بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الخامسة =5= من سلسلة كيف نعقل؟
بعد ان ثبت لك بالعقل حجية القرءان وثبوته انه خطاب الله تعالى للبشرية ، فلا يحق لك ان تطلق العنان لعقلك الا بناء عليه ومن خلاله ، فيكون هو المكون الفكري والعقلي لك ، ولا ينبغي لك الحكم على الاحداث والوقائع الا من خلاله ، وخلال ما ارشد اليه من مصادر منبعها اساساً الوحي ، كالسنة النبوية ، واجماع الصحابة الكرام ، كونهم اول من تشكلت عقليتهم بموجب الوحي الكريم ، وكان هو المسدد لافهامهم وافكارهم ، وقد زكاهم الله في غير موضع رضي الله عنهم وارضاهم -كقوله تعالى ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) . بل وان تزكيتهم جاءت في الكتب السابقة وللامم السابقة كما قال تعالى
ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
فاجماعهم من ادلة الشريعة كونه كاشف عن وحي ، واثارة من علم الوحي .
لما وقف العقل مستسلماً منقاداً عاجزاً امام المعجزة الخالدة العظيمة - القرءان الكريم - اصبح دوره وشغله في فهم النص الشرعي الموحى به من عند الله لهداه ، ولبناء الحياة والنهضة الانسانية والحضارة الربانية على اساسه ، فكان لا بد له من ادراك امور لا غنى عنها ، لمعرفة مراد امر الله تعالى الذي اصبحت مصادره بين يديه ، وهذه المصادر هي :-
1= القرءان الكريم : وهو كتاب الله تعالى المعجز المحفوظ ، المتعبد بتلاوته واتباعه ، والمجموع بين دفتي المصحف الشريف ، والمبدوء بسورة الفاتحة والمختم بسورة الناس ، والمنقول لنا بالتوتر .
2= السنة النبوية المطهرة : وهي ما صح نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير .
3= اجماع الصحابة الكرام : ليس لذاته بل كونه كاشف عن دليل ، اي كونه مبيناً لوحي نطق به اجماعهم عليه ، فهم الذين لا يجتمعون على ضلالة ، ولا يُجمعون على باطل او هوى .
4= القياس : وهو الحاق فرعٍٍٍٍٍ ٍباصل لعلةٍ مشتركة جامعة بينهما . فيأخذ المستحدث حكم السابق بجامع العلة ، فتقاس الاشباه بالنظائر ، حسب القواعد والاصول المعتمدة لذلك عند فقهاء الامة وعلماء الاصول .
كما انه لا بد للعقل من ادراك لغة التنزيل والتشريع التي بها كان التشريع والخطاب الرباني الموحى به من الله تعالى لهداية البشرية سبيل الرشاد وسبل السلام .
فالنصوص لا تفسر ولا تفهم ولا تدرك الا بلغة اهلها ، الذين كانوا ينطقونها يوم وضعها وتشريعها ، فاللغة وسيلة الخطاب ، واللغة ماعون الفكر ، وبألفاظها ومفرداتها يتم نقل الفكر والتعبير عن الصور الذهنية المراد نقلها لذهن السامع .
فحتى تكون العقلية عقلية اسلامية شرعية ، لا بد لها من تصور وادراك معاني العربية ، ولعل هذا ما دفع امير المؤمنين عمر رضي اللع عنه وارضاه ان يقول : ( تعلموا العربية فانها تزيد في العقل ) .
نعم اخي واختي المتابعين الكرام - هكذا ينبغي ان تبنى العقليات الشرعية الاسلامية ، وهذا مكونها الاساس ...وللحديث بقية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .