نماذج من حورات الصحابة وادب النقاش - محمد بن يوسف الزيادي

بسم الله الرحمن الرحيم
1= نماذج من حوارات الصحابة وادب النقاش
روى مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بسرغ، لقيه أمراء الأجناد : أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام ، قال ابن عباس : فقال عمر : ادع لي المهاجرين فدعاهم ، فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا عليه ، فقال بعضهم : قد خرجت لأمر ، ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس ، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي الأنصار ، فدعوتهم ، فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم له ، فلم يختلف عليه منهم رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ، ولا تقدمهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر فأصبحوا ( عليه ) ، فقال أبو عبيدة : فرارا من قدر الله فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نعم ، نفر من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كانت لك إبل ، فهبطت ( بها ) واديا له عدوتان ، إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ، قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف ، وكان غائبا في بعض حاجاته ، فقال : إن عندي من هذا علما ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه ، فحمد الله عمر ثم انصرف
فوائد الخبر
1= يستفاد من الرواية كيف ان ولي امر الامة يستشير من هم اهل للمشورة من رعيته ومن هم اهل العلم والرأي
2= كيف كان الصحابة الكرام يتجادلون بالتي هي احسن، ولم يكن احد يسيء الادب مع الاخر، لان مقصدهم الحق ومعرفته والتناصح في دين الله تعالى..
3= نلاحظ ان لغة التكفير لم تكن موجودة عند سلفنا الصالح، ولم يكن احدهم يكفر اخاه لسوء فهم او لقلة علم او معرفة، لذلك وجدنا عمر بكل رفق يوضح مفهوم القدر وهو الركن السادس من اركان الايمان لابي عبيدة، ولم يعب عليه جهالة الفهم بل استغربها منه بقوله لو غيرك قالها يا ابا عبيدة.. علما بانه عاش رضي الله عنه فترة النبوة ثم خلافة ابي بكر ثم جزءاً من خلافة عمر وهو على ذاك الفهم وهو من اصحاب القدر والمكانة الرفيعة من الصحابة الكرام.. فليس لاحد عصمة بعد النبي ولا معصوم من الخطأ او سوء الفهم غير النبي صلى الله عليه وسلم، فكل يؤخذ منه ويرد عليه الا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المسدد بالوحي والمعصوم في البلاغ
4= سماع الكبير ممن هو اقل منه درجة او منصبا او مكانة او سنا، كسماع امير المؤمنين عمر لابن عوف رضي الله عنهم وارضاهم
5= استفادة معنى القدر كما وضحه امير المؤمنين عمر رضي الله عنه
اللهم فقهنا وعلمنا وانفعنا بما علمتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
1= نماذج من حوارات الصحابة وادب النقاش
روى مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بسرغ، لقيه أمراء الأجناد : أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام ، قال ابن عباس : فقال عمر : ادع لي المهاجرين فدعاهم ، فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا عليه ، فقال بعضهم : قد خرجت لأمر ، ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس ، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي الأنصار ، فدعوتهم ، فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم له ، فلم يختلف عليه منهم رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ، ولا تقدمهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر فأصبحوا ( عليه ) ، فقال أبو عبيدة : فرارا من قدر الله فقال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نعم ، نفر من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كانت لك إبل ، فهبطت ( بها ) واديا له عدوتان ، إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ، قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف ، وكان غائبا في بعض حاجاته ، فقال : إن عندي من هذا علما ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه ، فحمد الله عمر ثم انصرف
فوائد الخبر
1= يستفاد من الرواية كيف ان ولي امر الامة يستشير من هم اهل للمشورة من رعيته ومن هم اهل العلم والرأي
2= كيف كان الصحابة الكرام يتجادلون بالتي هي احسن، ولم يكن احد يسيء الادب مع الاخر، لان مقصدهم الحق ومعرفته والتناصح في دين الله تعالى..
3= نلاحظ ان لغة التكفير لم تكن موجودة عند سلفنا الصالح، ولم يكن احدهم يكفر اخاه لسوء فهم او لقلة علم او معرفة، لذلك وجدنا عمر بكل رفق يوضح مفهوم القدر وهو الركن السادس من اركان الايمان لابي عبيدة، ولم يعب عليه جهالة الفهم بل استغربها منه بقوله لو غيرك قالها يا ابا عبيدة.. علما بانه عاش رضي الله عنه فترة النبوة ثم خلافة ابي بكر ثم جزءاً من خلافة عمر وهو على ذاك الفهم وهو من اصحاب القدر والمكانة الرفيعة من الصحابة الكرام.. فليس لاحد عصمة بعد النبي ولا معصوم من الخطأ او سوء الفهم غير النبي صلى الله عليه وسلم، فكل يؤخذ منه ويرد عليه الا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم المسدد بالوحي والمعصوم في البلاغ
4= سماع الكبير ممن هو اقل منه درجة او منصبا او مكانة او سنا، كسماع امير المؤمنين عمر لابن عوف رضي الله عنهم وارضاهم
5= استفادة معنى القدر كما وضحه امير المؤمنين عمر رضي الله عنه
اللهم فقهنا وعلمنا وانفعنا بما علمتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته