بسم الله الرحمن الرحيم
71- من دروس القران التوعوية :
طرق معالجات الاسلام للفقر :-
الاسلام كما هو معروف دين شامل كامل ينتظم جميع مناحي الحياة بنظام رباني خاص ؛ موحى به من لدن خبير عليم حكيم لطيف بمن خلق ..
وتشريعات الاسلام جاءت لتعالج قضايا الانسان  في جميع مناحي حياته من مهده الى لحده :- فلذلك جاء التشريع في الاسلام منبثقا عن عقيدة الاستسلام والانقياد من المخلوق لخالقه بوصفه منهج تعبد وطاعة واستقامة مع صراط الغاية التي من اجلها خُلق الخلق ؛ وانصب هذا التشريع على معالجة قضايا الانسان بوصفه فرد فرتب له وجوب الحضانة والرضاعة والرعاية طفلا؛ ومن ضمنها حتى حسن اختيار اسمه؛ والتعليم والتربية والتدريب وحسن الاختيار والموازنة لمواجهة امور الحياة صبيا؛ وضمان ما يلزم عيشه في جماعة بشرية كهلا ..
وعالجت تشريعات الاسلام قضايا الانسان بوصفه جنس ونوع اراد خالقه له الاستمرار بنوعه وجنسه؛ فشرع له ما يلزم لتحقيق ذلك من احكام الزواج والنسب والعصبة والاسرة والاقارب والجيران ثم المجتمع ثم الامة ثم علاقته بالعالم ...
ثم عالجت احكام الاسلام القضايا الناتجة عن علاقات التعامل مع الاخرين من اولاد وابناء ثم اخوة واقارب واهل وابناء مجتمع ثم انطلاقا للالتقاء والتعامل مع الاخرين في العالم ككل..
فلذلك نجد ان هذه الاحكام جائت لتعالج اموره:
أ- بوصفه انسان كفرد له حاجات غرائزية واخرى عضوية اشباعها يضمن استمرار نفسه وحياته وصحة وسلامة بدنه واعضاء جسده ويضمن نوعه ونوعية ومستوى عيشه ؛؛؛
ب -بوصفه نوع وجنس يحتاج ويحرص على العيش ضمن نوعه وجنسه في تجمعات وجماعات ومجتمعات ؛؛؛ وما ينتج عن ذلك من علاقات ..
ج - بوصفه يعيش في بيئة حاضنة كبرى وصغرى؛اما الكبرى فالارض التي هيأها الله تعالى لتكون مهدا ممهدا لعيش الاحياء فيها؛ فخلق فيها اقواتها وبثها في جنباتها وخباياها لتقتات عليها الاحياء؛فنظم علاقته بها ونظم تعامله معها ونظم طرق الاستفادة والافادة منها وفيها ؛ والحاضنة الصغرى هي الاسرة التي يترعرع فيها ويكبر منذ الطفولة حتى الممات .. حيث تبدأ بالاسرة وتنتهي بالمجتمع ثم بالامة ...
والاحتياج والعوز والضعف والافتقار للغير صفة ملازمة للانسان بطبيعة خلقه وفي كل مراحل حياته ؛ {يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)النساء}..
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان} .. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)الروم} .. وبناء عليه فان الانسان مفتقر محتاج لغيره ليكمل ضعفه وعجزه ليتكامل بغيره في وجوده؛ والافتقار الحق يجب ان يكون لله ومنهجه القويم الذي به الحياة تستقيم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)فاطر} .. وهذا اول الاشارات الى معالجات الاسلام لمسألة الفقر؛ حيث عالج الاسلام فقر الانسان كنوع وكفرد وكجماعة ومجتمع وامم وشعوب ..
1- فاول طرق المعالجة ان تلجأ للغني الحميد الذي تفتقر اليه في وجودك؛ليعطيك منهج وجودك المحافظ على استقامة وجودك؛ فحل مشكلة فقرك في اتباع منهجه وشرعه ؛ فهو الذي خلق الخلق وقدر ما يلزم الخلق للاستمرار في الوجود بما يصلح الوجود..{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) طه}..
2- وهنا تظهر لنا مشكلة الانسان مع الشيطان وعلاقة الشيطان ومناهجه باغوا الانسان لاضلاله عن منهج الله تعالى الحق؛ فمن اهم وسائل الشيطان ونظمه الموسوس بها لاتباعه من شياطين الانس هو صناعة الفقر وصناعة الفاحشة؛ ومنهجه قائم على وعد الفقر المقترن بنشر الفاحشة؛فالفقر في منهج الشياطين سابق لنشر الفاحشة؛ { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة} .. وهذه الاية من اعظم المنفرات من الفقر والمبغضات له في نفوس اولي البصائر !!
3-  ان الله تعالى بث في الارض اقواتها التي يعتاش بها الاحياء ومنها الانسان ؛ { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) فصلت}.. وهنا تظهر لنا مشكلة في الانسان نفسه؛ وناتجة عن فرط غريزة التملك؛ الا وهي الحصرص والمنع الناتج عن الهلع  الناتج عن فرط اشباع الغريزة .. {إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعࣰا ۝٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَیۡرُ مَنُوعًا ۝٢ المعارج} .. وهذا يحصل للانسان اذا غابت عن نفسه وعقليته وحياته مفاهيم الايمان وهدي الوحي ؛ بدليل قوله تعالى مستثنيا من ذلك دائمي الصلاة والصلة بالله تعالى ومفاهيم الايمان المتمكنة من انفسهم وذلك في قوله تعالى :- { إِلَّا ٱلۡمُصَلِّینَ ۝٢٢ ٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَاۤىِٕمُونَ ۝٢٣ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) ﴾المعارج}.فلاحظ ان معالجة طغيان فرط اشباع غريزة حب التملك بدوام الصلاة المنشئة للصلة بالله عن طريق بناء العقلية والنفسية بمفاهيم شرعه؛ثم يربون انفسهم على البذل والعطاء بان يجعلوا في اموالهم حقا معلوما للسائل المحتاج والمحروم الفقير من اخوانهم البشر .. فلذلك سيطروا على دوافع النفس الغرائزية ووجهوها وجهة الخير التي ارادها الله منهم ؛فلذلك وصفهم الله تعالى بقوله فيهم : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (-8-) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)الانسان}.. ولتطهير انفسهم من فرط الحرص ومن الجشع والطمع والشح والبخل المولد للانانية والحسد والقاتل لروح الشعور والاحساس بالمسؤلية تجاه الاخرين؛ شرع  الاسلام عبادات مالية كالزكاة المفروضة على الاموال والزروع والثمار والمواشي والاغنام والركاز؛ وكالهدي في الحج والاضحية في عيد الاضحى وصدقة الفطر بانتهاء رمضان والكفارات لبعض الاخطاء والاثام والمخالفات ؛ وندب اطعام الطعام وسن المنيحة وشرع الهبة والوقف على مصالح المجتمع والجماعة واوجب الوفاء بالنذور واداء النفقات الواجبة ...
4- ونجد ان الاسلام حرم منع الناس من الوصول الى ارزاقهم او التلاعب بأقواتهم ؛ فحرم الاحتكار الذي من شأنه التحكم والتلاعب بالاسعار؛ وهذا يشمل المناجم كمناجم الملح والنفط والمعادن؛ والمرافق العامة كالينابيع والانهار والسيول والجداول والبحيرات ... واوجب في المناجم ان يكون حكمها كحكم الركاز فخمسه للدولة والباقي يعود انفاقه على تكلفة استخراجه وعلى المشاريع العامة للامة ..
5- جعل الاسلام الناس شركاء في الكلأ والوقود والماء ؛ فلا تحكير في ذلك ولا تمليك ملكية خاصة .. بل هذه امور تبقى مشاعا للناس .. فلا يباع كلأ المراعي؛ولا يباع وقود الناس حتى يستكفي الناس ويفيض عن حاجتهم - الغاز والبترول - ولا الكهرباء المأخوذة من السدود وجريان الانهار ومحطات توليد الطاقة الطبيعية ؛؛؛ كالهواء وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ...
ويتوجب على الدولة استخراج كنوز الارض من مناجمها ؛ وهذا بحاجة الى ايد عاملة وخبراء مما يؤدي الى تشغيل الناس وتقليل البطالة ؛ويفتح اسواق التجارة والتصنيع والتعدين ...
6- قسم الاسلام الارض الى قسمين:أ- ارض عشرية التي يجب في ريعها العشر؛ وهي ارض الجزيرة و كل ارض لم تفتح عنوة ؛؛ وكذلك كل ارض يتوافق المسلمون عليها لتكون لبناء المنازل والدور؛ وهي ما تنظمها البلديات وتجعلها ارضا سكنية او تجارية .. فهذه تملك وتورث كبقية الاموال مطلقا.. ويتملكها المسلم والذمي على حد سواء؛ ويبيعها ويشتريها ويؤجرها ويهبها ويوقفها ويورثها لورثته ..
ب - ارض خراجية :- وهي كل ارض فتحها جيش الاسلام ؛ عنوة او صلحاً .. فهذه تبقى ملكية رقبتها بيد الدولة ؛ والدولة ترى رأيها بمشورة اهل الحل والعقد فيها ؛ فتردها على واضع اليد شريطة اداء خراجها؛ والخراج يُضرب بنسبة لا تقل عن عشر الناتج ولا تزيد عن ثلثه ؛ ويحسب الخراج على متوسط انتاج الارؤض المحيطة ؛ فمن كانت له يد على ارض خراجية باحياءها او وراثة منفعتها عن مورثه ولم يزرعها ولم يعدها للدولة فيدفع لجباة الخراج خراج مثلها ولا يجوز له ان يعطلها ثلاث سنين متتالية والاتسحب منه...
وتشجيعا على استغلال الارض فقد جعل الاسلام من احيا ارضا مواتا فهي له ؛ فان كانت عشرية امتلكها رقبة ومنفعة؛ وان كانت خراجية امتلك منفعتها؛وتبقى خاضعة لقاعدة وليس لمحتجر بعد ثلاث...
فاستغلال الاراضي واحياء مواتها بلا شك يحتاج الى ايد عاملة وعمالة دائمة على مدار الدورات الزراعية في العام؛ وهذا من اسباب ايجاد فرص العمل والتشغيل وانهاء البطالة ..
وقد شجع الاسلام من خلال القران والسنة على الزراعة والغرس ...
7- ان مؤسسات اموال الزكاة وعمل مشاريع وقفية منها على المحتاجين والفقراء وتشغيلهم فيها لهو احد اهم الحلول لمشكلة الفقر والبطالة ايضا ؛ فقد كان النبي سلام الله عليه والخلفاء الراشدون من بعده ينمون اموال الصدقة خاصة المواشي؛ كالابل وغيرها .. وقد جاء في الحديث "نموا اموال الايتام كي لا تأكلها الصدقات" . ثم ان الزكاة والصدقات حق معلوم للسائل والمحروم متعلق بالمال من حيث هو مال؛ وان الموكل والمكلف بجمعه وتوزيعه قسم خاص بالصدقات يتبع لبيت المال؛ باشراف الدولة وخاضع لسؤال و لمحاسبة مجموع الامة ؛  ويجوز ان يتولى الموكل بهذا المال العمل على تنميته كما كان الحال مع ابل الصدقة وتعيين الرعاة والحلابين لها...
8- اباح الاسلام لحوم صيد البر والبحر ؛ مما يجعل امام الامة مستودعات هائلة من لحوم سائمات البراري؛ ومستودعات ضخمة من لحوم اسماك وحيتان البحار؛ حيث معظم بلاد المسلمين تخترقها اعظم الانهار ومطلة على شواطيء معظم البحار ...والبحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته ...
9- لقد اباح الاسلام وحث على الوقف العيني -على كافة افراد الامة- كتسبيل ابار المياه؛ والوقف الذُري ؛وهو الوقف على الاقارب والذرية ...
10- اباح الاسلام شركات الوجوه التي تعتبر مؤسسة تضامنية بين منتسبيها بحيث يكون مردود العمل لهم وبينهم جميعا؛ وهذا ربما لليوم موجود في بعض مجتمعاتنا ومثاله ان يتفق مجموعة من الناس او ارباب الاسر على اخذ عمل والقيام به باجرة توزع على الجميع؛فمن يطبخ لهم الطعام ومن يقاول ومن يسقيهم الماء ومن يعمل لهم الشاي كلهم لهم حصص كبقية من يعمل؛ وهذا شائع لليوم في اعمال المزارع واعمال الحقول؛ و كذلك اباح شركات المضاربة بحيث يكون المال من مالكه والجهد ممن لا يملك المال .. كما اباح القرض الحسن لفك والعسرة وتفريج الكربة؛ واباح ضمانه بالرهن وما يضمن السداد ..!!
11- ان سياسة الاسلام الاقتصادية التي تقوم على الاقتصاد الحقيقي وتمنع الاقتصاد الوهمي لها اشد الاثر في تمكين الناس من الوصول الى ارزاقهم الطبيعية بالطرق الطبيعية .. فاذا توافر ذاك المناخ توجب قطع يد السارق !! وحرمت على السائل المسألة الا بما ابيحت له ...
12- ان الاسلام يهدف بتشريعاته القضاء على الفقر والعوز؛ فلا يبقي معوزا الا من به علة خَلقية او اعاقة تمنعه من العمل..اما كل قادر على العمل والانتاج فيتوجب عليه العمل؛فاموال الزكاة عندما تدفع للفقير لا تدفع بقصد سد الرمق؛او سد حاجة انية مؤقتة؛انما تدفع له على سبيل اغناءه .. فيتحول الى منتج يتزكى مما هو فيه من حالة انكسار مستغن بما جعل الله تعالى له من حق؛ مزكي في الحول القادم ...!!
فغاية موظفي وعمال الزكاة ليس كما هو اليوم تعويد الناس على التسول والاستجداء!! بل تحويلهم الى اغنياء والى ايد منتجة تكون عونا لمجتمعاتها لا عالة عليها !!...
وبعد هذا اظن انه ان وجد من ينفذه ويطبقه سننثر الحبوب على رؤوس الجبال للطيور حتى لا يبقى طير جائع في بلاد المسلمين !! وبعد هذا ايضا اذا اضطر سارق ليسرق فالخطأ في تنفيذ الوالي للسياسة الشرعية فكما قال عمر رضي الله عنه لعمرو بن العاص لمخا ولاه مصر ذات النيل والخيرات لان اتيتني بسارق لاقطع يدك انت !!!
اللهم اعزنا بديننا واغننا بفضلك عمن سواك وول امورنا خيارنا ولا تول امورنا شرارنا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا واله وصحبه وسلم ؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم
71- من دروس القران التوعوية :
طرق معالجات الاسلام للفقر :-
الاسلام كما هو معروف دين شامل كامل ينتظم جميع مناحي الحياة بنظام رباني خاص ؛ موحى به من لدن خبير عليم حكيم لطيف بمن خلق ..
وتشريعات الاسلام جاءت لتعالج قضايا الانسان في جميع مناحي حياته من مهده الى لحده :- فلذلك جاء التشريع في الاسلام منبثقا عن عقيدة الاستسلام والانقياد من المخلوق لخالقه بوصفه منهج تعبد وطاعة واستقامة مع صراط الغاية التي من اجلها خُلق الخلق ؛ وانصب هذا التشريع على معالجة قضايا الانسان بوصفه فرد فرتب له وجوب الحضانة والرضاعة والرعاية طفلا؛ ومن ضمنها حتى حسن اختيار اسمه؛ والتعليم والتربية والتدريب وحسن الاختيار والموازنة لمواجهة امور الحياة صبيا؛ وضمان ما يلزم عيشه في جماعة بشرية كهلا ..
وعالجت تشريعات الاسلام قضايا الانسان بوصفه جنس ونوع اراد خالقه له الاستمرار بنوعه وجنسه؛ فشرع له ما يلزم لتحقيق ذلك من احكام الزواج والنسب والعصبة والاسرة والاقارب والجيران ثم المجتمع ثم الامة ثم علاقته بالعالم ...
ثم عالجت احكام الاسلام القضايا الناتجة عن علاقات التعامل مع الاخرين من اولاد وابناء ثم اخوة واقارب واهل وابناء مجتمع ثم انطلاقا للالتقاء والتعامل مع الاخرين في العالم ككل..
فلذلك نجد ان هذه الاحكام جائت لتعالج اموره:
أ- بوصفه انسان كفرد له حاجات غرائزية واخرى عضوية اشباعها يضمن استمرار نفسه وحياته وصحة وسلامة بدنه واعضاء جسده ويضمن نوعه ونوعية ومستوى عيشه ؛؛؛
ب -بوصفه نوع وجنس يحتاج ويحرص على العيش ضمن نوعه وجنسه في تجمعات وجماعات ومجتمعات ؛؛؛ وما ينتج عن ذلك من علاقات ..
ج - بوصفه يعيش في بيئة حاضنة كبرى وصغرى؛اما الكبرى فالارض التي هيأها الله تعالى لتكون مهدا ممهدا لعيش الاحياء فيها؛ فخلق فيها اقواتها وبثها في جنباتها وخباياها لتقتات عليها الاحياء؛فنظم علاقته بها ونظم تعامله معها ونظم طرق الاستفادة والافادة منها وفيها ؛ والحاضنة الصغرى هي الاسرة التي يترعرع فيها ويكبر منذ الطفولة حتى الممات .. حيث تبدأ بالاسرة وتنتهي بالمجتمع ثم بالامة ...
والاحتياج والعوز والضعف والافتقار للغير صفة ملازمة للانسان بطبيعة خلقه وفي كل مراحل حياته ؛ {يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)النساء}..
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان} .. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)الروم} .. وبناء عليه فان الانسان مفتقر محتاج لغيره ليكمل ضعفه وعجزه ليتكامل بغيره في وجوده؛ والافتقار الحق يجب ان يكون لله ومنهجه القويم الذي به الحياة تستقيم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)فاطر} .. وهذا اول الاشارات الى معالجات الاسلام لمسألة الفقر؛ حيث عالج الاسلام فقر الانسان كنوع وكفرد وكجماعة ومجتمع وامم وشعوب ..
1- فاول طرق المعالجة ان تلجأ للغني الحميد الذي تفتقر اليه في وجودك؛ليعطيك منهج وجودك المحافظ على استقامة وجودك؛ فحل مشكلة فقرك في اتباع منهجه وشرعه ؛ فهو الذي خلق الخلق وقدر ما يلزم الخلق للاستمرار في الوجود بما يصلح الوجود..{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) طه}..
2- وهنا تظهر لنا مشكلة الانسان مع الشيطان وعلاقة الشيطان ومناهجه باغوا الانسان لاضلاله عن منهج الله تعالى الحق؛ فمن اهم وسائل الشيطان ونظمه الموسوس بها لاتباعه من شياطين الانس هو صناعة الفقر وصناعة الفاحشة؛ ومنهجه قائم على وعد الفقر المقترن بنشر الفاحشة؛فالفقر في منهج الشياطين سابق لنشر الفاحشة؛ { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة} .. وهذه الاية من اعظم المنفرات من الفقر والمبغضات له في نفوس اولي البصائر !!
3- ان الله تعالى بث في الارض اقواتها التي يعتاش بها الاحياء ومنها الانسان ؛ { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) فصلت}.. وهنا تظهر لنا مشكلة في الانسان نفسه؛ وناتجة عن فرط غريزة التملك؛ الا وهي الحصرص والمنع الناتج عن الهلع الناتج عن فرط اشباع الغريزة .. {إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعࣰا ۝٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَیۡرُ مَنُوعًا ۝٢ المعارج} .. وهذا يحصل للانسان اذا غابت عن نفسه وعقليته وحياته مفاهيم الايمان وهدي الوحي ؛ بدليل قوله تعالى مستثنيا من ذلك دائمي الصلاة والصلة بالله تعالى ومفاهيم الايمان المتمكنة من انفسهم وذلك في قوله تعالى :- { إِلَّا ٱلۡمُصَلِّینَ ۝٢٢ ٱلَّذِینَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَاۤىِٕمُونَ ۝٢٣ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) ﴾المعارج}.فلاحظ ان معالجة طغيان فرط اشباع غريزة حب التملك بدوام الصلاة المنشئة للصلة بالله عن طريق بناء العقلية والنفسية بمفاهيم شرعه؛ثم يربون انفسهم على البذل والعطاء بان يجعلوا في اموالهم حقا معلوما للسائل المحتاج والمحروم الفقير من اخوانهم البشر .. فلذلك سيطروا على دوافع النفس الغرائزية ووجهوها وجهة الخير التي ارادها الله منهم ؛فلذلك وصفهم الله تعالى بقوله فيهم : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (-8-) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)الانسان}.. ولتطهير انفسهم من فرط الحرص ومن الجشع والطمع والشح والبخل المولد للانانية والحسد والقاتل لروح الشعور والاحساس بالمسؤلية تجاه الاخرين؛ شرع الاسلام عبادات مالية كالزكاة المفروضة على الاموال والزروع والثمار والمواشي والاغنام والركاز؛ وكالهدي في الحج والاضحية في عيد الاضحى وصدقة الفطر بانتهاء رمضان والكفارات لبعض الاخطاء والاثام والمخالفات ؛ وندب اطعام الطعام وسن المنيحة وشرع الهبة والوقف على مصالح المجتمع والجماعة واوجب الوفاء بالنذور واداء النفقات الواجبة ...
4- ونجد ان الاسلام حرم منع الناس من الوصول الى ارزاقهم او التلاعب بأقواتهم ؛ فحرم الاحتكار الذي من شأنه التحكم والتلاعب بالاسعار؛ وهذا يشمل المناجم كمناجم الملح والنفط والمعادن؛ والمرافق العامة كالينابيع والانهار والسيول والجداول والبحيرات ... واوجب في المناجم ان يكون حكمها كحكم الركاز فخمسه للدولة والباقي يعود انفاقه على تكلفة استخراجه وعلى المشاريع العامة للامة ..
5- جعل الاسلام الناس شركاء في الكلأ والوقود والماء ؛ فلا تحكير في ذلك ولا تمليك ملكية خاصة .. بل هذه امور تبقى مشاعا للناس .. فلا يباع كلأ المراعي؛ولا يباع وقود الناس حتى يستكفي الناس ويفيض عن حاجتهم - الغاز والبترول - ولا الكهرباء المأخوذة من السدود وجريان الانهار ومحطات توليد الطاقة الطبيعية ؛؛؛ كالهواء وطاقة الرياح والطاقة الشمسية ...
ويتوجب على الدولة استخراج كنوز الارض من مناجمها ؛ وهذا بحاجة الى ايد عاملة وخبراء مما يؤدي الى تشغيل الناس وتقليل البطالة ؛ويفتح اسواق التجارة والتصنيع والتعدين ...
6- قسم الاسلام الارض الى قسمين:أ- ارض عشرية التي يجب في ريعها العشر؛ وهي ارض الجزيرة و كل ارض لم تفتح عنوة ؛؛ وكذلك كل ارض يتوافق المسلمون عليها لتكون لبناء المنازل والدور؛ وهي ما تنظمها البلديات وتجعلها ارضا سكنية او تجارية .. فهذه تملك وتورث كبقية الاموال مطلقا.. ويتملكها المسلم والذمي على حد سواء؛ ويبيعها ويشتريها ويؤجرها ويهبها ويوقفها ويورثها لورثته ..
ب - ارض خراجية :- وهي كل ارض فتحها جيش الاسلام ؛ عنوة او صلحاً .. فهذه تبقى ملكية رقبتها بيد الدولة ؛ والدولة ترى رأيها بمشورة اهل الحل والعقد فيها ؛ فتردها على واضع اليد شريطة اداء خراجها؛ والخراج يُضرب بنسبة لا تقل عن عشر الناتج ولا تزيد عن ثلثه ؛ ويحسب الخراج على متوسط انتاج الارؤض المحيطة ؛ فمن كانت له يد على ارض خراجية باحياءها او وراثة منفعتها عن مورثه ولم يزرعها ولم يعدها للدولة فيدفع لجباة الخراج خراج مثلها ولا يجوز له ان يعطلها ثلاث سنين متتالية والاتسحب منه...
وتشجيعا على استغلال الارض فقد جعل الاسلام من احيا ارضا مواتا فهي له ؛ فان كانت عشرية امتلكها رقبة ومنفعة؛ وان كانت خراجية امتلك منفعتها؛وتبقى خاضعة لقاعدة وليس لمحتجر بعد ثلاث...
فاستغلال الاراضي واحياء مواتها بلا شك يحتاج الى ايد عاملة وعمالة دائمة على مدار الدورات الزراعية في العام؛ وهذا من اسباب ايجاد فرص العمل والتشغيل وانهاء البطالة ..
وقد شجع الاسلام من خلال القران والسنة على الزراعة والغرس ...
7- ان مؤسسات اموال الزكاة وعمل مشاريع وقفية منها على المحتاجين والفقراء وتشغيلهم فيها لهو احد اهم الحلول لمشكلة الفقر والبطالة ايضا ؛ فقد كان النبي سلام الله عليه والخلفاء الراشدون من بعده ينمون اموال الصدقة خاصة المواشي؛ كالابل وغيرها .. وقد جاء في الحديث "نموا اموال الايتام كي لا تأكلها الصدقات" . ثم ان الزكاة والصدقات حق معلوم للسائل والمحروم متعلق بالمال من حيث هو مال؛ وان الموكل والمكلف بجمعه وتوزيعه قسم خاص بالصدقات يتبع لبيت المال؛ باشراف الدولة وخاضع لسؤال و لمحاسبة مجموع الامة ؛ ويجوز ان يتولى الموكل بهذا المال العمل على تنميته كما كان الحال مع ابل الصدقة وتعيين الرعاة والحلابين لها...
8- اباح الاسلام لحوم صيد البر والبحر ؛ مما يجعل امام الامة مستودعات هائلة من لحوم سائمات البراري؛ ومستودعات ضخمة من لحوم اسماك وحيتان البحار؛ حيث معظم بلاد المسلمين تخترقها اعظم الانهار ومطلة على شواطيء معظم البحار ...والبحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته ...
9- لقد اباح الاسلام وحث على الوقف العيني -على كافة افراد الامة- كتسبيل ابار المياه؛ والوقف الذُري ؛وهو الوقف على الاقارب والذرية ...
10- اباح الاسلام شركات الوجوه التي تعتبر مؤسسة تضامنية بين منتسبيها بحيث يكون مردود العمل لهم وبينهم جميعا؛ وهذا ربما لليوم موجود في بعض مجتمعاتنا ومثاله ان يتفق مجموعة من الناس او ارباب الاسر على اخذ عمل والقيام به باجرة توزع على الجميع؛فمن يطبخ لهم الطعام ومن يقاول ومن يسقيهم الماء ومن يعمل لهم الشاي كلهم لهم حصص كبقية من يعمل؛ وهذا شائع لليوم في اعمال المزارع واعمال الحقول؛ و كذلك اباح شركات المضاربة بحيث يكون المال من مالكه والجهد ممن لا يملك المال .. كما اباح القرض الحسن لفك والعسرة وتفريج الكربة؛ واباح ضمانه بالرهن وما يضمن السداد ..!!
11- ان سياسة الاسلام الاقتصادية التي تقوم على الاقتصاد الحقيقي وتمنع الاقتصاد الوهمي لها اشد الاثر في تمكين الناس من الوصول الى ارزاقهم الطبيعية بالطرق الطبيعية .. فاذا توافر ذاك المناخ توجب قطع يد السارق !! وحرمت على السائل المسألة الا بما ابيحت له ...
12- ان الاسلام يهدف بتشريعاته القضاء على الفقر والعوز؛ فلا يبقي معوزا الا من به علة خَلقية او اعاقة تمنعه من العمل..اما كل قادر على العمل والانتاج فيتوجب عليه العمل؛فاموال الزكاة عندما تدفع للفقير لا تدفع بقصد سد الرمق؛او سد حاجة انية مؤقتة؛انما تدفع له على سبيل اغناءه .. فيتحول الى منتج يتزكى مما هو فيه من حالة انكسار مستغن بما جعل الله تعالى له من حق؛ مزكي في الحول القادم ...!!
فغاية موظفي وعمال الزكاة ليس كما هو اليوم تعويد الناس على التسول والاستجداء!! بل تحويلهم الى اغنياء والى ايد منتجة تكون عونا لمجتمعاتها لا عالة عليها !!...
وبعد هذا اظن انه ان وجد من ينفذه ويطبقه سننثر الحبوب على رؤوس الجبال للطيور حتى لا يبقى طير جائع في بلاد المسلمين !! وبعد هذا ايضا اذا اضطر سارق ليسرق فالخطأ في تنفيذ الوالي للسياسة الشرعية فكما قال عمر رضي الله عنه لعمرو بن العاص لمخا ولاه مصر ذات النيل والخيرات لان اتيتني بسارق لاقطع يدك انت !!!
اللهم اعزنا بديننا واغننا بفضلك عمن سواك وول امورنا خيارنا ولا تول امورنا شرارنا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا واله وصحبه وسلم ؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.