نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 37- من دروس القران التوعوية- الموقف من الاسرائيليات-1-
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitimeاليوم في 6:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة- حكمة صلاة الجمعة !!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitimeأمس في 5:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 36- من دروس القران التوعوية - الحذر من الغرور!!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-10-03, 1:54 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 35- من دروس القران التوعوية : التبين والتثبت والتمحيص
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-10-02, 7:25 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 34-من دروس القران التوعوية - القتال في سبيل الله والمستضعفين
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-10-01, 5:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33- من دروس القران التوعوية - الارتقاء بالمسلم في اقواله وافعاله
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-10-01, 5:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 32- من دروس القران التوعوية - حسن التأتي
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-30, 9:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 28- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة- حياة الشهداء
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-30, 6:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-29, 12:23 pm من طرف سها ياسر

» 31- من دروس القران التوعوية - الارهاب والتخويف !!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-29, 4:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» زفرات قلب مكلوم محزون مصدوم !!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-29, 2:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» نعي السيد حسن نصر الله
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-28, 10:27 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 30- من دروس القران التوعوية - الموالاة والبراء
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-28, 6:02 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 29-من دروس القران التوعوية- اتخاذ البطانة!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-28, 4:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قصة جميلة- اللأحرار لا ينجح في ترويضهم النخاسون!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-27, 9:49 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة- سنن الله في هدي القران
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-27, 5:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 28- من دروس القران التوعوية -التحذير من الاغترار بيهود!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-26, 3:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 27- من دروس القران التوعوية- التحري لطلب الهداية
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-25, 3:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- من دروس القران التوعوية- التفكير بالاماني!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-24, 5:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25- من دروس القران التوعوية- الحق يراد به الباطل!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-24, 2:39 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- من دروس القران التوعوية
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-23, 5:11 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 27-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-23, 3:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 23- من دروس القران التوعوية :- معرفة الاعداء
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-22, 6:45 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 22- من دروس القران التوعية- الحذر على كافة الصعد
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-21, 3:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» اتى فصل الشتاء 0 نبيل القدس
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-20, 11:39 am من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-20, 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-19, 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-19, 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
اسماء الجن الكفار و المسلمين
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
بيت من الشعر اذهلني - الشاعر كريم العراقي
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 85 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 84 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38801
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
معتصم - 12434
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4235
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
العرين - 1193
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
زهره النرجس
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
معتصم
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
معمر حبار
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
هيام الاعور
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
sa3idiman
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
لينا محمود
18- من دروس القران التوعوية I_vote_rcap18- من دروس القران التوعوية I_voting_bar18- من دروس القران التوعوية I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66323 مساهمة في هذا المنتدى في 20267 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 18- من دروس القران التوعوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4235
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

18- من دروس القران التوعوية Empty
مُساهمةموضوع: 18- من دروس القران التوعوية   18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-17, 4:48 am

بسم الله الرحمن الرحيم
18- من دروس القران التوعوية ؛-
تزكية النفس والمجتمع !!
التزكية في اللغة تعني التطهير والتنمية، وهي من الفعل زكى،ومعناه طاب وطهر ونما نموا حسناً ...
والتزكية في الاصطلاح نستطيع ان نقول عنها: هي الارتقاء بالنفس والسمو بها عن دنيء الصفات ومذموم الخصال وسيء الاعمال و الاخلاق؛ والاتصاف والتحلي بمكارمها ...
والتزكية في الاسلام تقوم على امرين :- 1- التخلي 2- التحلي
او كما قال علماؤنا رحمهم الله التخلية والتحلية؛ فاتخلية ان يتخلى الانسان عن كل مذموم هابط رديء يسقطه وينقصه؛ والتحلية ان يتحلى بكل ما هو ممدوح من الصفات والاخلاق والاعمال ليرتقي درجات سلم الكمال والتكامل.
فنجد اذا ان امر التزكية يحصل بتطهير النفس من خسائس الخصال ومذموم الصفات والاعمال ؛ و تطهير العقل والقلب من ادران و شوائب الفكر والشك والشرك، وتطهير القلب من الاحقاد وآفة الحسد والبغضاء .. وما شابه من مذموم الاخلاق والصفات والخصال . فلذلك كانت امنية ودعوة ابينا ابراهيم التي وصف فيها مهام النبوة والرسالة :- {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)البقرة} وقد استجاب الله تعالى دعوة ابينا ابراهيم وامتن على هذه الامة بان بعث فيها من يعلمها الكتاب والحكمة ويزكيهم هم ومن تبعهم وجاء بعدهم سائرا على طريقهم وملتزما طريقتهم :- {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) الجمعة}...
فبتلاوة الكتاب واتباعه فكرا وسلوكا وبالتعليم للعقائد والاحكام تحصل الطهارة والتزكية للنفس والسلوك.. وتحصيل الحكمة التي هي معرفة صلاح امر الناس وسياستهم بذلك حسب منهج الرسول التي ترثقي بعقلية الانسان ونفسيته التي تنهض بذلك عن الهبوط بفكر ضلال الجاهلية؛تتابع اجيالهم على ذلك ما استقاموا عليه فيحصلوا الخيرية التي وصف بها تعالى هذه الامة العظيمة بدينها العظيم :_ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)ال عمران}.
والمتتبع في القران الكريم يجد ان التزكية دوما طلبها الله تعالى وجعل موضعها النفس ، (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ((Cool) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9)الشمس)...
وقد بين لنا الله تعالى في القران الكريم ان التزكية فعال يستطيع الانسان فعلها واتيانها؛ فاخبر عن ميزاتها بالخبر الطالب للفعل في عدة ايات منها :-
{جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ ﴿٧٦ طه﴾}__{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨ فاطر﴾}_ففعل التزكية وتحصيلها عائد على الانسان في الدنيا بان يحيى حياة طيبة طاهرة؛ وفي الاخرة حيث الجزاء الحسن ..
وقد امر تعالى بطلبها من العباد فقال:-
{فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ ﴿١٨النازعات﴾}...
وبين ان طريق الفلاح والنجاح لا يبلغه الا من عمل على تزكية نفسه وحرص على تطهيرها : {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ﴿١٤ الأعلى﴾}..
وبين لنا ان اتيان المال واعطاءه لمحتاجه او انفاقه في وجهه المشروع انما هو جزء من اعمال التزكية وخطوة على طريق تحصيلها فقال سبحانه واصفا حال المؤمن في اتيان ماله:- {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ﴿١٨ الليل﴾} اي يطلب باداء ماله تزكية النفس وتطهيرها من الحرص والجشع والطمع ويتخلى عنه ويتحلى بالكرم والجود بالانفاق مما جاد به عليه الجواد الكريم سبحانه ..
لقد أراد الله تعالى للمجتمع أن يعيش التزكية تصرفاً وسلوكاً عملياً، بحيث يتحول المجتمع كلّه إلى مجتمع نقيّ وخالص من المشاعر المنحرفة، ومن الكراهية والنفاق والغشّ والكذب والتّضليل، أن يكون مجتمعاً يتوجه بكلّ أفراده إلى ما يرضي الله في حركته ومواقفه، مجتمعاً يعتمد الحقّ، ويبتغي الحقيقة، ويحيا الوحدة والمصالحة الاخوة والتآخي والسّلام والامن .
وقد ذكر القلب في القران بالصلاح والسلامة بصلاح الفكر وسلامة الصدر من غوائل الاحاسيس والمشاعر؛ فتنقلب القلوب لتهوى وتحب في الله ولله؛ وتكره وتبغض في الله ولله.. فبين لنا ان النجاة في الاخرة لا تكون الا بسلامة القلب من الشرور والمفاسد ؛ حيث قال تعالى:- {(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)الشعراء)}. قال سعيد بن المسيب : القلب السليم : هو القلب الصحيح ، وهو قلب المؤمن; لأن قلب [ الكافر و ] المنافق مريض ، قال الله : ( في قلوبهم مرض ) [ البقرة : 10 ] . وقد امتن الله على المؤمنين بان وفقهم لاختيار طريق الهدى والايمان فقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)[الْحُجُرَاتِ: 7] وبالايمان الصحيح الذي تنعقد عليه القلوب تكون الطمأنينة والسكينة والثبات في الحياة ؛ قال تعالى:- (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرَّعْدِ: 28]
وقد ارشد سبحانه الى وجوب استنارة العقل والقلوب فقال:- (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الْحَجِّ: 46].
فصلاح القلب والفكر أعظم ما يسعى في تحصيله العبد؛ لأن بصلاحه يصلح سائر البدن كما قال صلى الله عليه وسلم: "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ". متفق عليه.
وقد جاء في الحديث بيان ان القلب موقع نظر الله من جسد الانسان؛ فعلى ذلك وجب عليك تطهيره لينظر الله الى قلبك وهو سليم من كل حسد وبغضاء وحقد وكراهية وسوء طوية ؛ فقد قال صلى الله عليه واله وسلم ؛- "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وقد= روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مر بهذه الآية : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) وقف ، ثم قال : " اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وخير من زكاها " .
وكان من دعاءه عليه واله الصلاة والسلام : "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ). وكان يدعو ويقول:- "اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).وكان صلى الله عليه وسلم يقول : - "اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَ الْبَرَدِ، وَ نَقِّ قَلْبِيّ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ" متفق عليه .
وقَالَ سُبْحَانَهُ يصف وحدة مشاعر المسلمين وامتداد حبهم لبعضهم عبر الزمن: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]. وَمِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْحَابَهُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- بَعْدَ التَّشَهُّدِ فِي الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ..."(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ).
وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). وكان من دعاء النبي ﷺ الجامع في هذا الباب :- (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا. أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا).رواه مسلم .
وختاما ندعو بما علمنا وارشدنا الله تعالى بقوله:_ (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آلِ عِمْرَانَ: 7- 8].والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
متصل
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4235
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 66

18- من دروس القران التوعوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: 18- من دروس القران التوعوية   18- من دروس القران التوعوية I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am

بسم الله الرحمن الرحيم
18- من دروس القران التوعوية ؛-
تزكية النفس والمجتمع !!
التزكية في اللغة تعني التطهير والتنمية، وهي من الفعل زكى،ومعناه طاب وطهر ونما نموا حسناً ...
والتزكية في الاصطلاح نستطيع ان نقول عنها: هي الارتقاء بالنفس والسمو بها عن دنيء الصفات ومذموم الخصال وسيء الاعمال و الاخلاق؛ والاتصاف والتحلي بمكارمها ...
والتزكية في الاسلام تقوم على امرين :- 1- التخلي 2- التحلي
او كما قال علماؤنا رحمهم الله التخلية والتحلية؛ فاتخلية ان يتخلى الانسان عن كل مذموم هابط رديء يسقطه وينقصه؛ والتحلية ان يتحلى بكل ما هو ممدوح من الصفات والاخلاق والاعمال ليرتقي درجات سلم الكمال والتكامل.
فنجد اذا ان امر التزكية يحصل بتطهير النفس من خسائس الخصال ومذموم الصفات والاعمال ؛ و تطهير العقل والقلب من ادران و شوائب الفكر والشك والشرك، وتطهير القلب من الاحقاد وآفة الحسد والبغضاء .. وما شابه من مذموم الاخلاق والصفات والخصال . فلذلك كانت امنية ودعوة ابينا ابراهيم التي وصف فيها مهام النبوة والرسالة :- {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)البقرة} وقد استجاب الله تعالى دعوة ابينا ابراهيم وامتن على هذه الامة بان بعث فيها من يعلمها الكتاب والحكمة ويزكيهم هم ومن تبعهم وجاء بعدهم سائرا على طريقهم وملتزما طريقتهم :- {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4) الجمعة}...
فبتلاوة الكتاب واتباعه فكرا وسلوكا وبالتعليم للعقائد والاحكام تحصل الطهارة والتزكية للنفس والسلوك.. وتحصيل الحكمة التي هي معرفة صلاح امر الناس وسياستهم بذلك حسب منهج الرسول التي ترثقي بعقلية الانسان ونفسيته التي تنهض بذلك عن الهبوط بفكر ضلال الجاهلية؛تتابع اجيالهم على ذلك ما استقاموا عليه فيحصلوا الخيرية التي وصف بها تعالى هذه الامة العظيمة بدينها العظيم :_ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)ال عمران}.
والمتتبع في القران الكريم يجد ان التزكية دوما طلبها الله تعالى وجعل موضعها النفس ، (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (18- من دروس القران التوعوية 1f60e قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9)الشمس)...
وقد بين لنا الله تعالى في القران الكريم ان التزكية فعال يستطيع الانسان فعلها واتيانها؛ فاخبر عن ميزاتها بالخبر الطالب للفعل في عدة ايات منها :-
{جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ ﴿٧٦ طه﴾}__{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨ فاطر﴾}_ففعل التزكية وتحصيلها عائد على الانسان في الدنيا بان يحيى حياة طيبة طاهرة؛ وفي الاخرة حيث الجزاء الحسن ..
وقد امر تعالى بطلبها من العباد فقال:-
{فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ ﴿١٨النازعات﴾}...
وبين ان طريق الفلاح والنجاح لا يبلغه الا من عمل على تزكية نفسه وحرص على تطهيرها : {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ﴿١٤ الأعلى﴾}..
وبين لنا ان اتيان المال واعطاءه لمحتاجه او انفاقه في وجهه المشروع انما هو جزء من اعمال التزكية وخطوة على طريق تحصيلها فقال سبحانه واصفا حال المؤمن في اتيان ماله:- {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ﴿١٨ الليل﴾} اي يطلب باداء ماله تزكية النفس وتطهيرها من الحرص والجشع والطمع ويتخلى عنه ويتحلى بالكرم والجود بالانفاق مما جاد به عليه الجواد الكريم سبحانه ..
لقد أراد الله تعالى للمجتمع أن يعيش التزكية تصرفاً وسلوكاً عملياً، بحيث يتحول المجتمع كلّه إلى مجتمع نقيّ وخالص من المشاعر المنحرفة، ومن الكراهية والنفاق والغشّ والكذب والتّضليل، أن يكون مجتمعاً يتوجه بكلّ أفراده إلى ما يرضي الله في حركته ومواقفه، مجتمعاً يعتمد الحقّ، ويبتغي الحقيقة، ويحيا الوحدة والمصالحة الاخوة والتآخي والسّلام والامن .
وقد ذكر القلب في القران بالصلاح والسلامة بصلاح الفكر وسلامة الصدر من غوائل الاحاسيس والمشاعر؛ فتنقلب القلوب لتهوى وتحب في الله ولله؛ وتكره وتبغض في الله ولله.. فبين لنا ان النجاة في الاخرة لا تكون الا بسلامة القلب من الشرور والمفاسد ؛ حيث قال تعالى:- {(يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)الشعراء)}. قال سعيد بن المسيب : القلب السليم : هو القلب الصحيح ، وهو قلب المؤمن; لأن قلب [ الكافر و ] المنافق مريض ، قال الله : ( في قلوبهم مرض ) [ البقرة : 10 ] . وقد امتن الله على المؤمنين بان وفقهم لاختيار طريق الهدى والايمان فقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)[الْحُجُرَاتِ: 7] وبالايمان الصحيح الذي تنعقد عليه القلوب تكون الطمأنينة والسكينة والثبات في الحياة ؛ قال تعالى:- (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرَّعْدِ: 28]
وقد ارشد سبحانه الى وجوب استنارة العقل والقلوب فقال:- (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الْحَجِّ: 46].
فصلاح القلب والفكر أعظم ما يسعى في تحصيله العبد؛ لأن بصلاحه يصلح سائر البدن كما قال صلى الله عليه وسلم: "أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ". متفق عليه.
وقد جاء في الحديث بيان ان القلب موقع نظر الله من جسد الانسان؛ فعلى ذلك وجب عليك تطهيره لينظر الله الى قلبك وهو سليم من كل حسد وبغضاء وحقد وكراهية وسوء طوية ؛ فقد قال صلى الله عليه واله وسلم ؛- "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
وقد= روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مر بهذه الآية : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) وقف ، ثم قال : " اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وخير من زكاها " .
وكان من دعاءه عليه واله الصلاة والسلام : "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ). وكان يدعو ويقول:- "اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).وكان صلى الله عليه وسلم يقول : - "اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِمَاءِ الثَّلْجِ وَ الْبَرَدِ، وَ نَقِّ قَلْبِيّ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ" متفق عليه .
وقَالَ سُبْحَانَهُ يصف وحدة مشاعر المسلمين وامتداد حبهم لبعضهم عبر الزمن: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]. وَمِنَ الدُّعَاءِ الَّذِي عَلَّمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَصْحَابَهُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- بَعْدَ التَّشَهُّدِ فِي الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ..."(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ).
وَكَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). وكان من دعاء النبي ﷺ الجامع في هذا الباب :- (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا. أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا).رواه مسلم .
وختاما ندعو بما علمنا وارشدنا الله تعالى بقوله:_ (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آلِ عِمْرَانَ: 7- 8].والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
متصل
 
18- من دروس القران التوعوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: قسم خاص - محمد بن يوسف الزيادي-
انتقل الى: