نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبيل - القدس

البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ابرز المواضيع - اضغط على الكتابة

شجرة العشاق وثمرة الأشواق - نبيل القدس

اعذب الكلام قسم الشعر

قضايا للمناقشة

اعلام وشخصيات

براعم المنتدى - اطفالنا

إبداعات الأعضاء - أشعار وخواطر
معرض الصور

غناء عراقي
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث


 

المواضيع الأخيرة
» 25- الحلقة الخامسة والعشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitimeاليوم في 3:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- الحلقة الرابعة والعشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitimeاليوم في 12:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تحت السيطرة لطفي بوشناق و عبد الله مريش
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitimeأمس في 10:39 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 23- الحلقة الثالثة والعشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitimeأمس في 12:54 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حياد - روضة بوسليمي
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-27, 9:00 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» مع القران في شهر القران - الاعجاز البلاغي !!
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-27, 2:20 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ((طوفان الأقصى زلزلهم))
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-27, 2:03 am من طرف منير علوان

» ((نحن زعامةالعرب)) - الشاعر منير علوان
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-27, 1:55 am من طرف منير علوان

» 22- الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة اثر العبادات في النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-27, 12:07 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» المعاناة في مجتمعاتنا انما هي شيء طبيعي
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-26, 6:33 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» دعاء الشرق - محمد عبدالوهاب
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-26, 6:29 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» روح الروح - بينك وبيني
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-26, 6:23 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» عبدالله علوش - قصيدة خلف طاوله السخافه
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-26, 5:55 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 21- الحلقة الواحدة والعشرون من سلسلة اثر العبادات على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-26, 7:28 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- الحلقة العشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-26, 2:24 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19- الحلقة التاسعة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-25, 11:25 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رمضان ومفهوم ومعنى علو الهمة
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-25, 9:38 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» صلاة النصر او الفتح او الشكر !!
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-25, 1:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 1- الحلقة الاولى من حديث الاثنين - مباحث في العقيدة
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-25, 1:19 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-24, 9:42 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- الحلقة السابعة عشرة من اثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-24, 2:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- الحلقةالسادسة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-24, 12:20 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» اسمع كلامي اسمع ولك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 11:23 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» اغنية الدنيا كثير ليش تفكر فيها ؟
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 11:06 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» يوم على يوم - فهد بلان
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 10:54 pm من طرف نبيل القدس ابو اسماعيل

» 15- الحلقة الخامسة عشرة من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 8:38 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» --- ترقبوا ----!! كل يوم اثنين !!
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 7:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» قصة وثيقة الحصار والمقاطعة الظالمة !!!
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 2:45 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 14- الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة اثر العبادة على النفس والسوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-23, 2:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13-الحلقة الثالثة عشرة من حلقات اثر العبادة التربوي على النفس والسلوك
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2024-03-22, 1:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

المواضيع الأكثر شعبية
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
اسماء الجن الكفار و المسلمين
دعاء الهى انت تعلم كيف حالى....كلمات رائعه لمشارى راشد///خوخه
ومدحت بطيبة طه - صلى الله على محمد - مديح نبوي ولا أجمل
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
من ذا يبلغها بأني متعب - كلمات علي العكيدي
مقهى المنتدى
عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 122 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 121 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
المواضيع الأكثر نشاطاً
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
مقهى المنتدى
تعالو نسجل الحضور اليومي بكلمة في حب الله عز وجل
صورة اعجبتني لنجعلها صفحة لكل من عنده صورة مميزة او كريكاتير او منظر رائع ومميز/سعيد الاعور
صباح الخير- مسا الخير-منتدانا -النبيل- بعيونكم ولعيونكم صباح الخير-سلام الله عليكم -مساء الخير -ليلة سعيدة ///سعيد الاعور 29.02.2012
صفحة الاستغفار اليومي لكل الاعضاء ـ لنستغفر الله على الاقل 3 مرات في الصباح والمساء//سعيد الاعور
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
سجل حضورك اليومي بالصلاه على نبي الله
من هنا نقول صباح الخير - مساء الخير - زهرة اللوتس المقدسية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38767
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
معتصم - 12434
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 3840
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
العرين - 1193
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
نبيل القدس ابو اسماعيل
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
زهره النرجس
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
معتصم
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
معمر حبار
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
هيام الاعور
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
د/موفق مصطفى السباعي
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
sa3idiman
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
لينا محمود
معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_rcapمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_voting_barمعلومات شرعية عن الرايات والالوية I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1023 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو الدكتور غسان المنذر فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 65879 مساهمة في هذا المنتدى في 19948 موضوع
مواضيع مماثلة
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


 

 معلومات شرعية عن الرايات والالوية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد بن يوسف الزيادي




الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3840
تاريخ التسجيل : 03/05/2010
العمر : 65

معلومات شرعية عن الرايات والالوية Empty
مُساهمةموضوع: معلومات شرعية عن الرايات والالوية   معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2015-11-25, 1:40 pm

قال ابنُ عباس رضي الله عنه: (كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض) رواه الترمذي.

وعن جابر رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم "دخَل مكَّةَ ولِواؤهُ أَبيضُ) رواه أَبو داود.

يقول السرخسي رحمه الله في شرح السير الكبير: (وإنّما اُستُحِبَّ في الراياتِ السوادُ لِأنَّهُ عَلَمٌ لأَصحابِ القتال، وكلُّ قومٍ يُقَاتلون عندَ رايتهمْ، وإذا تفرَّقوا في حالِ القتال يتمكَّنُون مِنْ الرُّجوع إلى رايَتهمْ، والسَّوادُ في ضوْء النَّهار أَبْيَنُ وأَشْهَرُ مِنْ غَيْرِهِ خُصُوصًا في الْغُبَارِ. فلهذا اُسْتُحِبَّ ذلك. فأَمَّا مِنْ حَيثُ الشَّرعُ فلا بأْس بِأَنْ تُجْعَلَ الراياتُ بِيضًا أَو صفرًا أَو حُمْرًا، وإِنَّما يُخْتَارُ الْأبيَضُ في اللِّوَاءِ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحبَّ الثِّيابِ عِنْدَ اللَّه تعالى الْبِيضُ، فَلْيَلْبَسْهَا أَحْياؤُكُمْ وَكَفِّنُوا فيها موْتاكُمْ". واللِّواءُ لا يكونُ إلَّا واحدًا في كُلِّ جيْشٍ، ورُجوعُهُمْ إليهِ عنْدَ حاجَتهمْ إلى رَفْعِ أُمورهِمْ إلى السُّلْطَانِ. فَيُخْتَارُ الأَبيَضُ لذلكَ ليَكُونَ مُمَيَّزًا مِنْ الرَّاياتِ السُّودِ الَّتي هيَ للْقُوَّادِ).

وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (وكانت له راية سوداء يقال لها: العُقاب، وفي سنن أبي داود عن رجل من الصحابة قال: رأيتُ راية رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صفراء، وكانت له ألوية بيضاء، وربما جعل فجها الأسود).

الأحاديث الواردة فيها:

يقول ابن القيم رحمه الله: (وكان يرتِّبُ الجيش والمقاتلة، ويجعلُ في كل جنبةٍ كُفْئاً لها، وكان يُبارَزُ بين يديه بأمرِهِ، وكانَ يَلُبَسُ لِلحرب عُدَّتَه، ورُبَّمَا ظاهر بين دِرْعَيْنِ، وكان له الألويةُ والرايات.. وكان يرتب الصفوف ويُعَبِّئُهُم عند القتال بيده، ويقول: "تقدَّم يا فلان، تأخَّر يا فلان" وكان يستحب للرجُلِ منهم أن يُقاتل تحت راية قومِه).

أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه: (باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم)؛ أن قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل.

وتحت باب " أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح " قال: (عن هشام عن أبيه قال: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشاً؛ خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه، لكأنها نيران عرفة؟ فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: "احبس أبا سفيان عند خطم الجبل، حتى ينظر إلى المسلمين". فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، قال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار، قال: مالي ولغفار، ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان.. اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحل الكعبة. فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الدمار. ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب، فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: "ما قال؟"، قال: كذا وكذا، فقال: "كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، يوم تكسى فيه الكعبة". قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون، قال عروة: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية؟).

وأخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب - وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان - ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له)، وفي لفظ: (حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم).

يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (فدنا العدوُّ، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبَّأ المسلمون ثم اقتتلوا والرايةُ في يد زيدِ بن حارثة، فلم يزل يُقاتل بها حتى شَاطَ في رماح القوم وخرَّ صرِيعاً، وأخذها جعفرٌ، فقاتل بها حتى إذا أرهقه القتالُ اقتحم عن فرسه فعقرَها ثم قاتَل حتَّى قُتِلَ، فكان جعفر أوَّل مَن عَقَرَ فرسَه في الإسلامِ عند القتال، فقُطِعَتْ يمينُه فأخذ الراية بيساره، فَقُطِعَتْ يسارُه فاحتضن الراية حتى قُتِلَ وله ثلاث وثلاثون سنة، ثم أخذها عبدُ الله بن رَوَاحةَ وتقدَّم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزِلُ نفسه ويتردد بعض التردد ثم نزل، فأتاه ابنُ عم له بعَرق من لحم فقال: شُدّ بها صُلْبَك، فإنك قد لقيتَ في أيَّامِكَ هذِهِ ما لقيت، فأخذها مِن يده، فانتهس منها نهسة، ثم سمع الحَطْمَةَ في ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه مِن يده، ثم أخذ سيفه وتقدَّم، فقاتل حتَّى قُتِلَ، ثم أخذ الراية ثابتُ بن أقْرَم أخو بني عَجلان، فقال: يا معشر المسلمين؛ اصطلحُوا على رجل منكم، قالوا: أنتَ، قال: ما أنا بفاعلٍ، فاصطلح الناسُ على خالد بن الوليد، فلما أخذ الرايةَ دافع القومَ وحاش بهم، ثم انحاز بالمسلمين وانصرف بالناس"، وأخرج البخاري ومسلم عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي ابن أبي طالب". فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: "فأرسلوا إليه". فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم").

وفي زاد المعاد أن النبي صلى الله عليه وسلم "حين انصرف من خيبر إلى وادي القُرَى وكان بها جماعةٌ من اليهود، وقد انضاف إليهم جماعةٌ من العرب، فلما نزلوا استقبلهم يهودُ بالرمي، وهم على غير تعبئةٍ فعبَّأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لِلقتال وصفَّهم، ودفع لواءه إلى سعدِ بْنِ عُبادة ورايةً إلى الحُباب بن المنذر، ورايةً إلى سَهل بن حُنيف، ورايةً إلى عبَّاد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءَهم وحسابهم على الله، فبرز رجل منهم فبرز إليه الزبيرُ بن العوَّام فقتله، ثم برز آخرُ فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه عليُّ بن أبى طالب رضي الله عنه فقتله، حتى قُتِلَ منهم أحد عشرَ رجلاً، كلما قُتِلَ منهم رجلٌ دعا مَن بقي إلى الإسلامِ، وكانت الصلاة تحضُر ذلك اليومَ، فيُصلِّي بأصحابه، ثم يعودُ فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أَمْسوا، وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطَوْا ما بأيديهم، وفتحها عَنوة، وغنّمه اللهُ أموالهم، وأصابُوا أثاثاً ومتاعاً كثيراً".

وفيه أيضاً أنه حين "قَدِمَ عليه صلى الله عليه وسلم وفد صُداء لما انصرف من الجِعْرَانَةِ؛ بعث بعوثاً وهيأ بعثاً استعمل عليه قيسَ بنَ سعدِ بن عبادة، وعقد له لواءً أبيض ودفع إليه رايةً سوداء، وعسكر بناحية قناة في أربعمائةٍ مِن المسلمين".

الفوائد والأحكام المستفادة:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: (وفي هذه الأحاديث استحباب اتخاذ الألوية في الحروب، وأن اللواء يكون مع الأمير أو من يقيمه لذلك عند الحرب)، وقد تقدم حديث أنس: (أخذ الراية زيد بن حارثة فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب.. الحديث).

وقال الشافعي رحمه الله في كتاب الأم: (وجعل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين شعاراً وللأوس شعاراً وللخزرج شعاراً وعقد النبي صلى الله عليه وسلم الألوية عام الفتح فعقد للقبائل قبيلةً قبيلة حتى جعل في القبيلة ألوية كلُّ لواء لأهله وكلُّ هذا ليتعارف الناس في الحرب وغيرها وتخفُّ المؤنة عليهم باجتماعهم وعلى الوالي كذلك؛ لأن في تفريقهم إذا أريد والأمرُ مؤنةٌ عليهم وعلى واليهم وهكذا أحبُّ للوالي أن يضع ديوانه على القبائل ويستظهر على من غاب عنه ومن جهل ممن يحضره من أهل الفضل من قبائلهم).

وقال الشوكاني رحمه الله عن القتال تحت راية قومه في كتاب نيل الأوطار: (إنما كان ذلك مشروعًا لما يتكلفه الإنسان من إظهاره القوة والجلادة إذا كان بمرأى من قومه ومسمع بخلاف ما إذا كان في غير قومه فإنه لا يفعل كفعله بين قومه لما جبلت عليه النفوس من محبة ظهور المحاسن بين العشيرة وكراهة ظهور المساوئ بينهم ولهذا أفرد صلى اللّه عليه وآله وسلم كل قبيلة من القبائل التي غزت معه غزوة الفتح بأميرها ورايتها كما يحكي ذلك كتب الحديث والسير)‏.‏

ويقول ابن القيم رحمه الله عن فقه قصة وفد صُداء: (فيها استحبابُ عقد الألوية والرايات للجيش، واستحبابُ كـونِ اللِّواء أبيض، وجواز كونِ الراية سوداء مِن غير كراهة).

مما تقدم يتبين لنا أهمية الرايات وحرص النبي صلى الله عليه وسلم عليها بل وتضحية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه من أجل ألا تسقط راية الإسلام كما مر أنه قاتل بها حتى قُطِعَتْ يمينُه، فأخذ الراية بيساره، فَقُطِعَتْ يسارُه، فاحتضن الراية حتى قُتِلَ ولذا سُمّي جعفر الطيار وأيضاً تنافس الصحابة أيهم يعطى الراية - يومَ خيبر - دليلٌ على أهميتها وشرفها ومنزلتها في النفوس وإعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم الراية لأحد أصحابه دليلٌ على محبة الله ورسوله له ومحبته لله ورسوله.

والراية لها جانبان: الجانب الحسي وهو ماسبق في التعريف، والجانب المعنوي وهو المنهج الذي تحمله والهدف والغاية الذي تريد الوصول إليه من نشرٍ للإسلام ورفعٍ للظلم ومدافعةٍ للكافرين الأصليين منهم والمرتدين، وهي عنوان وشارة لأي دعوة فبها تتبين الدعوات وتتمايز الصفوف وقد حرص الإسلام على وضوح المنهج وصفاء الراية من أيِّ شائبة أو اعوجاج.

فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية. قلت: وما الغاية؟ قال: الراية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا، وفسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها دمشق) رواه أحمد.

قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: (غاية أي راية، وسميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف).

فالراية غاية للمتبعين يقفون حيث وقفت فالقتال مربوطٌ بالراية التي يُقاتلُ تحتها فهي تحدد المقصد لأن السائر تحتها سيتحرك حيث تحركت ويقف حيث وقفت ويمتثل أوامرها بالصدور والورود لا يتعداها ولا يخالفها في صغير ولا كبير فنحن نستطيع الحكم على الراية بمعرفة الغاية ونعرف الغاية بمعرفة الراية لأن الراية الظاهرة هي مظهر المقصد الخفي، والغاية المعلنة باللفظ والتصريح هي التي تحدد لنا الراية التي يقاتل المرء تحتها فلابد أن تكون الراية خالية من الجاهلية والعصبية وأن تكون واضحة غير عمّية.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب للعصبية، أو يدعوا إلى عصبية أو ينصر عصبية، فقتل، فَقِتْلَةٌ جاهلية) رواه مسلم.

والمقصود بالعمية كما قال النووي رحمه الله: (قالوا هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه، كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور، قال إسحاق بن راهويه، كتقاتل القوم للعصبية) أ.هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
متصل
نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام
نبيل القدس ابو اسماعيل


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38767
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

معلومات شرعية عن الرايات والالوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: معلومات شرعية عن الرايات والالوية   معلومات شرعية عن الرايات والالوية I_icon_minitime2017-01-01, 10:59 pm

محمد بن يوسف الزيادي كتب:
قال ابنُ عباس رضي الله عنه: (كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض) رواه الترمذي.

وعن جابر رضي الله عنه أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم "دخَل مكَّةَ ولِواؤهُ أَبيضُ) رواه أَبو داود.

يقول السرخسي رحمه الله في شرح السير الكبير: (وإنّما اُستُحِبَّ في الراياتِ السوادُ لِأنَّهُ عَلَمٌ لأَصحابِ القتال، وكلُّ قومٍ يُقَاتلون عندَ رايتهمْ، وإذا تفرَّقوا في حالِ القتال يتمكَّنُون مِنْ الرُّجوع إلى رايَتهمْ، والسَّوادُ في ضوْء النَّهار أَبْيَنُ وأَشْهَرُ مِنْ غَيْرِهِ خُصُوصًا في الْغُبَارِ. فلهذا اُسْتُحِبَّ ذلك. فأَمَّا مِنْ حَيثُ الشَّرعُ فلا بأْس بِأَنْ تُجْعَلَ الراياتُ بِيضًا أَو صفرًا أَو حُمْرًا، وإِنَّما يُخْتَارُ الْأبيَضُ في اللِّوَاءِ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحبَّ الثِّيابِ عِنْدَ اللَّه تعالى الْبِيضُ، فَلْيَلْبَسْهَا أَحْياؤُكُمْ وَكَفِّنُوا فيها موْتاكُمْ". واللِّواءُ لا يكونُ إلَّا واحدًا في كُلِّ جيْشٍ، ورُجوعُهُمْ إليهِ عنْدَ حاجَتهمْ إلى رَفْعِ أُمورهِمْ إلى السُّلْطَانِ. فَيُخْتَارُ الأَبيَضُ لذلكَ ليَكُونَ مُمَيَّزًا مِنْ الرَّاياتِ السُّودِ الَّتي هيَ للْقُوَّادِ).

وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (وكانت له راية سوداء يقال لها: العُقاب، وفي سنن أبي داود عن رجل من الصحابة قال: رأيتُ راية رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صفراء، وكانت له ألوية بيضاء، وربما جعل فجها الأسود).

الأحاديث الواردة فيها:

يقول ابن القيم رحمه الله: (وكان يرتِّبُ الجيش والمقاتلة، ويجعلُ في كل جنبةٍ كُفْئاً لها، وكان يُبارَزُ بين يديه بأمرِهِ، وكانَ يَلُبَسُ لِلحرب عُدَّتَه، ورُبَّمَا ظاهر بين دِرْعَيْنِ، وكان له الألويةُ والرايات.. وكان يرتب الصفوف ويُعَبِّئُهُم عند القتال بيده، ويقول: "تقدَّم يا فلان، تأخَّر يا فلان" وكان يستحب للرجُلِ منهم أن يُقاتل تحت راية قومِه).

أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه: (باب ما قيل في لواء النبي صلى الله عليه وسلم)؛ أن قيس بن سعد الأنصاري رضي الله عنه وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الحج فرجل.

وتحت باب " أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح " قال: (عن هشام عن أبيه قال: لما سار النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشاً؛ خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه، لكأنها نيران عرفة؟ فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوهم فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: "احبس أبا سفيان عند خطم الجبل، حتى ينظر إلى المسلمين". فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم، تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبة، قال: يا عباس من هذه؟ قال: هذه غفار، قال: مالي ولغفار، ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ومرت سليم فقال مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان.. اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحل الكعبة. فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الدمار. ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب، فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير بن العوام، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: "ما قال؟"، قال: كذا وكذا، فقال: "كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، يوم تكسى فيه الكعبة". قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون، قال عروة: وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية؟).

وأخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب - وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان - ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له)، وفي لفظ: (حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم).

يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (فدنا العدوُّ، وانحاز المسلمون إلى مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبَّأ المسلمون ثم اقتتلوا والرايةُ في يد زيدِ بن حارثة، فلم يزل يُقاتل بها حتى شَاطَ في رماح القوم وخرَّ صرِيعاً، وأخذها جعفرٌ، فقاتل بها حتى إذا أرهقه القتالُ اقتحم عن فرسه فعقرَها ثم قاتَل حتَّى قُتِلَ، فكان جعفر أوَّل مَن عَقَرَ فرسَه في الإسلامِ عند القتال، فقُطِعَتْ يمينُه فأخذ الراية بيساره، فَقُطِعَتْ يسارُه فاحتضن الراية حتى قُتِلَ وله ثلاث وثلاثون سنة، ثم أخذها عبدُ الله بن رَوَاحةَ وتقدَّم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزِلُ نفسه ويتردد بعض التردد ثم نزل، فأتاه ابنُ عم له بعَرق من لحم فقال: شُدّ بها صُلْبَك، فإنك قد لقيتَ في أيَّامِكَ هذِهِ ما لقيت، فأخذها مِن يده، فانتهس منها نهسة، ثم سمع الحَطْمَةَ في ناحية الناس، فقال: وأنت في الدنيا، ثم ألقاه مِن يده، ثم أخذ سيفه وتقدَّم، فقاتل حتَّى قُتِلَ، ثم أخذ الراية ثابتُ بن أقْرَم أخو بني عَجلان، فقال: يا معشر المسلمين؛ اصطلحُوا على رجل منكم، قالوا: أنتَ، قال: ما أنا بفاعلٍ، فاصطلح الناسُ على خالد بن الوليد، فلما أخذ الرايةَ دافع القومَ وحاش بهم، ثم انحاز بالمسلمين وانصرف بالناس"، وأخرج البخاري ومسلم عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي ابن أبي طالب". فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: "فأرسلوا إليه". فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم").

وفي زاد المعاد أن النبي صلى الله عليه وسلم "حين انصرف من خيبر إلى وادي القُرَى وكان بها جماعةٌ من اليهود، وقد انضاف إليهم جماعةٌ من العرب، فلما نزلوا استقبلهم يهودُ بالرمي، وهم على غير تعبئةٍ فعبَّأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لِلقتال وصفَّهم، ودفع لواءه إلى سعدِ بْنِ عُبادة ورايةً إلى الحُباب بن المنذر، ورايةً إلى سَهل بن حُنيف، ورايةً إلى عبَّاد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا أموالهم وحقنوا دماءَهم وحسابهم على الله، فبرز رجل منهم فبرز إليه الزبيرُ بن العوَّام فقتله، ثم برز آخرُ فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه عليُّ بن أبى طالب رضي الله عنه فقتله، حتى قُتِلَ منهم أحد عشرَ رجلاً، كلما قُتِلَ منهم رجلٌ دعا مَن بقي إلى الإسلامِ، وكانت الصلاة تحضُر ذلك اليومَ، فيُصلِّي بأصحابه، ثم يعودُ فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أَمْسوا، وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطَوْا ما بأيديهم، وفتحها عَنوة، وغنّمه اللهُ أموالهم، وأصابُوا أثاثاً ومتاعاً كثيراً".

وفيه أيضاً أنه حين "قَدِمَ عليه صلى الله عليه وسلم وفد صُداء لما انصرف من الجِعْرَانَةِ؛ بعث بعوثاً وهيأ بعثاً استعمل عليه قيسَ بنَ سعدِ بن عبادة، وعقد له لواءً أبيض ودفع إليه رايةً سوداء، وعسكر بناحية قناة في أربعمائةٍ مِن المسلمين".

الفوائد والأحكام المستفادة:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: (وفي هذه الأحاديث استحباب اتخاذ الألوية في الحروب، وأن اللواء يكون مع الأمير أو من يقيمه لذلك عند الحرب)، وقد تقدم حديث أنس: (أخذ الراية زيد بن حارثة فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب.. الحديث).

وقال الشافعي رحمه الله في كتاب الأم: (وجعل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرين شعاراً وللأوس شعاراً وللخزرج شعاراً وعقد النبي صلى الله عليه وسلم الألوية عام الفتح فعقد للقبائل قبيلةً قبيلة حتى جعل في القبيلة ألوية كلُّ لواء لأهله وكلُّ هذا ليتعارف الناس في الحرب وغيرها وتخفُّ المؤنة عليهم باجتماعهم وعلى الوالي كذلك؛ لأن في تفريقهم إذا أريد والأمرُ مؤنةٌ عليهم وعلى واليهم وهكذا أحبُّ للوالي أن يضع ديوانه على القبائل ويستظهر على من غاب عنه ومن جهل ممن يحضره من أهل الفضل من قبائلهم).

وقال الشوكاني رحمه الله عن القتال تحت راية قومه في كتاب نيل الأوطار: (إنما كان ذلك مشروعًا لما يتكلفه الإنسان من إظهاره القوة والجلادة إذا كان بمرأى من قومه ومسمع بخلاف ما إذا كان في غير قومه فإنه لا يفعل كفعله بين قومه لما جبلت عليه النفوس من محبة ظهور المحاسن بين العشيرة وكراهة ظهور المساوئ بينهم ولهذا أفرد صلى اللّه عليه وآله وسلم كل قبيلة من القبائل التي غزت معه غزوة الفتح بأميرها ورايتها كما يحكي ذلك كتب الحديث والسير)‏.‏

ويقول ابن القيم رحمه الله عن فقه قصة وفد صُداء: (فيها استحبابُ عقد الألوية والرايات للجيش، واستحبابُ كـونِ اللِّواء أبيض، وجواز كونِ الراية سوداء مِن غير كراهة).

مما تقدم يتبين لنا أهمية الرايات وحرص النبي صلى الله عليه وسلم عليها بل وتضحية جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه من أجل ألا تسقط راية الإسلام كما مر أنه قاتل بها حتى قُطِعَتْ يمينُه، فأخذ الراية بيساره، فَقُطِعَتْ يسارُه، فاحتضن الراية حتى قُتِلَ ولذا سُمّي جعفر الطيار وأيضاً تنافس الصحابة أيهم يعطى الراية - يومَ خيبر - دليلٌ على أهميتها وشرفها ومنزلتها في النفوس وإعطاء الرسول صلى الله عليه وسلم الراية لأحد أصحابه دليلٌ على محبة الله ورسوله له ومحبته لله ورسوله.

والراية لها جانبان: الجانب الحسي وهو ماسبق في التعريف، والجانب المعنوي وهو المنهج الذي تحمله والهدف والغاية الذي تريد الوصول إليه من نشرٍ للإسلام ورفعٍ للظلم ومدافعةٍ للكافرين الأصليين منهم والمرتدين، وهي عنوان وشارة لأي دعوة فبها تتبين الدعوات وتتمايز الصفوف وقد حرص الإسلام على وضوح المنهج وصفاء الراية من أيِّ شائبة أو اعوجاج.

فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية. قلت: وما الغاية؟ قال: الراية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا، وفسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها دمشق) رواه أحمد.

قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: (غاية أي راية، وسميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف).

فالراية غاية للمتبعين يقفون حيث وقفت فالقتال مربوطٌ بالراية التي يُقاتلُ تحتها فهي تحدد المقصد لأن السائر تحتها سيتحرك حيث تحركت ويقف حيث وقفت ويمتثل أوامرها بالصدور والورود لا يتعداها ولا يخالفها في صغير ولا كبير فنحن نستطيع الحكم على الراية بمعرفة الغاية ونعرف الغاية بمعرفة الراية لأن الراية الظاهرة هي مظهر المقصد الخفي، والغاية المعلنة باللفظ والتصريح هي التي تحدد لنا الراية التي يقاتل المرء تحتها فلابد أن تكون الراية خالية من الجاهلية والعصبية وأن تكون واضحة غير عمّية.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب للعصبية، أو يدعوا إلى عصبية أو ينصر عصبية، فقتل، فَقِتْلَةٌ جاهلية) رواه مسلم.

والمقصود بالعمية كما قال النووي رحمه الله: (قالوا هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه، كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور، قال إسحاق بن راهويه، كتقاتل القوم للعصبية) أ.هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhoob-alsdagh.yoo7.com
 
معلومات شرعية عن الرايات والالوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرايات السوداء لا وجود لها في الإسلام >> راشد الغنوشي
» المحاسبة فريضة شرعية
» معلومات قيمة لمن تلزمه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبيل - القدس :: اخبار - مقالات سياسية - :: قسم خاص - محمد بن يوسف الزيادي-
انتقل الى: