ملامح آخرى من آلأرهاب ألمقنن ألذي يواجه العراق
يوماً بعد آخر تنعكس آثار الفساد المقنن لأرهاب و إذلال الشعب العراقي المسكين الذي كان و ما يزال ضحية فساد الحكومات الأرهابية التي تربعت على كرسيّ الحكم بطرائق شتى؛ كآلأنقلابات و المؤآمرات و التجسس و (الدّيمقراطية المستهدفة) و التحالفات المشبوهة و غيرها من الفنون السياسية .. لأجل المال و الشهوة و الحمايات و التكبر و التسلط على الناس و إذلالهم بحماياتهم و سياراتهم المصفحة.
و كما أشرت قبل 10 سنوات, إلى (الأخطر الذي سيواجه العراق بعد الأرهاب), في دراسة معمقة نقدية واقعية بسبب فساد الحاكمين و ضعف بصيرتهم و هشاشة متبنياتهم الفكرية خصوصا في المجال العقائدي و الأقتصادي و المالي و الأداري؛ أقدّم لكم برهاناً آخر مع البراهين السابقة التي عرضتها كملمح خطير آخر بجانب الملامح التي عرضتها عليكم بشأن هذا الأرهاب الأسوء و الأخطر الذي خلّف إرهاب داعش الذي قُضي عليه بسواعد المجاهدين الفقراء في كلّ شيئ إلّا الأيمان بآلله و اليوم الآخر و حقوق الناس.
و قبل بيانه, أودّ الأشارة إلى أنّ السياسيين الحاكمين لحدّ هذه اللحظة ما زالوا مصرّين على الفساد و يسرقون الفقراء بإنتظام و بدم بارد من خلال الرّواتب و المخصصات و غسيل الأموال عبر الحولات البنكية و آلشركات الوهمية بغطاء "قانوني" .. كما رواتبهم "القانونية" جداً جداً!
و اللطيف أن بعض كبار هؤلاء الفاسدين المجرمين كصولاغ و الأعرجي و السوداني و أمثالهم قد إنسحبوا بهدوء مع ملياراتهم و شركاتهم و شركائهم بعد معرفتهم بعواقب ما خلّفوه و تركوه من آلجهل و المآسي .. أمّا الباقين فما زالوا مُصرّين على النّهب و الفساد و بغطاء القانون القرقوشي الذي ما نفع سوى الفاسدين, بمعنى؛ أنّ المجرمين السّابقين الذين إنسحبوا أشرف و أنصف نسبياً من الباقين بعض الشيئ, رغم إجرامهم الخطير و عواقب ما فعلوه و ما تركوه و لا يزال.
و العراقيون للآن لا يفهمون حتى معنى (غسيل الأموال) أو التحويلات أو عمليات بيع و شراء العملية الأجنبية و تحويلها لأرصدتهم عبر شركات وهمية أو حتى حقيقية بشكل غير قانوني, رغم إني بيّنت ذلك تفصيلاً قبل عشر سنوات, لا أدري هل الغباء العراقيّ المقدس يزداد يوماً بعد آخر مع صعود وتيرة الفساد و السرقات!؟
أم هو الجّهل بقضية الحقوق و المستقبل الأسود!؟
فقد أشار أخي الدكتور السعيدي إلى إختفاء و رداءة البطاقة التموينية, و الشعب فاتحا فاه و كأنه ينتظر الموت الأكيد للأسف و بإختيار!
حيث قال و هو يكرّر نعي الناعين بشكل ساخر:
[نعي كتبهُ القابعون تحت خط الفقر بعد مرض عضال, و جراحة ترقيعية فاشلة, توفيت في ردهة (العملية السياسية) ألسيدة البطاقة التموينية, حرم صاحب المآسي الحصار الظالم, و والدة (30) مليون عراقي, نصفهم يسكنون تحت خط الفقر, بعد عمر ناهز عقود من الزمان و ستوارى مفرداتها النسيان في مخازن وزارة التجارة, و ستقام مجالس العزاء في بيوت الطين و القصب و البردي خلف مساكن الصفيح و الدور التي يقطنها أطفال (الحواسم), و سيشترك العاطلون عن العمل في إحياء مراسم العزاء على فقدان المواد الغذائية الرديئة و هم يبحثون عن ابنائهم المفقودين و المغدورين .... في مدن العراق ... المحترقه].
آخر الكلام:
و بعد أن لم تسمع و لم تطبق المرجعية الدينية الشريفة ندائنا الشرعي بشأن تعين حاكم عادل لتأسيس حكومة شرعية قانونية تنصف الناس و كما بيّنا سابقا و بآلتفصيل ..
و كذلك عدم إمكانية إقامة حكومة (الولي الفقيه) لعدم وعي و معرفة العراقيين بفلسفة الولاية في الحكم!
و كذلك عدم قدرة و وعي الشعب لما جرى و يجري عليه من المآسي و الأخطار ..
أرى من الأفضل و لأجل درء الأخطار المهلكة القادمة؛ ألتعاون بجدّ و إخلاص على الأقل مع قوات الأحتلال الأمريكي لتصفية الوضع و معاقبة الفاسدين لتأسيس حكومة علمانيّة – بإشراف مباشر من القوات الاجنبية على الطريقة الغربية ..
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي