تعريف المظهر الغريزي مع الامثله
المظهر الغريزي هو دافع غريزي مفطور عليه الإنسان مثل حب السيادة والخوف والشجاعة و..،
وباستقراء واقع الدوافع السابقة نجد أنها تصب في هدف واحد وهو حفظ النفس أي البقاء.
فهناك غريزة البقاء وتتمثل في عدة مظاهر، يبرز بعضها عن أشخاص وبعضها عند أخر.
فالغريزة : هي جزء من ماهية الانسان لا يمكن الغائها او استئصالها بالكلية
بينما المظهر الغريزي كونه مظهر من مظاهر الغريزة الواحدة يمكن أن يطغى مظهر على آخر...ففي غريزة النوع قد يطغى المظهر الجنسي على المرء فيقبل عليه ويحب زوجه أكثر من والديه أو أبنائه
فالغريزة – كما يقول الأستاذ محمد حسين عبد الله في كتاب مفاهيم إسلامية- خاصية فطرية موجودة في الإنسان من أجل المحافظة على بقائه، ومن أجل المحافظة على نوعه، ومن أجل أن يهتدي بها إلى وجود الخالق،
والغرائز الثلاث موجودة في الإنسان، ولا يمكن القضاء عليها، ولا أن يسلبها الإنسان من الإنسان، ولكن بعض مظاهر الغريزة الواحدة يمكن كبتها أو محوها وإحلال أحدها محل الآخر، فيمكن أن يحل حب الزوجة محل حب الأم، وحب السيادة محل حب التملك وتقديس البشر والأصنام محل عبادة الله، ولكن لا يمكن محو الغريزة كلها واستئصالها من الإنسان، لأن الغريزة جزء من ماهية الإنسان، بينما المظهر الغريزي ليس جزءاً من ماهية الإنسان
المظهر الغريزي
هو شعور وليس هو بالميل. فمظاهر الغرائز هي المشاعر ، فالخوف مظهر لغريزة حب البقاء ، والخوف شعور . والشعور يُطلق عليه أيضاً " الإحساس " فتقول : الإحساس بالخوف كما تقول الشعور بالخوف . وعلى ذلك فمظاهر الغرائز هي المشاعر وهي الأحاسيس وهي نفسها دوافع الإشباع . والحاجات العضوية كالإحساس بالجوع والعطش هي أيضاً دوافع للإشباع . فدوافع الإشباع هي مظاهر الغرائز والحاجات العضوية.
أمّا الميول فهي دوافع الإشباع مربوطة بالمفاهيم عن الحياة. فالميل هو الشعور المرتبط بمفهوم عن الشيء الذي أثار الشعور . ومع أن المفهوم هو فكر مرتبط بالشعور إلا أن الميل لا يوجد من ربط الشعور بالفكر وإنما يوجد من الشعور مربوطاً بمفهوم موجود أي بفكر تحوّل مُسبقاً إلى مفهوم .
الغرائز هي خاصيات في الانسان خلقها الله فيه ليحافظ بها على نفسه
اما المظاهر الغريزية__فهي الترجمة العملية لهذه الخاصيات
فالغرائز الانسانية ثلاثة
وهي غريزة التدين
وغريزة حب البقاء
وغريزة النوع
ولكل غريزة من تلك الغرائز مظاهر متعددة
فغريزة حب البقاء__من مظاهرها حب التملك والخوف وحب السيادة.......
وغريزة التدين__ مظهرها حب التقديس
وغريزة النوع__من مظاهرها الميل الجنسي ميل الذكر للانثى وبالعكس والابوة والبنوة.......
وهي بهذا الحال المتجرد من ارتباطها باي فكر هي عند الحيوان كما هي عند الانسان
والغرائز الثلاث موجودة في الإنسان، ولا يمكن القضاء عليها، ولا أن يسلبها الإنسان من الإنسان، ولكن بعض مظاهر الغريزة الواحدة يمكن كبتها أو محوها وإحلال أحدها محل الآخر، فيمكن أن يحل حب الزوجة محل حب الأم، وحب السيادة محل حب التملك وتقديس البشر والأصنام محل عبادة الله، ولكن لا يمكن محو الغريزة كلها واستئصالها من الإنسان، لأن الغريزة جزء من ماهية الإنسان، بينما المظهر الغريزي ليس جزءاً من ماهية الإنسان
مظهر الغريزة : هو ما يدلّ على وجود الغريزة المفطورة في الإنسان .. والتي فطره الله عليها.. وكما وضحها الأخ مشفق جزاه الله خيراً.
ولغرض التفصيل والبيان :
فالمظاهر الغريزية ومنها الميول مثل : الإحساس بالإحتياج إلى المعبود ينبثق من وجود غريزة التدين
والحب والشهوة ميل ينبثق من غريزة النوع.
والخوف كذلك ينبثق من غريزة البقاء.
وأما الصلاة : فهي فعل لإشباع غريزة التديّن وحاجة الإنسان إلى المعبود.
والجماع : فعل لإشباع غريزة النوع وما ينتج عنها من الميل .
والهرب : فعل يُعالج الخوف النابع من غريزة البقاء.
طبعاً الأمثلة بغضّ النظر عن موضوع تنظيمها وفق شريعتنا الإسلاميّة .
الزواج والنظافة والأكل والهرب والمواجهة والتملك والصلاة كلها أفعال وليست مشاعر، وأمّا المشاعر فهي الدافع لها . فمثلا رؤية الأفعى يُثير فيك الشعور بالخوف فيدفعك للهرب . فالخوف شعور وهو الدافع للسلوك ، والهرب هو سلوك بدافع الخوف .
ان الغرائز تدفع الانسان للقيام بالأعمال من اجل الإشباع فإذا رتبنى المراحل من البدايه الى ان يحصل الإشباع فنجدها كما يلي
إثاره - دوافع -مظهر - اشباع
فدافع هو شعور أيضاً غير انه اذا كان المظهر شعور فكيف تم التعرف على وجود الغرائز عند الانسان ؟
إذا اقترب منك أسد فإنك تشعر بالخوف ، والخوف يدفعك للهرب.
الأسد ( واقع مثير ) – الشعور بالخوف ( دافع للإشباع ) - الهرب ( سلوك )
الأسد يُهدد بقاءك، غريزة حب البقاء تتحرك عبر مظهر الخوف ، الخوف على حياتك يدفعك للهرب .
فالمشاعر هي نفسها مظاهر الغرائز وهي نفسها دوافع الإشباع.
ثلاثة مشاعر أصلية توجد في الإنسان : شعوره بالبقاء والخلود، شعوره ببقاء النوع الإنساني، شعوره بالعجز الطبيعي عن إشباع شعوره بالبقاء وبقاء نوعه، والذي ينشأ عنه الشعور بالاحتياج للخالق المدبر. وهذه هي الغرائز الثلاث التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الإنسان : غريزة حب البقاء، غريزة النوع، غريزة التدين.
وكل شعور من هذه المشاعر الأصلية الثلاثة يكون في حالة سكون، ولا يتحرك في ( داخل الإنسان ) إلا بفعل ( المثيرات الخارجية ) ، وتحركه إنما يكون عبر واحد أو أكثر من عدة مشاعر تُسمى ( مظاهر الغريزة )، والشعور ( مظهر الغريزة ) الذي يتحرك يتعين بحسب المؤثر الخارجي. ومظاهر الغريزة الواحدة كلها تشترك في أنها تخدم نفس الغرض الذي خَلقَ الله سبحانه وتعالى لأجله تلك الغريزة في الإنسان.
فمثلا : الخوف والشجاعة والتملك والقطيع هي مظاهر لغريزة حب البقاء.
وكل شعور يتعلق ب ( بقاء ذاتك ) هو مظهر لغريزة حب البقاء .
ومثلا : الأمومة والأبوة والإشفاق على مسكين هي مظاهر لغريزة النوع .
وكل شعور يتعلق ب ( بقاء غيرك من بني الإنسان ) هو مظهر لغريزة النوع .
ومثلا : التقديس والتبجيل والإحترام هي مظاهر لغريزة التدين.
وكل شعور يتصل ب ( عجزك الطبيعي عن إشباع شعورك ببقاء ذاتك أو بقاء نوعك ) هو مظهر لغريزة التدين.
وعليه، فوجود الغرائز وكونها ثلاث غرائز أدركناها أولاً من خلال المشاعر المتنوعة التي تتحرك في داخلنا تبعاً لاختلاف المثيرات الخارجية. وثانياً من خلال إدراكنا أن هذه المشاعر على تنوعها لا تخدم إلا ثلاثة أغراض رئيسة هي : بقاء الذات ، بقاء النوع الإنساني ، العجز والاحتياج للخالق المدبر .
وهذه الغرائز الثلاث هي الطاقة التي تدفع الإنسان للحركة في الحياة، فعملها في الإنسان كالموتور تدفعه للحركة. والحياة هي النمو والحركة، فالإنسان بدون الغرائز مجرد كتلة نامية نائمة حتى يموت فيندثر. فلو لم توجد في الإنسان لانتهى الجنس البشري بموت سيدنا آدم عليه السلام وزوجه. والخاملون من بني الإنسان تجدهم على الدوام في الفعل الماضي أي دوماً في مؤخرة الركب. والخمول يعود لسكون أو ركود في دوافع الإشباع أو بيات في المشاعر، فلا يوجد الحافز للحركة فيظل واقفاً في مكانه مُنتظراً اللاشيء أو لا ينتظر شيئاً. ولأن الحركة الدماغية والتي هي العقل تحتاج إلى حافز لكي تعمل تجد البلادة العقلية ظاهرة في هؤلاء. وأمّا الأكثر نشاطاً والأكثر حيوية من بني الإنسان فذوي المشاعر المُتّقدة، وصُنّاع التاريخ يكونون من هؤلاء .
----------
حوار منقول
قلت : ( ولكن لا يمكن ان يكون المظهر شعور مثله مثل الغريزه والا كيف تم التعرف على وجود الغريز ه. عند الانسان فالشعور يحس ولايظهر )
قولك : ( فالشعور يحس ) نُحس به في داخلنا، وهذا جانب من المقصود بظهور الشعور، وأمّا الجانب الآخر فأولا ما يُحدثّه الشّعور من تأثير في هيئة الإنسان كالرعب الذي تراه في وجهه، وثانياً تأثيره على السلوك فقد تميز بين هروب الخائف وبين سرعة الحركة من دون خوف.
قلت : ( وايضا فان الغريزه لايمكن محوها وليس كذلك مظهره )
تخيل سلكاً نحاسياً قبل وبعد مرور التيار الكهربي. ( التيار الكهربي ) هو الشعور و ( السلك النحاسي ) هو الغريزة، و( البطارية ) هي المؤثر الخارجي ، و ( اللمبة ) هي السلوك. التيار الكهربي ( الشعور ) يتكون في السلك ( الغريزة ) من حركة الإلكترونات ( الأيونات ) بتأثير من البطارية ( المثير الخارجي ) بما يؤدي إلى إضاءة اللمبة ( السلوك ). إذا أزلنا البطارية ( المثير الخارجي ) توقف التيار الكهربي ( الشعور ) فتنطفيء اللمبة ( السلوك ) ويظل السلك ( الغريزة ) موجوداً . هذا المثال يوضّح صلة المظهر الغريزي بالغريزة، وكيف أن المظهر الغريزي ( الشعور ) يختفي والغريزة تظل موجودة. فالمظهر الغريزي هو الجزء القابل للشحن من الغريزة، فإذا تمَّ شحنه تحرك مثل التيار الكهربي فيدفع الإنسان للقيام بالعمل والذي هو بمنزلة تفريغ للشحنات المتحركة. وإذا لم يوجد مصدر الشحن فيظل المظهر الغريزي في حالة سكون كجزء من الغريزة. وإنشاء الله تعالى في مشاركة أخرى سأحاول توضيح إختلاف الغرائز الثلاث وكذلك تنوع المشاعر في الغريزة الواحدة.
قلت : ( فان قلت مجرد الإحساس بها من الانسان نفسه يكفي إثبات على وجودها اقول هذا لايكفي لتعميمها على البشريه )
إذا كان الإنسان يُحس بها فالبشرية قطعاً تُحس بها .
قلت : ( غير انه الغرائز موجوده عند الحيوان ولكنه لم يبلغنا عن وجودها او إحساسه بها )
أنت هنا تُقر بوجود الغرائز عند الحيوان ومن غير أن يبلغنا عن وجودها أو إحساسه بها، فكيف عرفنا بوجودها ؟ وإذا عرفنا بوجودها عند الحيوان فكيف لا نعرف بوجودها عند الإنسان ؟
لا أعلم ان البشر اختلفوا في وجود الغرائز في الإنسان ، الخلاف الذي أعلمه هو فقط في هل المشاعر التي تتحرك تجاوباً مع المؤثرات الخارجية وتدفع الإنسان للقيام بالأعمال طلباً للإشباع هل هي غرائز أم مظاهر للغرائز ؟
سألت : ( كيف تم التعرف على وجود الغريز ه. عند الانسان ) ؟
يُحسس الإنسان بالخوف والشجاعة ويميل للتجمع، ويحب التملك ويرغب في السيادة، وبالتدقيق في هذه المجموعة من الأحاسيس تجد أن كل واحد منها يتعلق ببقاء الإنسان. فكل منها هو إحساس نابع عن شعور الإنسان ( بالبقاء والخلود ). إذا تعرض الإنسان لما يُعتبر تهديداً لبقائه فإما أن يشعر بالخوف أو يشعر بالشجاعة أو يميل للتجمع. إذا خاف يهرب أو يتملق حتى ينجو، وقد يتحرك فيه الشعور بالشجاعة فيواجه الخطر لإزالته أو يتجمع مع غيره لمواجهة خطراً مشتركاً. فلو لم يكن الشعور بالبقاء والخلود متأصلاً فيه فلماذا ومن ماذا وعلى ماذا يخاف ؟
لاحظ أن الخوف والشجاعة والتجمع كلها ( أحاسيس ) تتحرك في ( داخل الإنسان ) عند ( إحساسه ) بوجود ( خطر على حياته ). وكل واحد منها يدفعه دفعاً للقيام بالأعمال ولاتخاذ الوسائل التي تمكنه من ( الحفاظ على حياته ).
أمّا حب السيادة وميله للتملك فهما أيضاً إحساسان من أحاسيس شعوره المتأصل بالبقاء والخلود. فما صلتهما بالبقاء والخلود ؟
السيادة والتملك تدفعان الإنسان لامتلاك ( السلطة والمال ) والسلطة وحدها تعني امتلاك القوة والمال، فهل للسيادة والتملك صلة بشعوره بالبقاء والخلود ؟
من ناحيتين :
الأولى : هما أفضل الوسائل لدرء ومواجهة المخاطر المحتمل وقوعها .
الثانية : البقاء في الحياة بالصورة الأفضل. الفقير والغني، القوي والضعيف، صورتان متناقضتان، فلكل منهما حياة تختلف عن حياة الآخر.
وعليه، فمظاهر ( الخوف، الشجاعة، التجمع ) يُثيرها الإحساس بخطر موجود فعلا، وأمّا مظهري ( السيادة والتملك ) فيثيرهما أولا الإحساس الدائم بقابلية تعرض الإنسان في أي وقت لما يُعتبر تهديداً لبقائه، وثانياً الإحساس بالوسائل المادية التي من شأنها أن ترتقي بمستوى عيش الإنسان . وكما تعلم أن المثير الخارجي للغريزة قد يكون واقعاً محسوساً متصلاً بالغريزة أو يكون فكراً متعلقاً بالواقع المثير.
ألخّص ما سبق بالآتي :
الغرائز الثلاث هي مشاعر متأصلة في الإنسان نشعر بها كما نشعر بالمظهر الغريزي لكن الإحساس بها لا يحصل إلا إذا تحرك أحد مظاهرها، فإذا شعرت بالخوف من سيارة مسرعة باتجاهك فإن إحساسك بالخوف لا ينفصل عن إحساسك بالبقاء والخلود ، فخوفك من الدهس هو خوف على حياتك. فأنت تُحس بالخوف وفي نفس الوقت هو إحساس بالخوف على حياتك، فالتلازم حاصل بينهما. فالمظهر الغريزي شعور يظهر ويختفي بتأثير خارجي، والغريزة شعور ثابت ساكن لا نُحِس بوجوده إلا إذا تحرك عبر أحد مظاهره والذي هو الجزء القابل للشحن منه كما أوضحت سابقاً.