برسالاتهم ، المتولد من ادراك معجزاتهم الدالة والمثبتة على وحه القطع واليقين لإ رسالهم من قبل الله تعالى برسالاته،إذ لم يكتف سبحانه بإرسال الرسل وإنزال الكتب الموافقة لما فُطر الناس عليه من التوحيد، وإنما أيد رسله بالمعجزات حتى لا يكون للناس عذر في رد ما جاء به الرسل من الحق والدين. والرسل بالتالي هم القدوة و الأسوة الحسنة لمن أطاع، في العبادات، والأخلاق، والمعاملات، والسلوك والاستقامة على دين الله تعالى. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب، 21).
ان معرفة النهج المحقق للغاية من خلق الإنسان ،لا تستطيع أن تقوم به الفطرة أو يقوم به العقل لوحدهما، بل لابد من رسلٍ يبلّغون الناس ما يُرضي ربهم، ويحذّرونهم مما يسخط الرحمن عز وجل. ومن عظيم رحمته وعدله عز وجل أنه اشترط لوقوع العذاب بالناس أن يأتيهم الرسل وتأتيهم الحجة من عند الرب جل وعلا قال تعالى:- {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} (الإسراء: 15). ولذلك فإن الرسل عليهم الصلاة والسلام قاموا بأعظم دور في حياة البشرية منذ بدء الخليقة، حيث كانوا هم الصلة بين البشر وبين ربهم تبارك وتعالى، ومن رحمة الله تبارك وتعالى أنه ما ترك قومًا إلا وأرسل لهم رسولا يبشّرهم وينذرهم، قال تعالى:- {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (النحل:36)..
وكان من حكمة تعدد الرسل لتعدد الأمم التي يبعثون إليها وتباعدها عن بعضها احيانا. ومن حكمته كذلك أن الرسول كان يبعث بلسان قومه خاصة، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [إبراهيم:4]، فاحتيج إلى تعدد الرسل لتعدد الالسنة في الفترة الواحدة لتعدد اللغات المنطوقة بين المجتمعات، وكانوا يؤيدون بالمعجزات الحسية المادية لإثبات صدق نبواتهم ورسالاتهم فكانوا مؤيدين بخوارق الامور...
ولما اقتضت حكمة الله تعالى ختم الرسالات برسالة واحدة شاملة عامة كانت المعجزة للنبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم الخالة خلود الزمان معجزة معنوية، تمثلت في الحس والادراك بالعجز والنقص امام هذا البيان القراني وبنيانه اللغوي العظيم.ولاحظ ان الرسالات كانت لامم طويلة الاعمار بالنسبة لامم اخر الزمان ،،، فبعد ان كان عيش الانسان بالاف السنين تقلص الى المئات ثم العشرات فحسب ،،، فلا مجال في اعمار الستيين والسبعين في المتوسط الغالب لمزيد من التجارب... فكان لا بد من ختم الرسالة وتوحيد البشرية على رسالة ورسول وكتاب واحد .. وجعل مهمة حمله وتبليغه والاستمرار على القيام به ميراثا على امة الاسلام قاطبة،
وعلى كل من يؤمن ويشهد ان محمدا عبده ورسوله وخاتم الانبياء والمرسلين ، فقال تعالى في سورة آل عمران: (ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144].
- وفي سورة الفتح، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:29].
- وفي سورة محمد، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ) [محمد:2].
-و في سورة الأحزاب، قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب:40].
ولكي لا يبقى امر الدعوة واقامة هذا الدين رهن وراثة عائلة او شخص ننتظر قيامه ،بل هو واجب على كل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم امر الله تعالى نبيه في الكتاب المبين ان يبين ويقول:-{قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108يوسف)...
اللهم ثبتنا على الحق والهدى والدين ووراثته والدعوة اليه والعمل لاقامته في الحياة والوجود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

،،،،،،،،،،{بسم الله الرحمن الرحيم}،،،،،،،،،
19- الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة :-
العلاقة بين الايمان بالله والايمان برسله !!
الايمان بالله تعالى اعتراف وشهادة بان الله احد فلا جنس له ولا نوع ، وصمد لا يعتريه التبديل ولا التغيير لانه فوق اسبابه من محدثات الزمان والمكان , بل هو محدثها وصانعها ومدبرها ..ومن وجب له الوجود وانتفى عنه النوع له والجنس انتفى عنه وله الميلاد والتوالد .. ومن كان كذلك فلم يلد ليرسل للناس احد اولاده، ولم يولد لان ذلك يوجب له صفة نقص مضادة للكمال وهي صفة البداية والحدوث !! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،، فالحاجة الى الولد حاجة غريزية لاستمرار النوع والجنس في الوجود ، وحاجة اجتماعية بين النوع والجنس لابراز القوة والمنعة بالكثرة والتكاثر، وحاجة نفسية لحاجة النفس الى الولد لكبر السن وضعف القوة والهرم الذي يعتري الكائنات الحية... ولما كان الله تعالى هو الصمد الذي لا يعتريه اسباب التغيير والتبديل فكان سبحانه غنيا عن الولد فهو االحي الذي لا يموت وهو العزيز الغني الحميد .. ولما كان الله تعالى فوق مدارك الحس واحاطة العقل .. فلا يحيط به سمع ولا بصر .. وانما عُرف من اثاره في الوجود ،، احتاج الناس الى من يعرفهم عليه تعالى ولمن يخبرهم بمراده تعالى منهم ..قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: من الآية 36] , فالرسل بُعثوا يَهدون ويُهذّبون ويُزكون العباد، ويُخرجونهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ويُحرّرونهم من رقّ عبودية المخلوق، إلى حرية عبادة رب الخلق الذي أوجدهم من العدم، وسيفنيهم بعد الوجود، ويبعثهم بعد الفناء، ليكونوا إما أشقياء، وإما سعداء. فالغرض من ارسال الرسل هو الدعوة والبلاغ وبيان الحق الذي يبشر المؤمنين وينذر المعرضين، ويخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وتقوم به حجة الله البالغة، قال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }{النساء: 165}. وكي لا يبقى لمعتذر عذر، كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طـه:134].
وهم الهداة ومصابيح الدجى اصحاب الاثر المقتدى والنهج المقتفى :-
قال الله سبحانه وتعالى-: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} {إبراهيم: 1}.
وقال عز وجل:- {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} {الحديد: 9}.
فالرسل بعثهم الله لتخصيص الرب بالعبادة والطاعة واتباع مبتغاه من الخلق وحده لا سواه ولا شريك معه وله، وتوحيده بالطاعة واتباعها، دون كل ما سواه، لكونه عز وجل الملك المالك، القدير القادرعلى كل شيء، العزيز الخلاق الفعال لما يريد ، الرزاق للعباد، العليم بأحوالهم ومتطلبات فطرتهم وحاجات غرائزهم وحاجات جوعاتهم العضوية، إلى غير ذلك. فلهذا دعت الرسل عليهم الصلاة والسلام جميع الأمم، إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له سبحانه و افراده تعالى بالطاعة، وترك عبادة واتباع امر ما سواه.!!
و الرسل هم قدوة الأتباع من المؤمنين الذين حصل لهم التصديق برسالاتهم ، المتولد من ادراك معجزاتهم الدالة والمثبتة على وحه القطع واليقين لإ رسالهم من قبل الله تعالى برسالاته،إذ لم يكتف سبحانه بإرسال الرسل وإنزال الكتب الموافقة لما فُطر الناس عليه من التوحيد، وإنما أيد رسله بالمعجزات حتى لا يكون للناس عذر في رد ما جاء به الرسل من الحق والدين. والرسل بالتالي هم القدوة و الأسوة الحسنة لمن أطاع، في العبادات، والأخلاق، والمعاملات، والسلوك والاستقامة على دين الله تعالى. قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾ (الأحزاب، 21).
ان معرفة النهج المحقق للغاية من خلق الإنسان ،لا تستطيع أن تقوم به الفطرة أو يقوم به العقل لوحدهما، بل لابد من رسلٍ يبلّغون الناس ما يُرضي ربهم، ويحذّرونهم مما يسخط الرحمن عز وجل. ومن عظيم رحمته وعدله عز وجل أنه اشترط لوقوع العذاب بالناس أن يأتيهم الرسل وتأتيهم الحجة من عند الرب جل وعلا قال تعالى:- {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} (الإسراء: 15). ولذلك فإن الرسل عليهم الصلاة والسلام قاموا بأعظم دور في حياة البشرية منذ بدء الخليقة، حيث كانوا هم الصلة بين البشر وبين ربهم تبارك وتعالى، ومن رحمة الله تبارك وتعالى أنه ما ترك قومًا إلا وأرسل لهم رسولا يبشّرهم وينذرهم، قال تعالى:- {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (النحل:36)..
وكان من حكمة تعدد الرسل لتعدد الأمم التي يبعثون إليها وتباعدها عن بعضها احيانا. ومن حكمته كذلك أن الرسول كان يبعث بلسان قومه خاصة، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [إبراهيم:4]، فاحتيج إلى تعدد الرسل لتعدد الالسنة في الفترة الواحدة لتعدد اللغات المنطوقة بين المجتمعات، وكانوا يؤيدون بالمعجزات الحسية المادية لإثبات صدق نبواتهم ورسالاتهم فكانوا مؤيدين بخوارق الامور...
ولما اقتضت حكمة الله تعالى ختم الرسالات برسالة واحدة شاملة عامة كانت المعجزة للنبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم الخالة خلود الزمان معجزة معنوية، تمثلت في الحس والادراك بالعجز والنقص امام هذا البيان القراني وبنيانه اللغوي العظيم.ولاحظ ان الرسالات كانت لامم طويلة الاعمار بالنسبة لامم اخر الزمان ،،، فبعد ان كان عيش الانسان بالاف السنين تقلص الى المئات ثم العشرات فحسب ،،، فلا مجال في اعمار الستيين والسبعين في المتوسط الغالب لمزيد من التجارب... فكان لا بد من ختم الرسالة وتوحيد البشرية على رسالة ورسول وكتاب واحد .. وجعل مهمة حمله وتبليغه والاستمرار على القيام به ميراثا على امة الاسلام قاطبة،
وعلى كل من يؤمن ويشهد ان محمدا عبده ورسوله وخاتم الانبياء والمرسلين ، فقال تعالى في سورة آل عمران: (ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144].
- وفي سورة الفتح، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح:29].
- وفي سورة محمد، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ) [محمد:2].
-و في سورة الأحزاب، قال تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب:40].
ولكي لا يبقى امر الدعوة واقامة هذا الدين رهن وراثة عائلة او شخص ننتظر قيامه ،بل هو واجب على كل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم امر الله تعالى نبيه في الكتاب المبين ان يبين ويقول:-{قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108يوسف)...
اللهم ثبتنا على الحق والهدى والدين ووراثته والدعوة اليه والعمل لاقامته في الحياة والوجود والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

» 18-حديث الاثنين في الايمان والعقيدة
» 8-الحلقة الثامنة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
» 20- الحلقة العشرون من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة